23‏/09‏/2014

الشاي والقهوة

فنجان من القهوة أو الشاي شراب يستلذه الملايين من الناس في كل مكان . فالعالم يستهلك خمسة بلايين كيلو جراماً من القهوة كل عام !!
والقهوة ، والشاي ، والكولا ، والكاكاو ، والشوكولاته .
.. كلها تحتوي على مادة تسمى " الكافئين " . وتقول المجلة الطبية البريطانية الشهيرة وقد يكون الكافئين أكثر الأدوية أنتشاراً في العالم أجمع ، بسبب مايستهلكه الناس من هذه المشروبات " وتؤكد ذلك دائرة المعارف البريطانية فتقول : وإن ثلث سكان العالم يشربون القهوة ساخنة أو باردة بكميات تفوق أي مشروب آخر سوى الشاي . وتجمع المصادر العلمية علىأن الكميات المعتدلة من القهوة أو الشاي تحسن أداء المرء لعمله اليومي ، فتنشط الجسم وتحسن المزاج .

وأكثر الناس استهلاكاً للقهوة في العالم هم الفنلنديون ، يليهم سكان السويد ، فالدنمارك ، فهولندا ، فالولايات المتحدة ، فسويسرا ، فكندا ، فإيطاليا ، فبريطانيا ، فاليابان ... ولكن يبدو من خلال مقارنة كميات البن المستخدمة في صنع فنجان واحد ، أن فنجان من القهوة التركية ربما يحتوي نصف مايحتويه فنجان القهوة الأجنبية من
الكافئين ( حيث تستخدم ملعقة صغيرة من البن في صنع فنجان من القهوة التركية ، في حين تستخدم ملعقة كبيرة من البن في صنع فنجان من القهوة الأجنبية ) .
أما فيما يتعلق بالقهوة السعودية ، فإن 200 مل مـن القهـوة السعوديـة ( المحضرة بإضافة ملعقة كبيرة من البن وملعقة كبيرة من الهيل إلى الماء ، كما في إحدى الطرق ) - ربما تعطي كمية مماثلة من الكافئين لما يعطيه فنجان واحد فقط من القهوة الأجنبية ( حيث تضاف ملعقة كبيرة من البن لكل 200مل من الماء ) . ولهذا فإن شرب بضع رشفات من القهوة السعودية ربما لايعطي سوى كمية قليلة من الكافئين . وتحتاج هذه المقارنات إلى توثيق وتأكيد بالمعايرة المخبرية ، فقد يكون لطريقة تحميص وصنع القهوة تأثير على كمية الكافئين .

فوائد القهوة

ذكرت دائرة المعارف البريطانية في طبعة 1987م فوائد القهوة فقالت : تنشط القهوة نشاط الدماغ ... وتسرع القلب ... وتعمل كمدر للبول ... وقد توصف القهوة أو الكافئين في علاج الربو المزمن .. وفي علاج صداع الشقيقة ، والاستسقاء .

الإفراط في شرب القهوة والشاي

جاء في كتاب الصيدلة الآكلينيكية يعرف المفرط في شرب القهوة أو الشاي بأنه الشخص الذي يتناول أكثر من 300 ملجم من الكافئين يومياً . أي الذي يشرب 5 فناجين من القهوة الفورية ( مثالها نسكافيه ) ، ( وكل فنجان يحتوي على 60 ملجم أكثر أو أقل 20 ملجم من الكافئين ) . أو الذي يشرب 4 فناجين من القهوة الأجنبية المخمرة ، وكل فنجان منها يحتوي على 80 أكثر أو أقل 20 ملجم من الكافئين ) . أو الذي يشرب 10 فناجين من الشاي العادي وكل فنجان يحتوي على 30 ملجم من الكافئين .
ملاحظة هامة : قد يصل تركيز الكافئين في الشاي المركز إلى 80 ملجم في كل فنجان ، وهذا يعني
ويختلف تأثير القهوة أختلافاً شديداً بين الناس ، وقد يحدث هذا الاختلاف في الشخص ذاته من حين إلى آخر . ويبدو من أفرط في شرب القهوة متنبهاً.. قلقاً .. متحفزاً .. ويقظاً ... ويمكن للذين يستهلكون الكافئين ( في القهوة أو الشاي مثلاً ) بانتظام أن يصبحوا مدمنين بشكل خفيف على القهوة أو الشاي .
أن شرب 4 فناجين من هذا النوع في اليوم يعني إفراطاً في شرب الشاي !!

أعراض الانسمام بالكافئين ؟

تشمل الأعراض التي تشير إلى الانسمام بالكافئين ( تناول مايزيد عن 500 ملجم من الكافئين مايلي :
1- القلق
2- التهيج
3- التململ
4- الأرق
5- الشعور بالإعياء
6- أعراض قلبية كالخفقان مثلاً . ومن الشائع أن تتظاهر حالة الانسمام بالكافئين ، وكأنها حالة مرض نفسي . وأما أعراض التوقف من الكافئين ( بعد شرب أكثر من 500 ملجم يومياً من الكافئين) فتشمل الصداع والتهيج المفرط والغثيان .

القهوة منـزوعة الكافئين

أثير حديثاً نقاشِ علمي كبير حول تأثير القهوة المنزوعة الكافئين على الكولسترول . فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة ستانفورد الأمريكية أن القهوة المنزوعة الكافئين ترفع مستوى الكولسترول الضار في الدم . والأمر الهام أن هذه الدراسة كانت دراسة صغيرة ( 181 رجلاً ) ، وقصيرة الأمد ، وأن الاختلاف بين الفئتين والذي قدر بحوالي 5% ليس بذي قيمة من الناحية الإحصائية والعلمية .
ويبدو أن شرب القهوة باعتدال لايؤثر على مستوى الكولسترول تأثيراً ملحوظاً . إن الإفراط في شرب القهوة الأجنبية قد يزيد من احتمال حدوث جلطـة في القلب . ولهذا فإننا ننصح الناس ذوي الاستعداد لحدوث جلطة في القلب أن لا يتناولوا أكثر من 4 فناجين من القهوة الأجنبية في اليوم
ونشرت المجلة الطبية البريطانية عام 1990م دراسة قام بها باحثون من النرويج ، وشملت أكثر من 38000 شخص . وأشارت هذه الدراسة إلى أن الإفراط في شرب القهوة النرويجية قد يزيد من احتمال الوفاة من مرض شرايين القلب التاجية ( جلطة القلب ) .
وذكرت دائرة معارف جامعة كاليفورنيا للصحة أن هناك علاقة أكيدة بين الكافئين ، وبين اضطراب ضربات القلب عند بعض الناس .
ويجب على الناس ذوي الاستعداد لحدوث مثل تلك الاضطرابات في ضربات القلب أن يتجنبوا شرب القهوة ، وخاصة عند الذين هم في فترة النقاهة من جلطة القلب ( احتشاء القلب ) .

القهوة وأرتفاع ضغط الدم

تبين من دراسة نشرت في مجلة أمراض القلب الأمريكية عام 1985م أن شرب القهوة الأجنبية يمكن أن يؤدي إلى حدوث ارتفاع عابر في ضغط الدم عند أناس طبيعيين لم يعتادوا شرب القهوة أو الشاي .
ولكن إعطاء الكافئين للمرضى المصابين بارتفاع طفيف في ضغط الدم لم يؤد إلى زيادة مستمرة وذات أهمية في ضغط الدم .

القهوة والحمل

هناك عدد من التقارير الطبية التي تشير إلى أن تناول القهوة الأجنية بكميات كبيرة أثناء الحمل يمكن أن يؤدي إلى ولادة أطفال مصابين بآفات خلقية ، أو صغيري الحجم . ولهذا تنصح إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة الحوامل بالإقلال من تناول القهوة أثناء الحمل .
وتبين وجود علاقة بين تناول القهوة بكميات كبيرة وبين حدوث الإجهاض التلقائي المتأخر . كما يمكن أن يؤدي شرب القهوة بكميات كبيرة أثناء الحمل إلى ولادة أطفال خدج ( ولادة مبكرة ) . وهناك دراسات تشير إلى أن حدوث الحمل قد يتأخر عند النساء اللواتي يشربن كميات كبيرة من القهوة . ولكن شرب القهوة لايسبب العقم .

القهوة والربو

أوحت دراسة إيطالية شملت 72284 شخصاً نشرت عام 1988 أن تناول القهوة المديد لايخفف أعراض الربو فحسب ، بل قد يمنع حدوث أعراض الربو . ويعزي ذلك لتأثير القهوة الموسع للقصبات الهوائية .

القهوة والسرطان

في دراسة كبيرة أخرى أجريت على 16000 رجلاً وامرأة واستمرت لمدة ثلاث عشرة سنة ، لم يجد الباحثون أية علاقة بين القهوة ، وبين أي نوع من أنواع السرطان في الجسم . دراسة شملت أكثر 3300 امرأة من المعهد الصحي الوطني في أمريكا – لم تجد أية علاقة بين تناول الكافئين ومرض التليف الكيسي في الثدي . ولم تكن هناك أية دلائل تثبت أن الإقلاع عن شرب الكافئين يمكن أن يخفف من الالآم في الثديين .

القهوة عند المسنين

ينصح بعض الأطباء في جامعة فاندربلت الأمريكية بتناول فنجانين من القهوة في الصباح مع الإفطار لكبار السن .
فقد يمنع ذلك حدوث هبوط في ضغط الدم ، مما يقي المسنين من الدوخة التي تقلق الكثير منهم في وقت الصباح .

جرعة الكافئين والصحة النفسية

ويستطيع الكافئين بجرعات متوسطة ( 200-300 ملجم ) أن يرفع المزاج ، ويحسن أداء الوظائف العقلانية التي تحتاج إلى الذكاء ، كما أنه ينشط الوظائف النفسية الحركية .
أما الجرعات الكبيرة من الكافئين فهى مولدة للقلق مما يؤدي إلى حدوث أعراض مشابهة جداً للأعراض الناجمة عن عصاب القلب . وتشمل الأرق والصداع والهياج والرجفان والغثيان والإسهال . وتزداد مدة تأثير الكافئين إلى الضعف عند النساء اللواتي يستعملن حبوب منع الحمل . كما يتطاول تأثيره أثناء الحمل .
ويؤدي تناول كميات كبيرة من الكافئين من قبل المرضى النفسيين إلى زيادة حدوث الأعراض النفسية والجسدية عندهم . وليس الكافئين هو العنصر الوحيد في القهوة أو الشاي ، بل إن هناك مئات المواد فيهما . فللقهوة المنزوعة الكافئين تأثيرات على الجهاز الهضمي تفوق تأثير الكافئين . كما أن القهوة الفورية ، أو القهوة العادية ، أو تلك منزوعة الكافئين .. تحتوي على مادة قوية تشبه النالوكسون ، وهو مادة منبهة قوية تستخدم كمضاد لتأثير المورفين .
وأظهرت دراسة نشرت في المجلة الطبية بريطانيا الجديدة أن شرب الشاي مع الطعام يمكن أن يؤدي إلى منع امتصاص الحديد بمقدار يتراوح بين 41 – 95 % . وإذا كان هذا أمراً غير مرغوب به عند المصابين بفقر الدم بنقص الحديد فهو أمرمفيد في علاج بعض المرضى المصابين بمرض الثلاسيميا بالدم الذين تمتص أمعاؤهم كميات كبيرة من حديد الغذاء
المصدر: دكتور / حسان شمسي  موقع جمعية القل السعودية

الألياف الغذائية كنز الوقاية

مقدمة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " المعدة بيت الداء والحمية خير دواء "
فما من مرض إلا وثبت علاقته بنوعية المأكل والأطعمة التي نتناولها .
ولقد أكد الأطباء إلى أهمية العلاقة بين التغذية والصحة وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن التوازن ضروري في العناصر التي يتـكون منـها الغـذاء الذي نتناوله وهذا التوازن يقتضي اختيار عناصر غذائية منسجمة لا تؤدي إلى عسر هضم أو سوء تغذية وقد حظيت الألياف الغذائية بأهمية كبيرة خاصة لدورها الكبير في الوقاية من عدد كبير من الأمراض

ما هي الألياف الغذائية ؟

هي الجدار الذي يغلف النباتات والفواكه والخضراوات الطازجة والبقول وهي تتكون من الكربوهيدرات المعقدة كيميائياً للجهاز الهضمي وهي ما نسميه بالغذاء العسر الهضم لأنها تقاوم الأنزيمات المهضمة وهى بالتالي لا تعطي سعرات حرارية كما أنها نظراً لجاذبيتها الشديدة للماء تقوم بدور حجر الأساس الذي يحفظ توازن الغذاء في الجسم .

أنواع الألياف الغذائية

1- الألياف القابلة للذوبان في الماء ( المنحلة ) وهى التي تنحل في الماء ومن أمثلتها البكتين والصموغ وهى تشكل مادة صمغية تشبه الأسمنت المطاطي السائل وتربط هذه الصموغ الكوليسترول والسكريات في الأمعاء وهى بالتالي تنقص من معدل السكر في الدم وكذلك الكوليسترول وأفضل مصادره الشعير والشوفان والفاصوليا المجففة والبازلاء والعدس والفواكه مثل التفاح ، المشمش ، المانجو ، الخوخ ) والخضراوات مثل ( القرنبيط ، البروكلي ، الكرنب ، الباميا ) .
2- ألياف غير قابلة للذوبان في الماء ( غير المنحلة ) وهي كإسفنجة معوية تمتص الماء وتزيد من حجم الفضلات ( البراز ) وهذا ما يجعله أطرى وأسهل مروراً في الأمعاء وهى أيضاً تسرع من الزمن الذي تمضيه الفضلات في الجهاز الهضمي وهى بالتالي تساعد على منع الإمساك والبواسير ومن أمثلتها السليلوز الموجود في نخالة الحبوب والهيموسليلوز والليجنين الموجود في الأرز الأسمر والقمح كما أن الألياف غير المنحلة موجودة في الفواكه مثل ( التوت والكمثرى ) وفي الخضراوات مثل ( الشمندر والجزر ، اللفت ، والسبانخ )
وفيما يلي تقسيم مبسط يوضح أنواع الألياف الموجودة في الأغذية
الخضروات والفواكه البقوليات الحبوب
سليلوز هيموسليلوز هيموسليلوز
بكتين بكتين لجنين
لجنين صموغ  
صموغ    
ونسبة وجود الألياف تختلف من نوع لآخر حسب نوع المادة الغذائية والجدول التالي يوضح أهم مصادر الألياف الغذائية ونسبة وجودها

المعدل الموصي به لحاجة الجسم من الألياف

أن منظمة الصحة العالمية توصي بتناول كميات من الألياف الغذائية مع الغذاء بصورة دائمة في حدود 30 جرام في اليوم الواحد ويوصي معظم الخبراء بأن يسعى كل شخص إلى تناول جرام واحد من الألياف لكل مائة سعر حراري ومثال ذلك احتياج شخص لـ 2500 سعر حراري يحتاج إلى 25 جرام من الألياف كحد أدنى وذلك حسب السعرات الحرارية المقررة لكل شخص وبالنسبة للأطفال فالأمر مختلف بالقاعدة المتبعة هي أن الطفل بعمر سنتين لا يتناول أكثر من 7 جرام من الألياف والطفل بعشر سنوات 15 جرام من الألياف في اليوم .
والألياف الغذائية لا تشكل مغذيات ضرورية لجسم الإنسان كالفيتامينات أو الأملاح المعدنية أو البروتينات لكن دورها أساسي إذ أنها تساهم في الوقاية من أمراض عديدة وفي علاجها وقد أثبتت دراسات عديدة فوائدها الصحية وهى :

1- المساعدة في التخلص من الإمساك .

تعتبر الألياف مكون أساسي لعمل الأمعاء بشكل صحيح وذلك لأنها غير قابلة للهضم مما يجعلها تضيف الحجم لبقايا الطعام وبالتالي تساعد على مرور البراز عبر الأمعاء وبالتالي تساعد على التخلص منه وتقليل حدوث الإمساك وتعتبر نخالة القمح من أفضل الألياف الغذائية التي تساعد على حركة الأمعاء تليها الموجودة في البرتقال والتفاح .

2- تقليل نسبة الدهون في الدم

إن من أهم أسباب أمراض القلب وتصلب الشرايين هي زيادة ارتفاع الكوليسترول في الدم نتيجة زيادة تناول الدهون في الطعام ولقد أثبتت الدراسات أن الإكثار من تناول الألياف يساعد على تقليل نسبة الكوليسترول والدهون في الدم .
المادة الغذائية
100جرام
نسبة الألياف
جرام
نخالة 27
دقيق كامل 10
دقيق أسمر 8
دقيق أبيض 4
دقيق الصويا 6.5
كورن فلكس 11
أرز نئ 3
مكرونة نيئة 13
مكرونة مطبوخة 2
بطاطس 12
تفاح 2
مشمش 2
مشمش مجفف 24
عنب 0.5
لوز سوداني 9.5
بازلاء خضراء 5
فول أخضر 15
فول مطبوخ 6
سبانخ مغلي 6
طماطم 1.5
خس 1.5
ملفوف 3
بامية 3
مشروم ( فطر ) 3
جزر 3
خيار 0.5
بقدونس 2
موز 3
تمر جاف 9
خوخ جاف 14

3- مرضى السكري

يعتبر هذا المرض من أحد المشاكل الصحية الهامة في الوطن العربي وخاصة عند كبار السن وتفيد الدراسات أن تناول الألياف الغذائية يفيد مرضى السكري حيث أنها تقلل من ارتفاع نسبة السكر في الدم لأنها تؤخر وتقلل من هضم النشويات بواسطة الخمائر الهاضمة وبالتالي تؤخر من سرعة امتصاص الجلوكوز في الدم .
لذا فقد أكد العلماء على مراعاة الإقلال من المواد النشوية النقية مثل ( السكر ، الدقيق ، العصائر المركزة ) وزيادة مقادير النشويات الغنية بالألياف مثل الفول ، الجزر ، الخس ) ويوصوا بإعطاء كل مريض مصاب بالداء السكري ما يعادل 30-40 جرام من الألياف لكل 1000 كالوري من النظام الغذائي المقرر وقد أتضح مما سبق أن الألياف عامل مساعد يخفف من حدة الإصابة بهذا المرض
4- الوقاية من سرطان القولون
يكثر وجود هذا النوع من السرطان عند الشعوب التي تتناول كميات قليلة من الألياف مثل الدول الغربية بينما هو قليل الحدوث في الدول الفقيرة التي تعتمد على المنتجات النباتية في غذائها . وقد أثبتت الدراسات أن تناول الألياف يقلل من الإصابة بسرطان القولون وذلك لأنها تسرع في التخلص من نواتج هضم الغذاء وبالتالي لا يعطي للجسم فرصة لامتصاص بعض المواد المسرطنة الموجودة من هذه النواتج .
5- السمنة
تعتبر السمنة عامل أساسي لكثير من الأمراض ( القلب والشرايين والسكري والتهاب المفاصل ومشاكل الجهاز التنفسي والهضمي وغيرها ) لذلك ننصح الأفراد الذين يعانون في زيادة الوزن أو السمنة بتناول الألياف لأنها تملأ المعدة وتشعرهم بالشبع وبالتالي تقلل من شهيتهم للطعام هذا بالإضافة لعدم احتوائها على سعرات حرارية أيضاً لأهميتها في التخلص من الدهون والمساعدة على تقليل نسبة الكوليسترول في الجسم لذلك فإن الألياف مهمة في برنامج الحمية لتخفيف الوزن .

الطرق الصحية المثلى لتدعيم الغذاء بالألياف الغذائية

1- الحرص على تناول طبق السلطة الخضراء الطازجة في الوجبات الرئيسية .
2- تناول الفاكهة الطازجة كاملة مع قشرتها أفضل من عصرها .
3- استبدال أطباق الحلوى الدسمة بسلطة الفواكه الطازجة أو المجففة .
4- محاولة تناول الأغذية المحتوية على كمية عالية من الألياف طازجة قدر الإمكان مثل الخضراوات والفواكه لأن الطهي يعمل على تقليل محتواها من الألياف .
5- محاولة استبدال اللحوم على الأقل ثلاث مرات أسبوعياً بالبقوليات والحبوب مثل ( الفول ، العدس ، الفاصوليا ، البازلاء ) .
6- محاولة الإكثار من الأطباق الجانبية من الخضراوات مثل ( الباميا ، السبانخ ، الملوخية ، الفاصوليا ، محشي الخضراوات ) .
7- استبدال الخبز الأبيض بالخبز الأسمر .
8- تناول الأرز والمعكرونة السمراء بدل البيضاء على الأقل ولو مره واحدة أسبوعياً .
9- الإكثار من تناول الجريش والقرصان والبرغل بدلاً من الأرز .
10- الحرص في الوجبات الخفيفة على استبدال البسكويت العادي ببسكويت النخالة العالي في كمية الألياف أو الشابورة السمراء .
11- محاولة دعم الفطور الصباحي بالشوفان أو رقائق الذرة عالية الألياف مع الفواكه .
12- الحرص على توفير طبق الشوربة في الوجبة مثل شوربة الخضار أو شوربة الجريش أو شوربة الشوفان .

التأثيرات السلبية للألياف الغذائية

إن إيجابيات وفوائد الألياف الغذائية أكثر بكثير من سلبياتها ولكن على أية حال يجب الاعتدال في تناولها حيث أن الإسراف يسبب مردود سلبي مثله مثل أي غذاء آخر لذلك يجب الحرص لأن أكثرها يمكن أن يعيق امتصاص بعض الفيتامينات والأملاح المعدنية كالحديد والماغنسيوم والكالسيوم والزنك وذلك لأن الألياف غنية بمادة الغايتيت التي تتحد مع العناصر المعدنية وتجعلها غير قابلة للامتصاص وهذا التأثير يحدث عند تناول كميات كبيرة من الألياف ولعدة أيام لذلك يجب الحرص وعدم الإكثار والموازنة بين جميع العناصر الغذائية الضرورية للجسم حتى نضمن الحصول على جميع احتياجات الجسم اللازمة وهذا يقلل من حدوث التأثير السلبي للألياف وخصوصاً للفئات الخاصة مثل الرضع والأطفال والمراهقين وكبار السن حتى لا يقلل من شهيتهم للطعام ويحصل نقص في بعض العناصر الغذائية اللازمة لهم وهذا لا يعني الامتناع بل الاعتدال في تقديمها .
وكذلك يجب الحرص والحذر في تناولها عند الأشخاص الذين يعانون من الأنيميا ولين العظام أو المصابون بالإسهال حتى لا تضر بصحتهم .
المصدر:  موقع جمعية القلب السعودية

أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر

ينقسم الاستثمار الأجنبي المباشر، من منظور استراتيجيات الأعمال وكيفية دخوله إلى السوق المحلي، إلى 3 أنواع: شركات جديدة، وشركات استحواذ، وشركات مشتركة. تتباين عوائد كل نوع من أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر على منظومة الاقتصاد المحلي على المدى القصير، وتتشابه على المدى البعيد.

يعرف النوع الأول من أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر بالشركات الجديدة. حيث تقوم شركة أجنبية بالاستثمار في السوق المحلي عن طريق افتتاح فرع أو مجموعة فروع لها كمراكز توزيع لمنتجاتها وخدماتها. تحتفظ الشركة الأجنبية في مثل هذا النوع من الشركات بحق الإدارة، والتشغيل، والتسويق، وجميع الأنشطة الأخرى الداخلة ضمن نطاق تحقيق أهدافها الاقتصادية.

أحد أهم العوائد الاقتصادية للاقتصاد المحلي من مثل هذا النوع من الاستثمار الأجنبي نمو أصوله كالعقارات، عطفا على زيادة الطلب عليها من قبل الشركة الأجنبية. ومن أهم العوائد الاقتصادية للشركة الأجنبية من مثل هذا النوع من الاستثمار الأجنبي نمو موارده المادية وغير المادية، عطفا على نمو مجال توسّع هذه الموارد.

يعرف النوع الثاني من أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر بشركات الاستحواذ. حيث تقوم شركة أجنبية بالاستثمار في السوق المحلي عن طريق شراء نسبة من أسهم شركة محلية قائمة كافية لإدارتها، وتطوير استراتيجياتها المقبلة.

تتفوق العوائد الاقتصادية المتوقعة على الاقتصاد المحلي من مثل هذا النوع من الشركات على العوائد الاقتصادية المتوقعة من النوع الأول من الاستثمار الأجنبي (الشركات الجديدة)، عطفا على زيادة الطلب على أصول الاقتصاد المحلي في هذا النوع من الاستثمار عن مستوى الطلب في النوع الأول من الاستثمار.

ومن أهم العوائد الاقتصادية للشركة الأجنبية من مثل هذا النوع من الاستثمار نمو مواردها المادية وغير المادية بنسبة تفوق العوائد المتوقعة من النوع الأول من الاستثمار، عطفا على أن الشركة الأجنبية تبقي على موارد الشركة المحلية لاستثمارها في تحقيق أهدافها الاقتصادية المقبلة. يعتبر هذا النوع من أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر من الخيارات المتاحة أما الاقتصاد المحلي عند توجهه لتخصيص مرافقه وخدماته.

يعرف النوع الثالث من أنواع الاستثمار الأجنبي بالشركات المشتركة. حيث تقوم شركة أجنبية بالاستثمار في السوق المحلي عن طريق مشاركة مستثمر أو مجموعة مستثمرين في تأسيس شركة جديدة ضمن منظومة الاقتصاد المحلي. يتقاسم كل من المستثمر الأجنبي والمحلي رأس المال، والأصول، والموارد، والإدارة، والتشغيل، وجميع الأنشطة الأخرى الداخلة ضمن نطاق تحقيق الأهداف الاقتصادية للشركة المشتركة.

تتفوق العوائد الاقتصادية للاقتصاد المحلي من مثل هذا النوع من الشركات على العوائد الاقتصادية المتوقعة من النوع الثاني من الاستثمار الأجنبي (شركات الاستحواذ)، عطفا على أن أصول الاقتصاد المحلي في هذا النوع من الاستثمار لا تفوق مستوى الطلب في النوع الثاني من الاستثمار فحسب، وإنما تتطور تدريجيا بما يدعم نمو منظومة الاقتصاد المحلي على المدى البعيد.

الاستثمار الأجنبي المباشر في شكله البسيط هو معادلة بين طرفين. تقع منظومة الاقتصاد المحلي في الطرف الأول من المعادلة. وتقع منظومة الشركات العالمية في الطرف الآخر من المعادلة. ولا يمكن لهذه المعادلة أن تكتمل دون تعاون كلا طرفي المعادلة. شركات جديدة، وشركات استحواذ، وشركات مشتركة. جميعا أنواع مختلفة للاستثمار الأجنبي المباشر. تتباين عوائد كل نوع من أنواع الاستثمار الأجنبي المباشر على منظومة الاقتصاد المحلي على المدى القصير، وتتشابه على المدى البعيد.
: د.محمد بن ناصر الجديد

الإبداع التكنولوجي كمدخل لتعزيز تنافسية المؤسسات الاقتصادية

في  إطار ما يحدث حولنا من تغيرات وتطورات جد سريعة ومتتالية في مختلف المجالات على المستوى المحلي والإقليمي و العالمي، فإننا نرى حقيقة  واضحة تؤكد لنا أننا نعيش في عالم غير مستقر. وعالم المنافسة الشرسة والمتغيرات المتعاظمة والتطورات التكنولوجية التي تجعل المؤسسات في موقف صعب، حيث لا يكفي مستوى الأداء العادي لمواجهة .أعاصير التغيير والمنافسة وتطلعات الزبائن المتصاعدة ، وبالتالي يجب على المؤسسات أن تكون يقظة باستمرار لمواكبة تلك التغيرات والتعامل معها بلباقة ، خصوصا وأن مؤسساتنا دخلت في القرن الحادي والعشرون فوجدت نفسها في عالم تغير كثيرا عن ذلك الذي كان في الربع الأخير من القرن العشرين ، عالم هذه أهم خصائصه :
- من أسواق محلية إلى أسواق عالمية  أنشأتها الجات والتكتلات الإقليمية .
- من مؤسسات متنافسة في ساحة الأعمال المحلية أو العالمية إلى مؤسسات متحالفة .
- وتحول العميل من عميل محلي إلى عميل عالمي بفعل ثورة التكنولوجيا وسطوة الانترنت التي نقلت العميل أينما كان إلى كل البائعين في العالم بضغطات على فأرة جهاز الحاسوب .
- وتحولت معايير الجودة من معايير محلية يضعها جهاز المواصفات والمقاييس المحلي بكل دولة إلى معايير عالمية "ISO" تضعها المنظمة العالمية للتقييس.
وفي الوقت الذي يزداد فيه الصراع بين المتنافسين واتساع الفجوة بين الدول المصنعة والدول المستهلكة . كيف تخرج الجزائر من هذا المأزق؟ . وهل ترضى أن تبقى بعيدة عن التقدم التكنولوجي وتعمل فقط على استيراد التكنولوجيا؟
و تشير الخبرة العامة إلى أن المؤسسات الاقتصادية الجزائرية بصفة عامة والصناعية منها بشكل خاص أبعد ما تكون عن السكون و إن أي مؤسسة مهما كانت إمكانيتها أو قدراتها لا تستطيع المحافظة على موقعها التنافسي في السوق بالركون إلى ذات الأساليب والإستراتيجيات التقليدية على عصر الثورة التكنولوجية ، حتى ولو كانت ناجحة بل لا بد للمؤسسات - لكي تبقى- في ساحة التنافس أن تتميز بالإبداع التكنولوجي الذي يعتبر أحد أهم الركائز لبناء وتعزيز القدرة التنافسية لهذه المؤسسات ، إذ أن الإبداع التكنولوجي يمكن المؤسسات من :
- تقديم تيارات مستمرة ومتدفقة من المنتجات الجديدة.
- إنتاج منتجات عالية الجودة وبتكاليف منخفضة، وتسليمها في الآجال المحددة.
- تطوير وسائل وآليات ونظم للإنتاج تتسم بالسرعة والمرونة ووفرة الإنتاج وارتفاع الجودة، مما يتيح لإدارة المؤسسات فرصا وإمكانيات غير مسبوقة في تنويع الإنتاج وتطوير خطوط المنتجات وإدخال التنويعات اللانهائية في مواصفات المنتوج التي تتقدم بها للسوق في أوقات قياسية .
- تطوير وسائل ومنافذ جديدة لتوزيع المنتجات والوصول بها إلى المستهلكين أينما كانوا وفي كل وقت
- تسيير المعاملات الاقتصادية في البيع والشراء وتبادل المعلومات وتكامل الخدمات وهذا كله من خلال شبكة الانترنت.
- التوسع في نظم الشراء والإنتاج في الوقت المحدد (just-in-time ) .
وبالتالي يمكن القول بأن الإبداع التكنولوجي يمنح للمؤسسات ميزة تنافسية طويلة المدى، وفى الجزائر نجد بأن المؤسسات الوطنية هي تسعى جاهدة من أجل القيام بالإبداع التكنولوجي، وذلك من خلال لجوءها إلى العديد من المصادر، إذ تمكنت هذه المؤسسات من تكوين إرث تكنولوجي معتبر و إنشاء العديد من القواعد التكنولوجية و العلمية ، لكن هذا يبقى قليل أمام الثورة التكنولوجية المتسارعة. وبالتالي يجب على المؤسسات الاقتصادية في الدول النامية بشكل عام، وفي الجزائر بشكل خاص القيام ببلورة سياسة حقيقية للإبداع التكنولوجي من أجل بلوغ المركز التنافسي الاستراتيجي المرموق.
وجاء هذا المقال ليسلط الضوء على موضوع الإبداع التكنولوجي و دوره في تعزيز تنافسية المؤسسات الوطنية و ذلك من خلال العناصر التالية:
-       مفهوم الإبداع التكنولوجي
-       تعريف التنافسية و الميزة التنافسية.
-       تأثير الإبداع التكنولوجي على: التكلفة، التمييز، التركيز.
-       تأثير الإبداع التكنولوجي على المنافسة السوقية.
-       واقع الإبداع التكنولوجي في مؤسسة صناعة الكوابل الكهربائية ببسكرة (ENICAB).

1.مفهوم  الإبداع التكنولوجي:

كثيرا ما يتم استعمال كلمة الإبداع للدلالة على كل شيء جديد و فريد من نوعه، بالإضافة إلى ذلك فإنه يشمل الأفكار البارعة و النيرة و الفنون الرائعة. و ما يجب الإشارة إليه هو أن الإبداع ليس هبة منحت لمجموعة قليلة مختارة من الأفراد، فكل فرد يولد و بداخله طاقة إبداعية هائلة .
إذن يمكن القول أن الإبداع هو" كل الأعمال التي يقوم بها الأفراد و المؤسسات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للحصول على نتائج إيجابية في كافة الميادين "1.
أما في ما يخص كلمة التكنولوجيا فإنها تشير إلى "جملة المعارف و الخبرات والممارسات التقنية و العلاقات المتبادلة بين الأنظمة الفرعية للعمل، حيث تطبيقها يساهم في إشباع الحاجات الإقتصادية والإجتماعية، الحقيقية والمتوقعة" 2.
إذن بعدما تطرقنا إلى تعريف الإبداع و التكنولوجيا كلا على حدا، الآن يمكن أن نعرف الإبداع التكنولوجي على أنه كل جديد أو كل تحسين صغير أو كبير في المنتجات وأساليب الإنتاج الذي يحصل بمجهود فردي أو جماعي، والذي يثبت نجاحه من الناحية الفنية أو التكنولوجية وكذلك فعاليته من الناحية الإقتصادية (تحسين الإنتاجية وتخفيض التكاليف)3.
ومن خلال ما سبق يمكن استخلاص خصائص الإبداع التكنولوجي وهي :
- إن الإبداع التكنولوجي هو نتيجة تطبيق معارف فنية أو تكنولوجية معترف بها، و معنى هذا أن كل جديد يقوم على معلومات غير دقيقة و بالتالي يؤدي إلى نتائج غير فعالة لا يمكن اعتبارها إبداعا تكنولوجيا.
- أن يكون الإبداع مرتبطا بالإنتاج والإنتاجية، أي أن كل إبداع لا يؤدي إلى تحسين عملية الإنتاج أو استخدام عناصر الإنتاج، ولا حتى في توفير منتجات جديدة أو تحسين المنتجات المتواجدة لا يعتبر إبداعا تكنولوجيا بالمعنى الصحيح.
- إن الإبداع التكنولوجي بدون انتشاره في الأسواق يكون محدود الفعالية و الكفاءة حسب النظرة الشومبيترية، فإن الإبداع التكنولوجي هو عامل أساسي في المنافسة و بالتالي في ديناميكية السوق الحرة، وحتى تتحقق التنمية الاقتصادية الشاملة لا بد من أن يكون له أثار أوسع .
- إن المجهودات الإبداعية التي تؤدي إلى عدم  التحكم في التكاليف ليست إبداعات تكنولوجية، و النقطة الأساسية هنا هي أن الإبداع التكنولوجي يحمل في طياته المنافسة في التكلفة النهائية.

2. تعريف التنافسية و الميزة التنافسية:

2-1 تعريف التنافسية :
يعد مصطلح التنافسية خاصة في أيامنا هذه من بين المصطلحات الأكثر تداولا لدى المفكرين الاقتصاديين و السياسيين بل أكثر من ذلك لدى مختلف الأفراد مهما اختلفت مهنهم، فالأهمية المتزايدة لهذا المصطلح لن تمر دون إثارة العديد من التساؤلات لدى الباحثين و الكثير من الانشغالات والاهتمامات لدى كافة المجتمعات المدنية.
و من الملاحظ بأن النقاش حول مسالة التنافسية تم التطرق له خلال الثمانينات من القرن العشرين في الولايات المتحدة الأمريكية عقب أزمة الإنتاجية التي آل إليها الاقتصاد الأمريكي، وكان لهذه الأزمة السبب في تقهقر المؤسسات الأمريكية أمام منافسيها الأوربية والأسيوية4.
       وما يجب الإشارة إليه هو أن ليس هناك تعريف محدد ودقيق للتنافسية ويمكن توضيح ذلك من خلال العديد من الكتابات والنقاشات  التي قام بها العديد من المفكرين حيث نجد: 5
×     هناك من يعرف التنافسية على أنها : " القدرة على تزويد المستهلك بمنتجات وخدمات بشكل أكثر كفاءة وفعالية من المنافسين الآخرين في السوق الدولية ".
×     كما أنها تعرف أيضا : بأنها : " القدرة على إنتاج السلع والخدمات بالنوعية الجيدة, والسعر المناسب, وفي الوقت المحدد, وهذا يعني تلبية حاجات المستهلكين بشكل أكثر كفاءة من المؤسسات الأخرى."
في حين نجد Ricardo Petrella في مقالة :" L’évangile de la compétitivité " أن التنافسية لا تعدو وأن تكون أسلوب يسلكه الاعوان الإقتصاديين في محيط الأسواق التنافسية , وكل عون وعلى وجه الخصوص – المؤسسة- تبحث عن وضعيات ومزايا تنافسية في ظل احترام القواعد المحددة ومع توفر كافة الشروط العادلة للجميع.6
ويعتبر تعريف Laura D’andrea Tyson من أكثر تعريفات التنافسية رواجا حيث أن : " التنافسية هي قدرتنا على إنتاج منتجات وخدمات تنجح في اختبار المنافسة الدولية في حين يتمتع مواطنونا بمستوى معيشة متنام ومستديم على حد سواء7.
إذن في الحالة العامة نجد بأن التنافسية هي قدرة المؤسسة على تحقيق ميزة تنافسية على منافسيهـا, هذا إما عن طريق السيطرة بالتكاليف أو عن طريق التمييز، وفي هذا السياق حاول مايكل بورتر أن يبرهن على التكلفة المنخفضة والتمييز يمكن اعتبارهما استراتيجيتين أساسيتين لخلق القيمة وتحقيق المزايا التنافسية في مجال صناعي معين، وطبقا لما قاله بورتر, نجد أن المزايا التنافسية تتوافر مع المؤسسات القادرة على خلق قيمة متفوقة, ولا شك أن السبيل لخلق هذه القيمة يتجسد في خفض معدلات هيكل التكلفة أو تمييز المنتج بطريقة تؤدي بالمستهلكين أن  يولونه مزيدا من القيمة, ومن ثم استعدادهم لدفع سعر عالي .8
2.2- مفهوم الميزة (الأفضلية) التنافسية:
أحد المصطلحات المرتبطة بالتنافسية والذي ظهر خلال الثمانينات أيضا من القرن الفارط هو الميزة التنافسية إذ تعتبر هذه الأخيرة المنهاج الأمثل والأحسن لتحسين وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات الإقتصادية هذا في ظل التحولات والتطورات الكبيرة التي يشهدها محيط المؤسسات في الوقت الحالي. ولذلك فإن المؤسسات تحاول جاهدة الحصول على هاته المزايا ( تحقيق مزايا تنافسية) وهذا بعد تجنيدها لكافة الوسائل والإمكانيات، ويمكن تعريف الميزة التنافسية على أنها تمتع المؤسسات بقدرة خاصة ناشئة عن امتلاكها موردا متميزا يكون مرشدا أساسيا في اختيار قوتها الدافعة عند صياغة الإستراتيجية  المناسبة  وهذا ما يُمَكِنْ المؤسسة من تقديم منتجات ذات قيمة ومنافع للعملاء وتفضل عما يقدمه  المنافسون الآخرون فتأكد التمييز و الاختلاف عنه.9
و هناك من يعرف الميزة التنافسية على أنها التحكم الجيد والسيطرة التامة على عامل أو أكثر من عوامل النجاح بشكل يكون أفضل من المنافسين.10
وكذلك فأن الميزة التنافسية هي ميزة أو قيمة لمنتج أو مؤسسة،وإنها ميزة أو سمة متميزة أو فريدة, وهكذا تتيح تفوقا للمؤسسة في السوق وتمكنها من تعزيز قدرتها التنافسية.11
بالإضافة إلى ذلك فإن الميزة التنافسية لمؤسسة ما هي القوة الدافعة أو قيمة أساسية تتمتع بها المؤسسة, وتؤثر على سلوك العملاء في إطار تعامله معها, وقد تستمر لفترة طويلة بغض النظر عن طول أو قصر دورة حياة السلعة أو الخدمة التي تقدمها هذه المؤسسة.12
وبشكل عام نجد بأن جل الإدارات العليا في كافة المؤسسات الصناعية تسعى جاهدة إلى تحقيق المزايا التنافسية من خلال ما تقدمه العمليات, إذ تشير الميزة التنافسية على وجه العموم إلى المقدرة على تحقيق حاجات المستهلك أو القيمة التي يتمنى الحصول عليها من ذلك المنتج.

3. تأثير الإبداع التكنولوجي على التكلفة، التمييز، التركيز :

بالنظر من زوايا عديدة يعتبر الإبداع التكنولوجي أحد أهم الركائز الأساسية في بناء المزايا التنافسية للمؤسسات . فإذا أرادت هاته الأخيرة أن لا تتخلف عن السباق التنافسي فإنه يتعين عليها اتخاذ خطوات وإجراءات لتقديم منتجات أو لتطوير تقنيات جديدة لإنتاج هذه المنتجات بكل ثقة ومقابل تكلفة منخفضة .
وبالتالي يمكن القول بأن الإبداع التكنولوجي هو الخيار الإستراتيجي الأكثر ضمانا للمؤسسات في مواجهة مختلف الاضطرابات المحتملة في المحيط .
إذن نجد بأنه على مدار مدة معقولة من الزمن يمكن النظر إلى المنافسة في كثير من المجالات الصناعية على أنها عملية موجهة بواسطة عنصر الإبداع  وان المؤسسات التي تبادر بمنتجات جديدة وعمليات أو استراتيجيات جديدة يمكنها غالبا تحقيق أرباح ضخمة . وهذا الاحتمال يمنح المؤسسات حافزا قويا للسعي وراء منتجات أو عمليات و استراتيجيات مبتكرة وجديدة . وعلى سبيل المثال لنلاحظ معدل النمو الكبير والسريع لمؤسسات عديدة مثل " آبل كمبيوتر ، ودل كمبيوتر، وتويز يو أس ، وول مارت، وبطريقة أو بأخرى كانت كل هذه المؤسسات تتميز بالإبداع التكنولوجي، فمؤسسة ( آبل ) كان لها السبق في تقديم الحاسوب الشخصي، و أما مؤسسة ( دل ) قد ابتكرت أسلوب جديد  لبيع الحاسبات الشخصية ( عن طريق البريد ) ، وانفردت مؤسسة تويز يو أس بأسلوب جديد لبيع اللعب ( من خلال محلات الخصم الكبير لبيع اللعب ) ، كما ابتكرت مؤسسة ( وول مارت ) مفهوم المتاجر الكبيرة التي تبيع وفق خصومات و أسعار منخفضة.13
وفيما يلي سنتطرق بشكل مفصل لتأثير الإبداع التكنولوجي على :التكاليف، التمييز ، التركيز .
3-1 التأثير على التكاليف:إن الإبداع التكنولوجي الناجح يحدث ثورة في هيكل المنافسة، والعقد الأخير شهد أشهر نتائج تلك العملية ألا وهو خفض التكاليف الثابتة للإنتاج، ومن ثم تخفيض عوائق الدخول وتهيئة الفرصة لمؤسسات جديدة أصغر لدخول مجال المنافسة مع مؤسسات أخرى كبيرة . في هذه الحالة يجب على المؤسسة أن تركز جهودها على مجال البحث والتطوير من أجل تطوير المنتجات وتطوير العمليات بغية تخفيض التكاليف، بدلا من التركيز على إبداع منتوج ذو تكاليف عالية والذي لا يضمن تحقيق النجاح . إذن يمكن القول بأن البعد الحقيقي والفعلي لعملية الإبداع التكنولوجي هو التخفيض في التكاليف بصفة عامة والتكلفة الوحدوية بصفة خاصة.
لأنه في ظل المنافسة الشرسة والحرة يحدث وان تتسابق المؤسسات على تصميم منتجات بحيث يسهل تصنيعها وذلك  بتقليل عدد الأجزاء المكونة للمنتوج والتخفيض من الوقت اللازم لتجميع الأجزاء بما يساعد على رفع مستوى إنتاجية العامل وتخفيض تكلفة إنتاجية الوحدة. فعلى سبيل المثال فإن " شركة تكساس انستر ومنت" أعادت تصميم جهاز الرؤية بالأشعة تحت الحمراء الذي كانت تورده للبنتاجون الأمريكي ليصبح مكون من 12 جزء بدلا من 47 جزء وخفضت خطوات التجميع من 56 خطوة إلى 13 خطوة ومن ثم تخفيض الوقت المستغرق في صنع الجهاز من 757 دقيقة إلى 219 دقيقة فقط والنتيجة بالطبع هي حدوث إنخفاض جوهري في تكاليف الإنتاج، ومن هنا نجد من الضروري وجود تنسيق مستمر بين جهاز الإنتاج ووحدة البحوث والتطوير لضمان رفع كفاءة التصميم وتخفيض التكاليف .
والمجال الثاني : الذي يستطيع الإبداع التكنولوجي بأن يساهم من خلاله في تعزيز تنافسية المؤسسة هو أن يجعل المؤسسة رائدة في تطوير عمليات التصنيع بحيث تساعد عمليات التطوير هذه في إعطائها ميزة تنافسية، فمثلا في صناعة السيارات نجد بأن الميزة التنافسية لشركة تويوتا ( TOYOTA ) ترتكز جزئيا على إبداعها لعمليات صناعية جديدة مرنة ساعدتها في تخفيض جانب كبير من التكاليف الثابتة وإعطائها ميزة في التكلفة على منافسيها. 14
وما يجب الإشارة إليه هو أنه إذا قامت المؤسسات العاملة في نفس المجال الصناعي التي تعمل فيه المؤسسة محل الدراسة إلى تقديم أسعار مشابهة لمنتجاتها، فإن المؤسسة التي تتحكم في تكاليفها ( الرائد في مجال التكلفة ) ستستمر في تحقيق أرباح أعلى من منافسيها نظرا لما تتمتع به من مزايا التكلفة المنخفضة، وإذا ما زادت حدة المنافسة داخل مجال الصناعي، وبدأت المؤسسات تتنافس على الأسعار نجد بأن المؤسسات ذات التكلفة الأقل( أي المؤسسات التي تتحكم في تكاليفها) تكون قادرة على تحمل المنافسة بشكل أحسن من المؤسسات الأخرى، نظرا لانخفاض في تكاليفها ، وإذا ما ظهرت منتجات بديلة في السوق فإننا نجد بأن المؤسسة التي تتمتع بتكاليف منخفضة تستطيع أن تخفض من أسعارها لحسم المنافسة لصالحها والاحتفاظ بحصة من السوق وضمان البقاء والاستمرار.
وأخيرا يمكن القول بأن المزايا التي تحصل عليها في مجال التكاليف من جراء القيام بالإبداع التكنولوجي قد تساهم في إرساء عوائق الدخول.
3-2. التأثير على التمييز : يتعين على المؤسسة لكي تتبنى إستراتيجية التمييز تطوير الكفاءة المتميزة خصوصا في مجال البحث والتطوير وذلك من أجل إنتاج تشكيلة واسعة من المنتجات تخدم شرائح أكثر من السوق، أين تمثل الخصائص والتصاميم الإبداعية والأساليب الفنية الجديدة مصدرا لتمييز المنتجات و إنتاج سلع مميزة بجودة عالية وتقديم خدمات مميزة وسريعة تختلف عما يقدمه المنافسين، وهاته العوامل تعطي مبررا يدفع العملاء ( الزبائن) لدفع أسعار عالية ومميزة لهذه السلع أو الخدمات تغطي التكاليف التي تتكبدها المؤسسة لتثبت هذه الصورة. .15
وخلاصة القول إن التمييز في السلع والخدمات, الذي تحققه المؤسسة من جراء قيامها بالإبداع التكنولوجي يمكن أن يحميها من منافسيها لدرجة قد تصل إلى خلق الولاء للعلامة من قبل الزبائن حيال منتجاتها. إذ يعتبر مبدأ الولاء للعلامة مصدر قوة ذات قيمة كبيرة لأنه يوفر الحماية للمؤسسة في كل الأسواق أو على كل الجبهات ويستطيع المنتجون المتميزون فرض زيادات على الأسعار، وهذا راجع إلى أن الزبائن لديهم الاستعداد لدفع أسعار استثنائية عالية.
 وفي الأخير يمكن القول بان التمييز والولاء للعلامة قد يساهمان في خلق عوائق الدخول في وجه المؤسسات الأخرى التي تسعى إلى الدخول في نفس المجال الصناعي.
3-3. التأثير على التركيز : إن الإبداع التكنولوجي يمكّن المؤسسات من تركيز جهودها على شريحة معينة من المستهلكين وهذا من خلال التركيز على الإبداع في خطوط الإنتاج، أو الإبداع في المنتجات أو في سوق محددة من أجل تلبية حاجتهم ورغباتهم على أكمل وجه.
فبعدما تنتهي المؤسسة من عملية اختيار شريحة معينة من السوق تتجه للسعي وراء استراتيجية التركيز من خلال أسلوب التمييز أو أسلوب التكلفة المنخفضة، فعندما تستخدم المؤسسة أسلوب التركيز على التكلفة المنخفضة فهي بذلك تدخل في منافسة ومواجهة رائد التكلفة.
وإذا اتجهت المؤسسة إلى استخدام أسلوب التركيز على التمييز، فإنه يصبح في متناولها كل وسائل التمييز المتاحة للمنتج المتميز. وما يجدر الإشارة إليه هنا هو أن المؤسسة التي تتبنى مفهوم التركيز تنافس المنتج المتميز في شريحة واحدة أو في عدد قليل من الشرائح، فلو أخذنا شركة بورش للسيارات نجدها تتبنى مفهوم التركيز، وهي تنافس شركة جنرال موتورز في صنف السيارات الرياضية في سوق السيارات .
وأخيرا نجد بأن المؤسسات التي تتبنى مفهوم التركيز تميل إلى تطوير منتجات ذات جودة متميزة بنجاح وذلك راجع لمعرفتها وخبرتها بالمجال المستهدف. بالإضافة إلى ذلك يمكن القول بأن المؤسسة التي تركز على نطاق محدود من المنتجات فإن عملية قيامها بالإبداع التكنولوجي تكون أسرع بكثير مما يستطيع المنتج الذي يتبنى إستراتيجية التمييز، إلا أن المنتجات التي تقدمها هذه المؤسسة هي موجهة إلى شريحة معينة في السوق.
فكما سبق وأن ذكرنا بأن الإبداع التكنولوجي له دور كبير في تخفيض التكاليف ومساهمته في تمييز المنتجات إذن يمكن القول بأن الإبداع التكنولوجي له تأثير أيضا على إستراتيجية التركيز ( إما من خلال التركيز على التكاليف أو التركيز على التمييز)، ففي حالة قيام المؤسسة بالإبداع التكنولوجي من أجل تركيزها على التكاليف لكي تحصل على ميزة تنافسية في السوق المستهدفة فيجب عليها أن تستعمل كافة الأساليب الفنية الجديدة في عملية الإنتاج، نفس الأمر بالنسبة للمؤسسة التي تقوم بالإبداع التكنولوجي بهدف التركيز على تمييز منتجاتها في السوق المستهدفة، فإنها لكي تحقق ذلك يجب عليها استخدام كافة الخصائص والتصاميم الإبداعية وطرق وأساليب العمل المختلفة.16

4. تأثير الإبداع التكنولوجي على المنافسة السوقية :

يعمل الإبداع التكنولوجي غالبا على تكثيف القوى التنافسية في سوق المنتجات، وتنبثق قوة الإبداع التكنولوجي على إثارة المنافسة السوقية وذلك من خلال 17:
1.    الـتأثير على القوة التنافسية بين المنافسين الأقوياء.
2.    التأثير على إمكانية دخول المنتجين الجدد إلى الصناعة.
3.    التأثير في القوة التنافسية للمشترين والعملاء.
4.    التأثير في القوة التنافسية للمنتجين والعارضين.
5.    التأثير في قوة تهديد السوق بالمنتجات البديلة.
وسوف نتناول كل عامل بشيء من التفصيل كما يلي :
4-1. الإبداع التكنولوجي والقوة التنافسية بين المتنافسين الأقوياء:
1.    عندما تؤدي الإبداعات التكنولوجية إلى تخفيض التكلفة، فإنه نجد بأن الضغوط تنمو وتزيد من أجل تخفيض الأسعار، بحيث يستطيع المنتجين (المؤسسات) منخفضي التكلفة إستخدام سلاح الأسعار لجذب العملاء بعيدا عن منافسيهم، وقد تحاول المؤسسات مرتفعة التكلفة الدفاع عن مساهمتها السوقية عن طريق تخفيض الأسعار، إلا أنه تواجد مشكلة انخفاض هامش الربح، وربما تنزلق إلى تحقيق خسائر، وبالتالي فإن التكنولوجيات المخفضة للتكاليف تدعم الإستراتيجية التنافسية التي تستهدف الإنتاج بأقل تكلفة ممكنة على مستوى الصناعة بأسرها، إذن إذا كانت الإبداعات التكنولوجية من النوع الذي يمكن الحفاظ عليه بالسرية أو بحقوق الاختراع، فإن الطريق يصبح مسدودا أمام المنافسين للحصول على تكنولوجيا مماثلة أو محاكاتها.
2.    عندما يساهم الإبداع التكنولوجي في تدعيم جودة المنتجات والمزايا المرتبطة بأداء السلع، فإنه من يتبنى هذه الإبداعات التكنولوجية يستطيع كسب العملاء من المنافسين بإتباع إستراتيجية قائمة على جاذبية منتجاته، وكلما تبنت المؤسسة هذه الإبداعات مبكرا, كلما مكن ذلك من الاستفادة من هذه الميزة, وذلك إذا لم يستطع المنافسين أن يقوموا بالتنفيذ السريع للإبداعات التكنولوجية المناظرة. 
4-2. الإبداع التكنولوجي وإمكانية الدخول المحتمل إلى السوق :
إذا ما تمكنت المؤسسات القائمة من بناء الولاء للعلامة لمنتجاتها، وذلك من خلال قيامها بالإبداع التكنولوجي المستمر فإن هذا الأمر يترتب عليه تقليص المخاطر المرتبطة بدخول المنافسين الجدد على الصناعة، وعندما تتدنى تلك المخاطر يمكن للمؤسسات القائمة أن تفرض أسعارا عالية وان تحقق أرباحا كبيرة. ومن الواضح أنه من مصلحة المؤسسات أن تسعى وراء استراتيجيات إبداعية تكنولوجية تتوافق مع ظهور وزيادة العوائق في وجه المؤسسات التي تحاول دخول مجال الصناعة وفي الحقيقة هناك دليل على أن ارتفاع وقوة عوائق الدخول يعد بمثابة المحدد الأكثر أهمية لمعدلات الربح في مجال من المجالات الصناعية بشكل معقول . وهناك أمثلة تتعلق ببعض المجالات الصناعية التي تبرز فيها عوائق الدخول ومن بينها نذكر مجال صناعة الدواء والطائرات وفي الحالتين الأولى والثانية نلاحظ تمييز المنتوج والذي تم تحقيقه من خلال نفقات كبيرة تم رصدها لعمليات البحث والتطوير والإعلان، قد أدى بدوره إلى تحقيق الولاء للعلامة، مما صعب الأمر على المؤسسات الجديدة في دخول هذه المجالات الصناعية بشكل مؤثر .
بالإضافة إلى ذلك هناك العديد من الطرق التي من خلالها يستطيع الإبداع التكنولوجي التأثير على إمكانية دخول مؤسسات جديدة إلى السوق ونذكر منها:
1.     يمكن القول بأن الإبداعات التكنولوجية تمكن المؤسسة من زيادة حواجز الدخول إلى السوق وذلك إذا كان من الممكن الإنفراد بأساليب الإنتاج الجديدة من خلال الاستحواذ على حقوق ملكية الإبداعات التكنولوجية. أما إذا كان من السهل الاستحواذ على المعارف الفنية والخبرات التكنولوجية يكون من السهل على المؤسسات الجديدة الدخول إلى السوق في ذلك الجزء من الإنتاج المتعلق بالإبداع التكنولوجي.
2.     إن الإبداع التكنولوجي في أساليب الإنتاج يمكن المؤسسة من تغيير الإحتياجات الرأسمالية اللازمة لدخول الصناعة وذلك من خلال :
×     حاجات المؤسسة إلى الاستثمار بكثافة وبشكل مستمر في البحوث والتطوير حتى تستطيع أن تساير الإبداعات التكنولوجية الجديدة المتدفقة.
×     التأثير على الاستمرار الرأسمالي اللازم لبناء وتجهيز مرافق الإنتاج الجديدة, حيث كلما زادت الإحتياجات الرأسمالية التي تستلزمها الإبداعات التكنولوجية في الإنتاج كلما ارتفعت حواجز الدخول أمام المؤسسات الخارجية.
3.     يستطيع الإبداع التكنولوجي أن يجعل من الصعب أو من السهل على المنتجات الصناعية منخفضة الجودة اللحاق بالمنتجات الصناعية العالية الجودة .
وفي الحقيقة إن الإبداع التكنولوجي إذا أدى إلى رفع أو خفض حواجز الدخول أمام المؤسسات الجديدة, فإن ذلك يعتمد على المدى الذي تستطيع عنده المؤسسات المتقدمة تكنولوجيا من أن تمنع محاكاة تكنولوجيتها من جانب المؤسسات المنافسة فعندما تتولد إبداعات تكنولوجية داخل المؤسسات يكون من السهل حمايتها من التقليد و الإنفراد باستخدامها بواسطة براءات الاختراع. والجدير بالذكر إذا كانت هذه التكنولوجيات من النوع الذي يخفض التكلفة أو يحسن من جودة المنتج فإن المؤسسات المبتكرة تتمتع بقدرة تنافسية عالية.
4-3. تأثير الإبداع التكنولوجي على قوة المشترين ( الزبائن) :
في بعض الحالات يستطيع الإبداع التكنولوجي أن يغير من نطاق المفاوضة بين الموردين والزبائن, كما في الحالات التالية:
1.     إذا أدى الإبداع التكنولوجي إلى تنميط مجتمع معين, فإن هذا يُمَكِنْ الزبائن من تحويل طلباتهم إلى موردين ( منتجين) آخرين بسهولة وبتكلفة أقل، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى زيادة قوة المفاوضة للعملاء مع البائعين حيث يتجه الزبائن إلى الموردين الذين يقدمون أفضل الشروط.
2.     إذا ساهم الإبداع التكنولوجي في إضافة خصائص جديدة إلى المنتجات, إذ تعتبر هذه الخصائص الأساس الذي يعتمد عليه الزبائن في اختيار المنتجات, فسوف يؤدي ذلك إلى خلق تفضيل قوي من جانب المشترين مما يؤدي إلى تضييق نطاق المفاوضة بين الموردين ( المنتجين) والزبائن .
4-4. تأثير الإبداع التكنولوجي على قوة المنتجين ( الموردين) :
كما سبق الحديث عن التأثير الذي يفرضه الإبداع على قوة الزبائن, فإننا نجد بأن الإبداع التكنولوجي له تأثيرا أيضا على القوة التفاوضية للمنتجين ( الموردين), كما في الحالات الآتية :
1.     إذا كان الإبداع التكنولوجي في مجال المنتوجات أو في أساليب الإنتاج متاح أمام عدد كبير من الموردين فإن تنقل الزبائن من مورد لآخر يكون منخفض, الأمر الذي يزيد من شدة المنافسة بين الموردين, ويضعف القوة التفاوضية للموردين أمام الزبائن.
2.     إذا كان يتوفر لدى الموردين تكنولوجيات معينة متصلة بأداء سلعة أو بخصائص محددة بها تستطيع أن تغم الزبائن على الشراء من هؤلاء الموردين, فإن ذلك يضعهم في قمة المنافسة ويمنحهم قوة تفاوضية كبيرة مع عملائهم.

4-5.  أثر الإبداع التكنولوجي على قوة تهديد السوق بالمنتجات البديلة :
قد يساهم الإبداع التكنولوجي في تحفيز المؤسسات على إحلال أحد المداخلات محل مدخل آخر يكون دالة لكل من : الأسعار النسبية للمدخلات, وأداء المدخلات الجديدة, وتكلفة الإحلال بين المدخلات، أو بعبارة أخرى يساهم الإبداع التكنولوجي  في صناعات أخرى بشكل كبير في إنتاج منتجات تقدمها هاته الأخيرة و تفي باحتياجاتها للمستهلكين بأسلوب يشبه الأسلوب الذي تفي به منتجات الصناعة محل الدراسة .
 وعلى سبيل المثال : تنافس المؤسسات العاملة في مجال صناعة القهوة بطريقة غير مباشرة مع أولئك العاملين في مجال صناعة الشاي و المشروبات  الخفيفة ، وكل هذه الصناعات الثلاثة تخدم المستهلكين الذين يحتاجون إلى مشروبات و إن الأسعار التي يمكن أن تحددها المؤسسات العاملة في صناعة القهوة تتأثر بوجود  بدائل من الشاي و المشروبات الخفيفة، فإذا ارتفع ثمن القهوة بشكل مبالغ فيه مقارنة بثمن الشاي و المشروبات الخفيفة، فلا شك أن من يشربون القهوة فسوف يتحولون إلى البدائل الأخرى، ولقد حدثت هذه الظاهرة عندما دمر الجو البارد كثيرا من محصول البن البرازيلي في عامي 1975 و 1976 و ارتفع سعر البن بشكل قياسي و هذا  بسبب نقص المحصول ، وبدأ المستهلكون يتحولون إلى الشاي بأعداد كبيرة .
 و بالتالي يمكن القول  بأن الإبداع التكنولوجي يمكن أن يسمح بخلق بدائل قوية ودقيقة تمثل تهديدا تنافسيا كبيرا  ، ويشكل قيودا على السعر الذي تفرضه المؤسسة  ، ومن ثم  تتأخر ربحيتها . أما إذا كانت منتجات المؤسسة ليس لها بدائل قوية إلا بشكل قليل      (( بمعنى أن البدائل تشكل عامل تنافسي ضعيف ))  ومع فرض تساوي كل الأمور الأخرى ، فهنا تتهيأ الفرصة أمام المؤسسة لرفع الأسعار وجني أرباح إضافية .

5. واقع الإبداع التكنولوجي في مؤسسة ENICAB :

1.5- التكنولوجيا المستوردة ودورها في الإبداع التكنولوجي :
إن الجزائر بدأت في عملية استيراد التكنولوجيا مع بداية سياسة التصنيع. ولهذا الاعتبار أقامت عدة علاقات مع العديد من الدول, وخاصة الغربية منها للاستفادة من هاته التكنولوجيا. وفي هذا الإطار قامت مؤسسة صناعة الكوابل الكهربائية ببسكرة منذ نشأتها في 1980 بالحصول على التكنولوجيا بشتى أنواعها من الدول الأجنبية من أجل إنتاج منتجات متنوعة وذات جودة عالمية.
ومن أهم الموردين الذين تتعامل معهم المؤسسة في حصولها على التكنولوجيا نذكر :
SKET وهي شركة ألمانية اهتمت  بدراسة وتجهيز المشروع بأجهزة الإنتاج وتدريب اليد العاملة المحلية بألمانيا, بالإضافة إلى بعض الموردين الآخرين, كإيطاليا, يوغوسلافيا....إلخ.
ويتمثل البرنامج التكنولوجي للمؤسسة في :
×     تجهيز المؤسسة بكافة التقنيات والآلات .
×     تبني سياسة جادة لتكوين اليد العاملة المحلية في ألمانيا من أجل التحكم في التكنولوجيات المستوردة حتى 1987.
×     الحصول على المعرفة الفنية المتعلقة بتكنولوجيا المنتوج وأساليب الإنتاج.
×     تنمية الموارد البشرية وتطويرها.
وكان هدف مؤسسة صناعة الكوابل ببسكرة من وراء استيراد التكنولوجيا هو تطوير سياسة الإبداع التكنولوجي للمؤسسة الذي من شأنه يعزز من قدرتها التنافسية. وذلك من خلال :
·        رفع الإنتاج أو تحسينه من حيث الكمية والنوعية.
·        رفع المستوى الفني لليد العاملة المستعملة.
·        دفع و تحفيز الطاقات على الإبداع انطلاقا من قاعدة فنية معترف بها.
·        إنشاء هياكل للتفكير وخلق أجواء للإبداع الملائم للظروف والمعطيات المتعلقة بالمؤسسة.
·        تحسين قدرات الاستقبال, بما في ذلك كفاءات وخبرات المسيرين والمهندسين الفنيين.
·        ضمان وتحقيق أدنى تكلفة وحدوية للمنتجات.
·        سرعة الاستجابة لحاجات الزبائن.
وبعد استعراض واقع المؤسسة وجدنا بأن كل الطاقات التكنولوجية التي حصلت عليها المؤسسة كان لها الدور الأساسي في تحقيق الأهداف المرجوة وذلك من خلال إنتاج منتجات ذات جودة عالمية, وبأسعار تنافسية, وفي الآجال المحددة.
2.5- تقييم الإرث التكنولوجي للمؤسسة :
كما سبق وأن أشرنا بأن التكنولوجيا هي جملة المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة والأدوات والوسائل المادية والتنظيمية (الآلات) اللازمة لإنتاج المنتجات قصد تلبية حاجات ورغبات المستهلكين، فمؤسسة صناعة الكوابل الكهربائية ببسكرة تمتلك تكنولوجيا عديدة يمكن تقسيمها إلى :
أ.التقنيات:يوجد لدى المؤسسة إرث كبير من التجهيزات والمعدات والآلات حيث أن أغلبها  تم اقتناءه في الثمانينات,  وهذا ما يدل على أن العمر الإنتاجي لهاته الآلات قد انتهى وبالتالي فالمؤسسة تقوم دائما بالصيانة المستمرة من أجل ضمان السير العادي لهاته الأخيرة. ويمكن القول بأن هذه الآلات في حاجة إلى استثمار لتجديد البعض منها. لكن في السنوات الأربعة الأخيرة شرعت المؤسسة في شراء تقنيات جديدة متطورة من أجل إنتاج منتجات فريدة من نوعها.
‌ب.   المعارف والخبرات : نظرا للتكوين الذي تلقاه عمال مؤسسة صناعة الكوابل الكهربائية ببسكرة في ألمانيا وهذا إثر عقود أبرمتها المؤسسة مع هاته الأخيرة المرافقة لعقود إستيراد التكنولوجيا من نفس الدولة، بالإضافة إلى خبرة المؤسسة في هذا المجال الصناعي, نجد بأن إطارات وعمال المؤسسة يمتلكون مهارات تقنية وإنسانية وتنظيرية لا يستهان بها، هذا بالإضافة إلى توافرهم على معارف إدارية معتبرة. وما يجب الإشارة إليه هو المؤسسة تقوم دائما بتحسين وتطوير معارف ومهارات إطاراتها لكن هذا غير كافي أمام التطورات الحاصلة في الميدان التكنولوجي.
‌ج.    القدرة على الإدارة والتطوير : إن قدرة المؤسسة على الإدارة هي جيدة وذلك على جميع الأصعدة. وهذا نظرا لوجود مسيرين أكفاء متخصصين, وذوي كفاءات عالية في التسيير. أما بالنسبة لقدرة المؤسسة على التطوير أو الإبداع التكنولوجي فهي حسنة وهذا نظرا لمتطلبات السوق الوطنية. إذ أن المؤسسة تسعى جاهدة إلى تطوير منتجاتها من أجل الإستجابة لحاجات الزبائن في السوق الوطنية والعالمية.
3.5- تصنيف التكنولوجيا الموجودة :
يمكن تقسيم التكنولوجيات التي بحوزة المؤسسة إلى :
‌أ.        تكنولوجيا المنتوج : تتميز بالتقادم حيث أن أغلبها يعود إلى 1985. لكن في السنوات الأربعة الأخيرة شرعت مؤسسة صناعة الكوابل الكهربائية ببسكرة في اقتناء أجهزة جديدة متطورة من أجل تقديم منتجات عالية الجودة للمستهلكين, وذات خصائص ووظائف جديدة, كالبقاء والمرونة وقوة الاحتمال.
‌ب.   تكنولوجيا أساليب الإنتاج : إن المؤسسة محل الدراسة تتحكم  بصفة جيدة في نظم وأساليب الإنتاج, وهذا نظرا للخبرات والتكوينات التي تقوم بها المؤسسة من أجل إتقان استعمال الوسائل الحالية, والتحكم في التكنولوجيات الجديدة التي تقوم على طرائق حديثة للإنتاج.
لكن الشيء الملاحظ هو أن دورة التصنيع طويلة وهذا راجع إلى أن تكنولوجية إنتاج الكوابل تتطلب ذلك .
‌ج.    تكنولوجيا الإعلام الآلي : تقريبا أغلب وحدات وأقسام وإدارات المؤسسة مزودة بأجهزة الإعلام الآلي. كما أن المؤسسة مزودة بشبكة الانترنت من أجل معرفة ما يجري حولها من تطورات في المجال الصناعي وتعميق اتصالات
المصدر: أ. قريشي محمد قسم علوم التسيير-- الجزائر, مجلة علوم انسانية  السنة الخامسة: العدد 37: ربيع 2008

دالة الاستهلاك و محدداته

.مفاهيم أساسية حول الاستهلاك و دالة الاستهلاك:
1.الإستهلاك من وجهة نظر المحاسبة الوطنية
يقسم الاستهلاك إلى استهلاك إنتاجي (وسيط) و استهلاك نهائي.
1.1.الإستهلاك الإنتاجي أو الوسيط
تعريف
هو مجموع السلع (من غير سلع التجهيز)و الخدمات الإنتاجية (المنتجة أو المستوردة) المستخدمة من قبل وحدات الإنتاج أثناء عملية الإنتاج في الفترة محل الدراسة.
التقييم:
يقيم الاستهلاك الإنتاجي بسعر الحصول من دون رسوم قابلة للاسترجاع.
ملاحظات
تختفي السلع الوسيطة كليا أثناء عملية الإنتاج نتيجة زوالها مثل المحروقات أو تحميلها في منتجات أخرى كالنفط في صناعة البنزين...
 (لا بد أن نلاحظ أن الاستهلاك الإنتاجي لفرع التجارة لا يشمل المنتجات المشتراة من أجل إعادة البيع).
لا يتضمن الاستهلاك الوسيط الخدمات غير الإنتاجية التي لا تستهلك و إنما تشترى ، و هنا لابد من التمييز بين استهلاك السلع و الخدمات الإنتاجية و شراء الخدمات غير الإنتاجية ، بمعنى آخر الخدمات الإنتاجية يمكن أن تكون موضوعا للاستهلاك بخلاف الخدمات غير الإنتاجية التي لا يمكن أن تكون موضوعا للاستهلاك و إنما للشراء .
لا يتضمن الاستهلاك الوسيط اهتلاك أو تناقص قيمة السلع التجهيزية (أثناء عملية الإنتاج) الذي يعتبر استهلاكا للأصول الثابتة أو اهتلاكات.
الاستهلاك الإنتاجي لا يتم إلا من قبل الفروع و القطاعات المنتجة ،فالفروع غير المنتجة ليس لها استهلاك إنتاجي.
لا بد من التدقيق في حول فرع العائلات بأنه فرع غير إنتاجي ،بينما قطاع العائلات و المؤسسات الفردية الصغيرة هو قطاع إنتاجي و ذلك لإدخال قطاع المؤسسات الفردية الصغيرة التي وظيفتها الأساسية هي إنتاج السلع و الخدمات الإنتاجية.
2.1.الإستهلاك النهائي
تعريف:
هو مجموع السلع و الخدمات الإنتاجية المستخدمة للإشباع المباشر و الآني لحاجات الأعوان غير الإنتاجية المقيمة.
تقييم:
يقيم الاستهلاك النهائي بسعر الحصول بما فيها الرسم الوحيد الإجمالي الرسوم و الحقوق على الواردات بالنسبة للمنتجات المحصل عليها من السوق .
ملاحظة: يقيم الاستهلاك النهائي:
بسعر التجزئة بالنسبة للمنتجات المستهلكة ذاتيا.
بسعر الإنتاج بالنسبة للسلع و الخدمات المنتجة من قبل المستخدم و الموجهة للمستخدمين.
في الأخير يكون لدينا:
الاستهلاك النهائي= الاستهلاك النهائي الفردي للعائلاتCFIM + الاستهلاك النهائي للإدارات العموميةCFAP + الاستهلاك لنهائي للمؤسسات الماليةCFIF
سوف ندرس كل عنصر على حدة:
أ.استهلاك النهائي للعائلات:
يمكن التمييز في نظام الحسابات القومية الجزائري بين ثلاثة أنواع من الاستهلاكات النهائية للعائلات:
الاستهلاك النهائي على القطر الاقتصادي للعائلات المقيمة.
الاستهلاك النهائي على القطر الاقتصادي للعائلات غير المقيمة(كالسياح الأجانب).
الاستهلاك النهائي خارج القطر الاقتصادي(في الخارج)للعائلات المقيمة(كالسياح الجزائريين في الخارج) .
يعرف نظام المحاسبة القومية الجزائري الاستهلاك النهائي للعائلات على أنه الاستهلاك النهائي على القطر الاقتصادي للعائلات المقيمة و غير المقيمة.
ب.الإستهلاك النهائي للإدارات العمومية
يقاس بالفرق بين المشتريات من السلع و الخدمات من غير تلك التي تدخل في التراكم الخام للأصول الثابتة و اللازمة لسير الإدارات العمومية،و المبيعات من السلع و الخدمات التي لا تؤخذ في إنتاج الفروع .و يسمى بالاستهلاك الصافي للإدارة.
جـ. الاستهلاك النهائي للمؤسسات المالية
يعرف بنفس التعريف السابق.و هو شبه مهمل (يضاف إليه الاستهلاك النهائي للفروع غير الإنتاجية) .
2. تعريف دالة الاستهلاك
يمكن تعريف دالة الاستهلاك بأنها دراسة العلاقة الموجودة بين الدخل و الاستهلاك على مستوى الاقتصاد الكلي،أي الجزء من الدخول المستهلكة بالنسبة إلى مجموع الدخول.
ينقسم الاستهلاك إلى جزأين:
الجزء الأول وهو الاستهلاك التلقائي الذي لا يتغير بتغير الدخل فهو جزء موجب حتى وإن كان الدخل الشخصي المتاح يساوي صفراً. ويرمز له بالحرف a.
الجزء الثاني وهو الاستهلاك التبعي المعتمد على مستوى الدخل المتاح وهو الجزء الذي يرمز له (bY).
إذن،يمكن كتابة دالة الاستهلاك كما يلي:
C = a + bY
1.يبدأ خط الاستهلاك عند قيمة الاستهلاك التلقائي وليس الصفر. إذن, تقاطع خط الاستهلاك مع محور الدخل (المحور الأفقي) = الاستهلاك التلقائي (a).
2.يبدأ خط الادخار عند قيمة نقص المدخرات (-a) وليس الصفر ويتقاطع مع محور الدخل (المحور الصادي) عندما يكون الاستهلاك مساوياً للدخل.
3.ميل خط الاستهلاك = a.
3.الإنفاق الاستهلاكي
ويشمل هذا الإنفاق كل المبالغ التي قام الأفراد باقتطاعها عند مستويات الدخل المختلفة (الدخل المتاح للتصرف)لأغراض أنفاقها على شراء السلع والخدمات الاستهلاكية.ويقوم الأفراد عادة بالإنفاق على :
أ.السلع المعمرة :وهي السلع التي يتم استخدامها لفترة طويلة من الزمن مثل: الثلاجات الغسالات والأثاث... الخ .
ب.السلع نصف المعمرة : وهي السلع التي يتم استعمالها أكثر من مرة واحدة،ولكن ليس لفترات طويلة من الزمن مثل:أدوات التنظيف،و القرطاسية..الخ .
جـ. السلع غير المعمرة : وهي السلع التي يتم استعمالها لمرة واحدة فقط،مثل:الوقود.
ومما تجدر ملاحظته أن هذا النوع من الإنفاق الاستهلاكي هو لغرض الاستهلاك وليس لغرض الاستخدام في العمليات الإنتاجية .ويعتمد هذا الإنفاق الاستهلاكي على مجموعة من العوامل و التي اعتبرت كمؤشرات تؤثر على الميل الحدي للاستهلاك،وبالتالي على قيمة الاستهلاك ومن أهم هذه العوامل :

1.العوامل الشخصية
وقد قام كينز بتحديد هذه العوامل :كالكهرباء ،والبخل،والبذخ،والاحتياط،وبعد النظر،والضغط الاجتماعي،والتوقعات.
2.كيفية توزيع الدخل
حيث أن النسبة من الدخل الممكن التصرف به والتي سيستخدمها الفرد للإنفاق الاستهلاكي تتوقف جزئيا على حجم دخله .
3.حجم الأصول السائلة
الأصول السائلة هي النقود،والودائع الجارية وأية أصول أخرى يمكن أن تحول النقود مثل:السندات،الودائع الادخارية .
4.الائتمان الاستهلاكي
ويقصد به البيع بالتقسيط الذي يسمح للفرد بالشراء أو الاستهلاك بنسبة اكبر مما يسمح له دخله مثل:شراء الثلاجات أو الأجهزة الكهربائية بالتقسيط .
5.رصيد السلع المعمرة
حيث أن حيازة مثل هذه السلع تخفض رغبة الفرد في شراء سلع إضافية منها طالما انه يمتلكها،لكنها توسع من إنفاق الفرد على مشتريات السلع غير المعمرة،مثل:حيازة السيارات تحفز على شراء البنزين،وحيازة جهاز التلفزيون يحفز على زيادة كمية استهلاك الكهرباء،وهكذا .
توازن المستهلك
إن الإنسان خلال سعيه للوصول إلى اكبر قدر من الإشباع من خلال دخله المتاح يكون في الحقيقة يسعى إلى حالة التوازن بين هذا الدخل والإشباع،وعلى ضوء يعرف التوازن بأنه "تحقيق أقصى إشباع ممكن ضمن حدود الدخل . II.الاستهلاك و المتغيرات الاقتصادية
العلاقة بين الاستهلاك و الدخل(قوانين أنجل-Les lois d'Engel).
1.قوانين أنجل
من خلال العديد من الدراسات الإحصائية حول الاستهلاك ، يوجد ثلاثة أنواع من المستقيمات ترتبط بثلاث فئات من السلع الاستهلاكية ، تعرف هذه المستقيمات بمستقيمات أنجل -.Droite d'Engel
أ.النفقات الغذائية
القانون الأول لأنجل يقر بأنه تحت ظروف محددة ،فان الزيادة في الدخل الوطني تؤدي إلى زيادة الإنفاق على المواد الغذائية (بالكميات) ،لكنها تتناقص كنسبة منه(أي من الدخل).
ب.الإنفاق على السكن و اللباس
القانون الثاني لأنجل،يؤكد على أنه و في ظروف معينة كذلك ،فان ارتفاع الدخل الوطني تؤدي إلى زيادة الإنفاق على الترفيه و التعليم ...ليس فقط بالكميات و إنما أيضا كنسبة من الدخل الوطني.
جـ.الإنفاق على التعليم، النظافة ،الصحة ،الراحة ،النقل،أثاث المنزل.
القانون الثالث لأنجل،يقر بأن ارتفاع الدخل الوطني يؤدي إلى زيادة الإنفاق على السكن و اللباس ليس فقط بالكميات لكن بشكل كبير جدا في النسبة تساوي إلى نسبة الزيادة في الدخل الوطني.
2.مرونة الطلب الدخلية
مرونة الطلب الدخلية.
نقصد بها مدى استجابة الكمية المطلوبة من سلعة معينة للتغير في دخل المستهلك، و يمكن حسابها من خلال العلاقة التالية :
مرونة الطلب الدخلية=النسبة المئوية للتغير في الكمية المطلوبة/النسبة المئوية للتغير في الدخل.
 يمكن التطرق لمرونة الطلب الدخلية لكل نوع (فئة)من النفقات التالية:
أ.الإنفاق على المواد الغذائية
العلاقة اقل من الواحد الصحيح.إذا زاد الدخل ب 1% ، فان الإنفاق على الغذاء يزداد بأقل من 1 % مهما يكن مستوى الدخل الجديد.

ب.الإنفاق على السكن و اللباس
العلاقة (مرونة الطلب الدخلية) هي حوالي الواحد الصحيح.هذا يعني أنه إذا زاد الدخل ب1% فان الإنفاق عليها يزداد بنسبة 1%.
جـ.الإنفاق على الترفيه و التعليم ،النقل الصحة ...
فان المرونة هنا أكبر من الواحد الصحيح،أي زياد الدخل ب 1% يؤدي إلى زيادة الإنفاق على الترفيه و التعليم ... بنسبة أكبر من 1%.
أثر السياسة المالية( التخفيضات الضريبية) على الاستهلاك
نظرية التكافؤ الريكاردي.
هو اقتراح نظري يُثبت أنه تحت ظروف معينة ،فان تغييرا في مواعيد الاقتطاعات الضريبية (مثلا ضرائب أقل اليوم و ضرائب أكثر غدا) ،لن يكون له أي أثر على السلوكات الاستهلاكية للأعوان الاقتصاديين(الخواص)، و بالتالي فهي بدون تأثير على الاقتصاد القومي.
لنعتبر القيد الموازني للقطاع الخاص،في نموذج بسيط لفترتين(الحاضر ثمّ المستقبل):
C1+C2/(1+r)=[ Q1+Q2/(1+r)]-[T1+T2/(1+r)]
C : الاستهلاك.
Q : الإنتاج.
T : الضرائب.
الاستهلاك خلال دورة الحياة يساوي إلى قيمة الإنتاج المستحدثة-Actualisée منقوصا منها إلى قيمة الضرائب المستحدثة.
استهلاك القطاع الخاص غير حساس إذن للقيد الموازني ما بين الأوقات على اعتبار أن قيمة الضرائب المستحدثة لم تتغير.
إذا توقع الأعوان الاقتصاديون انخفاضا في الضرائب الحالية ،يتم تعويضه بزيادة في الضرائب المستقبلية ، و بدو تغير في القيمة المستحدثة للضرائب الكلية فان الاستهلاك لا يتغير:فالأعوان الاقتصاديون يدخرون الدخل المحصل نتيجة التخفيض الحالي في الضرائب من أجل دفع الضرائب المستقبلية(و التي ستكون أعلى).التخفيض الحالي في الضرائب لا يشجع الاستهلاك، كما قد يعتقد البعض.

نقد التكافؤ الريكاردي:
أهم انتقاد تعرض له نموذج التكافؤ الريكاردي كان على أساس أن الأفراد (قطاع العائلات) لهم مدة حياة أقل من مدة حياة الدولة. العائلات التي تدفع الضرائب المستقبلية يمكن أن لا تكون هي نفسها التي استفادت من التخفيضات الحالية.في هذه الحالة التوازن الريكاردي غير محقق.
إذا لم يكن في مقدور الأعوان الاقتصاديين الاستدانة بكل حرية فان تخفيضا في الضرائب اليوم حتى في حالة تعويضه مستقبلا بزيادة الضرائب ،يمكن أن يكون له أثر على الاستهلاك ، و هذا ما يضع التوازن الريكاردي محل شك كبير. III.المقاربات المختلفة المفسرة للاستهلاك
1.المقاربات التقليدية:
أ.المقاربات الكلاسيكية و النيوكلاسكية:
يحتل سلوك المستهلك في التحليل الكلاسيكي و النيوكلاسيكي مكانة مهمة.فالمستهلك في هذا الفكر يفترض بأنه عقلاني(رشيد)و يبحث دائما عن الامثلية في توزيع دخله،أي تعظيم منفعته.
يرى التقليديون في كل سياسة إنعاش(توسع) استهلاكي بأنها مصدر محتمل للتضخم و من ثم الاختلال الخارجي.
لقد حاول التقليديون الجدد (خاصة والراس،جيفونز،منجل...) إيجاد جواب حول الكيفية التي يقوم بها المستهلك تقسيم دخله- و ذلك عند مستوى دخل معين-بين مختلف السلع الموجودة في السوق، و قد عرف هذا التيار الفكري بالمدرسة الحدية.
إن نقطة الانطلاق في التحليل الحدي هي دالة المنفعة.فبالنسبة للحديين فان قيمة الأشياء ترتبط بالمنفعة التي يمكن الحصول عليها من استعمال هذه الأشياء وليس بتكلفة إنتاجها فقط.
مثلا: لنفرض شراء سلعة اقتصادية و لتكن الأحذية مثلا.
شخص ليس لديه إلا زوج واحد من الأحذية ،فان المنفعة الكلية لهذه السلعة (الأحذية) كبيرة جدا.
إذا قام نفس الشخص بشراء زوج ثاني ،فان المنفعة الكلية كبيرة ،لكن المنفعة الحدية (أي المنفعة الإضافية للزوج الإضافي من الأحذية ) تنخفض.
بنفس الطريقة لو اشترى هذا الشخص بشرا الزوج الثالث...المنفعة الحدية تنخفض أكثر...
بهذه الطريقة نصل إلى قانون تناقص المنفعة الحدية التي تركز على أن المنفعة الكلية تتزايد مع الكمية المستهلكة من سلعة ما ،لكن المنفعة الحدية تتناقص.
لكن إذا رجعنا إلى التحليل الحدي .فبالنسبة إليهم ،فان قيمة السلعة تتعلق ، من جهة بالمنفعة الاقتصادية، و من جهة أخرى بكمية السلعة التي يمكن الحصول عليها(هذه الكمية محدودة بالندرة النسبية لهذه السلعة التي ترتبط هي الأخرى بالقدرة الإنتاجية للجهاز الإنتاجي) علما أن الموارد الاقتصادية في العالم نادرة.
المنفعة الحدية ترتبط بالندرة النسبية للسلع ، و بالتالي هي التي تحدد القيمة.
و بعبارة أخري،كلما كانت المنفعة الكلية ضعيفة (و هي حالة السلع النادرة جداً)، كلما كانت المنفعة الحدية أكبر و بالتالي كانت السلعة أغلى.العكس كلما كانت المنفعة الكلية كبيرة (و هي حالة السلع المتوفرة بكثرة) منفعتها الحدية تكون أقل، و بالتالي يكون سعرها أقل.
هذا التحليل يقوم على مجموعة من الفرضيات و التي تعرضت لانتقادات شديدة
لعل من الانتقادات التي تعرضت لها نجد:
اعتبار منفعة السلع تامة وهذا غير صحيح في الواقع.
قرارات الشراء لها دوافع و لا تتم بدون دراسة مسبقة.
تفترض المدرسة الحدية إمكانية اختيار واسعة على الرغم من أن المهم في الاستهلاك يتعلق بمجموعة من القيود(بشكل خاص الدخل).
ب.المقاربة الكينزية(نظرية الدخل المطلق)
تسمى بنظرية الدخل المطلق للتأكيد على أن قرارات الاستهلاك مبنية على القدر المطلق من الدخل الجاري الذي يحصل عليه الفرد.
القانون السيكولوجي الأساسي
يعتبر كينز أن الاستهلاك مرتبط بالدخل الجاري(أي دخل الفترة الحالية-الجارية-) فقط.بالنسبة لكينز فان دالة الاستهلاك تعبر عن ما سماه القانون السيكولوجي الأساسي:" في المتوسط و في أغلب الأوقات ،فان الأفراد يميلون إلى زيادة استهلاكهم شريطة ارتفاع دخولهم،و لكن الزيادة في الاستهلاك تكون أقل من الزيادة في الدخل".
انطلاق من هذا المبدأ ، قام كينز ببناء دالة الاستهلاك الكلية .
فرضيات النظرية
دالة الاستهلاك في النظرية الكينزية هي :
C = Ca + c Yd
حيث:
Ca: الاستهلاك المستقل عن الدخل.
C: الميل الحدي للاستهلاك و هو نفسه ميل الدالة.
و تفترض النظرية أنهما ثابتان.
Yd: الدخل الموضوع تحت التصرف.
APC: الميل المتوسط للاستهلاك.و هو متناقص بالنسبة للدخل،كما أنه أكبر دائما من الميل الحدي للاستهلاك.
تقضي نظرية الدخل المطلق بأن الاستهلاك دالة في الدخل المطلق الجاري و أن الميل المتوسط للاستهلاك يتناقص بزيادة الدخل.
الشرح البياني

دالة الاستهلاك الطويلة الأجل و دالة الاستهلاك القصيرة الأجل
إن دالة الاستهلاك الطويلة الأجل هي دالة الاستهلاك التي تمر بنقطة الأصل و التي تكون فيها: 0= Ca
و تكون معادلة الدالة كما يلي: C = c Yd
و في هذه الحالة نكون أمام MPC=APCأي الميل المتوسط يساوي إلى الميل الحدي.
الشكل التالي يوضح دالة الاستهلاك الطويلة الأجل و الدوال قصيرة الأجل.
الدوال قصيرة الأجل(غير متناسبة) تنتقل إلى الأعلى بمرور الزمن، و ذلك نتيجة تغير مجموعة من العوامل من غير الدخل، و من بينها نذكر ما يلي:
1.زيادة ثروات المستهلكين مع مرور الزمن و هذا ما يدفعهم طبعا إلى مزيد من الاستهلاك.
2.ظهور سلع جديدة في الأسواق ،بالإضافة إلى تطور الأنماط الاستهلاكية حيث تدخل مع مرور الزمن سلع جديدة مع الضروريات(و التي كانت تعتبر قبل ذلك من الكماليات)هذا يدفع إلى زيادة الاستهلاك.
3.زيادة كبار السن من السكان. .المقاربات الجديدة
أ.نظرية الدخل النسبي (أثر التقليد) لدوسمبيري. Dusenberry« L’EFFET DE DEMONSTRATION » ou « D’IMITATION
أحد النظريات الأولى التي حازت اهتمام الاقتصاديين هي نظرية الدخل المقارن لدوسمبيري ، و قد بنا دوسينبيري نموذجه على فكرتين تختلفان عن التحليلات الاقتصادية السابقة:
أولا: الفكرة الأولى هي أن الأسرة في سلوك الإنفاق الاستهلاكي إنما تتأثر بعادات الإنفاق للأسر الأخرى ، الأسر المجاورة أي الأسر التي ترى أنها تماثلها.
ثانيا: إن سلوك الإنفاق الاستهلاكي يتجه إلى أن يكون مكتسبا بالعادة ،فبمجرد أن يصبح الأفراد معتادين على مستوى معيشة معينة ،فإنهم سيحاولون الإبقاء على هذا المستوى بالرغم من الانخفاض في الدخل.
و لو أن الكثير من الاقتصاديين كانوا يرون أن مثل هذا السلوك سلوك غير رشيد ،إلا أن نموذج دوسمبيري كان متمشيا مع الأحداث تمشيا جيدا.
و على الأقل لمدة من الزمن ، فان نظرية الدخل المقارن كانت أفضل بديل لنظرية الدخل المطلق.
مفهوم الدخل النسبي : هناك مفهومان للدخل النسبي
المفهوم الأول
إن الجزء من دخل الأسرة الذي يخصص للإنفاق الاستهلاكي يتوقف على دخل الأسرة بالنسبة لدخول الأسر المجاورة و الأسر التي ترى بأنها تماثلها ، و ليس على أساس الدخل المطلق.وفقا لهذه النظرية فلو أن دخل أسرة ارتفع ولكن وضعها النسبي على مقياس الدخل الم يتغير ذلك لان دخول الأسر الأخرى التي تماثلها قد ارتفعت بنفس النسبة فان تقسيم دخلها بين الاستهلاك و الادخار ولم يتغير .فالدخل المطلق للأسرة قد ارتفع،ولذلك فان استهلاكها المطلق وادخارها المطلق سيرتفعان أيضا ولكن بنسبة الدخل التي ستوجه للاستهلاك سوف تظل كما هي عند المستوى الأعلى من الدخل المطلق كما كان عند مستوى الدخل الأقل،أي أن الميل المتوسط للاستهلاك لن يتغير.و لإيضاح وجهة النظر هذه بطريقة أخرى فإننا نستطيع أن نقول انه لو ظل دخل الأسرة لم يتغير ،ولكن دخول الأسر المجاورة أو التي ترى أنها تماثلها قد ارتفعت فان وضع دخلها بالنسبة لدخول الأسر الأخرى قد تغير.و وفقا لنظرية الدخل النسبي،فان تدهور الوضع النسبي لدخل هذه الأسر سوف يؤدي إلى زيادة في نسبة دخلها التي توجهها إلى الاستهلاك بالرغم من حقيقة انه لا يوجد تغير في دخلها المطلق .
وهذه النظرية بتركيزها على الدخل النسبي بهذا المفهوم إنما تؤكد طبيعة التقليد والمحاكاة فيما يتعلق بالإنفاق الاستهلاكي ،فالأسرة بدخل معين سوف تنفق على استهلاك أكثر لو أنها عاشت في وسط أو بين جماعة يعتبر فيها هذا الدخل منخفضا نسبيا .وهذا الاتجاه نحو الإنفاق أكثر في الحالة الأولى ينتج جزئيا من الضغط على الأسرة لتتمشى مع المجتمع الذي تعيش فيه .كما انه ناتج أيضا من حقيقة أن هذه الأسرة سوف تلاحظ في حياتها العادية ما هو الذي يعتبر بالنسبة لها سلعا فوق مستواها و التي تستهلكه الأسر الأخرى و سوف تستمال للإنفاق على مثل هذه السلع كنتيجة لما اسماه دوسنبيري بأثر التقليد .
المفهوم الثاني
يناسب هذا المفهوم تحليل السلاسل الزمنية ، و يستخدم لشرح التقلبات الدورية في الميل المتوسط للاستهلاك،حيث يرى دوسنبيري أنه بمجرد أن أصبح الأفراد معتادين على مستوى معين من المعيشة فإنهم سيسعون إلى المحافظة على مستوى إنفاقهم الاستهلاكي بالرغم م تقلبات الدخل.و عليه فعندما يصبح الدخل السنوي أقل من الدخل السابق المرتفع ، فان الادخار سوف يهبط حتى يمكن المحافظة على المستوى الاستهلاكي السابق،مما يؤدي إلى ارتفاع الميل المتوسط للاستهلاك.وعندما يزداد الدخل عن الدخل المرتفع السابق ،فسوف يحدث العكس و يتجه الميل المتوسط للاستهلاك إلى الانخفاض على الأقل في الزمن القصير جدا.
مشاكل نظرية دوسنبيري
يمكن التطرق لبعض الانتقادات التي تعرضت لها نظرية الدخل المقارن:
أولا:
رفض الكثير من الاقتصاديين فكرة أن الأفراد يبنون قرارات الاستهلاك على عوامل غير رشيدة، مثل الدخل النسبي.فسعي الأفراد إلى تعظيم المنفعة و الإشباع لا يمكن أن يدفعهم للتقليد.
ثانيا:
مشكلة أخرى بالنسبة لنظرية الدخل النسبي هي تلك المتعلقة بأثر الثروة على الدخل.حيث أن الاختلاف في الثروة يؤدي إلى اختلاف في الميل إلى الاستهلاك حتى لو تساوت الدخول.
لا بد من الإشارة في الأخير إلى أن نظرية الدخل النسبي أو أثر التقليد على الرغم من الانتقادات التي تعرضت لها إلا أنها تفسر بشكل كبير طريقة الاستهلاك في الدول النامية و المتخلفة ، حيث يمكن ملاحظة أن أصحاب الدخول المرتفعة في هذه الدول – و هم ذوو القدرة الادخارية – يحاولون تقليد نماذج الاستهلاك في الدول المتقدمة ، و يسرفون في الاستهلاك الكمالي .(علما أن هذا يعتبر من أحد عوائق التنمية ، لأن الإسراف في الاستهلاك على الكماليات كما أشرنا يؤدي إلى تضاؤل في قيمة المدخرات مما يعني تراجع في التكوين الرأسمالي الذي هو أحد أهم أسس التنمية –كما هو معلوم-.
ب.أثر الدخول الماضية أو أثر الكبح: L’INFLUENCE DES REVENUS PASSES « L’EFFET CLIQUET »
حسب الاقتصادي ت.م.براون (TM BROWN) ،فان مستوى الاستهلاك لا يرتبط فقط بالدخل الجاري (كما أشار إلى ذلك كينز)، و لكن أيضا بأكبر مستوى للدخل تم الوصول إليه في الماضي .و هذا ما يسمى بأثر الكبح(أو أثر الذاكرة effet de mémoire)،حيث ستحجم العائلات عن تخفيض استهلاكها بنفس نسب انخفاض دخلها المتاح،لأنهم سيعتمدون أولا على ادخاراتهم.
الحقيقة هي أن دوسنبيري قد أشار إلى أثر الكبح ضمنيا عندما قال بأن السلوك الاستهلاكي يكتسب بالعادة و بالتالي فان الأسر التي ينخفض دخلها الحقيقي المتاح سوف تحاول الحفاظ على نمطها الاستهلاكي .
جـ.نظرية دورة الحياة لمودي غلياني
إن دالة لاستهلاك النظرية مبنية على مفهوم مبسط هو أن تصرفات الاستهلاك الخاصة بالأفراد خلال فترة معينة إنما ترجع إلى دخولهم عن هذه الفترة. أما الفروض التي تقوم عليها نظرية دورة الحياة، إنما على خلاف ذلك تنظر إلى الأفراد على أنهم يخططون لاستهلاكهم و لادخارهم عبر فترات طويلة بقصد أنهم يوزعون استهلاكهم بأفضل طريقة ممكنة خلال فترة سنوات حياتهم كلها.
فرضيات نظرية دورة الحياة
تنظر نظرية دورة الحياة للادخار بمفهوم انه أساسا نتيجة لرغبة الأفراد في توفير الاستهلاك في وقت كبر السن، و كما سنرى – في عرضنا لهذه النظرية – فان نظرية دورة الحياة تشير إلى عدد من العوامل غير المتوقعة التي تؤثر على معدل ادخار الاقتصاد، مثل هيكل التوزيع العمري للسكان فانه من العوامل الهامة المحددة لتصرفات المجتمع فيما يتعلق بالاستهلاك و الادخار.إذن نختصر الفرضيات كما يلي:
1.يخطط الأفراد لاستهلاكهم و ادخارهم عبر فترات طويلة .
2.يوزع الأفراد استهلاكهم بأفضل طريقة ممكنة خلال فترة حياتهم كلها.
3.الادخار أو دورة الحياة للادخار هو أساسا نتيجة رغبة الأفراد في توفير الاستهلاك في وقت كبر السن.
أولا:رياضيا
لشرح هذه النظرية فإننا سنقوم باستنتاج و شرح دالة الاستهلاك الآتية:
C= a W R+ c Y L
W R: الثروة الحقيقية.
A: الميل الحدي للاستهلاك من الثروة.
Y L:الدخل من العمل.
C : الميل الحدي للاستهلاك من دخل العمل.
لنفرض أن شخصا يتوقع أن يعيش عدد من السنوا ت قدره LN، و يعمل فيكتسب دخلا من عمله عدد من السنوات مقدارها LW، و بالتالي فان عدد سنوات التقاعد هو LW-LN.
سوف نفترض وجود يقين في التوقعات مع استبعاد الفوائد على المدخرات...
السؤال هو :
ما هي إمكانية استهلاك الفرد طيلة حياته.
كيف سيختار الفرد توزيع الاستهلاك عبر سنوات حياته.
للتبسيط سوف نستبعد دخل الملكية.
1.إمكانية (حدود) استهلاك الفرد طيلة حياته
الحالة الأولى: استبعاد الثروة من التحليل.
انطلاقا من المعادلة التالية:
C= a W R+ c Y L
لدينا فرضا 0 = W R
يكون دخل الفرد طيلة حياته سيكون :LY*LW أي دخل سنة مضروبا في عدد سنوات العمل طيلة سنوات الحياة.و هكذا أجبنا على التساؤل الأول.
2.توزيع الاستهلاك
لنفرض أن الفرد يرغب في توزيع الاستهلاك عبر سنوات حياته بحيث يكون لديه مستوى متساوي من تيار الاستهلاك عبر هذه السنوات.
أي:
C * NL = YL * WL
حيث:
C: الاستهلاك المخطط. NL : عدد سنوات الحياة. YL: دخل العمل.WL:عدد سنوات العمل.
و بقسمة طرفي المعادلة على عدد سنوات الحياة(لأن الفرد يرغب في توزيع استهلاكه عبر سوات حياته كلها)نحصل على الاستهلاك المخطط:
C = (WL/NL) YL
(WL/NL):نسبة سنوات العمل إلى سنوات الحياة، وهي نفسها الميل الحدي للاستهلاك من دخل العمل .
للحصول على دالة الادخار:
S = YL – C
S = YL – (WL/NL) YL
S = ((NL-WL)/NL) YL.
((NL-WL)/NL) : نسبة سنوات التقاعد إلى سنوات الحياة.
ثانيا:بيانيا ملاحظة
تقاس القيمة الأعظمية للثروة كما يلي:
WRmax= C * (NL – WL)
و هذه القيمة تساوي كذلك استهلاك فترة التقاعد.
الحالة الثانية:إدخال الثروة في نموذج النظرية.
إذا أضفنا إلى التحليل السابق الثروة ،فان الفرد الذي يكون لديه ثروة مقدارها WR في تاريخ معين من الحياة (T ) ، ستضيف هذه الثروة إلى دخله من العمل (YL) لعدد من السنوات (WL-T ) ،ليصبح استهلاكه خلال حياته المتوقعة (NL-T ) سنة كالآتي :
C = WR + (WL – T) YL
بقسمة طرفي المعادلة على (NL-T ) نجد:
C = (1/(NL – T)) WR + ((WL – T)/(NL – T))YL
T < WL
أي:
a = (1/(NL – T))
c = ((WL – T)/(NL – T)).
ملاحظات
- يزداد الميل الحدي للاستهلاك من الثروة كلما اقترب الفرد من نهاية الحياة. (NL – T)
- يتوقف الميل الحدي للاستهلاك من دخل العمل على مدة الحياة المتبقية للفرد(المتوقعة) (NL – T) ، و ((WL – T).
خلاصة
- استهلاك الفرد ثابت عبر سنوات حياته.
- الإنفاق الاستهلاكي يمول بواسطة دخل العمل مضافا إليه الثروة الأولية.
- خلال كل سنة فان نسبة (1/(NL – T)) من الثروة سوف تستهلك.
- الإنفاق الاستهلاكي الجاري يتوقف على الثروة الحالية زائدا إلى دخل عمل سنوات الحياة.



استخدامات نظرية دورة الحياة
1.تفسير التعارض بين دوال الاستهلاك قصيرة الأجل و دوال الاستهلاك طويلة الأجل.
لدينا: C = Ca + cY
علما أن الميل المتوسط للاستهلاك يتناقص مع الدخل في المدى القصير ، بينما هو ثابت في المدى الطويل.
عند استخدام المعادلة: C= a W R+ c Y L
لنقسم طرفي المعادلة على الدخل Y فنحصل على قيمة الميل المتوسط:
C/Y = a( WR/Y) + c (YL/Y)
نعلم أن نسبة الثروة إلى الدخل المتاح شديدة التقلب في المدى القصير (عكس المدى الطويل) و هذا ما يفسر لماذا الميل المتوسط للاستهلاك ثابت في المدى الطويل.
2.تفسير كيفية تأثير سوق الأوراق المالية على سلوك الاستهلاك
فقيمة ما يحتفظ به الأفراد من أوراق مالية إنما هي جزء من ثروتهم الداخلة فيWR ، فمثلا عند الرواج فان ارتفاع أسعار الأوراق المالية يؤدي إلى تعظيم الثروة مما يدفع إلى زيادة الاستهلاك..
د.نظرية الدخل الدائم في الاستهلاك لميلتن فريدمان
يرى فريدمان أن الأفراد يحددون نمط استهلاكهم وفقا لغرض الاستهلاك الطويل الأجل أو الدائم و ليس وفقا لمستوى دخولهم الجارية.و يعطي فريدمان مثالا لتفسير ذلك الشخص الذي يحصل على دخله مرة واحدة فقط في الأسبوع، يوم الجمعة.
فنحن لا نتوقع أن مثل هذا الفرد سوف يركز كل استهلاكه في اليوم الذي يتسلم فيه دخله.ويكون استهلاكه صفرا في بقية الأيام.فلو أننا اقتنعنا بالفكرة القائلة بان الأفراد يرغبوا في تحقيق تيار مستو من الاستهلاك – و ليس مستو عال اليوم و منخفض غدا أو الأمس – فبالتالي فان الاستهلاك في يوم ما في الأسبوع لن يكون راجعا لدخل ذلك اليوم بالذات و إنما سيكون راجعا إلى متوسط الدخل اليومي – أي دخل الأسبوع مقسوما على عدد أيام الأسبوع .
و واضح من مثل هذا المثال المتطرف، أن دخل فترة أطول من العام تكون هي الأساس في تحديد مقدار الاستهلاك اليومي.
و بالمثل، يتطرق من هذا المثال - إلى فترة أطول – لمدة فصل أو سنة – و يوضح أن الفرد لا يخطط استهلاكه خلال تلك الفترة على أساس دخل هذه الفترة ، فالاستهلاك – كما يرى – إنما يخطط له على أساسا دخل فترة أطول.
و فكرة أن الاستهلاك إنما يتحدد على أساس دخل فترة طويلة أو على أساس الدخل الدائم فكرة مقبولة ، و هي أساسا نفس فكرة نظرية دورة الحياة ، و لكن تبقى الإجابة على استفسارين هامين :
أولا:استفسار يتعلق بالعلاقة بالضبط بين الاستهلاك الجاري و بين الدخل الدائم.
ثانيا: كيف يمكن قياس الدخل الدائم.
1. العلاقة بين الدخل الدائم و الاستهلاك الجاري
إن نظرية الدخل الدائم في أبسط صورها ترى أن الاستهلاك إنما يتناسب مع الدخل الدائم : C = c Yp
حيث :
Yp : هي الدخل المتاح الدائم.
هذه الدالة متناسبة
و من المعادلة السابقة واضح أن الاستهلاك يتغير بنفس نسبة تغير الدخل، فهي دالة متناسبة.فزيادة مقدارها 5% في الدخل الدائم سوف تؤدي إلى زيادة في الاستهلاك بمقدار 5%.ولما كان الدخل الدائم إنما يرجع إلى متوسط الدخل عن فترة طويلة فان خصائص دالة الاستهلاك إنما تتفق تماما مع الاستهلاك الطويلة الأجل الذي يظهر ثبات الميل المتوسط للاستهلاك.
2.تعريف الدخل الدائم و كيفية قياسه
إن المشكلة التالية هي ما المقصود بالدخل الدائم ، و كيف يقاس؟
 تعريف الدخل الدائم
"الدخل الدائم هو عبارة عن المعدل الثابت من الاستهلاك الذي يستطيع أن يحققه الفرد طيلة الفترة المتبقية من حياته ،بافتراض مستوى معين من الثروة و من الدخل المكتسب الآن و في المستقبل."
كيفية تقدير الدخل الدائم
يعود الدخل الدائم إلى سلوك الدخل الجاري ، والدخل الماضي.
يمكننا –مثلا- للتبسيط تقدير الدخل الدائم على أساس أنه مساوٍ لدخل السنة الماضية مضافا إليه نسبة من التغير في الدخل السنة الماضية و حتى السنة الحالية.
Yp= Y-1 + θ(Y – Y-1) / 1>θ>0
Yp= θY + (1 – θ) Y-1.
توضح هذه المعادلة أن الدخل الدائم هو عبارة عن متوسط مرجح للدخل الجاري و الدخل السابق.
للتبسيط نفترض أن:
0.6 = θ
25000 = Y
24000 = Y-1
قيمة الدخل الدائم :
(24000)0.4 + (25000) 0.6 = Yp
24600 = Yp
ملاحظات
- إذا كان : Y= Y-1 فان : Yp= Y-1=Y .
- إذا كان: Y أصغر من Y-1 فان : الزيادة في الدخل الدائم تكون أقل من الزيادة في الماضي و يرجع ذلك إلى أن الفرد لا يعلم إن كانت هذه الزيادة في الدخل دائمة أم مؤقتة.
أثر الدخل الدائم على الاستهلاك في كل من الزمن القصير و الزمن الطويل
من المعادلتين السابقتين:
C = c Yp
Yp= θY + (1 – θ) Y-1.
نستطيع أن نستنتج دالة الاستهلاك:
C = c Yp
C = c θY + c (1 – θ) Y-1.
حيث:
cθ: الميل الحدي للاستهلاك من الدخل الجاري و هي أقل من c (الميل الحدي للاستهلاك للفترة الطويلة).
و عليه فان نظرية الدخل الدائم ترى ضمنيا أن هناك فرقاً بين الميل الحدي للاستهلاك في الزمن الطويل و الميل الحدي للاستهلاك للزمن القصير. 3.نظرية الاستهلاك في الإسلام
أ.تعريف الاستهلاك في الاقتصاد الإسلامي
مجموعة التصرفات التي تشكل سلة السلع والخدمات من الطيبات التي توجه للوفاء بالحاجات والرغبات المتعلقة بأفراد المجتمع والتي تتحدد طبيعتها وأولوياتها باعتماد على القواعد والمبادئ الإسلامية وذلك لغرض التمتع والاستعانة بها على طاعة الله سبحانه وتعالى . ويمكن أن نجمل أهمية الاستهلاك في خمسة أمور رئيسة :
أولاً : جعل الله تعالى الطبيعة البشرية بحيث تتطلب حداً أدنى من الاستهلاك لتستمر على قيد الحياة .
ثانياً : يشكل الاستهلاك جزءاً رئيساً من مكونات الطلب الكلي .
ثالثاً : تعتبر نشاط القطاع الاستهلاكي هو المحور المولد الذي تدور حوله جميع نشاطات القطاعات الاقتصادية الأخرى .
رابعاً : بتحديد مستوى الاستهلاك يمكن استنتاج مستوى الادخار المحلي الذي يعتبر مهما لتمويل الاستثمار وتكوين رأي المال الذي يعتبر عنصراً ضرورياً لتحقيق التنمية في العالم الإسلامي .
خامساً : إن إتباع الرشادة في التصرفات الاستهلاكية يؤدي إلى قيام المسلمين بواجباتهم ومسئولياتهم تجاه مختلف أولويات المجتمع الإسلامي على الوجه الأمثل .
ب. الإطار النظري
مبدأ الرشادة الإسلامي
ومبدأ الرشادة يعني مجموع الدوافع العقلانية والمنطقية و القيمية التي توجه الكيفية التي يخصص بها الأفراد جزءاً من دخولهم للإنفاق على السلع والخدمات النهائية للوفاء بمتطلباتهم الحياتية ( العضوية ) والنفسية والروحية .
ويعتمد مبدأ الرشادة الإسلامي على ثلاثة عناصر رئيسة وهي :
1- مفهوم النجاح والفلاح .
2- النطاق الزمني لسلوك المستهلك .
3- مفهوم المحافظة على الثروة وإنمائها .


1- مفهوم النجاح
هو الفلاح في توجيه الفرد لدخله ليحقق أقصى منفعة له وللأفراد المرتبطين به في إطار التعاليم والتشريعات الإسلامية
2- النطاق الزمني لسلوك المستهلك
يقسم المستهلك المسلم موارده النادرة من الدخل والوقت في تحصيل منافع مادية وروحية في الحياة الدنيا والآخرة . وترتبط منافع المسلم المادية والروحية في الدنيا والآخرة بمدى التزامه بأوامر الله سبحانه وتعالى ومنها نفع الغير والإنفاق عليهم في سبيل الله حتى ولو لم يتحقق نفع مادي مباشر من هذا السلوك .
3- مفهوم المحافظة على الثروة وإنمائها
يعتبر الإسلام مقدرة بعض المسلمين على تكوين دخل مرتفع وتحقيق ثروة كبيرة من النعم التي يحبيها الله سبحانه وتعالى لمن يشاء من عبادة إذا استخدمت في طاعته .
جـ.القواعد والمبادئ الرئيسة لنظرية الاستهلاك
المتغيرات المستقلة الجديدة :
أ. الإيمان : يلعب الإيمان دوراً رئيساً في التأثير على توزيع دخل المسلم بين مختلف أوجه الإنفاق الاستهلاكية الحاضرة والمستقبلة والإنفاق في سبيل الله .
ب.معدل العائد على المضاربة : يستثمر المستهلك المسلم جزءا من دخلة بواسطة المضاربة أو المشاركة .
جـ.الإنفاق في سبيل الله : ويشمل الزكاة والصدقات والتي تعيد توزيع الدخل والثروة داخل المجتمع من مختلف الفئات الاجتماعية .
المتغيرات السائدة :
أ.الدخل : يعلب الدخل تأثيره على استهلاك المسلم وذلك في إطار حدين أدنى وأعلى ، فهناك حد أدنى لمستوى الدخل الذي يمكن أن يتاح عادة لكل مسلم .
ويقابل الحد الأدنى للاستهلاك حد أقصى لإمكانية تأثير الزيادة في الدخل على الاستهلاك . هذا الحد الأقصى مرتبط بتفسير الإسراف والتبذير حسب ظروف الزمان والمكان للمستهلك المسلم .
ب.الأذواق : فهناك عدة مبادئ تحدد دور أذواق المستهلك المسلم (ق) في اختيار قائمة السلع والخدمات الاستهلاكية وفي كيفية استهلاكها .
فالطيبات من السلع والخدمات هي القائمة التي يمكن أن تدخل في سلة الاستهلاك الإسلامية . ويمكن أن نجمل خصائص الطيبات أو سلة السلع الاستهلاكية الإسلامية بالآتي :
1- أنها تشتمل على كل السلع والخدمات التي لم يرد نهي أو تحريم لها .
2- حيث أن الأصل في الأشياء الحل وحيث أن ما حرم قليل جداً بالنسبة إلى مجموع .
3- استهلاك الطيبات باعتدال يؤدي إلى التوازن النفسي والروحي والجسمي للإنسان .
4- السلع الطيبة هي السلع الاقتصادية .
د.النماذج الاستهلاكية التقليدية الإسلامية
1.نموذج الاستهلاك في إطار الطلب الكلي
ويعتمد هذا النموذج على تقسيم أي مجتمع إلى فئتين هما مجموعة الأغنياء ومجموعة الفقراء . ويفترض أن الميل الحدي للاستهلاك في مجموعة الفقراء b2 أكبر الميل الحدي للاستهلاك لمجموعة الأغنياء b1 وبالتالي يمكن كتابة دالة الاستهلاك في الإطار غير الإسلامي في الشكل التالي :
C = a + b1 ( RY ) + b2 { (1 - R ) Y } ( 1 )
حيث :
C : الاستهلاك في الاقتصاد غير الإسلامي .
A : القيمة الاستهلاكية أو الاستهلاك المستقل .
RY : دخل الأغنياء وتمثل R ثابت بين الصفر والواحد ( نسبة دخل الأغنياء إلى الدخل الكلي.
(1-R)Y : دخل الفقراء .
وبإدخال عامل الزكاة مع الافتراضات السابقة يفترض النموذج أن ذلك يمثل الإطار الإسلامي للاستهلاك كما توضحه المعادلة التالية :
C* = a + b1 (R-z) Y + b2 ( 1-R+z ) Y (2 )
حيث :
C* : الاستهلاك في الاقتصاد الإسلامي .
Z : معدل أداء الزكاة .
وبطرح المعادلة 1) من (2 ) نستخرج الفرق بين الاستهلاك في الإطار الإسلامي واستهلاك في الإطار غير الإسلامي .
وبعد الطرح الجبري نحصل على :
C* - C = ( b2 - b1 ) zy (3)
وحيث أن الميل الحدي للاستهلاك لمجموعة الفقراء b2 أكبر من الميل الحدي للاستهلاك لمجموعة الأغنياء B1 فإن الجانب اليسر من المعادلة (3) أكبر من الصفر ، وبالتالي فإن الاستهلاك في الاقتصاد الإسلامي أكبر من الاستهلاك في الاقتصاد غير الإسلامي .
وبمفاضلة المعادلة (3) بالنسبة إلى الدخل نحصل على :
_ = ( b2 - b1 ) z 0 (4)
2.نموذج الاستهلاك في إطار العرض الكلي
تعبر النتائج في النموذج السابق عن نتائج إيجابية لو كان اقتصاد العالم المسلم اقتصاداً حديثاً متقدماً . ولكن العالم المسلم عالم نام . ولذلك فإن التنمية هي أهم مشكلة تواجه العالم المسلم . وأن النظام الاقتصادي الإسلامي لابد وأن يوضح إستراتيجية تبرز الاهتمام بجوانب العرض الكلي . والعرض الكلي يتضمن الإنتاج الكلي الذي يتحدد بعناصر الإنتاج وأهما العمل ورأس المال . وحيث أن النظرية السائدة في التنمية في النظرية الكلاسيكية التي تؤكد على دور رأس المال ، فإن الاستثمار ، وهو معدل تراكم رأس المال ن يصبح العنصر الأساسي الذي يجب أن ينال الأولوية في إستراتيجية التنمية ومن ثم زيادة الادخار الجانب التمويلي للاستثمار ، وبالتالي التقليل من الاستهلاك يعتبر ضرورياً لأي محاولة جادة للتنمية الاقتصادية .
ولذلك فإن النموذج الحالي يعيد بناء نموذج الاستهلاك باستخدام دوال ومتغيرات أكثر شمولاً ( التقوى ، الإنفاق في سبيل الله ... ) في إطار زمني يتسع ليشمل الأجلين القصير والطويل .
يبدأ هذا النموذج بالمعادلات الرئيسة التالية :
U = U (E1 , E2 )
حيث :
U : المنفعة وتشمل المنفعة الدنيوية والمنفعة الأخروية ( الأجر والثواب ).
E1 : الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار الذي يخصص لحاجات الشخص و أقاربه والمتعلق بالفترة الحالية والمستقبلية من الحياة الدنيا .
E2 : الإنفاق الذي يصرف في سبيل الله للقيام بحاجات الآخرين .
Y = E1 + E2
إن أهم النتائج التي توصلنا إليها عند دراسة تنظيم الاستهلاك في الإسلام وسلوك المستهلك المسلم مقارنا بالأنظمة الاقتصادية الأخرى هي كما يلي:
هناك مآخذ على الاستهلاك في النظام الرأسمالي، منها أن إطلاق الحرية في الاستهلاك قد أدى إلى تفشي الأزمات الاقتصادية، ونمو العادات الاستهلاكية السيئة، من إسراف وتبذير، كما أدى إلى التأثير على توجيه الموارد نحو إنتاج السلع الكمالية .
مما يؤخذ على تنظيم الاستهلاك في النظام الاشتراكي عدم واقعيته، وتقييده لحرية المستهلك في اختيار السلع والخدمات، وعدم وجود ضوابط وقيود أخلاقية على الاستهلاك .
هناك تميز لتقسيمات السلع في الدراسات الفقهية عن تلك التقسيمات في الدراسات الاقتصادية .
ترتبط الحاجة في الاقتصاد الإسلامي بمقاصد الشريعة العامة وضوابط الشرع والقيم والأخلاق .
للاستهلاك في الإسلام ضوابطه التي تجعل المستهلك المسلم يتصف بدرجة عالية من الرشد الاقتصادي
هناك عدة وسائل لتنظيم الاستهلاك في الإسلام تقوم في جانب منها على عقيدة الفرد المسلم، وفي جانب آخر على قيام ولي الأمر بتطبيق قواعد السلوك الاستهلاكي .
تحليل سلوك المستهلك في النظام الرأسمالي لا يصلح للتطبيق في النظام الإسلامي لاختلاف خصائص كل من النظامين .
يمكن قبول دالة الاستهلاك كما جاء بها كينز كأداة تحليلية مع التحفظ على نتائج النظرية الكينزية لإهمالها الجوانب الاجتماعية .
دالة الاستهلاك في المجتمع الإسلامي أعلى منها في المجتمع غير الإسلامي.
المصدر: موقع مكتبة مجتمعي - مكتبة عثمان