25‏/05‏/2016

مفهوم المشتقات المالية والهندسة المالية.

المشتقات المالية :
       هي عبارة عن عقود مالية تشتق قيمتها من قيمة أصول حقيقية أو مالية أخري‏(‏ أسهم وسندات وعقارات وعملات أجنبية والذهب والسلع‏..)‏ وتكون لتلك العقود المالية مدة زمنية محددة بالإضافة إلي سعر وشروط معينة يتم تحديدها عند تحرير العقد بين طرفي البائع والمشتري‏.

     أنواع المشتقات المالية وطرق تسعيرها.

تتم معرفتها من خلال نوعين من الأسواق‏:‏ الأول أسواق منظمة‏,‏ وهي أسواق لها مكان محدد تجري فيها الصفقات ويطلق عليها البورصة‏,‏ والثاني أسواق غير منظمة ولا يوجد لها مكان محدد لتنفيذ الصفقات ويتكون من تجار وبيوت للسمسرة تباشر البيع والشراء في مقر عملها‏,‏ وذلك من خلال شبكة اتصال قوية‏،

 وتتسم هذه الأسواق بأنها تأخذ مطالب العميل في الاعتبار عند إبرام العقود مما يكسبها قدرة أكبر علي منافسة البورصات المنظمة‏.‏

وحول أنواع المشتقات اثبت انها تضم مجموعة واسعة من العقود المالية التي تتنوع وفق طبيعتها ومخاطرها وآجالها التي تتراوح بين‏30‏ يوما وبين عام أو أكثر‏,‏ كما تتنوع هذه الأدوات تبعا لدرجة تعقيدها ومن أهم تلك المشتقات عقد الخيار‏,‏ ويعتبر آلية تمكن المتعاملين من تحويل توقعاتهم بارتفاع أو انخفاض السعر للأصل المالي إلي التنفيذ الفعلي من خلال الحق في استبدال أصل معين بآخر بسعر محدد وفي موعد محدد في المستقبل‏,‏ ومن ثم يتم تحويل التوقعات فعليا إلي حق الشراء أو حق بالبيع‏,‏ وبذلك تكون هناك ‏3‏ أنواع من الخيارات هي عقد خيار الشراء ويقصد به خيار المشتري في شراء مبلغ معين من عملة معينة بسعر محدد خلال فترة زمنية معينة أو في طريق استحقاق محدد‏,‏ وعقد خيار البيع وهو خيار البائع في بيع مبلغ معين من عملة معينة بسعر محدد في تاريخ محدد أو خلال فترة زمنية معينة ويوفر هذا الاختيار الحماية للبائع من مخاطر انخفاض القيمة السوقية للعملة المبيعة‏,‏ كما أن الخيار الأول يوفر هذا الاختيار الفرصة للمشتري لحماية أمواله من مخاطر ارتفاع القيمة السوقية للعملة المشتراة‏.‏

كما يوجد عقد خيار شراء وبيع مؤشرات الأسهم وهي عقود خيارات تبرم علي مؤشرات الأسهم فيوجد بكل بورصة أو سوق مالية في جميع البلدان مؤشرات أسهم تعطي دلائل علي اتجاهات أسعار الأسهم المتداولة فيها ومتطلبات التعامل في عقود خيار مؤشرات الأسهم مشابهة لمتطلبات التعامل في عقود خيار الأسهم العادية‏.‏
وحول المخاطر التي يمكن أن تنتج عن العمل بالمشتقات أو الأدوات المالية الجديدة‏، أوضحت الدراسة أنها تتمثل في مخاطر السوق‏,‏ والمخاطر الائتمانية ومخاطرة التسوية‏ ،‏ المخاطرة التشغيلية‏.‏
وفيما يتعلق بمخاطرة السوق فإنها تنشأ من السلوك السعري لأسعار الأصول محل التعاقد لأي تقلبات غير متوقعة علي أسعار عقود المشتقات وترجع أيضا إلي نقص السيولة الذي يؤدي إلي تدهور أسعار الأصول وصعوبة إبرام عقود جديدة لمواجهة هذا التدهور أو وجود محتكرين في السوق يقومون بعمليات شراء وبيع علي نطاق واسع‏,‏ مما يؤثر بدرجة كبيرة علي أسعار الأصول وعلي توقعات المتعاملين بشأن الاتجاهات المستقبلية لهذه الأسعار‏.‏
أما المخاطرة الائتمانية فتتمثل في الخسارة الناشئة عن تعثر الطرف المقابل في الوفاء بالتزاماته التي ينظمها عقد المشتقات وتمثل الخسارة في تكلفة إحلال عقد جديد محل العقد السابق وتمثل أهم السياسات والإجراءات التي تمكن المتعاملين في أسواق المشتقات من إدارة هذه المخاطر‏:‏ أدوات الرقابة الداخلية لتعديل المخاطرة الائتمانية قبل الدخول في تعاملات مع الطرف المقابل والتوفيق الدقيق للتعاملات بما يخفف من وطأة المخاطرة الائتمانية‏,‏ بالإضافة إلي الوسائل التي تدعم الائتمان وتقلل التعرض لمخاطرة تعثر أطراف عملية معينة مثل توفيرالضمانات اللازمة‏.‏

وتؤكد الدراسة أن ضرر المشتقات أو إفادتها يعود إلي كيفية استخدامها كوسيلة لتخفيف المخاطر أو الأداة للمضاربة ونظرا للمخاطر العالية التي ينطوي عليها التعامل في مجال المشتقات تكون هناك ضرورة لوضع بعض الضوابط التي تقي الأسواق المالية من مخاطر المشتقات في مقدمتها الرقابة وتتمثل في وضع السلطات الرقابية المعنية لمعاينة رقابية عند استخدام المشتقات ووضع حد أقصي لحجم تعاملات المؤسسات المختلفة في مجال المشتقات‏,‏ ووضع حد أقصي لحجم الائتمان الذي تقدمه المؤسسات المالية لشركاتها‏.‏
كما تتضمن الضوابط المحاسبة والإفصاح عن المعلومات المتعلقة بالمشتقات‏.‏
وتؤكد الدراسة ضرورة العمل علي تطبيق عدة معايير ومبادئ عند تطبيق هذه الأدوات في مصر‏,‏ في مقدمتها إيجاد معايير ملائمة جديدة‏,‏ وقيام البنوك المتعاملة في مجال المشتقات بالبدء في تكوين الاحتياطات والمخصصات اللازمة في تغطية المخاطر التي تواجهها‏.‏
وهذا يقودنا الي التالي
استراتيجيات استخدام أدوات المشتقات المالية في عمليات التحوط المالي
التحكم في درجة المخاطر المالية باستخدام أدوات المشتقات المالية.
حتى تكون الاستفادة اشمل وأوسع - هذا شرح آخر لمفهوم المشتقات المالية.
يمكــن تقسيم الأوراق المالية المتداولة في الأسواق المــالية إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى وتتضمــن: أوراق مالية أساسية .
وأخرى أوراق مالية مشتقه، فالأولى تتضمن الأوراق المالية المتعارف عليها مثل السندات والأسهم العادية والممتازه .. والتي تمثـــل ركائز أسواق رأس المال الحاضر التي تتضــمنها الصفقة وسداد قيمتها خلال أيام قليلة، يتم في إثنائها اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الملكية.
وتتمثــل عقود المشتقات أساسا في الخيارات العقود الآجلة والعقود المستقبلية ، وعقود المبادلة. وكما يدل عليها من اسمها.. فإن هذه العقود وكذلك قيمتها السوقية تشتق أو تتوقف علي القيمة السوقية لأصل آخر يتداول في سوق حاضر. 

فسعر العقد المستقبلي لشراء الخشب يرتبط على سعره في السوق الحاضر الذي يتداول فيهوقيمة عقد خيار لشراء سهم ما، يتوقف على القيمة السوقية للسهم في سوق الأوراق المالية.تجدر الإشارة إلى الأسواق الحاضرة والأصول المالية التي تتداول فيها تعتبر متطلب أساسي ولا غنى عنه لوجود المجموعة الثانية من الأوراق المالية أي عقود المشتقات.هــل بإمكان المستثمر العربي ألمضاربه على عقود المشتقات في الأسواق المالية العربية ؟
_
عقود المشتقات الرئيسية
هناك ثلاث أنواع رئيسية من عقود المشتقات، هي كما سبق أن ذكرت في الرد السابق.. العقود الآجلة والعقود المستقبلية، وعقود الخيارات، وعقود المبادلة.
أولا: العقود الآجلة والعقود المستقبلية Forward And Future Contractالعقد الآجل Forward Contract هو عقد يبــرم بين طرفــين، مشتري وبائع للتعامل على أصل مــا، على أساس سعر يتحــدد عند التعاقد، على أن يكون التسليم في تاريخ لاحق.*ولا يختلف العقد الآجل عن العقد المستقبلي Future Contract، إلا في كون بنود العقد المستقبــلي نمطية فمثلا عدد الوحدات في العقد الواحد، وتواريخ التسليم، ومستوى جودة الأصل نمطية لكل نوع من العقود. أما في العقد الآجل فلا توجد أي قيود ، فبنود العقد تتحدد وفقا لاتفاق بين الطرفين
مثــال عقد أبرم بين طرفين للتعامل على الذرة، وكان سعر العقد 1.2 دولار للبوشل الواحد Bushel ، ثم ارتفع سعر البوشل في السوق الحاضر إلى 1.3 دولار، هذا يعني خسارة للبائع قدرها 10 سنت للبوشل، ومكاسب بنفس القيمة للطرف المشتري. والعكس يكون صحيحا فيما لو انخفض سعر البوشل.وكمــا هو واضــح يعد العقد المستقبلي من عقود المشتقات، ذلك أن الزيادة في قيمة العقد (10 سنت للبوشل في هذا المثال) مستمدة من زيادة سعر البوشــل في السوق الحاضر، التــي على أساسها تتحدد مكاسب وخسائر الطرفينالتسوية تكون نقدية.أي تسوية لا تنطوي على تسليم فعلي للكمية المتعاقد عليها من السلعــة.ثانيا: عقود الخيارات   : Option Contract
     عقد الخيار Option Contract هو عقد يبرم بين طرفين مشترى ومحرر. ويعطي العقد للمشتري الحق في شراء أو بيع عدد وحدات من أصل ما بسعر يحدد لحظة التعاقد، على أن يتم التنفيذ في تاريخ لاحق. ويعطي العقد للمشتري الخيار في أن ينفذ العقد أو لا ينفذه، وذلك حسب رغبته، على أن يدفع المشتري للمحرر في مقابل حق الخيار مكافأة عند التعاقد، وهي مكافأة غير قابلة للرد و ليست جزء من قيمة الصفقة. بعبارة أخرى سوف يخسر مشتري العقد قيمة المكافأة سواء نفذ العقد أو لم ينفذه. وكما يبدو فإن عقد الخيار إما أن يكون عقد يعطي لمشترية الحق في الشراء Call Option من المحرر، أو أن يكون عقد يعطيه حق البيع Put Option إلى المحرر.فلو أن الخيار كان لشراء Call Option بسعر تنفيذ 60 دولار وتاريخ تنفيذ في شهر مارس، مقابل مكافأة 3 دولار، ثم أرتفع سعر السهم في تاريخ التنفيذ ليصبح 68 دولار، فإن قيمة العقد تصبح 8 دولار. ذلك أن العقد يعطي لمشتريه الحق في شراء السهم بسعر 60 دولار، رغم أن سعره في السوق 68 دولار. أما مكاسب مشتري العقد فهي خمس دولارات، وذلك بعد استبعاد قيمة المكافأة على أساس إنها غير قابلة للرد. أما إذا انخفض سعر السهم في تاريخ التنفيذ إلى أقل من أو يساوي 60 دولار، فسوف لا يعمد المشتري إلى تنفيذ العقد. فلماذا يشتري السهم بسعر 60 دولارا. إذا كان سعره في السوق أقل من ذلك، في الوقت الذي يملك فيه خيار عدم التنفيذ ، وأن المكافأة ستضيع عليه في جميع الأحوال ؟
    وهنا تبدو قيمة الخيار، فبفضله تكون خسائر المشتري محدده بقيمة المكافأة دون سواها، مهما بلغ المدى الذي انخفضت إليه القيمة السوقية للسهم.
وإذا ما كان العقد المشار إليه هو عقد بيع وليس عقد خيار شراء، وكان سعر السهم في تاريخ التنفيذ 68 دولار، فلن يعمد مشتري الخيار لتنفيذه، أي لن يبيع السهم للمحرر بسعر التنفيذ (60 دولار) طالما يمكنه بيعه في السوق بسعر أعلى (68 دولار). إنه حق الخيار. بعبارة أخرى لا يصبح للعقد قيمة لمشتريه، وينتهي الأمر بخسارته لقيمة المكافأة بوصفها غير قابله للرد.
     أما إذا انخفض سعر السهم في السوق في تاريخ التنفيذ إلى أقل من سعر التنفيذ إلى أقل من سعر التنفيذ، ولنفرض انه قد بلغ 50 دولار. ونظرا لأن المكافأة ليست قابلة للرد ، كما إنها ليست جزء من قيمة الصفقة، فإن صافي أرباح المشتري من العقد تصبح سبعة دولارات على أساس أن قيمة المكافأة ثلاث دولارات.ويبدو مفهوم المشتقات واضحا.

   فعقد الخيار هو عقد تشتق قيمته من القيمة التي يباع به الأصل محل عقد الخيار في السوق الحاضر. نقطة أخرى هي انه ليس هناك – في الغالب- تسليم وتسلم في عقود الخيارات، فالتسوية نقدية. بمعنى أن المحرر يدفع لمشتري العقد قيمة العقد كاملة في تاريخ التنفيذ، على أساس أن المكافأة قد حصل عليها المحرر مقدما عند تحرير العقد.

ابن سلاََّم الجمحي:

ابن سلاََّم الجمحي:
هو محمد بن سلام الجمحي، ولد عام 139 هجري في مدينة البصرة، هو من أهم أهل الأدب، وكان راوي و مُخبِر، وقد كان نحوياً سليم اللسان، وتلقى تعليم النحو عن حماد بن سلمة، وهو أحد أكبر الشعراء المشهوين، حيث اشتهر بكتاباته للشعر، وصاحب كتاب (طبقات النحويين واللغويين)، فهو من أهم اللغويين، حيث يعد من أهل الطبقة الخامسة، وقد تكلم عنه الأنباري بكلام جميل .

وقد كان من أهم رواد الادب واللغة فصاحة في عصره، حيث تتلمذ محمد بن سلام الجمحي على يد خلف الأحمر، والمفضل الضبي، ويونس بن حبيب، وفي أول حياته تعََّلم على يد والده سلام الجمحي. 

   وقد كان أخيه عبد الرحمن الجمحي من أهم رواد عصره في الحديث .

ولا بد أن نذكر أهمية محمد بن سلاَّم الجمحي: يعتبر ابن سلام هو أول من من قام بالتأليف في النقد الأدبي . قام أيضاً بتجميع الأراء المتفككة عن كل ما قاله الشعراء والشعر العربي، وعمل على دراستها دراسة منطقية نقدية واعية ؛ نتيجة لتأثره بعصره في ذكر المسببات، والشرح، والاستيعاب، والتحليل، والشرح . هو أول من قام بالبحث في القضايا النقدية والأدبية المتعددة في عصره، واكتشف طريقة استنباطها، والبرهان عليها في الحقائق الأدبية، وهذا كله قد عرضه في كتابه (طبقات فحول الشعراء) . وقام بعرض الكثير من الأفكار، فقام بطرح العديد من الحقائق الأدبية، وقام بالإضافة إليها .

واتَّبع منهج خاص في البحث العلمي، وقد كتب الخلاصة فيما قيل عن أشعار الجاهلية والإسلام .
 وكان محمد بن سلام الجمحي هو أهم وأول ناقد متخصص في القرن الثالث هجري،
وكتاب (طبقات فحول الشعراء) هو أول كتاب نقدي وصل إليهم في عصرهم، فمن قبل ابن سلام كانت الكتابات النقدية عبارة عن جُمل أو فقرات، وهذا الكتاب (طبقات فحول الشعراء) تناول طبقات الشعراء الجاهليين والمسلمين . ومن أهم كتابات ابن سلام الجمحي : من أهم انجازات ابن سلام هي: كتاب بيوتات العرب، وطبقات فحول الشعراء(الجاهليين والإسلاميين)، وكتاب غريب القرآن، وكتاب الفاصل في ملح الأخبار والأشعار، وهذا ما ذكره ابن النديم في كتابه الفهرست عن مؤلفات ابن سلام وكتاباته .

وتحدّث ابن سلام في كتابه (طبقات فحول الشعراء) عن طبقتين : أول طبقة تناول فيها حديثه عن تعريف الشعر، وأنه صنعة مثل باقي الصناعات التي يقوم بها الإنسان، ولا يمكن لشخص أن يحسن في الشعر، دون المعرفة التامة بالشعر وقواعده، والحس الشعري الموجود لديه . ثاني طبقة يتحدث فيها عن أهمية البيئة لتنمية المهارات الموجودة، وتهذيب الكلام ويربيه، ومعرفة أماكن الجمال في بيوت الشعر، وتحديد الأهداف المناسبة لفكرة الشعر .

وقام ابن سلام الجمحي بتصنيف كتابه إلى عشر طبقات،  في كل طبقة أربعة شعراء، فاختار من الشعراء الإسلاميين أربعين شاعر، والشعراء الجاهليين أربعين شاعر، واثنين وعشرين شاعر في طبقة شعراء القرى العربية، ومن شعراء اليهود اختار ثمانية شعراء، وأربعة شعراء لأصحاب المراثي، و توفي ابن سلاََّم الجمحي في عام 232 هجري، فرحمة الله عليه .

23‏/05‏/2016

720 ساعة فقط

مقدمة 
720 ساعة هي عدد ساعات شهر رمضان المبارك . وفي استطاعة كل مسلم
استغلال هذه الساعات واخذ البركات7 باستغلالها الاستغلال الامثل . وهذه خطوات جمعتها احسبها تجعل من يومك الرمضاني يوما مستغلا بكل اطرافه ..
الخطوة 1 إخلاص النية : 
مهم جدا فعليه تبنى الأعمال وبالنيات يرتفع الإنسان إلى درجات عالية .. فسبحان من رزقنا على نياتنا.. 
قال صلى الله عليه وسلم  من صام رمضان إيمانا و احتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ( و ما تأخر ( 1

الخطوة 2 العزيمة على الاجتهاد 
قال صلى الله عليه وسلم  إذا اكتنز الناس الذهب والفضة فاكتنزوا هذه الكلمات : اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد 2

الخطوة 3
اقرأ كتيب مختصر عن الصيام ( الأحكام والآداب ) حتى تعرف مجمل المعلومات عن هذه العبادة المهمة 

الخطوة 4
الصلوات الخمس تكون في المسجد 
27 درجة × 5 صلوات = 135 درجة يوميا 
قال صلى الله عليه وسلم  صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة 3 

الخطوة 5 القران الكريم 
اجعل لك في كل يوم 10 أجزاء تقراها . كيف ؟
تذهب الى المسجد في كل صلاة وتدخل مع المؤذن (انتبه مع المؤذن) تصلي السنة القبلية وتقرأ جزء من القرآن وبعد الصلاة تقرأ جزأ أخر ( 2 × 5 = 10) اجزاء يوميا بدون تعب ..اي انك تختم القران كل ثلاثة ايام !!

الخطوة 6
بناء بيت في الجنة . احرص على السنن الرواتب 2قبل الفجر / 4قبل الظهر /2 بعد الظهر /2بعد المغرب /2 بعد العشاء
قال صلى الله عليه وسلم  من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة ، بني له بهن بيت في الجنة 4

الخطوة 7
صم رمضان اكثر من مرة بالدخول في مشاريع إفطار صائم . ولو بالقليل 
قال صلى الله عليه وسلم  من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا 5

الخطوة 8 
الحج والعمرة يوميا بلا تعب 
قال صلى الله عليه وسلم  من صلى الصبح في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تامة تامة تامة 6

الخطوة 9 
الصدقة ولو الشيء القليل 
قال صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اتقوا النار ولو بشق تمرة . 7
قال صلى الله عليه وسلم من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل 8

الخطوة 10 
صم رمضان اكثر من مرة 
قال صلى الله عليه وسلم  من فطر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا 9

الخطوة 11
زد في عمرك (83 ) عام من الطاعات 
قال صلى الله عليه وسلم  دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم 10

الخطوة 12
اربط صلات الرحم ( عمر +مال + محبة ) (كل يوم اتصل برحم وأسال عنها وعن اخبارها )
قال صلى الله عليه وسلم  تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر 11

الخطوة 13
30 دعوة مستجابة لاتفرط فيها . اكتب الدعوات التي تريدها (لدينك ودنياك) وقبل ان تفطر ادع بها 
قال صلى الله عليه وسلم  إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد قال سمعت عبد الله يقول عند فطره : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي - زاد في رواية : ذنوبي 12

الخطوة 14
بناء بيت في الجنة 
قال صلى الله عليه وسلم  من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة ، بني له بهن بيت في الجنة 13
والله الموفق الى الهدى والتقى 


--------------------------------------
1. الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6325
خلاصة حكم المحدث: صحيح
2. الراوي: شداد بن أوس المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: نتائج الأفكار - الصفحة أو الرقم: 3/76
خلاصة حكم المحدث: رجاله من رواة الصحيح، إلا في سماع حسان بن عطية من شداد نظر [له] طرق يقوي بعضها بعضاً يمتنع معها إطلاق القول بضعف الحديث
3. الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 645
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
4. الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 728
خلاصة حكم المحدث: صحي
5. الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 807
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
6. الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/220
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
7. الراوي: عدي بن حاتم الطائي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1417
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
8. .الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1410
9. الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 807
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
10. الراوي: أنس بن مالك المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/118
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
11. الراوي: أبو هريرة المحدث: محمد المناوي - المصدر: تخريج أحاديث المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/286
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد
12. الراوي: عبد الله بن عمرو المحدث: البوصيري - المصدر: إتحاف الخيرة المهرة - الصفحة أو الرقم: 3/102
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح، وله شاهد
13. الراوي: أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 728
خلاصة حكم المحدث: صحيح    مصدر

خـوارزميات رمضان

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
وبعد:
إن من أهم الأمور التي يجب على المسلم أن يراعيها في شهر رمضان هو: (الوقت)،
لذلك أحببت أن أُبين لكم حقيقة ذلك الوقت الذي نقضيه في رمضان، من خلال عملية حسابية
الأهداف التي أود تحقيقها من هذه الطريقة:
 استغلال شهر رمضان استغلالاً مثمرًا، يعود علينا نفعه في الدنيا والآخرة.
 أن يتصور المؤمن ماهية الوقت الذي سيقضيه في هذا الشهر الكريم .
 أن ينظم المؤمن وقته في هذا الشهر تنظيمًا مناسبًا، يشمل جميع المجالات العلمية والعملية.
 لنعرف ما هو الوقت الذي نقضيه في العبادة في هذا الشهر الكريم.
ملاحظة:
[ أحبتي سأبين في الشكل الخوارزمي التالي الوقت الذي يقضيه أغلب الناس في هذا الشهر فبتقديري القاصر أن نسبتهم تتجاوز 50% من المجتمع رجالاً ونساءا ].
وفي الحقيقة أن جميع الناس يهتمون في الوقت في شهر رمضان، ولكن اهتمام ناقص، ومن ذلك تقديم المهم على الأهم، أو المفضول على الفاضل، وصور تضييع الوقت، وخاصة في هذا الشهر الفضيل كثيرة جدًّا، لست في صدد ذكرها هنا.

وشكل خوارزمي يُبين ويوضح لنا كيفية الوقت الذي نقضيه في نهار رمضان؛ حيث إنني سرت على قاعدة (الأغلب) في تلك العملية، كما أنه يمكن لكل فرد أن يطبق هذه العملية الحسابية بما يعرفه عن نفسة؛ ليعرف ما هو مقدار الوقت الذي سيقضيه في رمضان في شتى المجالات.
الشكل الخوارزمي الرمضاني
شرح وتفصيل:
 إذا كان أحدنا كان وقته في رمضان كما في الشكل السابق، فسيقضي ما يقارب(660) ساعة، وسيبقى (60)، ولنسأل أنفسنا: أين ذهبت هذه الساعات؟ وفيم قضيناها؟

 كما أريد أن ألفت انتباهكم إلى أمر مهم، وهو ما هو الوقت الذي سنقضيه في عبادة الله عز وجل في هذا الشهر الفضيل؟ ولنحسب جميعًا مقدار تلك الساعات التي سنقتطعها من وقتها للتقرب إلى
الله تعالى في هذا الشهر بشتى أنواع العبادات.

 مقدار ساعة النوم لأغلب الناس 8 ساعات يوميًّا، وهذا في الغالب يعني أنك ستقضي خلال شهر رمضان (240) ساعة من النوم؛ أي: (ستنام عشرة أيام من ثلاثين يومًا).
لنتأمل معًا أننا ثلث هذا الشهر قضيناه في النوم، أليس من الأفضل أن نراجع حساباتنا، ولنحرص على استغلاله فيما ينفعنا ويقربنا إلى ربنا جل جلاله؟.

 إن من الأوقات التي تضيع علينا هو وقت الإفطار والسَّحور وغيره، فلنتأمل أوقاتنا، فإذا قضينا أربع ساعات كل يوم في ذلك، يعني أننا سنقضي ما يقارب خمسة أيام في الأكل والشرب، بل وبعضنا يقضي أكثر من ذلك، فيضيع وقته هباءً منثورًا.

 ومن الأوقات التي تضيع علينا ما ابتلينا به في هذا الزمان من التقنية الحديثة، وأهمها وأخطرها ما يقضيه المسلم في هذا الشهر في متابعة التلفاز، ومشاهدة تلك البرامج الماجنة والمسلسلات الخادشة للحياء

والأخلاق الحميدة، فلو جلس المرء ما يقارب أربع ساعات في اليوم، يعني أن سيقضي خمسة أيام في ذلك، ويا له من وقت يحتاج منا إلى محاسبة وتيقُّظ!.

 فعلى ذلك التقسيم يصبح شهر القرآن والعبادة مدته قصيرة لا تتجاوز خمسة أيام؛ ليعلم الجميع أن الوقت لا يمكن استرجاعه، فإذا ذهب لا يعود، فلنستثمر شهر القرآن بالعبادة، ولنجعل جل أوقاتنا عبادة وتقرُّبًا إلى الله بالفرائض والنوافل.
((أخي الصائم، لا أريد أن أقف على كل تلك المجالات التي يقضي أغلبنا الوقت فيها، ولكني حسبي بك أنك لبيب تكفيك الإشارة)).

همسة إيمانية:

إن عزيمتنا وهمتنا، وشعورنا وفرحنا بقرب شهر رمضان، لماذا لا يستمر؟ بل لماذا تكاسلنا عن تلك الأهداف التي قد وضعنها ونريد تحقيقها في هذا الشهر؟
فالله المستعان، فبمجرد مُضي أربعة أو خمسة أيام منه، ننتكس ونرجع على أعقابنا خاسرين، بل ويعشعش في نفوسنا حبُّ الراحة والكسل، أو حب التفريط واللعب.
قال أحد الواعظين:

تزود من معاشك للمعاد --- وقم لله واعمل خير زاد
أترضى أن تكون رفيق قوم --- لهم زاد وأنت بغــير زاد

 ليكن رمضانك هذا مختلفًا عن سابقه، ليكن أكثر رمضان تختم فيه القرآن، ليكن أكثر رمضان تتصدق فيه، ليكن أكثر رمضان تجتهد فيه بالقيام والصلاة، ليكن أكثر رمضان تطهر فيه نفسك من الذنوب والآثام، لنجعل رمضان مميزًا بالإخلاص والتوبة، والصلاة والصدق، والمحبة والعطف، والصدقة والنصيحة،
والدعاء وصلة الرحم، لنميزه بكل عبادة وطاعة تثقل موازيننا عند ربنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

لنتذكر أن هذه أيام معدودة ورحمة الله ومغفرته في رمضان ممدودة، فلنجتهد كل الجهد للحصول على الحسنات والفضائل العظيمة، ولنحرص كل الحرص أن تكون أغلب أوقاتنا نقضيها في عبادة الله تعالى، ولنجعل رمضان بداية انطلاقًا للتغير والقرب من رب الأرض والسماء، اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين، واجعلنا من عبادك الصالحين، ووفقنا لعبادتك في هذا الشهر الفضيل، واجعلنا فيه من المحسنين، وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين.      ........................    
مصدر

21‏/05‏/2016

أدوات سوق النقد الإسلامية

 مدخل للهندسة المالية الإسلامية

مقدمة :

تحتاج المؤسسات المالية الإسلامية دوما إلى الاحتفاظ بتشكيلة متنوعة من الأدوات والمنتجات المالية تمكنها من إدارة سيولتها بصورة مربحة ، بالإضافة إلى توفيرها للمرونة المناسبة للاستجابة لمتغيرات البيئة الاقتصادية . وقد بينت الممارسة المصرفية التقليدية أن الاعتماد علي منتج وحيد ( مثل الفرق بين الفائدة المدينة والدائنة ) يعتبر غير كافي للتأقلم مع تطلعات العملاء المتنامية ، حيث ظلت المؤسسات المالية ولفترة طويلة حبيسة أدوات محدودة تستلزم معها بالضرورة أن   تتطور لملائمة المستجدات .

ومن هنا تبرز أهمية الهندسة المالية كأداة مناسبة لإيجاد حلول مبتكرة وأدوات مالية جديدة تجمع بين موجهات الشرع الحنيف واعتبارات الكفاءة الاقتصادية . وفي هذه الفترة بالذات والتي شهد فيها العالم تغيرات جذرية هائلة تمثلت في تغير أسلوب إدارة الموارد الاقتصادية إلى النمط الاقتصادي الحر ، إلى جانب ترابط أسواق التمويل




الدولية بفعل ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، فأن ذلك يفرض ضغوطا تنافسية حادة غير تكون غير متكافئة بالنسبة للمؤسسات المالية الإسلامية ، وبالذات في أسواق التمويل والخدمات المصرفية والمالية . ويستدعي ذلك بالضرورة تطوير منتجات مالية إسلامية مستحدثة تضمن للمؤسسات قدرا من المرونة ونصيبا سوقيا وافرا يساعدها علي الاستمرار بفعالية .

أهداف المقال :
هذا المقال عبارة عن محاولة لتوضيح معالم الهندسة المالية دون الدخول في تفصيلات فقهية متعمقة ، مع التنويه بوجود الكثير من الاختلافات حول ما سيطرح في هذا المقال من منتجات فقط الهدف استثارة الأفكار في هذا الجانب لتوضيح معالم وفرص الهندسة المالية الإسلامية .

مفهوم الهندسة المالية الإسلامية Islamic Financial Engineering
يقصد بالهندسة المالية مجموعة الأنشطة التي تتضمن عمليات التصميم والتطوير والتنفيذ لكل من الأدوات والعمليات المالية المبتكرة ، بالإضافة إلى صياغة حلول إبداعية لمشاكل التمويل وكل ذلك في إطار موجهات الشرع الحنيف .

وتنشأ الحاجة للهندسة المالية إما استجابة لفرص استثمارية وفقا لتطلعات المستثمرين والمؤسسات معا ، و/أو للتعامل مع قيود المنافسة الدولية ، و/أو درء للمخاطر واللايقين المحيط بالأنشطة الاستثمارية ، وهي في ذلك تعتبر من أدوات التحوط المالي Financial Hedging . وتتحدد مقاصد الهندسة المالية وفقا للحالة التي تواجه المؤسسة المعينة .

ويمكن توضيح الأساس الإسلامي لمفهوم الهندسة المالية في الإسلام من خلال حديث النبي (ص) حيث قال ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سمنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، لا يتقص من أوزارهم شيئا ) .

ويستدل من هذه الحديث الدعوة للابتكار وإيجاد الحلول للمعضلات المختلفة المالية وغير المالية طالما كانت في مصالح العباد . أيضا الدعوة للاجتهاد وضرورة مواصلته تعتبر من الموجهات الإسلامية القيمة التي تدعو إلى التجديد باستمرار ضمانا لحسن الأداء ، وبالتالي المنافسة بإيجابية في سوق الخدمات المالية وأيضا في غيره من المسائل الحياتية للمجتمع المسلم .
سوق النقد وأهميته للمؤسسات المالية :
سوق النقد اصطلاح يشير إلى السوق الذي يتم التعامل فيه علي الأوراق المالية قصيرة الأجل ( بأجل استحقاق أقل من سنة ) ، وهي تمثل أدوات مديونية بالأساس . وفي إطار سوق النقد التقليدي فأنه يتم فيه التداول في الأدوات المستندة علي الفائدة . وتتعدد أنواعها ( سندات الشركات ، سندات الحكومات ، شهادات الإيداع ، الكمبيالات المصرفية ، الأوراق التجارية ، وغيرها من الأدوات .

وتتمثل أهمية سوق النقد للمؤسسات المالية في انه يعتبر أحد المعابر الأساسية للحصول علي التمويل قصير الأجل لسد احتياجات المؤسسات المالية من السيولة ، بجانب أن السوق يتميز بالسيولة العالية للأدوات المالية المتداولة فيه وذلك لاعتبارات قصر آجال الأوراق المتداولة ، إضافة إلى زيادة عدد المتعاملين فيه من الأفراد والمؤسسات وبالتالي انخفاض المخاطر السوقية لهذه الأدوات . هذه المزايا ، وغيرها تمكن المؤسسات من الاحتفاظ بتوليفة مناسبة من الموجودات تساعدها علي تقليل مخاطر عدم التماثل Mismatching بين آجال الموارد والاستخدامات بالنسبة للمؤسسات . بالإضافة إلى أن وجود سوق النقد يساعد المؤسسات في الموازنة باستمرار بين اعتبارات الربحية والسيولة للمؤسسات وبصورة تحقق أهدافها .

وفيما يتعلق بمدي استفادة المؤسسات المالية الإسلامية من المزايا التي يتيحها سوق النقد فأنه يجب أولا التأكيد علي أن الفلسفة التي تقوم عليها الأدوات المتداولة في سوق النقد تمثل قيدا علي المؤسسات المالية الإسلامية ، حيث أن كل المعاملات المالية المستندة علي الفائدة محرمة شرعا. وبالتالي لا بد من تطوير أدوات مالية إسلامية قصيرة الأجل لا تتضمن علاقة الدائنية والمديونية ، وفي نفس الوقت تراعي اعتبارات إدارة السيولة والموجودات في المؤسسات المالية الإسلامية . ولكل هذه الأسباب وغيرها ، فقد طور الفقهاء الماليين بالمؤسسات الإسلامية فكرة الصكوك Sukuk كبدائل عملية بديلا للسندات القائمة علي الفائدة . والصكوك عبارة عن أدوات ملكية ولكن قصيرة الأجل صممت لتلبية احتياجات المتعاملين فيها من الجمهور والمؤسسات . وقد عرف قانون صكوك التمويل لسنة 1995 صكوك المضاربة " بأنها الوثيقة محددة القيمة التي تصدر بأسماء مالكيها مقابل الأموال التي قدموها بقصد تنفيذ مشروع استثماري ، يكون قابلا للتداول وفقا لاحكام هذا القانون "
ومن هذا التعريف يتضح الآتي :
1. الصك أداة ملكية محددة لجمع الأموال من المستثمرين ، ويمثل ملكية صاحبه الموثقة والشائعة في موجودات المشروع .
2. تأسيسا علي أن الصك أداة ملكية لذلك فان لاصحابه الحق في الأرباح ( أن وجدت ) التي يحققها المشروع ، ويستلزم ذلك ضرورة فصل الذمة المالية للمشروع عن الذمة المالية للجهة المنشئة له .
3. قابلية الصك للتداول في البورصة ، وهذه تمثل ميزة مفيدة جدا للمؤسسات المالية تساعدها في إدارة سيولتها عبر أدوات سوق النقد .

أنواع الأدوات المالية الإسلامية التي من الممكن تداولها في سوق النقد :
تتعدد المجالات التي من الممكن أن تكون محلا جيدا لاستصدار الصكوك ، ويمكن توضيح هذه المجالات فيما يلي :

أولا : صكوك الصناديق الاستثمارية :
يعرف الصندوق الاستثماري بأنه تجميع للأموال عبر الاكتتاب في صكوكه بغرض استثمارها في مجال استثماري معرف بدقة في نشرة الإصدار . وتتعدد مجالات استخدامها حيث يمكن أن تشمل كافة فروع الاقتصاد ، وبالطبع منها المجالات المالية   . تصدر الصناديق بآجال وأحجام معينة ( الصناديق المغلقة ) ، أو بآجال وأحجام غير محددة

(الصناديق المفتوحة) . تكيف شرعيا علي أساس صيغة المضاربة المقيدة . وهذه الصناديق تمثل الصيغة الأم لكل أنواع الصكوك الأخرى التي يتم تداولها في سوق النقد الإسلامي .

ثانياً : صكوك الإجارة :
الإجارة عبارة عن عقد بموجبه يقوم المؤجر المالك للعين المعينة بإيجارها لطرف(أطراف) آخر مقابل مصروفات ايجارية محددة يتم الاتفاق عليها في عقد الإجارة . وبالتالي فان محل العلاقة ليست دائنيه ومديونية بين المؤجر والمستأجر ، وانما هي علاقة شراء وبيع لمنافع الأصل محل الإجارة .

وتأسيسا علي ذلك ، فان صكوك الإجارة عبارة عن أوراق مالية متساوية القيمة تصدر ممثلة لقيمة العين المؤجرة تتيح لحاملها فرص الحصول علي دخل الإيجار بمقدار المساهمة التي دفعا حامل الصك قياسا علي نظرائه الآخرين . تعتبر صكوك الإجارة اقل خطورة عند مقارنتها ببقية أدوات الملكية الأخرى كالأسهم مثلا ، وذلك لانه يمكن التنبؤ بدقة بعوائد الورقة المالية محل الإجارة وذلك لسهولة معرفة إيرادات ومصروفات العين المؤجرة .

وعلي هذا تتعدد أنواع صكوك الإجارة بحسب العين المؤجرة فيمكن أن تكون مثلا في مجال صناعة الطائرات ، العقارات السكنية ، المصانع ، أنواع المنقولات المختلفة ، وغيرها .

ثالثاً : صكوك المقارضة (المضاربة) :
صيغة المضاربة أو المقارضة تعني اتفاقية بين طرفين بموجبها يقدم أحد الأطراف راس المال ، ويسمي رب المال بينما يقدمك الآخر العمل علي أن يتم تقسيم الأرباح الناتجة عن هذا المشروع وفقا لنسب يتراضي عليها الطرفان ابتداء وفي مجلسي العقد . وهي في ذلك تختلف عن الربا في كون أن العائد غير محدد سلفا كنسبة من راس المال ، وانما نسبة من الأرباح وبالتالي فهي متغيرة وقد لا تتحقق .
وصكوك المضاربة عبارة عن تقسيم راس المال إلى حصص متساوية فبدلا من تقديمه بواسطة طرف واحد يتعدد مقدموه .

خصائص صكوك المضاربة :
1. تعتبر أداة مناسبة لاستدرار المال قائمة علي تقسيم راس مال المضاربة إلى حصص متساوية تسجل بأسماء مالكيها لتمويل مشروع استثماري معرف بوضوح في نشرة الإصدار .
2. تمثل صكوك المقارضة حصصا شائعة في راس مال المضاربة تتيح لحاملها فرصة الحصول علي أرباح المشروع ( إن وجدت ) وبصورة غير محددة ابتداء ، وبحسب مساهمات حملة الصكوك المختلفة .
3. قابلة للتداول طالما هي تمثل محلا لاصل معروف يعمل في نشاط معلوم غير مناف للشرع ، وتطبق عند التداول الأحكام التالية :
أ. إذا كان مال المضاربة المتجمع بعد الاكتتاب ما يزال نقودا فان تداول صكوك المضاربة يعتبر مبادلة نقد بنقد وتطبق عليه أحكام الصرف .
ب. إذا اصبح مال المضاربة ديونا تطبق علي تداول الصكوك أحكام التعامل بالديون .
جـ. إذا صار مال المضاربة موجودات مختلطة من النقود والمنافع فأنه يجوز تداول صكوك المضاربة وفقا للسعر المتراضي عليه .

رابعاً : صكوك المشاركة :
صكوك المشاركة تعتمد بصورة أساسية علي عقد المشاركة الجائز شرعاً ، وهي مشابهة كثيرا لصكوك المقارضة أو المضاربة السابق شرحها ، ولكن الاختلاف الأساسي يتمثل في ان صكوك المضاربة أن المال كله من طرف ( أو مجموعة أطراف ) بينما في صكوك المشاركة نجد أن الجهة الوسيطة ( التي تصدر الصكوك للمستثمرين ) تعتبر شريكا لمجموعة المستثمرين حملة الصكوك في وعاء الشراكة وبصورة مشابهة لما هو عليه الحال في شركة المساهمة العامة . والمثال الواضح لها شهادات المشاركة الحكومية ( شهامة ) والمتمثلة في مشاركة الجمهور للحكومة في مؤسساتها الرابحة عبر حملهم لشهادات شهامة . وأيضا شهادات مشاركة البنك المركزي ( شمم ) والتي تعتبر أحد أدوات إدارة السيولة عبر سياسات السوق المفتوحة ، ومستندة علي ملكية الدولة الجزئية أو الكلية في بعض المؤسسات المصرفية الرابحة .

خامساً: صكوك المرابحة :
المرابحة كصيغة إسلامية تعني بيع سلعة معلومة بسعر يغطي التكاليف زائد هامش ربح يتفق عليه بين البائع ( البنك مثلا ) والمشتري . إن إمكانية استصدار صكوك مرابحة فقط ممكنا في حالة السوق الأولي وبالذات في حالة كبر قيمة الأصل أو المشروع محل المرابحة ( طائرة مثلا أو مشروع تنموي كبير ) . بينما تداولها في السوق الثانوي يعتبر مخالفا للشريعة لان بيع المرابحة قد يكون مؤجلا ، وبالتالي فانه يعتبر دينا ، وبيع الدين لا يجوزه الفقهاء . ولكن توجد بعض الآراء الفقهية التي تجوز تداول صكوك المرابحة ولكن ضمن وعاء غالبيته من الأصول الأخرى ، كتعاقدات الإجارة أو المشاركة أو المقارضة مثلاً .

سادساً : عمليات التصكيك للأصول ( التوريق ) :
تمثل عمليات التوريق للأصول المختلفة التي تتمتع بها المؤسسات المالية الإسلامية أحد الأدوات المالية الهامة قصيرة الأجل والتي يمكن الاستفادة منها علي مستوي إدارة المطلوبات والموجودات بصورة مثلي . ويقصد بالتصكيك هنا عملية تحويل جزء أو مجموعة من الأصول - غير السائلة والمدرة لدخل يمكن التنبؤ به - التي تمتلكها المؤسسة إلى أوراق مالية قائمة علي الشراكة في منافع هذه الأصول خلال فترة معينة . وعبر التوريق يمكن للمؤسسات المالية ولوج سوق النقد بصورة للاستفادة منه في توفير السيولة إلى جانب إدارة المخاطر بصورة التي تمكنها من تحقيق أهدافها بدقة .

كما توجد أنواع أخرى من الصكوك مثل صكوك الاستصناع ، وصكوك السلم ، كما يمكن أن تعتبر الاشتقاقات من صيغ التمويل القائمة كالمرابحة والمشاركة والمضاربة وغيرها مجالات رحبة من فنون الهندسة المالية الإسلامية تلائم مستجدات البيئة الاستثمارية المتغيرة باستمرار.

الخلاصة :
من العرض السابق للأدوات المحتمل استيعابها بواسطة أسواق النقد الإسلامية ، يتضح أن المؤسسات المالية لها فرصة الاستفادة من المزايا الهائلة التي يوفرها سوق النقد . والتجربة


الإسلامية العملية لهذه الصكوك قد أثبتت نجاحا هائلا في كثير من البلدان الإسلامية كالسودان وإيران وباكستان وماليزيا وغيرها من البلدان . والجدير بالذكر أن هندسة هذه الأدوات تختلف من مؤسسة إلى أخرى ومن مجال تطبيق إلى آخر ، وبسبب المستجدات المختلفة والمتغيرة فان الفقهاء الماليين ورجالات الهندسة المالية الإسلامية في تحد مستمر لمواكبة المستجدات وارضاء لتطلعات المستثمرين الماليين ، وبالطبع دون الإخلال بالموجهات الشرعية .

فتح الرحمن علي محمد صالح     إدارة التطوير وتنمية الأعمال        بنك الاستثمار المالي           

المصادر :
1.   د. محمد صبح ، الابتكارات المالية ، ط 1 ، القاهرة ، 1998 .
2.   د. عبد النافع الزرري ، د. غازي فرح ، الأسواق المالية ، دار وائل للنشر ، عمان الأردن ، ط 1 ، 2001 .
3.   جمهورية السودان ، قانون صكوك التمويل لسنة 1995 .
4.   د. محمد السويلم ، صناعة الهندسة المالية : نظرات في المنهج الإسلامي ، شركة الراجحي المصرفية ، 2000 .
5.   Mohammed Elbashir. The Islamic Bond Market : Possibilities & , Challenges , International Journal of Islamic financial services



17‏/05‏/2016

مقدمه في التحليل الاقتصادي الكلي



التحليل الاقتصادي الجزئي والتحليل الاقتصادي الكلي :-
    علم الاقتصاد Economics هو "العلم الاجتماعي الذي يهتم بكيفية استخدام المجتمع لموارده المحدودة لإشباع حاجاته الغير محدودة".  وينقسم التحليل الاقتصادي إلى فرعان رئيسيان هما : التحليل الاقتصادي الجزئي الذي قمنا بدراسته في مادة مبادئ الاقتصاد الجزئي(101)، والتحليل الاقتصادي الكلي الذي سيكون محل دراستنا في هذه المادة. الاقتصاد الجزئي Micro-economics يتعامل مع الوحدات الفردية في الاقتصاد، وهي عادة الفرد أو الأسرة Household و المنشأة Firm، حيث يركز على سلوك المستهلك و بالكيفية التي توزع بها الأسرة دخلها بالإنفاق على مختلف السلع و الخدمات.  كما يهتم الاقتصاد الجزئي بتحديد مستوى الإنتاج الذي يمكن المنشأة من تعظيم أرباحها. وعلى النقيض من ذلك نجد الاقتصاد الكلي يتناول دراسة المواضيع الاقتصادية ذات الحجم الكبير، فيتعامل مع الاقتصاد القومي في مجموعه متجاهلاً الوحدات الفردية، وكثير من المشاكل التي تواجهها. وبالتركيز على الاقتصاد القومي في مجمله، فإن الاقتصاد الكلي يهتم بالناتج الكلي للاقتصاد و المستوى العام للأسعار وليس بالناتج ومستوى الأسعار في كل منشأة على حدة.
    وهناك فرق أيضاً بين الاقتصاد الجزئي والكلي من حيث المنهجية، فالاقتصاد الجزئي يفترض بشكل عام أن الناتج الكلي والمستوى العام للأسعار محددان ومن ثم فهو يحاول شرح كيفية تحديد الناتج والأسعار للسلع كل على حدة. هذا ويفترض التحليل الكلي استقرار توزيع الناتج والأسعار النسبية، ويعامل الناتج الكلي والمستوى العام للأسعار كمتغيرين محاولاً شرح كيفية تحديدهما. وقد يصعب عملياً إدراك هذا الاختلاف بينهما حيث أن التغير في المتغيرات الجزئية قد يؤثر بقوة على المتغيرات الكلية والعكس بالعكس. فارتفاع سعر سلعة كالنفط مثلاً يؤثر بدون شك على النشاط الاقتصادي العالمي أو على الأقل النشاط الاقتصادي لدولة معينة، وعليه فإن المشكلة الجزئية تؤثر على الاقتصاد الكلي.


أهمية النظرية الاقتصادية الكلية
   لم يحتل التحليل الكلي مكانته الحالية في النظرية الاقتصادية إلا منذ زمن قريب وفي منتصف هذا القرن بفضل الاقتصادي البريطاني "جون مينـرد كينز" J.M.Keynes (1883-1946) لكن هذا لا يعني عدم وجود التفكير الكلي في المشكلات الاقتصادية قبل ذلك. اهتم التجاريون في القرن السابع عشر بتحقيق مصلحة الدولة وليس مصلحة الفرد أو الطبقات كل على حدة في داخل الدولة، كما نادوا بالتدخل الاقتصادي للدولة
وعدم ثقتهم في قدرة النشاط الاقتصادي الفردي على تحقيق مصلحة الدولة بمفرده.  وفي عام 1758م جاء "فرانسوا كيناي" مؤسس أول مدرسة اقتصادية (مدرسة الطبيعيين)  وصاحب أول مؤلف اقتصادي يتناول دراسة الظواهر الاقتصادية الكلية في المجتمع (الجدول الاقتصادي Economic Table ) مؤكداً للعلاقات التبادلية بين القطاعات كوحدة مترابطة الأجزاء.  قدم بعد ذلك الاقتصادي الفرنسي "جان باتست ساي" أفكاراً متعلقة بالتحليل الكلي، والتي عرفت بقانون ساي Say's Low (النظرية التقليدية).
    أما عن "كارل ماركس" مؤسس الاشتراكية العلمية فكان صاحب أول محاولة لتناول مشكلات النظام الاقتصادي ككل، ولرسم صورة متكاملة عن الحياة الاقتصادية والعلاقات الكلية التي تشتمل عليها هذه الحياة (النظرية الاشتراكية العلمية). كانت نقطة الأساس والتحول نحو التحليل الاقتصادي الكلي المعروف لدينا في الوقت الحاضر هي عند نشر "كينز" لمؤلفه (النظرية العامة في التوظف والفائدة والنقود).

    ويعتبر موضوع الاقتصاد الكلي مهماً وممتعاً في نفس الوقت، إذ تخصص الصحف اليومية والمجلات والدوريات صفحات منها لطرح ومناقشة موضوعات الاقتصاد الكلي كتلك المتعلقة بالرفاهية الاقتصادية ومستوى الدخل والتوظف والبطالة وغيرها، وكذلك تعمل برامج الإذاعة والتلفاز. والسبب في ذلك أهمية موضوع الاقتصاد الكلي الذي يتناول مسائل تهم جميع أفراد المجتمع. وعلى ضوء الدراسات الاقتصادية تتحدد قدرة الأفراد على الاستهلاك و مدى استطاعتهم على تحسين أوضاعهم المعيشية، كما يتعرفون على تأثير ارتفاع مستوى الناتج القومي على الوضع الاقتصادي والأسعار والأجور، وأمور أخرى كثيرة.
    و بالتركيز على الاقتصاد القومي في مجموعه، فإنه يمكننا تلخيص الموضوعات التي يهتم بها الاقتصاد الكلي (محل دراستنا) في النقاط التالية:-
1- دراسة وتحليل المتغيرات الاقتصادية الكلية كالناتج الكلي في الدولة،الدخل القومي والعمالة،


المستوى العام للأسعار والمستوى العام للأجور.
2- يتناول الطلب الكلي في المجتمع والمتمثل في الإنفاق الكلي، ويتناول العرض الكلي والمتمثل في الناتج الكلي من السلع والخدمات، وبالتالي كيفية تحديد الدخل التوازني.
3- تحليل ودراسة المشكلات المتعلقة بالتضخم والبطالة ومحاولة تقديم الحلول الخاصة بها، كما يدرس المشاكل المتعلقة بالنمو الاقتصادي وميزان المدفوعات.
4- دراسة دور الدولة في النشاط الاقتصادي عن طريق السياسات النقدية والمالية والمتعلقة بتحقيق الاستقرار الاقتصادي.


المتغيرات الاقتصادية الكلية
النظرية الاقتصادية و السياسة الاقتصادية:-
النظرية الاقتصادية Economic Theory هي مجموعة النظريات الخاصة بشرح سلوك الظواهر الاقتصادية المختلفة. وتعرف بأنها "هي التي تضع القواعد و المبادئ الاقتصادية و التي تكون بمثابة مرشد في اتخاذ القرارات في ظل مجموعة من الظروف".  فهناك الكثير من الظواهر الاقتصادية التي يمكن أن نشاهدها والتي تجعلنا نتساءل عنها وعن العلاقة التي نجدها بين شيئين أو أكثر فيها.  وترتبط تلك الظواهر مع بعضها بعلاقات متشابكة ينبغي اكتشافها والتعرف على حركتها وكيفية التأثير فيها، ويكون ذلك من خلال النظرية. والنظرية الاقتصادية تتكون كأي نظرية علمية من:-


أولاً- مجموعة من التعاريف Definitions التي توضح المقصود من التعبيرات والمفاهيم المختلفة المستخدمة.


ثانياً- مجموعة من الفروض الشرطية Assumptions والتي تحدد الظروف التي لابد من توافرها حتى تنطبق النظرية.


ثالثاً- واحد أو أكثر من الفروض الاحتمالية Hypotheses عن كيفية سلوك بعض الظواهر.  ولكي تكتمل النظرية فلابد من اختبار هذه الفروض لمعرفة فيما إذا كان هناك من المشاهدات ما يؤيد الفروض لكي يتم قبول النظرية، و إن لم يكن ترفض النظرية.


    أما السياسة الاقتصادية فهي Economic Policy "اتخاذ قرارات معينة في ظل ظروف معينة". ولو أنه من المستحسن أن تتبع سياستنا الاقتصادية النظرية الاقتصادية،إلا أنه كثيراً ما تعدل السياسة الاقتصادية بواسطة السياسات الاجتماعية أو الحربية أو الظروف و الأحداث السياسية. فقد ترى النظرية الاقتصادية وجوب الأخذ بمبدأ الحرية التجارية و إلغاء القيود على المبادلات الدولية، و لكن نظراً لضغوط سياسية معينة تتبع الحكومة سياسة اقتصادية من شأنها زيادة القيود المفروضة على التجارة الخارجية.


ما هي أهداف السياسة الاقتصادية؟
يذكر الاقتصاديون غالباً أن هناك أربعة أهداف أساسية للسياسة الاقتصادية، تتمثل في التالي:-  
  1. العمالة الكاملة.          
  2. استقرار الأسعار.  
  3. النمو الاقتصادي.         
  4. التوازن الخارجي.
              
الطلب الكلي و العرض الكلي:-
   الطلب الكلي Aggregate Demand هو"إجمالي الإنفاق المخطط لكافة المشترين في اقتصاد معين". أما العرض الكلي Aggregate Supply فهو "مجموعة السلع و الخدمات التي ينتجها المجتمع خلال فترة زمنية معينة".  ويتحقق التوازن Equilibrium في الاقتصاد بتساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي. فإذا ما حدث وزاد الطلب عن العرض عند مستوى التوظف الكامل أدى ذلك إلى حدوث تضخم Inflation. أما إذا حدث قصور في الطلب عن عرض التوظف الكامل فسيؤدي ذلك إلى ظهور ما يعرف بالركود Depression (AD  =  AS).
   وإذا كنا نقول بان التوازن يعني تعادل القوى المتضادة في فترة زمنية معينة، فإن عدم تساوي الطلب الكلي مع العرض الكلي أو بعبارة أخرى حدوث عدم تعادل للقوى المتضادة يعرف بالاختلال.


الدخل القومي والناتج القومي:-
يعد الناتج القومي الإجماليGross National Product  من أكثر المقاييس شيوعاً واستخداماً لقياس الأداء الاقتصادي ومقدرة الاقتصاد على إنتاج مختلف السلع والخدمات. وعندما نحاول إعطاء قيمة نقدية للسلع والخدمات المنتجة من قبل اقتصاد معين خلال فترة معينة، فإن مجموع تلك القيم هو ما يعبر عنه بالناتج القومي. ولكي نتوصل إلى مفهوم الدخل والناتج القومي ينبغي لنا أن نستعرض أولاً ما يعرف بنموذج "حلقة التدفق الدائري للدخل" Circular Flows of Income والذي يوضح العلاقات المتشابكة بين القطاعات الأربعة المكونة للاقتصاد الوطني ( العائلي، الإنتاجي، الحكومي والعالم الخارجي).
1-  ينفق القطاع العائلي جزء من دخله الذي يحصل عليه على استهلاك السلع والخدمات المنتجة، هذا الجزء يذهب مباشرة إلى قطاع المنتجين.
2-  يدخر القطاع العائلي جزء من دخله ويوجهه إلى السوق المالي كالبنوك والتي من وظيفتها إمداد المستثمرين بالقروض التي يستخدمونها في شراء سلع استثمارية من القطاع الإنتاجي.
3-  يدفع القطاع العائلي صافي الضرائب للقطاع الحكومي والذي يستخدمها بدوره في تمويل إنفاقه على ما يشتريه من سلع نهائية وخدمات من قطاع المنتجين. هذا علماً بأن صافي الضرائب هو عبارة عن إجمالي الضرائب التي يدفعها القطاع العائلي مطروحاً منها ما يتسلمه هذا القطاع من مدفوعات الضمان الاجتماعي.
4-  يقوم القطاع العائلي بدفع قيمة وارداته من السلع والخدمات الغير متوفرة محلياً للعالم الخارجي، ومقابل ذلك نجد المنتجين يحصلون على قيمة السلع والخدمات المنتجة محلياً من قطاع العالم الخارجي.


   ومن خلال ما تقدم نعرف الناتج القومي بأنه هو " القيمة السوقية لجميع السلع النهائية و الخدمات التي أنتجها المجتمع خلال فترة زمنية معينة هي في الغالب سنة". أما الدخل القومي National Income فهو"مجموع دخول عناصر الإنتاج التي ساهمت في العملية الإنتاجية خلال فترة زمنية معينة هي في الغالب سنة". ويعرف الإنفاق الكلي Total Expenditure بأنه عبارة عن " الطلب الكلي في المجتمع والمتمثل في إنفاق القطاعات الأربعة المكونة للاقتصاد". لتكون تلك القطاعات الأربعة هي:


  1. القطاع العائلي (قطاع المستهلكين).
  2. قطاع رجال الأعمال ( القطاع الإنتاجي).
  3. القطاع الحكومي.
  4. قطاع العالم الخارجي.


(4) الواردات                قطاع العالم الخارجي                الصادرات


              (3) صافي الضرائب              القطاع الحكومي                  الإنفاق العام
                          (2) الادخار             السوق المالي              الاستثمار
  (بنوك، اسهم..)


القطاع العائلي                (1) إنفاق استهلاكي خاص                       القطاع الإنتاجي
الدخل القومي
(أجور+ريع+فوائد+أرباح)


نموذج التدفق الدائري للدخل في اقتصاد ذي أربع قطاعات
طرق قياس الناتج القومي
يمكن قياس الناتج القومي بثلاث طرق هي:-   1- طريقة الناتج
                                               2- طريقة الإنفاق
                                               3- طريقة الدخل.
أولاً – طريقة الناتج:-
ـــــــــــ  
    تقوم هذه الطريقة على أساس قياس قيمة كل السلع النهائية والخدمات التي أنتجت خلال العام. ولكي يتم تجميع كافة المنتجات من سلع وخدمات لابد من جمع القيم السوقية لتلك المنتجات، حيث قيمة السلعة عبارة عن الكمية مضروبة في الثمن.
GNP = Q1 * P1  +   Q2 * P2    +  Q3 * P3   ………….. + Qn * Pn
هذا ولتجنب الإزدواجية والتكرار في الحساب يتعين حساب الناتج القومي الإجمالي باتباع أحد الأسلوبين التاليين:-


أ- أسلوب المنتج النهائي:  و هو أسلوب يقضي بجمع قيم جميع السلع النهائية المنتجة والخدمات، و عدم إدخال أي عمليات وسيطة عند حساب الناتج القومي الإجمالي.


ب- أسلوب القيمة المضافة:  القيمة المضافة Value-Added هي "المساهمة الصافية في الناتج القومي". أي هي قيمة إنتاج المشروع مطروحاً منه مشتريات المشروع من الغير، أو بعبارة أخرى:-
القيمة المضافة =  قيمة الإنتاج  –  مستلزمات الإنتاج.


ثانيا- طريقة الإنفاق
ـــــــــــ
    تقتضي هذه الطريقة بجمع كافة أنواع الإنفاق اللازم للحصول على السلع و الخدمات النهائية أو تامة الصنع. وحيث أن القطاعات الأساسية في الاقتصاد هي القطاعات الأربعة السابق ذكرها والتي تقوم كل منها بنوع معين من الإنفاق بحيث يشكل في مجموعه إجمالي الإنفاق الكلي الفعلي(الإنفاق الاستهلاكي، الإنفاق الاستثماري، الإنفاق الحكومي، إنفاق العالم الخارجي) والذي لابد وأن يتساوى مع إجمالي الناتج القومي.
GNP = Total Expenditure = C + Ig + G + (E – M)
Ig (gross investment) = In (net investment) + D (replacement of worn-out capital stock)
NE (net export) = E (export) – M (net import)


ثالثاً – طريقة الدخل
ــــــــــ
    عرفنا الدخل القومي National Income بأنه عبارة عن "مجموع دخول عناصر الإنتاج التي ساهمت في العملية الإنتاجية خلال فترة زمنية معينة هي في الغالب سنة".  وبذلك تتمثل طريقة الدخل في إمكانية الحصول على الناتج القومي الإجمالي من خلال الدخول التي تولدت من الناتج، فالقيام بالعملية الإنتاجية يتطلب تضافر عوامل الإنتاج ومساهمتها في الإنتاج، والحصول على خدمات هذه العوامل يستدعي دفع أثمان لها. وكأن قيمة الناتج القومي هنا تتجلى في صورة أجور وريع و فوائد وأرباح.
صافي الناتج بسعر التلكلفة= أجور + ريع + فوائد + أرباح
YN (Net Product by producer Cost) = Wages + Rent + Interest + Profit  
صافي الناتج بسعر السوق = صافي الناتج بسعر التكلفة + ضرائب غير مباشرة – إعانات إنتاج
Net national product = YN + Tin + Su
الناتج القومي الإجمالي = صافي الناتج بسعر السوق + اهتلاك رأس المال
GDP = NNP + D


بعض المفاهيم المتعلقة بالدخل والناتج


الدخل الشخصي والدخل المتاح:
الدخل الشخصي Personal Income: يختلف الدخل الشخصي أو الدخل المستلم فعلاً عن الدخل القومي أو المكتسب، حيث أن الدخل الشخصي هو عبارة عن "الدخل القومي بعد خصم العوائد التي لم يستلمها العنصر الإنتاجي". أي أن الدخل الشخصي
= الدخل القومي – (ضرائب أرباح الشركات + الأرباح المحتجزة + صافي مدفوعات التحويلات).
YP =  YN –(Corporate retained earnings + corporate income taxes + net transfer payments(


الدخل المتاح Disposable Income: هو "الدخل الذي يمكن التصرف فيه بإنفاقه على الاستهلاك والادخار". فالحكومات عادة ما تقوم بفرض ضرائب على دخول الأفراد تعرف بالضرائب المباشرة أو ضرائب الدخل Income Taxes، فإذا خصمنا هذه الضرائب من الدخل الشخصي نحصل على الدخل المتاح، أي أن:-
الدخل المتاح = الدخل الشخصي – الضرائب المباشرة على الدخل.
Yd =  YP – Td
وعليه فإن الدخل المتاح هو" الدخل الشخصي بعد خصم الضرائب المباشرة منه".


الادخار الشخصي:
لما كان المستهلكون يوزعون دخلهم المتاح بين إنفاقهم الاستهلاكي و مدخراتهم، فإن الادخار يكون عبارة عن "ما يتبقى من الدخل المتاح بعد خصم الاستهلاك متضمناً الفائدة المدفوعة بواسطة المستهلكين".
الإدخار الشخصي =   الدخل المتاح  –  الإنفاق الاستهلاكي متضمناً فوائد المستهلكين.
S (Saving) = Yd  - C


الناتج القومي والناتج المحلي:
يختلف الناتج القومي الإجمالي عن الناتج المحلي الإجمالي في كون هذا الأخير يعني بقيمة ما انتجه المجتمع باستخدام عناصر الإنتاج المحلية (الوطنية) فقط. أي أن الناتج القومي المحلي(GDP) = الناتج القومي الإجمالي– صافي عوائد عناصر الإنتاج الخارجية.
= الناتج القومي الإجمالي– عوائد عناصر الإنتاج المحمولة من الخارج  
                         + عوائد عناصر الإنتاج المحولة إلى الخارج.


الناتج الحقيقي والناتج النقدي:
الناتج الحقيقي هو عبارة عن الناتج النقدي (الناتج القومي الإجمالي الذي تم حسابه) مقسوما على المستوى العام للأسعار، أي أن الناتج الحقيقي هو عبارة عن الناتج القومي مقوما بالأسعار الثابتة والذي يتم الحصول عليه باستبعاد أثر تغيرات الأسعار عن طريق قسمة الناتج القومي بالأسعار الجارية على الرقم القياسي للأسعار.  ويقاس هذا الأخير بقسمة أسعار سنة المقارنة على أسعار سنة الأساس مضروبة في 100%، أي أن:
Real GDP (constant prices) = Nominal GDP (current prices) / price index number


Prices index number (PI) =  (prices in successive year / prices in reference year)* 100%


ويعاب على الرقم القياسي البسيط للأسعار أنه يعطي جميع السلع نفس القدر من الأهمية متجاهلا اختلاف الأهمية النسبية لكل سلعة من السلع. ولذلك هناك طريقة أخرى لاستخراج الرقم القياسي للأسعار، وهي أن نحصل فيها على الرقم النسبي الغير مرجح Un-weighted index number والذي يقوم على أساس حساب منسوب السعر لكل سلعة من السلع ثم يؤخذ متوسط هذه المناسيب. وتعتبر هذه المناسيب أرقاما قياسية لكل سلعة من السلع أي عبارة عن السعر في سنة المقارنة منسوبا إلى السعر في سنة الأساس. ولأخذ الأهمية النسبية للسلع في الحسبان يتم حساب الرقم القياسي المرجح والذي تستخدم فيه الكميات التي تم استهلاكها من السلع المختلفة كأوزان.
1- الرقم القياسي المرجح "لاسبير"         
2- الرقم القياسي المرجح "باش"           
3- الرقم القياسي المرجح "فيشر"           


مشكلات تركيب الارقام القياسية للأسعار:
من المشكلات التي يمكن أن تواجهنا عند تركيب الأرقام القياسية ما يلي:
  1. الهدف من الرقم القياسي: هناك العديد من الأرقام القياسية التي يمكن تركيبها، والمشكلة في تصميم الرقم القياسي بالشكل الذي يمكن من الإجابة على أسئلة محددة، فقد نرغب في قياس مستوى أسعار السلع الاستهلاكية أو أسعار السلع المعمرة..إلخ. ولابد من تحديد الهدف من تركيب الرقم القياسي قدر الإمكان وبوضوح ثم تصميم الرقم بناء على ذلك.
  2. اختيار السلع التي يتضمنها الرقم القياسي: إن عدد السلع التي نرغب في تحديد مسار أسعارها قد يصل إلى الآلاف ومن الضروري هنا إتباع أسلوب العينة لاختيار مجموعة منها تمثل جميع السلع سواء من حيث الأهمية النسبية أو من حيث التغيرات التي تطرأ على الأسعار.
  3. اختيار الأوزان: بالرغم من الحرية التي نتمتع بها في اختيار الأوزان فإنه بوسعنا أن نتساءل عن إمكانية استخدام أوزان محددة أو أوزان متغيرة باستمرار(كميات سنة المقارنة أو كميات سنة الأساس). وعادة ما يفضل استخدام سنة الأساس لسببين، أولهما أن كميات سنة المقارنة تختلف من سنة لأخرى، أما كميات سنة الأساس فهي واحدة عند اختيار سنة معينة. أما السبب الثاني فيتعلق بصعوبة تفسير الأرقام القياسية ذات الأوزان المتغيرة في حالة المقارنة بين سنتين غير سنة الأساس.
  4. اختيار سنة الأساس: يتوجه الاهتمام في اختيار سنة الأساس إلى اختيار سنة عادية حيث لا تكون الأسعار شديدة الارتفاع أو الانخفاض لتفادي استخدام الأرقام القياسية بصورة خاطئة بواسطة بعض مستخدميها الذين يحاولون إضفاء معنى اقتصادي للقيمة المطلقة للرقم القياسي.
  5. أخطاء وتحيزات الأرقام القياسية: هناك بعض التحيزات التي قد تلحق بالرقم القياسي وتؤثر عليه إما في الاتجاه الصعودي أو التنازلي، وأسبابها يمكن أن ترجع إلى: التحيز النوعي، أو التحيز المتصل بالأوزان، أو مصادر أخرى للتحيز. يظهر التحيز النوعي نتيجة استخدام المتوسط الحسابي والذي يضفي تحيزا صعوديا على الرقم القياسي. هذا ويمكن تلافي التحيز النوعي باستخدام المتوسط الهندسي.
Arithmetic Mean      


Geometric Mean    


أما فيما يخص التحيز المتصل بالأوزان، فإن استخدام كميات سنة الأساس عند حساب الرقم القياسي المرجح يتضمن تحيزا صعوديا، في حين يتضمن استخدام كميات سنة المقارنة تحيزا تنازليا خاصة عندما تتجه الأسعار للارتفاع. هذا وتؤدي التغيرات في جودة المنتجات وظهور سلع جديدة إلى إحداث مشكلات في تركيب الأرقام القياسية للأسعار تؤدي بصورة أو بأخرى إلى وجود قدر معين من التحيز.


الدوال الاقتصادية الكلية
تعرف الدالة بأنها علاقة تربط بين كل عنصر في مجموعة تسمى "مجال الدالة" وعنصر واحد فقط في مجموعة أخرى تسمى "مدى الدالة". وهناك أنواع مختلفة من الدوال كالخطية والأسية واللوغاريتيمة..إلخ. نتناول فيما يلي أمثلة لبعض الدوال التي يكثر استخدامها في مجال التحليل الاقتصادي الكلي والتي من أهمها الدوال الخطية، حيث تعد من أبسط الدوال التي يمكن التعامل معها رياضيا وبيانيا، والتي تغلب على الدوال التي سنتعامل معها خلال دراستنا للتحليل الاقتصادي الكلي، كدالة الاستهلاك، دالة الاستثمار، دالة الطلب على العمل وغيرها.


فدالة الاستهلاك مثلا تمثل في صورتها العامة بالدالة الخطية: ، حيث : تمثل الاستهلاك الكلي، : مقطع الدالة والمعبرة عن الاستهلاك الثابت أو التلقائي والذي لا يتأثر بالدخل، : تمثل الاستهلاك التبعي الذي يتأثر طرديا بالدخل المتاح ويتغير مع تغيراته.
تعتمد درجة تغير الاستهلاك نتيجة لتغيرات الدخل على قيمة والممثلة للميل الحدي للاستهلاك (ميل الدالة الخطية= المقابل/المجاور) كما في الرسم البياني المقابل.


النماذج الاقتصادية الكلية
يستخدم الاقتصاد الرياضي الأساليب الرياضية المختلفة لتحليل النظريات الاقتصادية، وعليه لا يعد فرعاً مستقلاً من فروع علم الاقتصاد إنما هو مدخلاً للتحليل الاقتصادي يتمكن الاقتصادي من خلاله استخدام الأدوات الرياضية في صياغة المشاكل الاقتصادية في شكل معادلات جبرية أو متباينات أو رسوم هندسية وتحليلها، ومن ثم توفير الحلول لتلك المشاكل عن طريق استخدام الأفكار الرياضية. وقد بدء التطور الأكثر وضوحاً في الاقتصاد الرياضي منذ 1930م، أو بالأصح مع التطورات التي حدثت في الحاسبات الإلكترونية إبان الحرب العالمية الثانية، وما صاحبها من استخدام أوسع للتقنيات الرياضية وتطورات تالية في الاقتصاد الرياضي متفرعة إلى المذهب التجريبيExperimentation  (الاقتصاد القياسي Econometrics)، وبناء النماذج الاقتصادية الرياضية في جميع فروع التحليل الاقتصادي.
النموذج الاقتصادي Economic Model  فهو "مجموعة من العلاقات الاقتصادية التي توضع عادة بصيغ رياضية تسمى المعادلة ( أو مجموعة من المعادلات) Equations  التي تشرح سلوكية أو ميكانيكية هذه العلاقات التي تبين عمل اقتصاد أو قطاع معين". فالنموذج الاقتصادي ما هو إلا صورة مبسطة توضح طبيعة النشاط الاقتصادي لقطاع معين، أو دولة معينة خلال فترة زمنية معينة على شكل رموز وقيم عددية. هذا ويعرف النموذج الاقتصادي أيضاً بأنه عبارة عن "تمثيل أو تصوير مبسط لنسق اقتصادي معين أو مشكلة اقتصادية معينة في قالب رياضي يشمل عدداً من العلاقات الدالية التي تمثل أو تصور سلوك النسق أو طبيعة المشكلة والترابط بين أجزائها".


هناك أنواع عديدة من النماذج تختلف باختلاف طبيعة التقسيم، فهناك النماذج الوصفية والنماذج المعيارية، أو النماذج الساكنة والنماذج المقارنة، أو النماذج الكلية والنماذج الجزئية، أو النماذج المغلقة والنماذج المفتوحة وغير ذلك. تختلف النماذج الاقتصادية وفقاً لطبيعة بناء و توصيف النموذج إلى نماذج رياضية Mathematical Models  و نماذج قياسيةEconometric Models . والنموذج الاقتصادي هوعبارة عن إطار نظري لا يشترط أن يكون نموذجاً رياضياً، ولكن إذا حدث وكان رياضياً فإنه عندها يعطي ترجمة للعلاقات النظرية بين عدد من المتغيرات في صورة معادلات أو متباينات. أي سوف يتكون النموذج من معادلات تصف هيكل النموذج وتربط المتغيرات بعضها ببعض. ويتمثل بناء النموذج Model Building   أو ما يعرف بتوصيف النموذج Specification في كيفية التعبير عن النظرية الاقتصادية أو صياغة العلاقات الاقتصادية محل الدراسة بأسلوب رياضي، أي في صورة معادلة أو مجموعة من المعادلات أو المتباينات.
على مستوى الاقتصاد الكلي تهدف السياسات الاقتصادية إلى تحقيق نمو الناتج (الدخل)، واستقرار المستوى العام للأسعار. و تستخدم هذه السياسات في تفادي تقلبات الاقتصاد الحادة والناجمة عن تعاقب دورات الأعمال، وهي دورات يتقلب فيها الاقتصاد بين ذروة النشاط الاقتصادي والركود الكساد. وبداية لدراسة تحديد المستويات التوازنية للناتج والسعر وتقييم السياسات الاقتصادية المختلفة تستخدم أدوات التحليل الاقتصادي. وهذه الأخيرة يتم التوصل إليها عن طريق تطوير نماذج اقتصادية كلية كنموذج كينز المبسط، نموذج IS/LM، ونموذج الطلب الكلي/العرض الكلي AD/AS، والتي نتناولها باختصار فيما يلي:


1- نموذج كينز المبسط: يصور الجانب الحقيقي في الاقتصاد والمتمثل في سوق السلع والخدمات فقط لوصف الاقتصاد. ويتحدد التوازن وفقا لهذا الاقتصاد بتساوي جانب الطلب الكلي (الإنفاق الكلي) مع جانب العرض الكلي (الدخل)، والمعبر عنه بيانيا في الشكل المقابل بتقاطع دالتي الدخل (العرض) والانفاق (الطلبِ) .  
يتحدد التوازن عند نقطة التقاطع E وعليه يكون مستوى الدخل التوازني هو Y*.   وكما سبق لنا دراسته في مبادئ الاقتصاد الكلي، فإن هذا المستوى هو المستوى التوازني لدخل والذي غالبا ما يتغير ويختل التوازن نتيجة لتغيرات الطلب أو الإنفاق الكلي والذي ينتج بدوره عن تغيرات الاستثمار أو السياسات المالية. يتغير الطلب بالارتفاع فينتقل منحنى الطلب الكلي على أعلى، أو ينخفض فينتقل المنحنى إلى أسفل.
هذا ويعاب على هذا النموذج كونه يتجاهل جانب العرض والذي يتحدد في أسواق عناصر الإنتاج ومن أهمها سوق العمل. ومن جانب آخر يقتصر النموذج على السلع والخدمات في جانب الطلب دون التعرض لسوق النقود وهو السوق الذي تتم فيه التدفقات النقدية لمواجهة الطلب على السلع والخدمات.
2- نموذج IS/LM: يعد هذا النموذج امتدادا لنموذج كينز المبسط، مضيفا السوق النقدي إلى جانب الطلب الكلي. وعليه يتحقق التوازن بتساوي بتوازن السوقين السلعي والنقدي معاً. أي أنه بناءاً على هذا النموذج يتوازن السوق السلعي بتساوي الطلب الكلي على السلع والخدمات مع المعروض منها من خلال منحنى يعرف بمنحنى IS، في حين يتوازن السوق النقدي بتساوي الطلب على النقود مع المعروض منها من خلال ما يعرف بمنحنى LM.  ويشكل سعر الفائدة في هذا النموذج حلقة الوصل بين السوقين كما سنتناول وبتفصيل في أجزاء لاحقة من الدراسة. ويعاب على هذا النموذج كما في النموذج الكنزي إغفاله لجانب العرض وبالتالي عدم التعرض لكيفية تحدد السعر في الاقتصاد.


3- نموذج الطلب الكلي/العرض الكلي: يمثل نموذج الطلب الكلي/العرض الكلي النموذج الأكثر شيوعا وتطورا بين النماذج الثلاثة، حيث يعالج جانبي الطلب والعرض معا وكيفية تحدد السعر والدخل في الاقتصاد فضلا عن تفسير تقلبات هذين الأخيرين. يتحدد الطلب من خلال سوقي السلع والنقود معبرا عنه بالطلب الكلي، كما يتحدد العرض الكلي من خلال السوقين. وعلى ذلك يتحدد التوازن بتساوي الطلب الكلي والعرض الكلي. ومن ثم فإن مستوى الطلب الكلي يعتمد على السعر ويتحدد بالمنحنىAD الموضح بيانيا بالعلاقة العكسية بين الكمية المطلوبة والسعر. هذا وتؤدي زيادة الإنفاق إلى زيادة الناتج والتوظف ما لم يكن الاقتصاد قد وصل إلى مستوى التوظف الكامل، فإن الأسعار عندها تتجه للارتفاع (تضخم). أما مستوى العرض الكلي والمتحدد بالمنحنى LM على الرسم فيمثل العلاقة الطردية بين الكمية المعروضة والسعر. وكما هو معروف لدينا من واقع دراسة مبادئ الاقتصاد، فإن ارتفاع الطلب لن يؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار، حيث يمكن زيادة الإنتاج (الدخل) لمواجهة زيادة الطلب. أما عند ارتفاع الطلب وكان الاقتصاد قريبا من مستوى التوظف الكامل فإنه يصعب زيادة الإنتاج زيادة ملحوظة دون المخاطرة بإحداث تضخم. وقد يحدث أن ينتقل منحنى العرض يسارا بالانخفاض بسبب تأثير السياسات المالية وصدمات العرض كما حدث في السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي عندما أدى الحظر النفطي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج في الدول الصناعية فانخفض العرض الكلي مما أحدث كسادا واسع النطاق مصحوبا بتضخم متسارع عرف وقتها بظاهرة التضخم الركوديStagflaction  والتي كانت ظاهرة جديدة لم يعهدها الاقتصاد من قبل.


المشكلات الاقتصادية الكلية
تعرف المشكلة الاقتصادية بأنها مشكلة ذات شقين: تعدد و لا محدودية الحاجات الإنسانية، وندرة نسبية في الموارد الاقتصادية اللازمة لاشباع الحاجات الإنسانية. ولولا هاتان الحقيقتان لما كان لدراسة علم الاقتصاد أي مبرر. فندرة الموارد من ناحية وتعدد الحاجات من ناحية أخرى هما أساس علم الاقتصاد والسببان الرئيسيان للمشكلات الاقتصادية المختلفة سواء على المستوى الجزئي أو الكلي. ولعل أهم الظواهر أو المشكلات الاقتصادية الكلية ذات التأثير المباشر على حياة الأفراد ومستوى رفاهيتهم ومعيشتهم ظاهرتي التضخم والبطالة واللتان ستكونان محلا للدراسة والتحليل فيما بعد. وكما نعلم أن التضخم ظاهرة عالمية شملت الاقتصاديات المتقدمة والنامية على السواء،  وهي تعبير يطلق عندما تسود حالة من الارتفاع المستمر في المستوى العام للأسعار. في حين تظل البطالة من أهم القضايا الاجتماعية التي تحتل مكانة مهمة في وسائل الاإعلام وأحاديث الناس اليومية لما لهذه الظاهرة من آثار حادة على المجتمعات الاإنسانية ، ويقصد بالبطالة التعطل الجبري لجزء من قوة العمل في المجتمع برغم القدرة والرغبة في العمل والإنتاج.