وأعليتهُ شأناً وزوّدتنا بـــــــــــــــــــه - فصارَ لنا نهـْجأ وصرْنـــــا به فخـْــــــرا
ومن داجياتِ الشرْك ِ والجهل سيّدي - طلعـْتَ بهِ للناس قاطبـــــــــــة ً فـَجْـــــرا
وأشَْرقتَ بدراً قد توَضـّأ بالســــــنا - فلمْ نـَرَ بدراً قبلـَهُ نوّرَ البَــــــــــدرا
نـُحبُّك فالحُبّ ُ الذي أنْت رمزُهُ - يُوحـّدُنا فكرا ويرْفـعُنا قـــدْرا
ويجْعلُنا للتائهيــــــــن منارةً - بها يهْتدي من تاه عنْ درْبه شِبْـرا
شددْنا به أرواحنا وقـُلوبَنــــــــــا - وكانَ لنا في كلّ ملـْحَمَةٍ أزرا
زحَفنا بهِ نغـْزو القلوبَ ،، سلاحُنا - كلامٌ من القـُرآن ِ نحْملُهُ فِكـْرا
أَلِنـّا عصيّاتِ العقولِ بآيه ِ - فما جحدتْ من بعد إيمانهــا أمْرا
وجادتْ ولم تحْفلْ بدُنيا غرورة ٍ - ومنْ رُزق التوحيد لمْ يأبه العُمْرا
حمَلنا به للناس منك رسالة ً - مددْنا بها للفتـْح أضلاعَنا جسْرا
وصلـْنا حُدودَ الصينِ،، في كًلّ موطئ ٍ - يعانقـُنا نصرٌ فنـُتـْبعُهُ نصْرا
وما تعِبَتْ يوماً سرايا جهادِنا - اذا اقـٌتحَمَتْ برّاً وانْ ركِبَتْ بحـْرا
فـَسَلْ تونس الخضراء،، زيْتـون أرضِها - وسلْ قيروانَ الفاتحينْ وسلْ مِصرا
أليْس بحدّ الحُبِ رقّتْ قلوبُها - فجاءتْ الى الاسلامِ أفواجٌها تتـْرى
وليْس بحد السيْف فالسيْفُ آلة ٌ - اذا عافها الايمانُ أدْمنت الشـّرا
وكانت وصاياك الدليلَ لزحْفنا - فلا تهدموا دارا ولا تطـْعنوا غـدْرا
ولا تقطعوا زرعاً ولا تُسلبوا فتىً - ولا تقتلوا شيْخا ولا أمَة ً حيْرى
اذا كان للأخلاق في الحرب سيّدٌ - فإنك للأخلاق سيّدُها طُـرّا
عجيبٌ هو الحبُ الذي جئتنا به - وأعجبُ ما فيه سماحتـُهُ حصـْرا
فأيُ نبي ٍ في الديانات كلـِّها - مُقابل حرْف واحدٍ أطلق الاسرى
نحبـُّك،، أيْ والله نبضُ قلوبِنا - يُرددُ طه والعليمُ بها أدرى
فحُبك في الاولى ينيرُ طريقنا - وحُبُّك في الاُخرى يُجنـّبُنا سـقـْرا
وحُبك في الدارين خيرٌ ونعمة ٌ - ونحنُ به اولى ونحْنُ بها أحـْـرى
اليكَ أبا الزهراء هاجرَ خافقي - فحُبُّك في الاحشاء أوْقدها جمْــرا
يُحاصرُني أنـّى اتجهـْتُ يحوطُني - ويعْصرُني عصـْرا فأنظـُمُهُ شعـْرا
وأسكـُبُهُ شهـْداً وفي الشهد حكـْمة ٌ - متى ذاقـَهُ المعلول من دائه يبرا
أما والذي أعـْطى فأرضى نبيّهُ - وعنـْد اشتداد الخطـْبِ ألـْهمَهُ الصبْرا
جرى حُبّ طه في القلوب تدفقاً - وما زال فيّاضا وما انقطعَ المجرى
فما كان فظـاً او غليظاً فؤادهُ - ولا حاملاً غِلاّ ولا مانعاً خيْرا
ولا قابلا جارا يبيتُ على الطِوى - ولا طالبا اذ ْ راح يُطعمُهُ أجـْرا
ولا كانزاً مالاً ولا غائلاً يداً - ولا ناكثا عهـْداً ولا فاضحاً سـرّا
ولا سائلاً الآّ الذي فلقَ النوى - ولا طائعاً إلآ لخالقه أمــرا
بنى دولة ً فوق الحصير مهيبة ً - ولمْ يعْتمرْ تاجا ً ولمْ يتخذ ْ قصـــرا
هُما الوحيُ والاسراء فيه خصاصة ٌ - فسُبْحان من أوحى وسُبْحان منْ أسرى
نُحبّكّ إن الحُب آيتُك الكُبرى - ومنْهاجُنا في الحقِ آياتُك الاُخرى
الدكتورعباس الجنابي