كثيراً ما نسمع
انتقادات شخصيات حقوقية لواقع الشبكات الإجتماعية التي تضحي بخصوصية مستخدميها بغرض
الربح المادي ، فبماذا نضحي لاشتراكنا في هذه الشبكات؟
لنوضح أمراً هاماً
أن الشبكات الإجتماعية كالفيس بوك و التويتر و قريباً الغوغل بلس أضحت من أهم سبل التواصل
بين الناس، و الدليل على ذلك عدد مستخدمي الفيس بوك الذي اقترب من المليار مستخدم!
هذا الرقم الهائل
من مستخدمي الإنترنت يستخدم فعلاً الشبكات الإجتماعية للتواصل، فهل يعقل أن نضحي بالخدمات
التي تقدمها هذه الشبكات مقابل الحفاظ على خصوصيتنا؟
الجواب على هذا
التساؤل أمر شخصي و أنا أقول لن أضحي بالميزات التي تقدمها لي الشبكات الإجتماعية و
لكن في المقابل علي التحكم بما اعرضه في هذه الشبكات بحيث لا أعرض معلومات حساسة او
شخصية جداً، فالتحكم بما يعرض يجنبنا عواقب كشف أو اختراق هذه المعلومات.
فيما يلي حقائق
عن الخصوصية:
1- تقوم الشبكات
الإجتماعية بإعطاء المعلنين معلومات عن جنسك و عمرك و مكان إقامتك و إهتماماتك و وظيفتك
و معلومات عن أصدقائك و هذا بغرض إستهدافك بإعلانات هذه الشركات حسب ما يوافق رغبات
الشركة المعلنة.
2- تقوم الشبكات
الإجتماعية بالإحتفاظ بكل معلوماتك على سيرفراتها، فكل ما تكتب و كل ما تحمل من صور
و فيديوهات تحتفظ به على سيرفراتها، و بالتالي من الممكن الإطلاع على هذه المعلومات
من قبل الموظفين في هذه الشركات مثلاً و من قبل السلطات في حال طلبت معلوماتك من هذه
الشبكات الإجتماعية.
3- بعض الشركات
كالفيس بوك يحتفظ بصورك حتى بعد حذفها، و بالتالي ما ترفعه على هذه الشبكات سيصبح ملكها
و ليس ملكك، و أنت موافق على هذا عند الإشتراك بهذا الموقع، إذاً قانوناً يحق لهذه
الشبكات بيع صورك!
4- تستغل هذه الشبكات
عدم معرفة بعض الأشخاص بإعدادات الخصوصية و بالتالي تقوم بوضع أخف إعدادات عند إنشاء
الحساب لأول مرة و بالتالي إذا لم تقم بضبط الإعدادات قبل البدء من الممكن أن يطلع
كل الناس على كل ما تكتب و ترفع من وسائط متنوعة.
5- لا يمكنك التحكم
الكامل بكل إعدادات الخصوصية في المواقع الإجتماعية كالفيس بوك، فمثلاً إذا كتبت تعليقاً
على إحدى المواضيع فهذا التعليق سيعرض على حائطك و لا خيار مناسب لإخفاء كل المعلومات
عن حائطك، كما أن الإجابة عن الأسئلة ستظهر في حائطك و لا وسيلة لإخفائها.
6- من الممكن إستغلال
بعض الثغرات و الأخطاء البرمجية في المواقع الإجتماعية أو إختراق حسابك للحصول على
معلوماتك الشخصية.
هذه الحقائق تتطلب
منا الحذر فيما نكتب و فيما نرفع على المواقع الإجتماعية و خصوصاً أن كل ما ترفع من
وسائط في بعض الشركات يعتبر ملكهم و يمكنهم استخدامها و نشرها قانوناً.
إذاً ما الذي يمكن
أن نفعله لحماية خصوصيتنا على الشبكات الإجتماعية؟
1- الاختيار الدقيق
للمعلومات الحساسة التي تكتبها أو الصور و الفيديوهات التي ترفعها على حسابك.
2- الحذر عند قبول
طلبات الصداقة و التحقق ممن أرسل الطلبات و معرفة أنك لست ملزماً بمصادقة كل من طلب
منك ذلك.
3- الحذر عند إعطاء
الصلاحيات للبرامج و قراءة ما التراخيص التي يريدها البرنامج و لا تثق بكل البرامج
و التطبيقات فبعضها وجد بغاية أخذ معلوماتك و معلومات أصدقائك.
4- من البديهي
أنك يجب أن تضبط إعدادات الخصوصية حسب ما يناسبك و أن لا تعطي الكثير من المعلومات
الشخصية عنك للعموم.
5- الأهم حماية
كلمة السر و الحذر من التروجان و الفايروسات و الحيل التي وجدت بغرض سرقة كلمات السر
مثل أن يدعي شخص أنه ممثل الدعم في شركة الفيس بوك و يطلب منك أن تضغط على رابط مرسل
بالإيميل يطلب منك فيه تعديل معلوماتك لضمان عدم إغلاق حسابك، و لو دققت في الرابط
المرسل بعد الضغط عليه تجده ليس للفيس بوك، مثلاً ممكن أن يكون faceb00k أو fecebook أو ما شابهها من ألعاب، و أمثلة أخرى
مهمة ook.somedomain.com و هنا يجب الحذر أن الموقع الرئيسي المرسل هو somedomain.com مثلاً و ليس facebook و الفيس بكو هنا عبارة عن مجلد فرعي
فيه، و تكون واجهة الموقع المرسل عبارة عن واجهة مطابقة 100% لواجهة الموقع المراد
سرقة كلمة سره، و لكن عند إدخال إسم المستخدم و الإيميل يقوم هذا الموقع المزيف بإرسال
معلوماتك للمخترق بدلاً من إدخالك للموقع، هذا ما يسمى الصيد أو phishing
6- الضغط الدائم
على الشبكات الإجتماعية كي تعطي المزيد من الخصوصية للمستخدمين.
المصدر: موقع طارق دوت نت