تطرقنا في المبحثين الأول والثاني لتعريف
التنافسية على مستوى المؤسسة وقطاع النشاط، ثم على مستوى الدول، فإذا علمنا أن
الجزء الأكبر في عملية تحديد تنافسية المؤسسات يقع على عاتقها هي، فهل الدول لها دور في تحديد الجزء الباقي،
وإذا كان الجواب نعم كيف يكون تدخلها لتحسين تنافسية المؤسسات العاملة داخل
إقليمها أولا، وثانيا كيف تساهم أو تقوم بتحسين تنافسية اقتصادها في السوق العالمي،
هذه العناصر كلها سوف نتعرض لها بالدراسة والتحليل في هذا المبحث، ونورد في المطلب
الثالث كيف نجحت دول كانت اقتصادياتها في الوقت القريب متعثرة لتخطو بها فيما بعد
إلى مصاف الاقتصاديات الأكثر تنافسية في العالم.
انطلاقاً من تعريف التنافسية على أنها
"قدرة الدولة على إنتاج سلع وخدمات تلقى نجاحاً في الأسواق العالمية وتحافظ
على متوسط نصيب الفرد من الدخل القومي"، يتبين لنا مدى الارتباط الوثيق بين
التنافسية ودور الدولة في تحقيقها ونجاحها، وذلك بتشجيع الأنشطة على توليد وفورات (خارجية)
إيجابية، وتحويل الأرباح من الاقتصاديات
الأجنبية إلى الاقتصاد المحلي، ويتم ذلك عبر تقديم إعانات تنافسية لدعم البحث
والتطوير في الصناعة والحد من دخول المنشات الأجنبية إلى الأسواق المحلية.
ويمكن تجسيد دور الدولة في تدعيم وتحسين
تنافسيتها على المستوى الدولي، بتوفيرها لبيئة أعمال ملائمة، وهذا بتطبيق سياسات
اقتصادية ومالية واجتماعية بغية تدعيم تنافسية النشاطات الإنتاجية والخدمية[1]، وتتمثل في :
ü
السياسات المالية
والنقدية.
ü
سياسات الاستثمار
وتهيئة المناخ الاستثماري.
ü
سياسات تعزيز القدرات
التكنولوجية الذاتية.
ü
سياسة إصلاح التشريعات
والمؤسسات.
ü
أساليب الممارسة
الإدارية الرشيدة.
ü
سياسة تحديث البنية
الأساسية المادية.
ü
تحديث الجهاز الحكومي
والإداري.
ü
سياسة نشر وتداول
المعلومات.
وقد بين مايكل بورتر
دور الدول في تدعيم التنافسية في عمله حول المزايا التنافسية للأمم، حيث أستحدث
منهج متكامل يتضمن عدة محددات تفسر الميزة التنافسية للصناعات، فأما أن تكون معوقة
أو محفزة للنجاح في المنافسة العالمية، وجزء منها يتعلق بالخصائص الداخلية للدولة
ويمكن التحكم فيه والجزء الآخر يقع خارج نطاق الدولة ويصعب التحكم فيه، هاته
المحددات هي :
ü
محددات رئيسية : شروط
وخصائص الإنتاج، أوضاع الطلب وخصائصه، دور الصناعات المغذية والمكملة، المنافسة
المحلية وأهداف المؤسسة.
ü
محددان مساعدان
ومكملان : دور الصدفة أو الحظ، دور الحكومة وسياستها المختلفة.
تتميز هذه المحددات
كونها تعمل كنظام ديناميكي متكامل وتتفاعل مع بعضها البعض، بحيث يؤثر كل محدد في
المحددات الأخرى، ويتأثر هو بدوره ببقية المحددات، وعندما تتحقق كل هذه المحددات
تتمكن الدولة من تحقيق ميزة تنافسية ديناميكية ومطردة، وتنجح صناعاتها عالمياً،
وبالعكس عندما لا يتحقق بعض هذه المحددات أو تكون غير مدعمة ومحفزة لاستمرارية
الميزة التنافسية، تؤدي إلى تأكلها وتدهورها،
فإذا لم تقم الدولة بخلق وتنمية عناصر الإنتاج لصناعة ما بالمعدلات المرغوب فيها
فقد تتدهور الميزة التنافسية لهذه
الصناعة.
فمثلاً تدهور أحد
عناصر الإنتاج ألا وهو اليد العاملة يمكن أن يكون نتاج :
ü
تدهور المهارات
المتخصصة للموارد البشرية.
ü
عدم الاهتمام بمراكز
البحث العلمي والتكنولوجي.
ü
عدم الاهتمام
بالمؤسسات التعليمية مقارنة بالدول الأخرى.
المطلب الثاني : تنافسية الدول
المطلب الثاني : تنافسية الدول
طُرح سؤال مهم في بيئات
الأعمال ألا وهو "هل تتنافس الدول على نفس النحو الذي تمارسه المؤسسات"،
فالاقتصادي الأمريكي "جيفري ساكس" يؤيد هذه الفكرة، حيث يرى أن
التنافسية تشير إلى قدرة المؤسسات الاقتصادية للدولة وسياساتها على تحقيق النمو في
ضوء الهيكل الكلي للاقتصاد العالمي، وهذا
يعني أن الاقتصاد يكون منافساً عالميا إذا كانت مؤسساته وسياساته تدعم النمو
الاقتصادي السريع والمطرد.
فالدول
تتنافس فيما بينها من خلال السياسات والمؤسسات التي تختارها لتحفيز النمو على
المدى البعيد بغرض تحسين المستوى المعيشي لأفرادها، إذا مجال المنافسة بين الدول
هو مجال تحقيق النمو الاقتصادي، ويتأتى
لها ذلك بتطبيق :
ü
السياسات الجيدة.
ü
الأسواق المفتوحة.
ü
الإنفاق الحكومي الجيد.
ü
معدلات الضريبة
المنخفضة.
ü
أسواق العمل المرنة.
ü
نظام سياسي مستقر.
ü
نظام قضائي كفئ.
ü
البنية الأساسية
والإدارية والتكنولوجية الجيدة.
ويؤيد هذه الفكرة
الاقتصادي "لسترو ثارو" بقوله أن المؤسسة يقع على عاتقها تبني أحسن
التقنيات التكنولوجية والإدارية للاستجابة الأولية لتحسين التنافسية، وإذا ظهر عدم
قدرة المؤسسة على تحسين أدائها نظراً لمعوقات في السوق، بات من الضروري تدخل
الدولة.
يتمثل دور الدول في
دعم التنافسية، فإيجاد مناخ ملائم لكي تستطيع المؤسسات تحسين أدائها، ويتجلى هذا
في عدة مؤشرات ومظاهر في الحياة الاقتصادية أهمها[2]:
1.
استقرار البيئة
الاقتصادية الكلية من خلال تدني معدلات التضخم وتمويل عام ملموس، ومعدلات ضريبية تنافسية.
2.
إزالة كافة معوقات
التجارة، المحافظة وتطوير أسواق عالمية مفتوحة وتنافسية.
3.
تدعيم المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة بإزالة كافة الأعباء غير الضرورية على نشاطها الاقتصادي.
4.
تحرير الأسواق بغية
عملها بكفاءة، وتحفيز الأفراد والمؤسسات من خلال إصلاح الضرائب المفروضة عليهما.
5.
ضمان بيئة مواتية
للاستثمار المحلي، وتحسين الخدمات المقدمة من قبل الحكومات مثل التعليم.[3]
ومن هنا ظهر مصطلح
"السياسة التنافسية" والتي تعرف بأنها "زيادة كفاءة جانب العرض في
الاقتصاد في ظل خصائص معينة لأسواق المنتجات وأسواق رأس المال، ورصيد المعرفة
المستندة إلى العولمة"[4] وحددت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي (OECD) أدوات السياسة التنافسية في تحفيز هياكل السوق عبر إجراء إصلاحات
اقتصادية في جانب العرض وإصلاح أنظمة
ممارسة السلطة ونظام الضرائب، والتعليم وأنظمة البحث والتطوير، وآليات نقل
التكنولوجيا والبيئة الأساسية وغيرها.
وتتمثل أهداف السياسة التنافسية في تدعيم قدرة
المؤسسات الصناعية أو الدول على توليد دخول مرتفعة لعناصر الإنتاج ومستويات مرتفعة
من التوظيف.
لكن الاقتصادي
الأمريكي"بول كروجمان" عارض فكرة تنافس الدول كتنافس المؤسسات[5]، فإذا كانت مؤسسة غير قادرة
على تحسين أدائها فسوف يؤدي ذلك إلى خروجها من السوق، بخلاف ذلك فإن الدول تتنافس
في القوى السياسية والعسكرية والسيادة، ويصل إلى أنه لا يوجد حد فاصل معرف بشكل
جيد لمفهوم تنافسية الدول مما يجعل مفهوم تنافسية الدول مفهوم مضللاً.
لتوضيح دور الدول في
دعم التنافسية، سنستعرض ثلاث تجارب ناجحة لدول من آسيا وأوروبا وأفريقيا حققت نجاح
مهم في مجال التنافسية ألا وهي :
سنغافورة : احتلت
المرتبة الأولى في تقرير التنافسية العالمية ولعدة سنوات متتالية.
أيرلندا : حسنت
مرتبتها التنافسية من المرتبة السادسة والعشرون سنة 1996 إلى المرتبة العاشرة
عام 1999.
تونس : احتلت
المرتبة الثانية في تقرير تنافسية الدول الأفريقية.
تتميز
هذه الدول الثلاث بصفات مشتركة وهي عدم امتلاكها للثروات الطبيعية وصغر مساحتها،
ومرورها بفترة ركود اقتصادي خلال سنوات السبعينات والثمانينات، و تحقيقها لنمو
اقتصادي في نفس فترة التسعينات وكذا تركيزها على تحسين التعليم وجذب الاستثمارات
الأجنبية، وبذل جهود كبيرة لتوفير مناخ ملائم للأعمال التجارية بالإضافة إلى عامل
مهم جداً وهو الدور الحكومي الواضح في دعم القدرات التنافسية لاقتصادياتها.
تتربع على مساحة لا
تتعدى 648 كلم2
يقطنها حوالي أربعة ملايين نسمة، تقع جنوب شرق أسيا ويطلق عليها مع دول أخرى
بالمنطقة تسمية "نمور آسيا"، ونالت استقلالها سنة 1965، وهي دولة
تفتقر إلى الموارد الطبيعية خاصة المياه، وتعاني من ظاهرة البطالة، كل هذه العوائق
لم تمنع من احتلالها المراتب الأولى في التنافسية العالمية كونها إحدى الدول
الأكثر قدرة على التنافس في العالم.
لكن كيف حققت سنغافورة ذلك ؟
يعزى نجاح سنغافورة في
تطوير اقتصادها والوصول به إلى مستوى تنافسية عالِ، إلى السياسات التي أتبعتها
طوال السنوات الماضية ونخص بالذكر :
1.
وجود رؤية قوية وفعالة
وواقعية للقيادة، تركز على النتائج وليس
على الشعارات؛
2.
تبنت سياسة اقتصاد
السوق، وشجعت التجارة والاستثمار مما أدى بها إلى تحقيق متوسط نمو للاقتصاد يقدر
بـ 10% حتى عام 1980 ثم 7% بعد ذلك، ومتوسط دخل
للفرد الواحد يبلغ 32 ألف دولار
أمريكي سنوياً، وهو من أعلى متوسطات الدخل في العالم، ووصل حجم التجارة السنوي
ثلاث أضعاف الناتج المحلي الإجمالي، فصادراتها ارتفعت من 19.7 مليار دولار أمريكي
سنة 1980 إلى 120 مليار دولار أمريكي
سنة 1995؛
3.
تطبيق أسلوب مرن
وتدريجي في التحول الاقتصادي، وإعادة صياغة السياسات كلما دعت الحاجة لذلك، وهذا
تجاوبا مع تغيرات الظروف الدولية.
4.
تضم الهيئات الحكومية
الرئيسية والتي تقوم بتحديد الإستراتيجية الاقتصادية (مجلس التنمية الاقتصادية
السنغافوري) ممثلين عن القطاع الخاص وممثلين للشركات الأجنبية المتعددة الجنسيات.
5.
توفير مناخ اقتصادي
تنافسي وحر، حيث نجد أن المؤسسات الحكومية تقوم بتسهيل الاستثمار وليس إعاقته. وذلك
عبر تخفيض الضريبة على دخل المؤسسات من 40% سنة 1986 إلى 26% حالياً، وتتساوي المؤسسات
الأجنبية مع المؤسسات المحلية في مستوى الضريبة المطبق، عدم تطبيق سياسة حد أدنى
للأجور مما شجع على التوظيف وحقق معدلات عليا للأجور. بالإضافة إلى تطبيق صارم
لقوانين الحماية الفكرية حيث تسجل سنغافورة أدنى مستوى للقرصنة في آسيا.
6.
تركيز الدولة على
التعليم المرن خاصة التعليم الفني ورعاية رأس المال الفكري مما جعل سنغافورة في
ريادة الدول القائم اقتصادها على المعرفة.
7.
التحسين المستمر
للبنية التحتية الأساسية والتكنولوجية (الموانئ، الطرق، المطارات، الاتصالات
السلكية واللاسلكية)، وتحتل سنغافورة المرتبة الأولى في آسيا من حيث استخدام
الكمبيوتر والبريد الالكتروني.
8.
تتوفر سنغافورة على
شبكة اتصالات متقدمة للغاية خصوصا في مجال التجارة الالكترونية.
أيرلندا بلد صغير
المساحة وتعداد سكانه 3.6 مليون
نسمة، وعانت في العقود الماضية من بطالة كبيرة وركود اقتصادي، وعرفت ظاهرة العنف
والحروب الأهلية، لكنها في عقد التسعينات استطاعت الخروج من هذه الوضعية، حيث حققت
نمو اقتصادي بمعدل 8.9% سنويا
خلال الفترة الممتدة من 1994 إلى غاية 1997، وانخفضت
نسبة البطالة من 16% سنة 1993 إلى 6.6% في الوقت
الحالي، وارتفع دخل الفرد إلى حدود متوسط الدخل في بريطانيا، كل هذا كان نتاج
السياسات التي طبقتها أيرلندا خلال هذه الفترة ومن أبرزها :
1.
أتسمت برؤية واضحة
ومحددة لتشجيع الاستثمار الأجنبي، خاصة في مجال التكنولوجية المتقدمة.
2.
سعت إلى الحد من
البيروقراطية ورسخت بيئة تنظيمية واضحة لتشجيع التنافس.
3.
خفضت العجز في
الميزانية بإتباع رقابة صارمة على الأموال العامة، وكبحت جماح التضخم وسعت من أجل
ضمان الاستقرار للاقتصادي الكلي.
4.
رفعت مستوى التعليم
ونوعيته والتركيز بالخصوص على البحث والتطوير الفعال وكذا المهارات الفنية العالية.
5.
توسيع العلاقات
التجارية مع العالم من خلال الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية الجهوية (الاتحاد
الأوروبي) والمنظمات العالمية (منظمة التجارة العالمية).
يبلغ تعداد سكان تونس
تسعة ملايين نسمة، وتتميز بصغر مساحتها وعدم توفرها على موارد طبيعية، لكنها
استطاعت جذب استثمارات أجنبية قدرها 781 مليون دولار أمريكي عام 1980 ورفعتها
إلى 5.2 مليار
دولار أمريكي في عام 1997، وحققت
معدل نمو سنوي قدره 4.8% خلال
الفترة الممتدة من سنة 1990 إلى غاية 1997، ويعتبر
القطاع الصناعي أكبر قطاع حقق نمو في تونس
بمعدل 13% خلال
سنوات1987 إلى 1997، وقد ساعد
تونس على تحسين وضعيتها التنافسية العوامل التالية :
1.
تحرير الاقتصاد
والتجارة.
2.
الاستقرار السياسي
والاجتماعي.
3.
تحسين الإجراءات
الإدارية وتوفير مناخ جيد للاستثمار.
4.
التركيز على الإبداع
التكنولوجي والتكنولوجيا الحديثة، القدرة على المنافسة وعلى أهمية المشاركة في
الأسواق العالمية.
5.
تخفيض الضغط على
الخدمات الاجتماعية نتيجة لانخفاض معدل النمو السكاني مما أدى إلى تحسين دخل الفرد.
6.
انضمام تونس إلى
المنظمة العالمية للتجارة، وتوقيعها اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي هو الأول من
نوعه في أفريقيا والشرق الأوسط.
7.
حماية الاستثمارات من
الازدواج الضريبي وتطبيق قوانين حماية الملكية الفكرية والصناعية.
8.
الاهتمام الكبير
بالتعليم من خلال تخصيص 25% من
الميزانية السنوية.
الخلاصة
خلاصة هذا الفصل تكمن في أن التنافسية أصبحت
مهمة بالنسبة للمؤسسات كما بالنسبة للدول، حيث أصبحت تسعى كليهما لتحسين وضعيتهما
التنافسية رغم أن معظم الاقتصاديين والهيئات الاقتصادية الدولية لم يتفقوا على
تعريف موحد للتنافسية، والمؤشرات المستعملة في قياسها تدور حول معدل الدخل للفرد
الواحد وكذا حجم التبادلات التجارية للدولة وتطورهما، والتي تعتبر نتيجة للمردودية
المؤسسات وقدرتها على اقتحام الأسواق الدولية والصمود في وجه المنافسين الدوليين،
وتركز كل مؤشرات التنافسية التي تعدها المنظمات والهيئات الدولية على عنصرين هامين
وهما التطور التكنولوجي والإنفاق على البحث والتطوير، واستعمال الوسائل
التكنولوجية الحديثة، سواء على مستوى المؤسسات أو على مستوى الدولة في حد ذاتها.
التساؤل المطروح ما هو دور الاختراع والإبداع
التكنولوجي في زيادة تنافسية المؤسسات،
وهل هو وسيلة ضرورية لضمان بقاء واستمرارية المؤسسات في ظل اقتصاد السوق وزوال
العوائق أمام تحرير التجارة، وهل الإنفاق على البحث والتطوير وسيلة لتجسيد هذا
الاختراع والإبداع التكنولوجي
[3] لستر ثارو،"الصراع على القمة:
مستقبل المنافسة الاقتصادية بين أمريكا واليابان"، عالم المعرفة، العدد 204،
1995، ص53.
[5] يرى كروجمان أنه من الصعب القول بأن
الولايات المتحدة الأمريكية واليابان تتنافس مثلما تتنافس شركة كوكا كولا وبيبسي
كولا. وأن لا فرق أن الولايات المتحدة تتنافس في السوق العالمي وأن جنرال موتورز
تتنافس في سوق أمريكا الشمالية.