لماذا نتزوج؟ وما هي فوائد الزواج؟ مع 13 فائدة للزواج
حدد اللّه سبحانه وتعالى الغاية التي من أجلها خلُِقَ الإنسان في الحياة ألا وهي ((وَمَا حَلَقْتُ الْجِنَ وَالاِنسَاِلاَّ لِيَعْبدُونِ)) الذاريات 56
وحدد سبحانه المقصود من عبادته بأنه الاستخلاف في الأرض بتعميرها وفق منهاج الله وهديه :(( إِنيِّ جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة))البقرة 30
ً ومن هنا كانت الحكمة من مشروعية الزواجِ تلخص في الاَتي :
(1)تعمير الأرض:
وتعمير الأرض لا يتأتى إلا بالاستقرار الذي يستلزم بناء الاُّسر وتكون المجتمعات، فركّب اللْه في الإنسان غرائز قوية تدفعه دفعًا إلى ضرورة إشباعها بالطرق المشروعة للمحافظة على النوِع الإنساني .
وفي هذا الصدد فان اللَه تعالى جعل عقد الزواجِ خاليَا من التعقيدات والشروط الصعبة، فجعله مشروطًا لموافقة الزوجين او من يلي أمرهما ثم الإًشهار، وجعله على التأبيد ليخلو من شبهة نكاح المتعة .
وليس المقصود بعقد الزواج ذلك الاجراء الذي يتم يحضر الناس بموافقة الزوجين، بل يهدف عقد الزواج ،الى التأكيد على ربط كل ما يقوم به الإنسان باللّه سبحانه وتعالى، ولو من خلال تعبيرات محددة لا يصح عقد الزواجِ إلا بها.
وهذه الدعوة الى ربط العمل الانساني بالبعد الإلهي تعود إلى أصل النظرة الإسلامية لمعنى الوجود البشري في خلافة اللُه على الارض :((انَِي جَاعلً فِى الارَّض خًلِيفة )). البقرة 30
ومن خلال هذه النظرة ينبغي ان يهدف النشاط الإنساني برُمته الى هذه الخلافة التي وضِع لها اللّه سبحانه وتعالى مرتكزات أساسية ومستحبات تبدأ من الاعتقادات بالوحدانية، واليوم الاَخر، .الى القيام بالفرائض والعبادات، ومن دون هذا الربط حتى على مستوى النية في التوجه الإلهي قبل الفعل المباشر تصبح نتيجة العمل الإنساني مهددة بالضياِع والتلاشې ، دلّ على دْلك الحديث الشريف عن عمر رضې اللًهّ عنه، عن رسول اللًه اْنه قال : (( إنما الاًعمال بالنيات، وإِنما لكل امرى، ما نوى، فمن كانت هجرته إِلى الله ورسوله، فهجرته إلى اللًه ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، اَّو امراًة ينكحها؛ فهجرته إلى ما هاجر إليه))(1)
إن الصيغة الشرعية للعقد في الزواجِ ببعدها الإنساني- الإلهي تجعل من الزواِج أكثر من مجرد اتفاق بين الطرفين ليصبح التزاماً بأمر اللْه تعالى، وهو سبحانه الذي حدّد الحقوق والواجبات كما حدد الأدوار الأساسية بينهما قبل الانتقال إلى دار الزوجية
فالإًنسان طبيعته وفطرته التي فطره الله عليها يشعر سواء أكان رجلاً آم امرأة بالحاجة إلى من يسكن إليه ويتعاون معه، ويقضي إليه بمكنون صدره وهواجس نفسه، ويشكو إليه اَلامه، ويضع بين يديه آماله، ويكون هذا الشخص من الجنس الاَخر الذي ركّب الله تعالى في كلً منهما التوقان الى الاَخر، والميل نحوه.
ويظهر ذلك جليًا في قوله صلى الله عليه وسلم : ((يا معشر الشباب من استطاِع منكم الباءة فليتزوِج ومن لم يستطِع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ))(2)
ومن هنا كان الجزاء الوافر لكل من أراد العفة حيث إن اللّه في عون من أراد العفة أو العفاف كما في الحديث الشريف : (( ثلاثة حق على اللهّ عونهم: المجِاهد في سبيل اللّه، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح يريد العفاف))(3)
ومن هنا فإن اي علاقة جنسية خارج عقد الزواجِ – أيَا كان نوعها – هي علاقة محرمة وغير مسموِح بها في الإسلام، وحين تتوافر شروط العقد
تصبح العلاقة الجنسية حلالاَ ولو كان الرجل متزوجَة – حيث أباح الله تعالى له التعدد .
إن اللَه تعالى جعل (العفة) صفة من عينات الأنبياء كيوسف عليه السلام الذي تصدى لامرأة العزيز، ولشيطانه، ولنفسه، ولهواه ، ولكل هذه المغريات ثم صاح: ((معاذ الله )).يوسف 23
فاستعصم بربه، وصار الإيمان حائلاً بينه وبين المعصية ، فعصمه ربه لما استعاذ به . وكذلك كل من سار على نهجه فاستعان بالله فىِ أمر الزواج فاعانه ربه فيسّر له العقد، وأعانه على تكاليف الزواجِ، وان تشريع الإسلام للزواجِ أراد اللًه تعالى منه ألا يتحول الا شباِع الجنسي الى حالة من فوضى الغرائز الي لا تعبأ بالعواقب أو مسؤوليات الأعمال، فالعقد في الزواج لا يعني أن المرآة شريكاً شرعيَّا أمام الناس فقط ، بل امام اللًهّ سبحانه وتعالى، ليطوق بذلك حيوانيهَ الرغبة التي يشترك فيها الانسان مِع الحيوان ، فيصبح السلوك الإنساني هنا ما أراده اللًه ثم ما أراده الشرِع لا ما ارادته الغريزة فقط .
ثم إن أي علاقة إنسانية جنسية خارجِ إطار الزواج يجعلها اللَه تعالى (زنًا) أي : كبيرة من الكبائر، على أنه سبحانه الدْي يُحلّ الفرِج بكلمته وبعهده ، فإذا استحلها الإنسان برغبة عارضة، وشهوة حيوانية فإنه هنا يستحق الغضب الإلهي بل واستهجان المسلمين، فلابد من عقاب ليرتدِع به من وراءه من البشر حينما تحدثهم انفسهم بارتكاب هذا الإثم .
وليس عندنا فىِ االاسلام ما يعرف باسم (الخيانة الزوجية) بمعنى خيانة احد الطرفين للاَخر فالخيانة متعلقة بمفهوم (الرباط المقدس) وهو مفهوم مسيحي للزواج يعتبر اتصال الرجل بالمرأة عن طريق الزواج عهدًا إلهيًا، بينما لا يعرف الاسلام سوى أحد أمرين :
الشرعية (عقد الزواج).
أَو الحرام (الزنى بدون عقد زواج)
وهكذا جعل الإسلام الزواج شرطًا لمشروعية العلاقات الجنسية لدى الرجل لعدم قدرة المرأة على تعدد العلاقات الجنسية نظرًا لإمكانياتها، بل وللتشريع أيضاً .
وفي النهاية فالكل يصب في ناحية العفة ومن هنا جاء الأمر الإلهي لمن لا قدرة له على النكاح فقال تعالى: ((وَلْيَسْتَعفِْفِ الًذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَىْ يُعْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فصَلِهِ))النور33
فهو ارشاد للعاجزين عن مبادىء النكاح وأسبابه إلى ما هو أولى لهم ليجتهدوا في العفة وصون النفس ، وقد وعدهم اللّه بالتفضل عليهم بالغنى، ولطف بهم في استعفافهم وربط قلوبهم، وإيذْان بأن فضله -تعالى – اولى بالاعفاء ، وأدنى من الصلحاء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)متفق عليه : البخاري (١) فى بدء الوحى، ومسلم (٧. ١٩) فى الامارة.
(2)متفق عليه : البخاري (١٩٠٥) فىِ الصوم، ومسلم (٠ .١٤) في اول النكاحِ . والباءة: القدرة على الزواج مادية كانت أو جنسية، والوجاء : أصله من وجاء – أي : طعن ويطلق على رض الخصيتين عند الفحل، فلا يستطيِع جماِع الأنثى، فاستعيرت هنا للتعبير عن إضعاف الشهوة
(3)حسن: حسنه الألباني (٣٠٥٠) في صحيح الجامع عن أبي هريرة رضي الله عنه
(2)طاعة امر الله تعالى:
فقد أمر اللّه تعالى بالزواج في أكثر من موضع وحض عليه فقال سبحانه :(( فَانكِحُوا مَا طَاب لَكُم منَِ النِساَءِ مثنْىَ وُّثلاث ورُِبَاعَ)) النساء 3
وقال :((هُنَّ لِباَسٌ لًكُمْ وَِاًنتُمْ لباسٌ لَهُنَّ))البقرة187
وتفضل بهذه النعمة على البشر فقال :((ومِنْ ءَ ايَاتِهِ اَّنْ خَلَقَ لَكُم مَِنْ اَّنفُسكُِمْ ازوَاجًا لَِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكً لأَيًات لِّقَوْمٍ يَتَفَگًرُونَ)) الروم21
وقال :((وهُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نفسٍ وَاحِدَةٍ وَِجَعلَ منِهَا زَوْجَهَا لِيَيسْكُنَ إِلَيْهَا))الأعراف189
وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال : ((من تزوِج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي))(1)
قال : ((من تزوِج فقد استكمل نصف الإيمان، فليتق الله في النصف الباقي))(2)
فدل هذا الحديث على حصول المسلم على الاجر عند زواجه، والاجر لا يحصل إلا بطاعة، وإن كان الزواِج عادةً، فالنية كفيلة بتحويلها إلى عبادة بعد ذلك .
والكف عن المحارم في حد ذاته صدقة ولذا قال صلى الله عليه وسلم: (( وفي بضِع أحدكم صدقة))، فقالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر عليها؟. . فقال : ((ارأيتم إن وضعها في حرام )).
ولا يقف الأجر على الكف عن المحارم فقط ، بل إن الرجل بزواجه قام بعدة أمور دون أن يدري ومنها :
· احصن نفسه من الوقوِع في الزنا وهو حدٌّ من حدود اللّه تعالى ومن تعدً حدود اللُه فقد ظلم نفسه
· أحصن زوجته من الوقوِع هي الأخرى في الزنا
· غض بصره، وكذلك غضت زوجته بصرها إلا عليه
· حمى المجتمع من ولد الزنا واختلاط الأنساب .
· قضى على قلق الوالدين نحو الابنة بالذات خشية الوقوِع في المحرمات.
· حمل عن عاتق الأب – للانثى – مسئولية مادية ومعنوية .
· شارك في تكثير سواد المسلمين، وزيادة عددهم بالولد الذي ياُتىِ بإذن اللَّه كنتيجة للجماِع ووطء الزوجة . وغير هذه الأمور التي يؤجر عليها الإنسان المسلم عند زواجه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)نقلاً عن: (روِح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني) للالوسي (١٨/135، 136) المطبعة المنيرية
(2)حسن: الألباني (٦١٤٨) في صحيح الجامع
(4)الولد(1):
فالولد امتداد لابيه، واستمرار لحياة الجنس البشرى على وجه الارض ، وإنما خلقت الشهوة لتدفِع الإنسان إلى الزواج، وقد كان من دعاء الأنبياء لله تعالى سؤال الولد ورجاؤه .
فقد سأل زكريا ربه الذرية والولد فقال :((ربَِ هَبْ لِي مِن لًدُّنكَ ذُرَيًةً طيَِبةَ إِنك سَمِيِع الدُّعَاءِ))آل عمران 38
وقال سبحانه على لسان زكريا : ((فَهبْ لِي مٍن لَّدُنكَ وَلِيَّا *يَرِتُنِي وَيَرث منْ َآل يَعٌقُوبَ))مريم5‘6
ولقد شكر إبراهيم لربه إعطاءه الولد: ((الًحَمْدُ للَّهِ الَّذِي وهَبَ لي عَلى الكِْبَرِ إِسمَاعيل وإَِسْحَاقَ إِنً ربَِى لَسميِعُ الدُّعَاءِ))إبراهيم39
ولقد مدح الله عباده وهم:((وَعِبَادُ الرَحْمَن الًدِينَ يمْشونَ عَلىَ الأرْضِ هونا))الفرقان63
فكان من صفاتهم أنهم دعوا اللَه تعالى فقالوا:((رَبَنا هبْ لَنَا مِنْ أُزْوَاجِنَا وَ ذُرَِيًاتِنَا قُرَّهَ اَّعْيُن))الفرقان74ٍ
فالولد أصل وضع له النكاحِ حتى لا يخلو العالم من بني الإنسان .
*فالولد إذا رَّبًي على الخير كان صالحًا وميراثاَّ لابيه يبقى بعد وفاته من ضمن أجره الذي لا ينقطِع، ففي الحديث:<إذا مات ابن آدم انقطِع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له «(٢)
*والسعي إلى تكثير الأمة الإسلامية، فقد مدح النبي بتفضيل المرآة
الودود الولود لانها سبب لتكثير امة الإسلام، فقد جاء في الحديث:< تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة>(3)
وقال ابن الجوزي :<تأملت في فوائد النكَاح ومعانيه وموضوعه، فرأيت أن الأصل الأكبر في وضعه وجود النسل>(4)
ـــــــــــــــ
(1)منقول عن إحياء علوم الدير ، للغزالي (٢/ .٤)
(2) رواه مسلم (١٦٣١) في الوصية
(3)صحيح: الألباني (١٨٤٩) في الصحيحة، وفي صحيح الجامع ( .٢٩٤) عن عبد اللّه بن مسعود رضىِ اللَه عنه
(4)صيد الخاطر (ص٥٦) لابن الجوزي
(5)ترويح النفس وإيناسها(1):
وذلك بمجالسة الزوجة، والنظر إليها وملاعبتها ومداعبتها، وفي ذلك إراحة لقلب، وتقوية له على العبادة .
والنفس البشرية ملوُلٌ بطبعها، وهي عن الحق نفور، ولو كلفت بالمداومة بالإكراه على من يخالفها جمحت ، وإِذا رُوّحت باللذات في بعض الأوقات نشطت وقويت .
وقال على بن أَبى طالب رضى اللْه عنه : <روحوا القلوب ساعة فإنها إذا اُّكرهت عَمِيَتْ > .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: <حًبب إلىّ من دنياكم ثلاث: الطًيْبُ، والنساء، وجُعلت قرُة عيني في الصلاة>(2)
وفى الاستئناس بالنساء من الاستراحة ما يزيل الكرب، ويروح القلب، وينبغي أن يكون لنفوس المتقين استراحات بالمباحات، ولذلك قال اللْه تبارك وتعالى : ((ليَسْكُنَ إلَيهَا))الأعراف189
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1)نقلاً عن الإًحياء من نفس الصفحة السابقة
(2)صحيح: صمححه الألباني (٣١١٩) في صحيحِ الجامع.
(6) تفريغ القلب عن تدبير المنزل:
فتصبح هذه المهمة موكولة إلى الزوجة، فالرجل يكد ويتعب من أجل لقمة العيش ، آو التفرغ للعلم، ولا مجال هنا لقول القائلين من الجهاًل الذين يقولون : بعدم لزوم خدمة الزوجة للزوج، ولقد قسّم النبي العمل بن علي وفاطمة رضي الله عنهما على ما تليق به الاخْلاق المرضية، وتجري العادة لا على سبيل الايجاب، كما روي عن أسماء بنت أبي بكر أنها كانت تقوم بفرس الزبير، وتلتقط له النوى، وتحمله على رأسها، ولم يكَن ذلك واجبًا عليها، ولهذا لا يجب على الزوج القيام بمصالح خارِج البيت ولا الزيادة على ما يجب لها من النفقة والكسوة، ولكن الاوْلى لها ما جرت العادة بقيامها به؛ لأنه العادة، ولا تصح الحياة إلا به، ولا تنتظم المعيشة بدونه
وقال أجر سليمان الداراني : الزوجة الصالحة ليست من الدنيا فإنها تفرغك للاَخرة، وإنما تفريغها بتدير المنزل، وقضاء الشهوة .
إن الله تعالى جعل للمرأة دورًا تربويَا ورعائيًا داخل الأسرة، وذلك أن المرأة أو الأم هي الركيزة الأساسية في لحمة الأسرة وتماسكها، وكذلك العامل الأكبر في توطيد وتثبيت الروابط الاسرية، وليس أدل على ذلك من فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة رسول اللُه صلى الله عليه وسلم التيِ كرّست حياتها، وانصرفت طيلة عمرها إلى رعاية الأسرة وتدبير شؤونها، بل لم تخرِج ولو لفترة قصيرة من بيتها، الا حين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم
وكذلك فعلت زينب ابنتها التي لم يَسْمع لها صوت إلا يوم فاجعة كربلاء ( ٦٠ هـ) وكذلك كانت ازواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، و أزواِج الخلفاء جميعًا، حرصن على توفير الحياة المستقرة لازْواجهن دون المشاركة في الحياة العامة .
إنها دعوة لتأكيد صلابة ومرجعية الدور الاسري والتربوي للام، من اجل إخراج جيلٍ رافع يستطيع المشاركة الفعالة في المجتمع، ولا يعني كلامنا هنا التبرير لبعض الأوضاِع المجحفة والظالمة التي تعيشها المرأة في بلادنا تحت سلطة زوجِ ظالم متعلماً كان ،او جاهلاً.
ـــــــــــــــــــــــ
(1)انظر : المْغنى (٧/ ٥٨٣) لابِن قدامة المْقدسى الحنبلى.
(7)مجاهدة النفس بالرعاية للزوجة والأسرة:
وهذا عملٌ رائع بمنزلة الجهاد في سبيل اللهْ، فهى رعاية وولاية :< كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته>(1)، وقال عبد اللْه بن المبارك لرجال من المجاهدين: تعملون عملاً أفضل مما نحن فيه ؟ قالوا: فما هو ؟ قال : رجل متعفف ذو عائلة قام من الليل؛ فنظر ،الى صبيانه نيامًا متكشفين، فسترهم وغطاّهم .
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1)متفق عليه : البخاري (٧١٣٧) في الأحكام، ومسلم (١٨٢٩) في الإمارة
(8) قصد الاستكثار بعشيرتها:
قال الغزالى في الاحياء:فإن ذلك مما يحتاج إليه في دفِع الشرور وطلب السَّلامة، ولذلك قيل : ذلّ من لا ناصر له ، ومن وجد من يدفع عنه الشرور سلم حاله، وفرِّغ قلبه للعبادة، فإن الذُّل مشوش للقلب، والعز بالكثرة دافعً للذل (1)، أي : طارد له
ـــــــــــــــــــــــــــ
(2)الإحياء ( ٢/ 35 ).
(9)الزواج من اجل المساهمة في اقامة مجتمع مسلم:
وذلك أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع، حيث تنتج الأسرة بعد ذلك أفرادًا يعرفون دينهم وينصرونه بالنفس والمال، وعندها تتحقق منظومة الأخلاق الإِسلامية واقعاً ملموسًا على الارض يحياه الناس فلا رشوة، ولا سرقة، ولا فاحشة، لكن الكل يعيش تحت مظلة الإسلام .
(10) وهماك من يتزوج من أجل كفالة يتيمة في عصمته وذمته:
كما قال اللْهّ تعالىك((وَإِنْ خِفًتُمْ اَلاَّ تُقْسِطُوا في الْيَتَامىْ فَانكِحًوا مَا طَابَ لَكُم مَِنَ النَِسَاءِ مَثنًى و ثلاث وَرُباعَ )) النساء 3
(11)أو من يتزوج من أجل ظروف خاصة للمرأة:
قد المرأة تكون محتاجة لمعين أو مساعد بعد اللهّ فالى يعينها على أمور دنياها
(12) ومن الطرائف:
ذلك الرجل الذي تزوج بامرأة كانت تحت عمر بن الخطاب رضي اللُّه عنه بعد وفاته، فسُِئل : كيف تتزوِج بامرأة كانت تحت عمر؟ فقال : تزوجتها لأعلم ليل عمر(1)
____________________________
(1)أي : كيف كان عمر رضي اللًهّ عنه يقضي ليله في العبادة والصلاة.
(13) اضف الى ذلك:
أن اللّه سبحانه وتعالى جعل الانسان دون سائرالحيوانات يحتاج الى فترة طويلة لإعداده للحياة فكان ولابد من أسرة تكتنفه برعايتها، وتحوطه بعنايتها(1)، لذلك قال الله تعالى :(يَا اًيُّهاَ النَّاسُ اتَقُّوا رَبَّكُمُ الًذِي خلقَكُم مَِن نفس وَاحِدهَ وَخَلًق مِنًها زَوْجَهَا وَبَثً مِنهُماَ رِجَالاَ كَتِيرَا وَنساَءً وَاتقوا اللَّهَ الَّذي تسَاَء لُونَ بِهِ وَالاَرْحَام إِنً اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِياَ))النساء1
وقال ممتنَا على الإنسان بإنجاب الولد الذي يحفظ نوعه :((َاللَّهُ جُعَلَ لَكُم مَِنْ اَنفسِكم اًزًوَاجَا وَجَعَلَ لَكُم منَِّ اَّزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَهَ))النحل 72
وعن السكن المادي والنفسي والمحبة، والاُّلفة، والتعاًون بين الزوجين فقال اللّه تعالى: ((ومن ايَاتهِ اَّنْ خَلَق لَكُم مَِنْ أنفسكُِمْ اَزًوَاجًا لِتَسكَنًوُا إِليْها وَجَعَلَ بَيْنكُم مَّوَدَّةً وَرحِْمَةً إِنَّ فِىِ ذَلكَ الايَات لَِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ )) الروم 21
((والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر، وتشغل أعصابهم ومشاعرهم تلك الصلة بين الجنسين وتدفِع خطُاهم، وتحرك نشاطهم تلك المشاعر المختلفة الأنماط والاتجاهات بين الرجل والمرأة، ولكنهم قلَمَّا يتذكرون يد الله التي خلقت لهم من أنفسهم أزواجاً، وأودعت نفوسهم هذه العواطف والمشاعر، وجعلت في تلك الصلة سكَنًا للنفس والعصب، وراحة للجسم والقلب، واستقرارًا للحياة والمعاش، واُّنساً للارواح و الضمائر واطمئناناً للرجل والمرأة على السواء لأن تركيبهما النفسي والعضوي والعصبي ملحوظ فيه تلبية رغائب كلُّ منهما في الاخْر، وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية لانشاء حياة جديدة تتمثل في جيل جديد(2) .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر : كتاب أستاذنا الدكتور محمد بلتاجي- دراسات في أحكام الأسرة (صر٨)، طبعة م الشباب
(2)في ظلال القرآن (ه/٢٧٦٣) ط دار الشروق .
· تعقيب:
إن الزواج ولا شك نعمة من نعم اللّه تعالى على عباد.، ولقد اجتمع رجل وامرأة بعد الزواج فقالت له المرأة وهي في أحضانه :<<ادين لك بسعادتي، ولا أدري كيف أردّ الدَّيْن ؟اا .
فقال الرجل :((أجمل ردً هو وجودك الاَن بين ذراعي )) .
ولعمري ما يراه المتزوِجِ من نعمة خيرُ من عيشته وحيدًا عزباً، ولليلة واحدة من الزواجِ خيرٌ من ألف ليلة بلا زواج، وعلى قدر ما يلقى الشاب من عنت، وكدً، وعناء ، فإنه عندما يفضى برغبته وشهوته ،الى زوجته يزول كل تعب طارئ، ويبقى الوُدُّ .
ألا تراهما – الزوجين ۔ قد الف كل واحد منهما بالآخر حتى صار كلُ
منهما لباسَا للاخْر : ((هُنَ لِبَاسٌ لًكُمْ وَاًنتًمْ لِبَاسً لَّهُنَ ))البقرة:187 لقد صار كُلٌّ منهما سترًا للاخر، كما صار الليل سترًا ولباسًا لبني آدم : ((وَجَعَلنَا اللَيْلَ لِبَاساً)) النبأ10
، فيا له من ليل ويا له من سكن آية من آيات اللّه لا يعرف طعمها إلا من تزوجِ وعاش عيشة هنية؛ لأنه آحسن الاختيار
ويا لضيعة من لم يتزوِج تذرعًا بأن الزواج يشغل عن أمور كثيرة، ويثقله بالمسئوليِات، وسلوا الذين فاتهم الزواج شباباً فكانوا ملوكًا حتى إذا شاخوا صاروا عبيدًا لا عون لهم .
إن الذين فارقوا الزواج ترى في عقولهم خللاً، وفي سلوكهم عِوجًاً، وفي إيمانهم نقصاً، وفي جسدهم سقماً، وفي عيونهم عمى، وفىِ شؤونهم قلة العقل، وسوء التدبير
وللّه در ابن مسعود رضي الله عنه يوم أن قال :< لو لم يبق من عمري إلا عشرة ايام لاحببتُ أن آًتزوج؛ لِكَيْ لا ألقى اللهّ عزبا>ً
وما قلناه للرجل حري أن تنظر فيه المرأة التي تنشغل عن الزواِج حتى يفوتها قطاره مصدر