خاتمــــــــة:
خلاصة ما سبق تناوله: أن الاقتصاد المبني
على المعرفة جاء بمفاهيم جديدة ، أثرت على منطق عمل الاقتصاديات في كل دول العالم
، وأثرت كذلك على كثير من المفاهيم الكلاسيكية، التي ألفناها في الاقتصاد
التقليدي، وللتعامل بشكل ايجابي مع التحولات التي يفرضها هذا الاقتصاد فإنه لا بد
من توفير أدوات ووسائل وسياسات واستراتيجيات جديدة. من المعروف النموذج الاقتصادي المتبع في
الجزائر هو النموذج التقليدي المعروف -الكينزي -القائم على تصحيح الأوضاع الاقتصادية في
حالة وجود أزمة ما، ومن هنا يرى بعض الباحثين أن النموذج الاقتصادي الأمثل للجزائر
هو النموذج الشمبيتيري-الابتكاري- القائم على الاستثمار
في العنصر البشري من خلال العمل على تطوير وتعزيز النمو وخاصة من خلال الاستثمار
في التنمية البشرية والرأسمال الفكري، والاستثمار في تطوير مؤشرات
اقتصاد المعرفة،
خاصة ما تعلق بالبحث والتطوير، وتبني التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصالات
والتدريب عليها، وتبني الآليات التي يمكن من خلالها استيعاب سوق العمل لليد
العاملة الماهرة، حتى نتمكن من الاستفادة من مخرجات الاستثمار في النظام التعليمي خاصة، وبالرغم
من المجهودات المبذولة من قبل الجزائر والمجسدة في البرامج المختلفة، إلا أنها في
نظر البعض مجرد حلول مؤقتة ما تلبث إلا أن تفجر مشاكل لاحقة، إذ أن الأمر يتطلب
إستراتيجية –معرفية خاصة- تستثمر في رأسمال البشري كعنوان جديد لتحقيق النمو
والتطور، وهذا يتطلب الاهتمام ببعض النقاط:
Ø نظام تعليمي وتدريبي متطور لتوفير
العمالة المؤهلة والماهرة؛
Ø بنية معلوماتية حديثة لتسيير اكتساب
وتطبيق المستجدات من المعارف والتقنيات؛
Ø نظام فعال لتنمية القدرات البحثية
والملكات الابتكارية؛
Ø إطار مؤسسي ومناخ اقتصادي موافقين
لاكتساب المعرفة ونشرها وللتوزيع الكفء للموارد
Ø العمل على توفير قاعدة بيانات و إحصاءات
دقيقة عن سوق العمل حتى يتم تحليل كل قطاع و التقليل من تشوهات في سوق العمل، و
يكون ذلك باستخدام أدوات النشر و تحديثها باستمرار و إتباع طريقة علمية لعملية
المسح.
Ø العمل على تحسين نظام التعليم و خاصة
التعليم المهني بما يتناسب و احتياجات سوق العمل و العمل على تنسيق بين مخرجات
التعليم و التكوين و متطلبات سوق العمل.
Ø الاستفادة من تجارب الدول الرائدة في
هذا المجال وخاصة النامية منها.
أ.رياض عيشـوش
أ.فواز
واضـــــح
جامعة محمد بوضياف –المسيلة-