08‏/09‏/2014

في المقهى المزدحم النائي, في ذات مساء

و عيوني تنظر في تعب,

في الأوجه و الأيدي و الأرجل و الخشب :

و الساعة تهزأ بالصخب

و تدق- سمعت ظلال غناء

أشباح غناء

تتنهد في الحاني, و تدور كإعصار

بال مصدور

ينتفس في كهف هار

في الظلمة منذ عصور

**

-2-

أغنية حب أصداء

تنأى و تذوب و ترتجف

كشراع ناء يجلو صورته الماء

في نصف اللليل.. لدى شاطيء إحدى الجزر

و أنا أصغي.. و فؤادي يعصره الأسف:

لم يسقط ظل يد القدر

بين القلبين ؟! لم أنتزع الزمن القاسي

من بين يدي و أنفاسي

يمناك ؟‍ و كيف تركتك تبتعدين كما

تتلاشى الغنوة في سمعي نغما نغما؟!

**

-3-

آه ما أقدم هذا التسجيل الباكي

و الصوت قديم

الصوت قديم

ما زال يولول في الحاكي

الصوت هنا باق أما ذات الصوت:

القلب الذائب إنشاداً

و الوجه الساهم كالأحلام فقد عادا

شبحا في مملكة الموت-

لا شيء- هنالك في العدم

و أنا أصغي و غداً سأنام عن النغم!

أصغيت فمثل إصغائي

لي وجه مغنيه كالزهرة حسناء

يتماوج في نبرات الغنوة كالظل

في نهر تقلقه الأنسام

في آخر ساعات الليل

يصحو و ينام

أأثور ؟‍ أأصرخ بالأيام و هل يجدي ؟‍

إنا سنموت

و سننسى في قاع اللحد ؟

حباً يحيا معنا و يموت !

**

-4-

ذرات غبار

تهتز و ترقص في سأم

في الجو الجائش بالنغم

ذرات غبار!

الحسناء المعشوقة مثل العشاق

ذرات غبار!

كم جاء على الموتى و الصوت هنا با-

ليل نهار!!

هل ضاقت مثلي بالزمن

تقويماً خط على كفن

ذرات غبار 

شاكر بدر السياب