26‏/12‏/2021

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ

   

عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ

جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن

سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما

تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما

تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ

وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ

وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ

صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما

روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ

ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني

بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ

فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ

فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ

وَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّما

تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ

كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ زاجِراً

لَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

أَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّما

غَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِ

وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا

خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ

خَليلَيَّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرَّهُ

وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبِالمُرِّ

بِما بَينَنا مِن حُرمَةٍ هَل رَأَيتُما

أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ

وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحِبِّ لِسِرِّهِ

وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري

وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها

لِجارَتِها ما أَولَعَ الحُبَّ بِالحُرِّ

فَقالَت لَها الأُخرى فَما لِصَديقِنا

مُعَنّىً وَهَل في قَتلِهِ لَكِ مِن عُذرِ

عِديهِ لَعَلَّ الوَصلَ يُحييهِ وَاِعلَمي

بِأَنَّ أَسيرَ الحُبِّ في أَعظَمِ الأَمرِ

فَقالَت أَداري الناسَ عَنهُ وَقَلَّما

يَطيبُ الهَوى إِلّا لِمُنهَتِكِ السِترِ

وَأَيقَنَتا أَن قَد سَمِعتُ فَقالَتا

مَنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري

فَقُلتُ فَتىً إِن شِئتُما كَتَمَ الهَوى

وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّةِ وَالعُذرِ

عَلى أَنَّهُ يَشكو ظَلوماً وَبُخلَها

عَلَيهِ بِتَسليمِ البَشاشَةِ وَالبِشرِ

فَقالَت هُجينا قُلتُ قَد كانَ بَعضُ ما

ذَكَرتِ لَعَلَّ الشَرَّ يُدفَعُ بِالشَرِّ

فَقالَت كَأَنّي بِالقَوافي سَوائِراً

يَرِدنَ بِنا مِصراً وَيَصدُرنَ عَن مِصرِ

فَقُلتُ أَسَأتِ الظَنَّ بي لَستُ شاعِراً

وَإِن كانَ أَحياناً يَجيشُ بِهِ صَدري

صِلي وَاِسأَلي مَن شِئتِ يُخبِركِ أَنَّني

عَلى كُلِّ حالٍ نِعمَ مُستَودَعُ السِرِّ

وَما أَنا مِمَّن سارَ بِالشِعرِ ذِكرُهُ

وَلكِنَّ أَشعاري يُسَيِّرُها ذِكري

وَما الشِعرُ مِمّا أَستَظِلُّ بِظِلِّهِ

وَلا زادَني قَدراً وَلا حَطَّ مِن قَدري

وَلِلشِّعرِ أَتباعٌ كَثيرٌ وَلَم أَكُن

لَهُ تابِعاً في حالِ عُسرٍ وَلا يُسرِ

وَما كُلُّ مَن قادَ الجِيادَ يَسوسُها

وَلا كُلُّ مَن أَجرى يُقالُ لَهُ مُجري

وَلكِنَّ إِحسانَ الخَليفَةِ جَعفَرٍ

دَعاني إِلى ما قُلتُ فيهِ مِنَ الشِعرِ

فَسارَ مَسيرَ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ

وَهَبَّ هُبوبَ الريحِ في البَرِّ وَالبَحرِ

وَلَو جَلَّ عَن شُكرِ الصَنيعَةِ مُنعِمٌ

لَجَلَّ أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الشُكرِ

فَتىً تَسعَدُ الأَبصارُ في حُرِّ وَجهِهِ

كَما تَسعَدُ الأَيدي بِنائِلِهِ الغَمرِ

بِهِ سَلِمَ الإِسلامُ مِن كُلِّ مُلحِدٍ

وَحَلَّ بِأَهلِ الزَيغِ قاصِمَةُ الظَهرِ

إِمامُ هُدىً جَلّى عَنِ الدينِ بَعدَما

تَعادَت عَلى أَشياعِهِ شِيَعُ الكُفرِ

وَفَرَّقَ شَملَ المالِ جودُ يَمينِهِ

عَلى أَنَّهُ أَبقى لَهُ أَحسَنَ الذِكرِ

إِذا ما أَجالَ الرَأيَ أَدرَكَ فِكرُهُ

غَرائِبَ لَم تَخطُر بِبالٍ وَلا فِكرِ

وَلا يَجمَعُ الأَموالَ إِلّا لِبَذلِها

كَما لا يُساقُ الهَديُ إِلّا إِلى النَحرِ

وَما غايَةُ المُثني عَلَيهِ لَو أَنَّهُ

زُهَيرٌ وَأَعشى وَاِمرُؤُ القَيسِ من حُجرِ

إِذا نَحنُ شَبَّهناهُ بِالبَدرِ طالِعاً

وَبِالشَمسِ قالوا حُقَّ لِلشَمسِ وَالبَدرِ

وَمَن قالَ إِنَّ البَحرَ وَالقَطرَ أَشبَها

نَداهُ فَقَد أَثنى عَلى البَحرِ وَالقَطرِ

وَلَو قُرِنَت بِالبَحرِ سَبعَةُ أَبحُرٍ

لَما بَلَغَت جَدوى أَنامِلِهِ العَشرِ

وَإِن ذُكِرَ المَجدُ القَديمُ فَإِنَّما

يَقُصُّ عَلَينا ما تَنَزَّلَ في الزُبرِ

فإن كان أمسى جعفرٌ متوكِّلاً

على الله في سرِّ الأمورِ وفي الجهرِ

وولَّى عهودَ المسلمين ثلاثةً

يُحَيَّونَ بالتأييد والعزِّ والنصرِ

أَغَيرَ كِتابِ اللَهِ تَبغونَ شاهِداً

لَكُم يا بَني العَبّاسِ بِالمَجدِ وَالفَخرِ

كَفاكُم بِأَنَّ اللَهَ فَوَّضَ أَمرَهُ

إِلَيكُم وَأَوحى أَن أَطيعوا أولي الأَمرِ

وَلَم يَسأَلِ الناسَ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ

سِوى وُدِّ ذي القُربى القَريبَةِ مِن أَجرِ

وَلَن يُقبَلَ الإيمانُ إِلّا بِحُبِّكُم

وَهَل يَقبَلُ اللَهُ الصَلاةَ بِلا طُهرِ

وَمَن كانَ مَجهولَ المَكانِ فَإِنَّما

مَنازِلُكُم بَينَ الحَجونِ إِلى الحِجرِ

وَما زالَ بَيتُ اللَهِ بَينَ بُيوتِكُم

تَذُبّونَ عَنهُ بِالمُهَنَّدَةِ البُترِ

أَبو نَضلَةٍ عَمرو العُلى وَهوَ هاشِمٌ

أَبوكُم وَهَل في الناسِ أَشرَفُ مِن عَمرو

وَساقي الحَجيجِ شَيبَةُ الحَمدِ بَعدَهُ

أَبو الحارِثِ المُبقي لَكُم غايَةَ الفَخرِ

سَقَيتُم وَأَسقَيتُم وَما زالَ فَضلُكُم

عَلى غَيرِكُم فَضلَ الوَفاءِ عَلى الغَدرِ

وُجوهُ بَني العَبّاسِ لِلمُلكِ زينَةٌ

كَما زينَةُ الأَفلاكِ بِالأَنجُمِ الزُهرِ

وَلا يَستَهِلُّ المُلكُ إِلّا بِأَهلِهِ

وَلا تَرجَعُ الأَيّامُ إِلّا إِلى الشَهرِ

وَما ظهر الإسلامُ إِلّا وجاركم

بني هاشمٍ بين المجرَّةِ والنسرِ

فَحَيّوا بَني العَبّاسِ مِنّي تَحِيَّةً

تَسيرُ عَلى الأَيّامِ طَيِّبَةَ النَشرِ

إِذا أُنشدَت زادت وليَّكَ غبطةً

وكانت لأهل الزيغ قاصمةَ الظهرِ

شطبوها

وكرامة أعدوها. وطلعت في سماء البحر أهلة الشواني، كأنها حواجب الغواني، حالكة الأديم، متسربلة بالليل البهيم، تتزاحم وفودها على الشط، كما تتدخل النونات في الخط

25‏/12‏/2021

سعينا منا

 سعينا فيه لاستغلال وقتنا بأمور تفيدننا في ديننا ودنيانا ،آملين من الله أم يكون حقق أهدافه وغاياته التي سطرت له ، ونلتمس منكم العذر إن ورد منا بعض التقصير 

20‏/11‏/2021


كان وأخواتها

  نعرض لكم فيما يلي مَعاني كانَ وأَخواتِها :

 كان : تفيد التوقيت المطلق .

 أصبح : التوقيت بالصبح .

 أمسى التوقيت بالمساء .

 ظل التوقيت بالنهار .

 أضحى : التوقيت بالضحى .

 بات التوقيت بالليل .

 صار : تدل على التحويل ( تحويل الاسم إلى الخبر ) مثال : صار القطن نسيجا .

 ليس : النفي .

 مازال ، ما برح ، ما انفك ، ما فتئ : تفيد الاستمرار .

 ما دام : تفيد بيان المدة .

كان الزحــامُ شديــداً .

بات الضيفُ شبعانا .

يصير الهلال بدرا .

ظل الضباب كثيفا .

ستلاحظون أعزائي أن هذه الجمل مسبوقة بفعل ماض هو ( كانَ ) ، أو ( بات ) ، أو ( ظل ) ، ومسبوقة كذلك بفعل مضارع هو ( يصير ) .

وستلاحظون أن الجمل المسبوقة بالأفعال المذكورة كلها جمل اسمية ، وقبل أن تدخل عليها تلك الأفعال كانت :

الزحامُ شديدا .

–  الضيفُ شبعان .

الهلالُ بدرٌ .

الضبابُ كثيفٌ .

أي أنها جمل تتكون من مبتدأ مرفوع وخبر مرفوع ، لكن فور أن دخلت عليها تلك الأفعال بقي المبتدأ مرفوعا ، لكن الخبر صار منصوبا . تلك هي عائلةكانَ وأخَواتُها ، وتسمى أيضا أفعالا ناقصة أو نواسخ الابتداء .

وهي : كان وأصبح وأمسى ، وظل وأضحى وبات ، وصار وليس ، وما دام وما زال وما برح ، وما انفك وما فتئ .

لماذا سميت الافعال الناسخة بهذا الاسم ؟

 لأنها لا تكتفي بوجود اسمها المرفوع ، وتحتاج إلى خبرها المنصوب حتى يكتمل معنى الجملة وتتم الفائدة ، فلا يمكن أن تقول : كان زيد – ظل الضباب – أصبح الرجل … بل يجب أن تتمها بخبر يوضح معناها .

وسميت أيضا بالأفعال الناسخة أو النواسخ لأنها نسخت حكم الخبر وبالتالي فهي تغير في إعراب الجملة التي تدخل عليها .

نعرض لكم فيما يلي مَعاني كانَ وأَخواتِها :

 كان : تفيد التوقيت المطلق .

 أصبح : التوقيت بالصبح .

 أمسى : التوقيت بالمساء .

 ظل : التوقيت بالنهار .

 أضحى : التوقيت بالضحى .

 بات : التوقيت بالليل .

 صار : تدل على التحويل ( تحويل الاسم إلى الخبر ) مثال : صار القطن نسيجا .

 ليس : النفي .

 مازال ، ما برح ، ما انفك ، ما فتئ : تفيد الاستمرار .

 ما دام : تفيد بيان المدة .

 

اعراب كان وأخواتها

 

قاعدة : تدخل كان وأخواتها على المبتدأ والخبر فترفع الأول ويسمى اسمها ، وتنصب الثاني ويسمى خبرها .

أما علامات إعراب اسم وخبر كان فهي كالتالي :

يرفع اسم كان بالضمة الظاهرة إذا كان :

1 – اسما مفردا : كان الجو صحوا .

2 – جمع مؤنث سالم :  أمست الممرضاتُ ساهرات .

3 – جمع تكسير : كان الرجالُ غائبين .

يرفع اسم كـان بالضمة المقدرة إذا كان :

1 – اسما مقصورا : ليس المستشفى بعيدا ( الضمة مقدرة بسبب التعذر ) .

2 – اسما منقوصا : أصبح القاضي في المحكمة ( الضمة مقدرة بسبب الثقل ) .

يرفع اسم كان بالألف إذا كان :

مثنى : بات التلميذان ساهرين .

يرفع اسم كان بالواو إذا كان :

جمع مذكر سالم : ظل المهندسون مجتهدين .

ينصب خبر كان بالفتحة الظاهرة إذا كان :

1 – اسما مفردا : أضحت الشمس مشرقةً .

2 – جمع تكسير : ظل الجنود أقوياءَ .

ينصب خبر كان بالفتحة المقدرة بسبب :

حرف الجر الزائد : ما كنتُ بغاضبٍ منك ( الباء حرف جر زائد ، وغاضب خبر كان منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ) .

ينصب خبر كان بالياء إذا كان :

1 – مثنى : أمسى اللاعبان نشيطين .

2 – جمع مذكر سالم : كان المهندسون محترمين .

ينصب خبر كان بالكسرة إذا كان :

جمع مؤنث سالم : أصبحت الممرضات نشيطاتِ .

 

عمل كان وأخواتها

 

تنقسم الأفعال الناسخة من حيث شروط العمل ( الرفع في المبتدأ و النصب في الخبر ) إلى ما يلي :

1 – الأفعال : كان ، صار ، ليس ، أصبح ، أمسى ، أضحى ، ظل ، بات ، تعمل بلا شرط ، أي ترفع المبتدأ و تنصب الخبر مطلقا ، مثل :

كان المطر غزيرا .

أصبح الساهر متعبا .

صار الجو صحوا .

ليس الغش مقبولا .

2 – الأفعال : زال ، برح ، انفك ، فتئ ، لا تعمل عمل كان إلا إذا اقترنت بنفي أو نهي ، مثل :

– ما زال العدو ناقما .

– ما انفك الرجل نادما .

– لا تزل مجتهدا .

3 – الفعل : دام ، يشترط أن تسبقه ما المصدرية الظرفية ، لأنها تحول الفعل إلى مصدر مسبوق بمدة ، مثل :

لا أخرج من البيت ما دام المطر نازلا .

لا أصاحبك ما دمتَ متكبرا .

 

أقسام كان واخواتها من حيث الأوجه التي تأتي عليها

 

تنقسم الافعال الناسخة من حيث الأوجه التي تأتي عليها إلى خمسة أوجه :

1 – تكون ناقصة

فتدل على الزمان المجرد عن الحدث ، ويلزمها الخبر .

مثل : كان محمد جالسا .

فكان الناقصة هنا تحتاج إلى الخبر .

2 – تكون تامة 

فتدل على الزمان والحدث معا ، كغيرها من الأفعال الحقيقية ، ولا تحتاج إلى خبر .

مثل قوله تعالى : ” وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ” ( البقرة 280 ) .

أي : وإن حصل ذو عسرة ، أي : حدث ووقع .

3 – يجعل فيها ضمير الشأن والحديث

وهو الوجه الذي يضمر فيها اسمها وهو ضمير الشأن والحديث ، فتقع الجمل بعدها خبرا لها .

مثل : كان علي قائم .

أي : كان الشأن والحديث علي قائم .

4 – زائدة غير عاملة

أي لا تحتاج إلى الاسم ولا إلى الخبر .

مثل قول الشاعر :

فكيف إذا مررت بدار قوم  *  وجيران لنا كانوا كرام

أي : جيران كرام .

5 – أن تكون بمعنى صار

مثل قوله تعالى : ” إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ” ( البقرة 34 ) .

 

كان وأخواتها من حيث اللزوم والتعدي

 

كل فعل تام له فاعل ، فعندما نقول ( جاء محمد ) نجد أن الفاعل هنا هو ( محمد ) ؛ لأنه هو الذي قام بالمجيء ، وفي هذه الجملة نجد الفعل قد اكتفى بالفاعل ، دون الحاجة إلى مفعول به ، وفي هذه الحالة يسمى الفعل لازما ، أي : لزم فاعله واكتفى به .

أما إذا لم يكتف بالفاعل وتعداه فنصب مفعول به أو أكثر سمي الفعل متعديا . وبذلك فإن الأفعال الناسخة لا تنقسم إلى أفعال لازمة وأخرى متعدية .

 

تصريف كان وأخواتها

 

تختلف كان وأخواتها من حيث التصرف على النحو التالي :

1 – الأفعال الناقصة التي تعمل في الماضي والمضارع والأمر ، وهي سبعة أفعال : كان ، أصبح ، صار ، أمسى ، أضحى ، ظل ، بات .

2 – الأفعال الناقصة التي تعمل في الماضي و المضارع : ما زال ، ما برح ، ما انفك ، ما فتئ .

3 – الأفعال الناقصة التي تعمل في الماضي فقط : ليس ، ما دام .

سؤال : الفعل دام تصريفه ( دام ، يدوم ، دُم ) ، فكيف تقول يعمل في الماضي فقط ؟

جواب : لأنه فعل تام ، ونحن قلنا الفعل الناقص الذي تسبقه ما .

 

أنواع خبر كان وأخواتها

 

يأتي خبر الأفعال الناسخة كخبر المبتدأ تماما حيث يكون :

1 – مفرد ( ونعني بالمفرد هنا كل اسم مفرد أو مثنى أو جمع ) ، مثل

كان التلميذُ مجتهدا .

كانَ التلميذان مجتهدَيْن .

كان التلاميذُ مجتهدِين .

2 – جملة فعلية ، مثل :

كان المعلمُ يدرّس التلاميذَ . 

3 – جملة اسمية ، مثل :

الفلاحُ عملُه شريف . 

4 – جارا ومجرور ( شبه جملة )، مثل :

ليس للخائنِ ضميرٌ .                    

5 – ظرف ، مثل :

ما زال الوفيّ عندَ وعده .

 

نماذج اعراب أنواع خبر كان وأخواتها

 

كان التلميذ مجتهدا .

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

التلميذ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .

مجتهدا : خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره .

أصبح التلميذ يفهم .

أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

التلميذ : اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .

يفهم : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وفاعله ضمير مستتر تقديره هو ، والجملة من الفعل و الفاعل خبر أصبح .

صار الجو رياحه شديدة .

صار : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

الجو : اسم صار مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .

رياحه : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة وهو مضاف ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه .

شديدة : خبر للمبتدأ ( رياحه ) مرفوع ، والجملة الاسمية ( رياحه شديدة ) خبر صار .

ظل الحارس في المدرسة .

ظل : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

الحارس : اسم ظل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة في آخره .

في : حرف جر .

المدرسة : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره و الجار والمجرور خبر للفعل الناقص ( ظل ) .

 

تقدم خبر كان على اسمها

 

أصل القاعدة أن تجيء كانَ وأخَواتُها أولا  ، ثم الاسم ، ثم الخبر ، لكن هناك حالات تقديم وتأخير نوردها على النحو التالي :

1 – يجوز أن يتوسط الخبر بين كان وأخواتها ، وبين أسمائها ، مثل :

كان كريما محمدٌ .

ليس سواءً عالمٌ وجهول ٌ .

2 – يجوز أن يتقدم خبر كان وأخواتها عليها ،  فيما عدا ( ليس ، و ما دام ) مثل :

– رحيما كان رسولُ الله .

– مطمئنا بات المؤمنُ .

 

أمثلة على كان وأخواتها مع الإعراب

 

كان الجو جميلا .

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

الجو : اسم كان مرفوع بالضمة .

جميلا : خبر كان منصوب بالفتحة .

ما زال المطرُ نازلا .

ما : حرف نفي .

زال : فعل ماض ناقص .

المطر : اسم زال مرفوع بالضمة .

نازلا : خبر زال منصوب بالفتحة .

كن صبورا

كن : فعل أمر ناقص  مبني على السكون ، واسم كان ضمير مستتر تقديره أنت .

صبورا : خبر كان منصوب بالفتحة .

أضحتِ السماءُ بهيجة .

أضحت : فعل ماض ناقص والتاء : تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب .

السماء : اسم أضحى مرفوع بالضمة .

بهيجة : خبر أضحى منصوب بالفتحة .

–  ليس سواءً عالمٌ وجهول ٌ.

ليس :  فعل ماض ناقص .

سواء : خبر ليس مقدم منصوب بالفتحة .

عالم : اسم ليس مؤخر مرفوع بالضمة .

وجهول : الواو : حرف عطف ، وجهول : معطوف على عالم .

 

أمثلة على كان وأخواتها من القرآن

 

قال سبحانه وتعالى :

– وكان ربك قديرا ( سورة الفرقان – من الآية 54 ) .

كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح .

ربك : اسم كان مرفوع بالضمة ، والكاف ضمير المخاطب .

قديرا : خبر كان منصوب بالفتحة .

– ولا يزالون مختلفين ( هود 118 ) .

لا : حرف نفي .

يزالون : فعل مضارع ناقص مرفوع بثبوت النون ، والواو اسم يزال مرفوع .

مختلفين : خبر يزال منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين .

– لن نبرح عليه عاكفين ( طه 91 ) .

لن : حرف نفي ونصب واستقبال .

نبرح : فعل مضارع ناقص منصوب بلن ، واسمها ضمير مستتر وجوبا تقديره نحن .

عليه : جار ومجرور .

عاكفين : خبر نبرح منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين .

– وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ( مريم 31 ) .

ما : مصدرية .

دمت :  فعل ماض ناقص مبني على السكون والتاء في محل رفع اسم ما دام .

حيا :  خبر ما دام والمصدر المؤول في محل نصب على الظرفية الزمانية.

 

أمثلة على كان وأخواتها من الشعر

 

قال المتنبي :

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة  *  فإن فساد الرأي أن تترددا

قال طرفة بن العبد :

ولست بحلال التلاع مخافة  *  ولكن متى يسترفد القوم أرفد

قال معروف الرصافي :

فأصبح الذل يمشي بين أظهرهم  *  مشي الأمير وهم من حوله خدم

قال السمؤال :

سلي – إن جهلت – الناس عنا وعنهم  *  فليس سواء عالم وجهول

قال الفرزدق :

فكيف إذا مررت بدار قوم  *  وجيرانٍ لنا كانوا كرام

 

تمارين 

1 – حدد الأفعال الناسخة من خلال :

قوله تعالى : ” كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ” ( البقرة 213 ) .

قَوله تعالى : ” وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا ” ( القصص 10 ) .

قوله تعالى : ” ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا ” ( النحل 58 ) .

قوله تعالى : ” وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ” ( الفرقان 64 ) .

قَوله تعالى : ” وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا ” ( مريم 31 ) .

الحروف الناسخة تعمل عمل الأفعال الناسخة في المبتدأ والخبر .

صحيح أم خطأ ؟

عند نسخ جملة ( الفتح قريب ) بالفعل الناسخ ( أمسى ) تكون الجملة الصحيحة هي :

أمسى الفتح قريب .

أمسى الفتح قريبا .

ادخل كان أو إحدى أخواتها التي تعمل بدون شرط في الجمل التالية :

العصفور يغرد .

الصحراء قاحلة .

الثلج يتناثر .

الماء يجري عذبا .

الفلاح نشيط .

العامل قوي .

العلم مفتاح السعادة .

ادخل أخوات كان التي تعمل بشرط على الجمل الآتية :

الحر شديد .

الأرض خضراء .

السماء زرقاء .

القطيع في الحقل .

بين الحالة الإعرابية لاسم كان وأخواتها :

ما زال التلميذان مجتهدين .

بات الضيف شبعانا .

كان حارسو المدرسة في إجازة .

حول خبر كان من صيغة المفرد إلى صيغة الجملة وبين نوعها :

كان المطر منهمرا .

أصبحت السيارة معدة للسفر .

لا أصاحبك ما دمت متكبرا .

ما انفك المعلمون مكرمين .

أعرب الجمل الآتية :

كانوا يسألون عن المهاجرين .

أصبح أخوك ذا همة .

 

أسئلة وأجوبة عن كان واخواتها 

 

لماذا سميت الأفعال الناقصة بهذا الاسم ؟

–  لأنها تحتاج إلى خبر حتى يتم المعنى .

ما هي اخوات كان ؟

كان – أصبح – ظل – أمسى – أضحى – بات – صار – ليس – ما دام – ما انفك – ما زال – ما فتئ – ما برح .

الرسولُ كريمٌ ( كان الرسولُ كريما ) . ما التغيير الذي أحدثته كلمة ( كان ) على الجملة ؟

دخلت على المبتدأ والخبر ، فبقي الأول مرفوعا ، وأصبح الثاني منصوبا .

العلمُ نورٌ . عند دخول الفعل الناسخ ( أصبح ) على الجملة السابقة تكون الإجابة الصحيحة هي :

أصبح العلمُ نورا .

ما الفرق بين كان وأخواتها وإن وأخواتها ؟

الفرق بين الحروف الناسخة والأفعال الناسخة ، أن الأولى تنصب الاسم وترفع الخبر ، أما الثانية فترفع الاسم وتنصب الخبر .

حدد الصحيح والخطأ من مَعاني كانَ وأَخواتِها مما يلي :

بيان المدة .

الترجي .

وقت الضحى .

وقت المساء .

الزمن الماضي .

التمني .

ما هو عمل كان واخواتها إذا دخلت على الجملة الاسمية ؟

ترفع المبتدأ ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر ويسمى خبرها .

ما هي شروط عمل كان وأخواتها ؟

–  كان ، صار ، ليس ، أصبح ، أمسى ، أضحى ، ظل ، بات : تعمل بلا شرط 

زال ، برح ، انفك ، فتئ : لا تعمل عمل كان إلا إذا اقترنت بنفي أو نهي .

دام : يشترط أن تسبقه ما المصدرية الظرفية     .   المرجع