27‏/04‏/2022

نظريات الإدارة – الفكر الإداري والمدارس الإدارية

عموماً يمكن تقسيم الفكر الإداري إلي ثلاثة أقسام هي

1. الفكر الكلاسيكي Classical  – المدرسة الكلاسيكية

وتشتمل المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية للإدارة على ثلاث نظريات هي :

أ. نظرية الإدارة العلمية       تركز على البحث عن أفضل طريقة لأداء العمل
ب. النظرية البيروقراطية       تركز على القواعد والإجراءات، والتسلسل الهرمي وتقسيم واضح للعمل
ج. نظرية المبادئ الإدارية   تؤكد على تدفق المعلومات داخل المنظمة

2. الفكر السلوكي Behavioral – المدرسة السلوكية
3. الفكر الحديث فى الإدارة – الإدارة الحديثة

ومن أهم مدارس الفكر الحديث فى الإدارة هى :

أ. المدرسة الكمية فى الإدارة
ب. المدرسة الموقفية فى الإدارة
ج. المدرسة اليابانية فى الإدارة

تعريف الإدارة 

الإدارة هى وظيفة تنفيذ الأعمال عن طريق الآخرين باستخدام التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة و ذلك من أجل تحقيق أهداف المنظمة بكفاءة و فاعلية مع مراعاة المؤثرات الداخلية و الخارجية على بيئة العمل.

ولكن اولا نتعرض لمعنى الكفاءة والفاعلية والفرق بينهما:-

الكفاءة (Efficiency): هي فعل الأشياء الصحيحة بطريقة صحيحة وبالتالى تنخفض التكاليف، فيتم استخدام أقل كم ممكن من المدخلات والموارد كالوقت والجهد والمال للحصول على اكبر منفعة.

الفاعلية (Effectiveness): هي المتعلقة في مدى تحقيق أهداف المنظمة .  

تضح من التعريف السابق أن هناك أربع وظائف أساسية تمارسها الإدارة ويطلق عليها العملية الإدارية ( عناصر الإدارة) وهي التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة.

1. الفكر الكلاسيكي Classical  – المدرسة الكلاسيكية  

المدرسة الكلاسيكيّة (بالإنجليزيّة: Classical School) هي فكر إداري مبنى على أساس الاعتقاد بأن الموظفين لديهم احتياجات اقتصادية ومادية فقط، وأن الاحتياجات الاجتماعية والحاجة إلى الرضا الوظيفي إما غير موجودة أو غير مهمة، وبالتالي فإن هذه المدرسة تدعو لأعلى درجات التخصص و تقسيم العمل، واتخاذ القرارات المركزية، وتعظيم الأرباح.

بدأ علماء الإدارة في التفكير في كيفية زيادة الإنتاجية Productivity وكذلك زيادة كفاءة أداء العمال للأعمال الموكلة لهم Efficiency

خلال الثورة الصناعية بدأت مشاكل جديدة تتعلق بنظام المصنع في الظهور. لم يكن المديرون متأكدين من كيفية تدريب الموظفين (كثير منهم مهاجرين غير ناطقين باللغة الإنجليزية) أو التعامل مع زيادة عدم الرضا عن العمل، لذلك بدأوا فى البحث عن أفضل الحلول لهذه المشاكل. ونتيجة لذلك، وضعت نظرية الإدارة الكلاسيكية الكثير من الجهود الرامية إلى إيجاد “أفضل طريقة” لأداء المهام وإدارتها.

وقد تناولنا فى مقالة منفصلة بعنوان المدرسة الكلاسيكية في الإدارة – المدرسة التقليدية في الإدارة كل شيء عن المدرسة الكلاسيكية فى الإدارة، فهي مقالة مهمة ومفيدة يجب عليك الإطلاع عليها.

نظريات المدرسة الكلاسيكية 

وتشتمل المدرسة الكلاسيكية أو التقليدية للإدارة على ثلاث نظريات هي : 

أ. نظرية الإدارة العلمية       تركز على البحث عن أفضل طريقة لأداء العمل
ب. النظرية البيروقراطية       تركز على القواعد والإجراءات، والتسلسل الهرمي وتقسيم واضح للعمل
ج. نظرية المبادئ الإدارية   تؤكد على تدفق المعلومات داخل المنظمة

ولقد أفردنا لهم مقالات منفصلة يمكنك الإطلاع إذا قمت بالضغط على اللون الأزرق بالأعلى، وفى السطور القادمة سوف نلقى الضوء على هذة المدارس.

أ. نظرية الإدارة العلمية 

فريدريك تايلور هو المعروف باسم مؤسس الإدارة العلمية. وكان نهج تايلور هو زيادة الإنتاجية التنظيمية من خلال زيادة كفاءة عملية الإنتاج من خلال التركيز على البحوث التجريبية. ولا سيما في الولايات المتحدة حيث توجد العمالة، وخاصة فى هذا الوقت من القرن العشرين كانت العمالة الماهرة قليلة فكان هناك نقص فى المعروض من العمالة الماهرة والطريقة الوحيدة لزيادة الإنتاجية من خلال رفع كفاءة العمال.

وتنص الإدارة العلمية على أنه ينبغي تصميم خط العمل بحيث يكون لكل عامل مهمة خاضعة لرقابة جيدة ومحددة جيدا، كما يتم اتباع أساليب وإجراءات محددة بدقة لكل وظيفة.

تقوم نظرية إدارة تايلور على الاعتقاد الأساسي بأن المديرين ليسوا فقط أفضل من الناحية الفكرية من الموظف العادي، ولكن لديهم واجب إيجابي أيضا للإشراف على الموظفين وتنظيم أنشطة عملهم. ولذلك، فإن نظريته لم تستخدم إلا في المهام المتكررة والروتينية منخفضة المستوى التي يمكن إدارتها بسهولة على المستوى الإشرافي.

طور تايلور أربعة مبادئ لنظريته للإدارة العلمية

المبدأ الأول هو وضع منهجية أفضل لأداء كل مهمة علمياً.

المبدأ الثاني هو أنه يجب على المديرين التأكد من اختيار أفضل شخص لأداء المهمة وضمان حصوله على أفضل تدريب.

المبدأ الثالث هو أن المديرين مسؤولون عن التأكد من أن أفضل شخص يتم اختياره لشغل المنصب من خلال تطبيق أفضل منهجية.

المبدأ الأخير الذي وضعه تايلور هو أن المسؤولية الكاملة عن طريقة العمل يجب أن تتم إزالتها من العامل ويجب أن يتم نقلها إلى الإدارة، والموظف هو المسؤول الوحيد عن أداء العمل الفعلي.

وقد استند تايلور فى نظام إدارته على دراسات الوقت فى خطوط الإنتاج. و تايلور قام بإيجاد أفضل الطرق للقيام بالعمل عن طريق تقسيم كل وظيفة الى مكونات (أجزاء) وقام بإيجاد أسرع الطرق لإنجاز العمل عن طريق تطبيق قاعدة دراسة الوقت كمبدأ أساسي فى كل مكون من مكونات العمل. 

كما حاول إقناع أصحاب العمل بدفع نسبة أعلى إلى العمال الأكثر إنتاجية. في الأجزاء الأولى من القرن العشرين أصبحت نظرية الإدارة العلمية شعبية جدا حيث تبين أن تطبيقه يؤدي إلى تحسينات في الإنتاجية والكفاءة.

وقد تناولنا فى مقالة منفصلة بعنوان فريدريك تايلور ونظرية الإدارة العلمية كل شيء تقريباً عن تايلور ونظرية الإدارة العلمية مقالة مهمة وانصح بالإطلاع عليها.

ب. النظرية البيروقراطية  

كان عالم الاجتماع الألماني ماكس ويبر أول من درس البيروقراطية رسميا وأدت أعماله إلى تعميم هذا المصطلح. في مقالته البيروقراطية في عام 1922، نشرت في كتابه العظيم الاقتصاد والمجتمع، وصف ويبر العديد من الأشكال المثالية النموذجية للإدارة العامة والحكومة والأعمال.

نظرية هياكل السلطة لماكس فيبر

إن أهم الدراسات التي أسهم بها (ماكس فيبر) فيما يتعلق بالدراسات التنظيمية والإدارية، هي نظريته الخاصة بهياكل السلطة، وقد قسمها إلى ثلاثة أنواع:

النوع الأول: السلطة البطولية الكاريزماتية Charismatic authority
النوع الثاني: السلطة التقليدية Traditional authority
النوع الثالث: السلطة القانونية الرشيدة Rational legal authority

وقد أوضح في دراساته الفرق بين هذه الأنواع، مع اعترافه بأن هذه الأنواع الثلاثة لا يمكن أن يتضمنها تنظيم واحد. كما أوضح أن النوع الأول يمارس السلطة من خلال المواصفات الشخصية .أما فيما يتعلق بالنوع الثاني فإنه يمارس سلطته من خلال موقعه في التنظيم، ومن خلال العادات والتقاليد المتوارثة. أماالنوع الثالث فتكون ممارسته من خلال الشكل البيروقراطي للتنظيم (Bureaucratic organization form).

وقد تناولنا فى مقالة منفصلة بعنوان ماكس فيبر و النظرية البيروقراطية فى الإدارة كل شيء تقريباً عن تايلور ونظرية الإدارة العلمية مقالة مهمة وانصح بالإطلاع عليها.

ج. نظرية المبادئ الإدارية – نظرية التقسيم الإداري

كان هنري فايول أحد الصناعيين الفرنسيين وواحدا من أكثر مفكرين الإدارة نفوذا الذين وضعوا واحدة من نظريات الإدارة الكلاسيكية المعروفة باسم “المبادئ الإدارية”. كانت نظرية الإدارة العلمية مهتمة بزيادة إنتاجية المصنع بينما نمت نظرية فايول من الحاجة إلى إيجاد مبادئ توجيهية لإدارة المنظمات المعقدة مثل المصانع.

و لفايول جهود مبكرة رائدة لتحديد المهارات والمبادئ التي تكمن وراء الإدارة الفعالة، يعتقد فايول أن الإدارة السليمة لها نمط معين والتي إذا تم تحديدها يمكن تحليلها، لذلك ركز على إدارة العمليات التجارية، التي كان يشعر أنها كانت الأكثر إهمالا. طور أربعة عشر مبادئ عامة للإدارة استنادا إلى خبرته في الإدارة.

وكان هناك اعتقاد  عام أن المديرين يولدون ولا يصنعوا، كان هذا الإعتقاد قبل فايول بالطبع. ولكن فايول أصر على أن الإدارة هي مهارة مثل المهارات الأخرى التي يمكن تدريسها وتعلمها بمجرد فهم المبادئ التي تقوم عليها.

وظائف الإدارة عند هنري فايول

يعد أول عالم في الإدارة يهتم بالإدارة في المستويات الإدارية العليا بتحديد خمس وظائف للإدارة وهي :

1. التخطيط .
2. التنظيم.
3. الأمر
Commanding.
4. التوجيه.
5. الرقابة.

المبادئ الإدارية الأربعة عشر لهنري فايول

وساهم أيضاً فايول في الفكر الإداري الكلاسيكي بمجموعة من المبادئ الإدارية Principles of Management لتوجيه تفكير المدير نسردها فيما يلي :
1. تقسيم العمل.
2. توزيع الصلاحيات بالتناسب مع المسؤوليات.
3. الانضباط.
4. وحدة الأوامر.
5. وحدة التوجيه.
6. إذعان المصلحة الخاصة للمصلحة الجماعية.
7. المكافأة.
8. المركزية.
9.التدرج الهرمي للسلطة.
10.النظام.
11. العدالة.
12. استقرار الأفراد العاملين.
13. المبادرة.
14. روح التعاون

ولقد تعرفنا فى مقالة منفصلة بعنوان هنرى فايول – نظرية التقسيم الإداري ومبادئ الإدارة على حياة هنري فايول وإسهاماته وشرح المبادئ الإدارية الأربعة عشر بالتفصيل.

2. الفكر السلوكي Behavioral – المدرسة السلوكية

روبرت أون في 1813 أول مفكر في الإدارة يتكلم عن دور وأهمية الفرد في محيط العمل ولا يعطي الاهتمام الأكبر للآلة بل يعطي اهتمام للبشر يفوق الآلية المادية ، ويعد هذا النوع من التفكير في ذلك الوقت سابقاً لأوانه بفترة زمنية طويلة .

26‏/04‏/2022

كيفيّة صلاة قيام الليل في رمضان

تُعرَف صلاة التراويح بأنّها قيام الليل في شهر رمضان، وتُصلّى مَثنى مَثنى؛ أي ركعتَين ركعتَين،[١] وكُلّ نافلة تُصلّى بعد العشاء تُسمّى قيام ليل، إلّا أنّ العُرف جرى بين الناس على تسميتها في رمضان بصلاة التراويح، ويُسَنّ أداؤها جماعة في المسجد،[٢] وقد ذهب العُلماء إلى سُنّية صلاة التراويح؛ واستدلّوا على ذلك بما ثبت بالسّنة وبإجماع أهل العلم؛ فمن السنة قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ)،[٣] وقد نُقِل الإجماع عن عدد من العُلماء، ومنهم: الإمام النووي، وابن حجر، وابن عبد البرّ، على سُنّية قيام الليل في حقّ الأُمّة.[٤] للمزيد من التفاصيل حول كيفية قيام الليل الاطّلاع على المقالات الآتية: ((كيفية أداء صلاة قيام الليل)). ((كيفية قيام ليلة القدر)). عدد ركعات صلاة قيام الليل في رمضان لا تنحصر صلاة قيام الليل، وصلاة التراويح بعدد مُعيّن من الركعات؛ لأنّ النصّ جاء من عند الله -تعالى- بصيغة المُطلَق؛ بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[٥] فالله لم يُحدّد لها عدداً مُعيَّناً، ولا يجوز تقييدها بعدد مُعيَّن، أمّا ورد عن السيّدة عائشة -رضي الله عنها- من أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ما كان يزيد عن إحدى عشرة ركعة فهو محمول على الغالب من صلاته؛ فقد ورد عنها أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كان يُصلّي عدداً آخر غير الإحدى عشرة ركعة، وذلك في قولها: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ مِن ذلكَ بخَمْسٍ)،[٦][٧] ويرى جمهور الفُقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة أنّ عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعة؛ مُستدلّين بعمل عُمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حين جمع الناس على عشرين ركعة،[٨] أمّا المالكية فيرون أنّ الأمر مُوسَّع في ذلك؛ فتجوز صلاة التراويح عشرين ركعة، أو ستّاً وثلاثين؛ مُستدلّين بفِعل عمر بن الخطاب، وفِعل عمر بن عبدالعزيز -رضي الله عنهما-.[٩] للمزيد من التفاصيل حول عدد ركعات القيام والتراويح الاطّلاع على مقالة: ((كم عدد ركعات صلاة القيام في رمضان)). أفضل أوقات قيام الليل في رمضان تجوز صلاة الليل في أيّ وقت من أوقاته؛ سواءً كان في أوّله، أو أوسطه، أو آخره؛ لقول أنس -رضي الله عنه-: (ما كنَّا نشاءُ أن نرى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في اللَّيلِ مصلِّيًا إلاَّ رأيناهُ ولاَ نشاءُ أن نراهُ نائمًا إلاَّ رأيناه)،[١٠] أمّا أفضل أوقاتها فيكون في الثُّلث الأخير من الليل؛ لأنّ الله -عزّ وجلّ- ينزل إلى السماء الدُّنيا فيه، فيستشعر العبد رحمة الله -تعالى-، ويتعرّض لنفحاته، ويكون أقرب إلى إجابة الدُّعاء.[١١] للمزيد من التفاصيل عن مقالات ذات علاقة الاطّلاع على المقالات الآتية: ((متى تبدأ صلاة القيام في رمضان)). ((أفضل وقت لقيام الليل)). أعمال يُستحَبّ أداؤها في صلاة قيام الليل في رمضان هُناك بعض الأعمال التي يُستحَب للمُسلم فِعلها إذا أراد قيام الليل، ومنها أن: ينوي المسلم قيام الليل عند نومه إذا أراده بعد النوم؛ وذلك لحديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (من أتى فراشَهُ وَهوَ ينوي أن يقومَ فيصلِّيَ منَ اللَّيلِ فغلبتْهُ عينُهُ حتَّى يصبحَ كتبَ لَهُ ما نوى وَكانَ نومُهُ صدقةً عليْهِ من ربِّهِ).[١٢][١٣] ينام المُسلم على طهارة، وفي وقت مُبكِّر بعد العشاء؛ ليتمكّن من القيام نشيطاً.[١٤] يقوم المسلم في صلاته مع قدرته عليها، ويُستحَبّ أن يزيد من طول الركوع والسجود فيها أكثر من طول القيام.[١٥] يستفتح المسلم قيامه بركعتَين خفيفتَين؛ لما رواه أبو هريرة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)،[١٦][١٧] وأن يُسلِّم بعد كُلّ ركعتَين.[١٨] يستريح المسلم بعد كُلّ أربع ركعات، وقد اتّفق الفقهاء على مشروعيّتها؛ لورودها عن السَّلَف، وذهب الحنفيّة إلى استغلال هذه الاستراحة بالسكوت، أو الصلاة الفرديّة، أو قراءة القُرآن، أو ذِكر الله -تعالى-، أمّا الحنابلة فقالوا بجواز ترك الاستراحة بين كلّ ترويحتَين، ولا يُسَنّ دعاء مُعيَّن لها؛ لعدم ورود ذلك.[١٩] يخصّص المسلم لنفسه عدداً مُعيَّناً من الركعات؛ فإن نام عنها فيُسَنّ له أن يقضيَها شَفعاً في النهار، ويُسَنّ أن يكون قيامه في البيت، ويُوقظ أهله؛ ليُصلّي بهم، ويكون قيامه بحسب نشاطه، ويجوز له الجهر والإسرار بالقراءة فيها، ويُسَنّ له إذا مرَّ بآيات الرحمة أن يسأل الله -تعالى- فيها الرحمة، وإذا مرَّ بآيات التسبيح سبّح، وإذا مرّ بآيات العذاب استعاذَ منه.[٢٠] يُطيل المسلم في القيام بحسب استطاعته، والتطويل يشمل كُلّ أجزاء الصلاة من الركوع، والسجود، والذِّكر، وغيرها، وقد ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّ أفضل صلاة القيام ما كان أطول، وقد ثبت عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (أنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ).[٢١][٢٢] يكون القيام في جماعة المسجد أفضل، وتجوز صلاتها في البيت مُنفرداً أو جماعة، فإن كان يُصلّي وحده فيجوز له التطويل بحسب استطاعته، وإن كان يُصلّي في جماعة فيُستحَبّ له التخفيف عليهم؛ إذ جاء عن الإمام أحمد أنّه كان يَؤُمّ الناس ويُخفّف عليهم، أمّا إن كانت الجماعة التي يُصلّي بهم راضين بالتطويل فيجوز له أن يُطيل بهم.[٢٣] يُحسّن المسلم صوته بقراءة القرآن ويُرتّل فيها؛ لقوله -تعالى-: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)،[٢٤] ويُستحَبّ له أن يتغنّى بالقراءة جهراً؛ حتى يكون له تأثير أكبر في القلب؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ما أذِنَ اللَّهُ لِشيءٍ ما أذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ يَتَغَنَّى بالقُرْآنِ يَجْهَرُ بهِ).[٢٥][٢٦] يتدبّر المُسلم ما يقرؤه من الآيات، ويُحاول البكاء في صلاته، فإن لم يستطع فإنّه يتباكى؛ اقتداءً بفعل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إذ ورد أنّ الصحابة كانوا يسمعون من النبيّ وهو يقرأ صوتاً كأزيز المِرجل من شدّة البُكاء، ففي الحديث: (رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي وفي صدرِه أزيزٌ كأزيزِ المِرجَلِ مِن البكاءِ).[٢٧][٢٨] يُكثر المسلم من الدعاء، وخاصّة وقت السَّحَر؛ سواءً كان الدعاء في الصلاة، أو خارجها؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (في اللَّيلِ ساعةٌ لا يوافِقُها رجلٌ مسلمٌ يسأَلُ اللهَ خيرًا مِن الدُّنيا والآخرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه)،[٢٩] وأن يتحرّى مواطن إجابة الدعاء، كالسجود، قال -عليه الصلاة والسلام-: (أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ، فأكْثِرُوا الدُّعاءَ).[٣٠][٣١]   المرجع

فَضْل قيام الليل في العشر الأواخر من رمضان

ختصَّت العشر الأواخر من رمضان عن غيرها من الأزمان؛ لِما فيها من عبادات الليل، وصلاة القيام، ومنها صلاة التراويح؛ إذ إنّ لقيام الليل فضلاً عظيماً؛ فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)،[٣] فكان النبيّ يحثّ الصحابة -رضي الله عنه- على قيام الليل، وقد حرصوا عليه؛ سواء في جماعة، أو مُنفردين؛ لِعلمهم بما فيه من مغفرةٍ للذنوب، ورَفْعٍ للدرجات عند الله، وتطهيرٍ للقلوب، ونَهي عن معصية الله، ونَيلٍ لعظيم المكانة في الدُّنيا والآخرة.[٤] فَضْل عبادة الليل تتميّز عبادة الليل بعدّة أمورٍ وميّزاتٍ، بيان البعض منها فيما يأتي:[٥] تُعَدّ أكثر تحقيقاً للإخلاص؛ لبُعدها عن نَظْر العباد الآخرين، فلا تُثير في القلب العجب، أو الرِّياء. تُعَدّ أعظم مَشقّةً من عبادة النهار؛ إذ يحتاج العبد إلى مجاهدة نفسه لقيام الليل؛ ولذلك فإنّ أَجْرها أعظم من أَجْر غيرها، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ).[٦] توافق صفاءً في الذِّهن؛ بسبب الابتعاد عن المشاغل؛ فيكون وقَعْها في القلب أعظم، وتدبُّر الآيات فيها أنفع، قال -تعالى-: (إنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا).[٧] تُوافق ساعات استجابة الدعاء، وتنزُّل الرحمات، ونزول الله إلى السماء الدُّنيا في الثُّلث الأخير من الليل، فقد ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له).[٨] تجمع بين طلب المغفرة، وتنقية القلب من الذنوب، والتقرُّب إلى الله بالطاعات، ونَيل الأُجور؛ وبذلك ترتفع درجات العبد عند الله. فَضْل قيام الليل تترتّب الكثير من الفضائل والأُجور على قيام الليل، بيان البعض منها فيما يأتي:[٩] ينال به المسلم مَحبّة الله، وولايته؛ فمن الصفات التي وصف الله -تعالى- بها عباده تظهر في قوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).[١٠] يُعَدّ من أسباب زوال الهَمّ والغمّ، وجَلْب البِشارات، يقول -تعالى-: (أَلا إِنَّ أَولِياءَ اللَّـهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ*الَّذينَ آمَنوا وَكانوا يَتَّقونَ*لَهُمُ البُشرى فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبديلَ لِكَلِماتِ اللَّـهِ ذلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ).[١١] يُعَدّ ممّا يُعين على أمور الدُّنيا والآخرة، وهو سببٌ لتحقيقها؛ إذ ورد عن الإمام مسلم عن جابر بن عبدالله أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ مِنَ اللَّيْلِ ساعَةً، لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ).[١٢] تُعَدّ صلاة الليل أفضل الصلوات بعد الصلوات الخَمس؛ فقد ثبت في الصحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ).[٣] يُعَدّ سبباً في استجابة الدعاء، ومغفرة الذنوب، وقبول العبادات؛ فقد ثبت في صحيح البخاريّ أنّ النبيّ -صلّى الله ليه وسلّم- قال: (مَن تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ، وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وسُبْحَانَ اللَّهِ، ولَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ له، فإنْ تَوَضَّأَ وصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ).[١٣] يُعَدّ عِصمةً من الفِتَن، ونَهياً عن الوقوع في الإثم، لِما أخرجه الإمام البخاريّ عن أمّ المؤمنين أمّ سلمة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ وهو يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتْنَةِ، مَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الخَزَائِنِ، مَن يُوقِظُ صَوَاحِبَ الحُجُرَاتِ، كَمْ مِن كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ يَومَ القِيَامَةِ).[١٤] يُعَدّ من أسباب دخول الجنّة، والنجاة من النار، قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ*كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ*وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).[١٥]   مرجع

أدعية العشر الأواخر من رمضان

 (اللَّهمَّ بعلمِكَ الغيبَ وقدرتِكَ على الخلقِ أحيِني ما علمتَ الحياةَ خيرًا لي، وتوفَّني إذا علمتَ الوفاةَ خيرًا لي، وأسألُكَ خَشيتَكَ في الغيبِ والشَّهادةِ، وأسألُكَ كلمةَ الحقِّ في الرِّضا والغضَبِ، وأسألُكَ القصدَ في الفقرِ والغنى، وأسألُكَ نعيمًا لاَ ينفدُ، وأسألُكَ قرَّةَ عينٍ لاَ تنقطعُ، وأسألُكَ الرِّضاءَ بعدَ القضاءِ، وأسألُكَ بَردَ العيشِ بعدَ الموتِ، وأسألُكَ لذَّةَ النَّظرِ إلى وجْهكَ، والشَّوقَ إلى لقائِكَ، في غيرِ ضرَّاءَ مضرَّةٍ، ولاَ فتنةٍ مضلَّةٍ، اللَّهمَّ زيِّنَّا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هداةً مُهتدينَ).[١] 

عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا).

[٢] (دعَواتُ المكرُوبِ: اللهُمَّ رحمتَكَ أرجُو، فلَا تكلْنِي إلى نفسِي طرْفَةَ عيْنٍ، وأصلِحْ لِي شأنِي كلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ).

[٣] أدعية عامة في العشر الأواخر من رمضان فيما يأتي أدعيةعامة يُمكن الدعاء بها في العشر الأواخر من رمضان وفي غيره من الأيام: اللّهم إنّا نسألك التوفيق والهداية، والرشد والإعانة، والرضى والصيانة، والحب والإنابة، والدعاء والإجابـة، اللّهم ارزقنا نوراً في القلب، وزينة في الوجه، وقوة في العمل. اللهمّ إنّي استودعتك ما قرأت وما حفظت وما تعلّمت، فردّه عند حاجتي اليه، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل.


اللهم إني اسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، اللهم لا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرًّجته ولا حاجة هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين. اللهم إني اسألك رضًا لا يعقبه سخط، وفرحًا لا يعقبه حزن، اللهم املأ قلبي بكل ما هو خير لي، واقضِ لي حاجتي بقدرتك يا أرحم الراحمين. اللهم إنك تعلم كل خفية، فاكشف عني كل بلوى تصيبني وأغثني وكن معي، اللهم ارحمني والطف بي وتداركني يا لطيف. اللهم إني اسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي لي حاجتي يا رحمن. مصدر