18‏/04‏/2018

نسيان أمر طبيعي

لنسيان أمر طبيعي عند جميع الناس وهناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تزيد من نسبة نسيان المعلومات وإيجاد صعوبة في استرجاعها، وأهم تلك الأسباب:
سوء الحالة النفسية أثناء المذاكرة؛ فحين ينشغل عقل الطالب بأمور أخرى لن تكون نسبته من تحصيل الدروس عالية، فالتوتر والقلق هما عدو الذاكرة الأول.
تباعد فترات المراجعة على ما سبق مذاكرته؛ فكلما طالت المدة بين المذاكرة الأولي للدرس وبين مراجعته كلما تطايرت المعلومات من الذاكرة.
عدم أخذ القدر الكافي من النوم والسهر لفترات طويلة مما يؤدي إلى إجهاد الذاكرة وضعفها ويكون تحصيل الدروس بلا طائل مع استهلاك الوقت الكثير.
الضوضاء تؤثر على الانتباه وتشتته وتقلل من معدل التركيز؛ فكلما كان مكان الاستذكار هادئا، كلما وجد الطالب سهولة في حفظ المعلومات واسترجاعها فيما بعد.
سوء التغذية وقلة الفيتامينات لها تأثير سلبي مباشر على مراكز الحفظ والفهم في المخ، فهناك عناصر هامة لتغذية المخ إذا نقصت تلك العناصر أصيب الإنسان بالنسيان وتشتت الانتباه والخمول.
نقص الثقة في النفس وفي قدرات الإنسان على الحفظ يقلل من قدرته بالفعل؛ فكلما قال الشخص لنفسه انه لا يستطيع الحفظ، وان كل ما يقوم باستذكاره ينساه باستمرار؛ لن يقلل ذلك من المشكلة بل بالعكس سوف تزيد تلك المشكلة سوءًا.
إهمال الطالب لدروسه وتأجيلها إلى ليلة الامتحان، مع ضيق الوقت وكثرة المعلومات؛ سيصاب الإنسان بالتوتر، ولن يستطيع الإنجاز.
حل مشكلة النسيان
اختيار المكان المناسب للمذاكرة بعيدًا عن أي مصدر للضوضاء.
المداومة على مراجعة ما سبق مذاكرته، وعمل جدل للمذاكرة ومحاولة تطبيقه.
أن يقوم الطالب بمحاولة تصفية ذهنه قبل البدء في المذاكرة وترك المشاكل جانبًا وأن يكون كل تفكيره واهتمامه منصب على المعلومات التي يقوم بمذاكرتها.
تناول الخضروات والفاكهة الغنية بالعناصر الغذائية اللازمة لتغذية المخ، وتقوية مراكز الحفظ، والحرص على شرب كميات كبيرة من الماء يوميًا.
إجراء تمارين لتقوية الذاكرة فعندما يعود الإنسان ذاكرته على الحفظ يصبح من السهل استرجاع أي معلومة قد تم حفظها.
التسميع باستخدام الصوت والكتابة، فقد أكد علماء النفس أنه كلما زادت استخدام الحواس في المذاكرة كلما زاد من معدل الإنجاز والحفظ لدى الطالب.
خطوات قبل المذاكرة
لكي تبدأ مذاكرتك بطريقة صحيحة يجب عليك القيام بعدة أمور؛ تسهل من عملية المذاكرة والحفظ وأهمها:
اختيار أفضل وقت للمذاكرة، ويرى علماء النفس أن وقت ما بعد صلاة الفجر حتى الشروق هو أفضل وقت للمذاكرة، ليس معنى هذا أن جميع الأوقات الأخرى غير مناسبة فهي عملية متفاوتة تختلف من شخص لآخر.
حدد مكان ثابت للمذاكرة؛ فهذا يساعد على سهولة استرجاع المعلومات فيما بعد، وكلما كان المكان هادئًا بعيدًا عن وسائل الانشغال عن المذاكرة مثل التليفزيون والهاتف المحمول كلما ساعد ذلك على التركيز في المذاكرة.
قم بتجهيز جميع أدواتك التي ستستخدمها في المذاكرة من الكتب أو المذكرات أو الكشاكيل أو أدوات الكتابة كالأقلام وغيرها؛ وبذلك لن تنقطع مذاكرتك حتى تجلب أي أداة فكلها ستكون بجوارك.
أفرغ المنضدة أو مكتب المذاكرة من كتب المواد الأخرى واجعل كتب المادة التي ستقوم بمذاكرتها فقط أمامك.
شجع نفسك على المذاكرة، وردد بداخلك عبارات إيجابية، وكن واثقًا من أن مجهودك الذي ستبذله لن يضيع هباءً منثورًا، بل بالعكس ستجنى منه النجاح والتفوق.
طرق المذاكرة الفعالة
كيفية البدء في المذاكرة بشكل صحيح
جاءت اللحظة الحاسمة التي ستقوم فيها ببذل جميع جهودك، لا تقم بتضخيم الأمور؛ فالمذاكرة أمر بسيط إذا أحسنت صنعه ستجد متعة كبيرة في استذكار دروسك واكتشاف المحتوى العلمي:
في البداية قم بالتعرف على أهداف الدرس وما المطلوب منك في نهاية ذلك الدرس، وقم بقراءة محتواه بشكل سريع بعينيك؛ فذلك سيقوم برسم شكل تصوري للدرس في خيالك، ويساعد على فهمه وحفظه.
قم بتقسيم الدرس إلى فقرات، كل فقرة تشمل فكرة معينة؛ فقم بقراءة الفقرة جيدًا وافهم المعلومات الموجودة بها، ثم ابدأ بحفظ الفقرة وتسميعها أكثر من مرة؛ فذلك سيقوم بتثبيت المعلومة لفترة طويلة.
حاول تكرار المعلومات فبعد أن تقوم بتسميع كل فقرة من الدرس قم بتسميع الدرس كاملا؛ وبذلك سيكتمل الصورة النهائية للدرس في مخك.
لم ينتهي الأمر بعد، عليك عزيزي الطالب أن تختبر نفسك فيما ذاكرته وتقوم بحل التمارين والتدريبات المختلفة على الدرس، فإذا واجهتك أسئلة صعبة، أو أسئلة لم تستطع تذكر إجاباتها، فعد إلى الدرس، وأعد تكرار تلك المعلومة، وبذلك لن تخطئ في ذلك السؤال الصعب إذا وجدته في ورقة الامتحان.
ذاكر بذكاء ولا تضيع الوقت في المعلومات غير الهامة قم باستخدام الأقلام الملونة لإبراز أهم المعلومات، وإذا سألتني كيف لي أن أعرف أهم المعلومات سأقول لك ارجع إلى الامتحانات السابقة، وستجد أن هناك معلومات هي موضع أسئلة الامتحانات وهناك معلومات غير هامة فقم بقراءتها سريعًا.
قم بتلخيص معلومات الدرس في مخططات، واستخدمها للمراجعة السريعة بعد الانتهاء من مذاكرة الدرس.
أثناء مذاكرتك للدرس دون أسئلتك وملاحظاتك وخصص لها كشكولا خاصًا لتقوم بسؤال مدرسك عنها في المدرسة.

 
نصائح أخرى:
لا تقوم بمواصلة المذاكرة لساعات طويلة بدون أخذ راحة وتظن أنك بذلك ستنجز أكثر؛ فعلى العكس تمامًا، فذلك يجهد العقل ويقلل من الانتباه والتركيز. لابد من أخذ استراحة صغيرة حوالي عشر دقائق كل ساعتين؛ تقوم فيها بتصفية ذهنك، وممارسة رياضة خفيفة لتجديد نشاطك.
قم بدراسة بعض دروسك مع أصدقائك في مجموعة وقم بعرض ما لم تفهمه في المذاكرة ليقوموا بشرحها وقم بشرح المعلومات التي تصعب عليهم فمساعدة بعضكم البعض يساعد كثيرًا في المذاكرة.
قم بالمذاكرة بالطريقة التي تحبها فبعض الطلاب يقوم بتأليف قصة وربط معلومات الدرس من خلالها فيسهل استرجاعها وبعضهم يربط معلومات الدرس بلحن أغنية معينة كل تلك الطرق مفيدة جدًا في الدراسة.
قم باستخدام الخرائط الذهنية، إذا كانت الموسيقى الهادئة تساعدك على التركيز فاستمع إليها لتصفي ذهنك وتساعد على تقليل التوتر.
أثناء مذاكرتك ستقابلك بلا شك معلومات يصعب حفظها وقوانين سواء فيزيائية أو رياضية ومعادلات كيمائية، أفضل حل لها أن تقوم بمذاكرتها قبل النوم مباشرة، فالعقل البشري يتذكر المعلومات التي حفظها قبل النوم، بمعدل أكبر كثيرًا عن أي وقت.
تجنب شرب المنبهات بكثرة مثل القهوة والشاي فكثرتها يضعف ذهن الإنسان ويضعف ذاكرته.
كيف تستفيد من وقت المحاضرة أكبر استفادة؟
قم بحضور المحاضرة في وقتها ولا تتأخر عن ميعادها حتى لا تفوتك بداية المحاضرة فيتشتت انتباهك ولا تتكون الصور الصحيحة للدرس في عقلك.
قم بالجلوس بجوار المتفوقين في الصفوف الأولي حتى تنتبه إلى كلام المحاضرة وإلى الملاحظات التي يذكرها المعلم خلال المحاضرة ولا تجلس بجوار الطلاب المشاغبين حتى لا يشغلوك عن الاستماع ويشتتوا انتباهك.
قم بإغلاق هاتفك أو وضعه على الوضع الصامت، وإياك أن تنشغل بالإنترنت خلال المحاضرة؛ فتغضب معلمك منك، وتضيع على نفسك فرصة فهم الدرس منه.
احرص على جلب كشكول المحاضرات وكتاب المادة وأقلامك معك؛ حتى تدون ما يقوله المعلم، وتكتب الملاحظات في الكشكول؛ فهذا سيساعدك كثيرًا أثناء المذاكرة في المنزل.
لا تكون سلبيا أثناء الاستماع، ولكن تفاعل مع المعلم وقم بسؤاله إذا لم تفهم معلومة ما وقم بمناقشته فيما يتم شرحه.
كيف تستفيد من وقت المحاضرة أكبر استفادة؟
كيفية وضع جدول المذاكرة
هناك عدة خطوات يجب الالتزام بها عند وضع جدول للمذاكرة حتى يستطيع الطالب تطبيقه ولا يصاب بالإحباط عند عدم الالتزام به:
قم بتقسيم المواد في الجدول بحيث يكون في اليوم الواحد مادتان أو ثلاث مواد على الأكثر وقم بتقسيم وقت لكل مادة حتى لا تطغى مادة على أخرى فتؤثر عليها.
ابدأ مذاكرتك بالمواد الأسهل التي لا تأخذ مجهودًا كبيرًا وذلك لسببين أولهما حتى تشعر بالإنجاز بسرعة عندما تنتهي من مذاكرة الدروس المحددة وثانيهما حتى تستطيع تكثيف وقت كافي في النهاية للمواد الصعبة.
لا تجعل المواد المتشابهة مع بعض حتى لا تختلط المعلومات؛ فمثلا لا تذاكر اللغة الإنجليزية ثم تذاكر مباشرة اللغة الفرنسية؛ فبذلك سيتداخل ألفاظ اللغتين معا وسيأتي بنتائج سلبية.
كن ذكيًا في تقسيم المواد حسب الأوقات المناسبة فمثلا المواد التي تحتاج إلى حفظ وانتباه شديد خصص لها وقتًا كبيرًا في هدوء وتكون بأفضل حالاتك أما مواد الرياضيات وحل التمارين فخصص لها أي وقت فهي لا تحتاج إلى انتباه مثل مواد الحفظ.
لا تهتم إلى عدد ساعات المذاكرة فقط بل اهتم بما تنجزه في ذلك الوقت فقد تستهلك العديد من الساعات بدون طائل على العكس قد تنجز العديد من الدروس في وقت قصير فجمع تركيزك واهتمامك أثناء المذاكرة.
لا تغالي عند وضع جدولك وضع أهدافًا تتماشى مع قدراتك فحين تضع أهدافًا يصعب عليك تحقيقها؛ ستصاب بالإحباط عن فشلك في الانتظام على الجدول الذي وضعته.
خصص وقتا معينًا من الجدول ليكون احتياطيًا عند حدوث أي ظرف طارئ أو تأخرك لأسباب ما عن المذاكرة واستخدم ذلك الوقت عند الحاجة فقط ولا تتكاسل.
يجب أن يكن جدولك وأهدافك نصب عينك أثناء المذاكرة، فقم بتعليقه في مكان ظاهر وانظر إليه كل حين حتى تشجع نفسك على الانتظام عليه.
أخيرًا قم بتحديد جائزة لنفسك إذا قمت بالنجاح في تحقيق هدفك ولم تقصر في جدولك قم بممارسة هوايتك المفضلة أو مشاهدة التلفاز أو لقاء أصدقاءك كمكافأة على ما أنجزته.
أفضل طريقة للتخلص من قلق ما قبل الامتحان
يصاب معظم الطلاب بحالة من القلق والذعر قبل الامتحان؛ مما قد ينعكس سلبيًا على حياتهم، وعلى مدى مذاكرتهم، ويقلل من تركيزهم، ولتجنب الوقوع في فخ القلق؛ هناك خطوات بسيطة يجب على الطالب أن يقوم بها لتمر تلك الفترة بأمان:
حين تأتيك الأفكار السلبية بأنك لن تستطيع حل الامتحان، ولن تنجح، ولن تستطيع تذكر المعلومات، قم بطردها مباشرة، واسترخ تمامًا مع اخذ شهيق وزفير منتظم حتى تهدأ.
أملأ مخك بالأفكار الإيجابية وكن واثقًا بالله تعالى أنه لن يضيع أجرك وكن واثقًا في قدراتك العقلية وأن الله قد وهبك عقلًا يستطيع الاحتفاظ بمعلومات لا يمكن حصرها فاطمئن.
كثيرًا ما تراود الطلاب ليلة الامتحان فكرة أنه لا يتذكر أي شيء مما قد ذاكره، من قبل نستطيع أن نخبركم أن هذا شعور طبيعي، ولكنه كاذب فكل المعلومات التي ذاكرتها موجودة بالفعل، وسوف تقوم باسترجاعها بمجرد رؤيتك للسؤال في الامتحان.
لا تحاول مناقشة أصدقائك في المادة قبل الامتحان، فهذا قد يؤثر على تركيزك، ويؤدي إلى تداخل المعلومات، واحذر أيضا أن تذاكر من مصدر جديد قبل الامتحان، واستمر على مصدرك الذي تعودت أن تذاكر منه طوال العام.
إذا اكتشفت قبل الامتحان أن هناك جزء لم تذاكره من قبل، فلا لا تضيع وقتك في مذاكرته، فسينعكس سلبيًا عليك، وتوكل على الله وراجع ما قد سبق مذاكرته.
لا تشتت نفسك قبل الامتحان بالعديد من المصادر، والتزم بمقررك فقط ودرب نفسك على حل الامتحانات، لتهيئ نفسك على تنظيم وقتك في الامتحان، كما أن كثير من أسئلة الامتحانات السابقة يتكرر كل عام.
كيفية التعامل مع ورقة الامتحان
بمجرد دخولك في لجنة الامتحانات اترك أي مصدر للمذاكرة من يديك، وجهز أدواتك أمامك، واستعد لاستلام ورقة الامتحان بقراءة القرآن والأدعية، وعند استلام الورقة قم بقراءة السؤال جيدًا، وقم بتنظيم إجاباتك واكتبها بخط واضح وجميل.
عند كتابة إجابة سؤال مقالي قسم الإجابة على فقرات حتى يسهل على المصحح قراءة الإجابة، كما أن منظر ورقة الإجابة يعطي انطباعًا كبيرًا لدى المصحح.
وخصص لكل سؤال صفحة خاصة به، وعند الإجابة عليه قم بوضع علامة على السؤال الذي أجبت عليه؛ حتى لا تختلط عليك الأسئلة.
بعد الانتهاء من الامتحان، لا تقوم بالمراجعة مع أصدقائك، وإذا اكتشفت أن بعض إجاباتك خطأ لا تصاب بالإحباط، فهذه ليست نهاية الدنيا بل يمكن تعويض الدرجات مرة أخرى، التف إلى المادة القادمة وركز كل مجهودك عليها، حتى تستطيع تعويض ما حدث في الامتحان.