01‏/01‏/2014

وصية خروف إلى ابنه

ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ .. الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود !!
نرتاح للإذلال في كنف القيود .. و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود !
 كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ .. طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع !!

أطع الذئاب يعيش منا من يطيع .. إياك يا ولدي مفارقة القطـيع !!
 
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة .. لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه
!!
 
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه .. لا تحك يا ولدي فذا قدر الشياه !!
 
لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ .. القائلين بأنهم أسد العرين !
 
الثائرين على قيود الظالمين .. دعهم بني و لا تكن في الهالكين !
 
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ .. نحيا و هم حياتنا ملءُ البطون !
 
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون .. إن الخراف نعيمها ذل و هون !!
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ .. فاهرب بنفسك و انج من ظفر و ناب !

و إذا سمعت الشتم منهم و السباب .. فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب !!

إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ .. تحيا خروفاً سالماً في كل حال !!
تحيا سليماً من سؤال و اعتقال .. من غضبة السلطان من قيل و قال !
 
كن بالحكيم و لا تكن بالأحمقِ .. نافق بني مع الورى و تملق !!

و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق .. و إذا رأيت الناس تنهق فانهق !!

انظر تر الخرفان تحيا في هناءْ .. لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء !
تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء .. تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء !!

ما العز ما هذا الكلام الأجوفُ ..من قال أن الذل أمر مقرف !

  إن الخروف يعيش لا يتأفف .. ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف !