قبل البدء في البحث عن بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة عليك أن تبتعد عن المجلات العلمية التجارية، التي تكون في العادة ذات معامل تأثير منخفض، ولا يبدو عليها الطابع الرسمي، كما أن الأبحاث فيها تكون شحيحة، فأنت كباحث تريد مصادر معلومات غنية وثرية بكل ما هو أصيل، لذلك ابتعد عن كل مصدر تشك به، لذلك فإن من أهم صفات الباحث الناجح، قوة الملاحظة!
عليك أن تبحث عن مجلات مرموقة وعريقة تضم قواعد بيانات ضخمة، أي الكثير من الأبحاث والدراسات القيمة والمهمة، وبما أن معامل التأثير للمجلات العلمية يعكس نسبة الاقتباس من تلك المجلات فعليك إذن أن تركز على معامل التأثير أن يكون أعلى من 6.00 أما تلك المجلات التي لا توضح معامل تأثيرها فأنت في غنى عنها لأنك تريد معلومات أبحاث حقيقية، وليست تجارية.
“عادة ما تكون تكلفة نشر الأبحاث في المجلات التجارية أعلى من النشر في المجلات الحقيقية حيث أن المجلات التجارية تفرض تكلفة مرتفعة مقابل أن تنشر الأبحاث التي قد تكون غير جاهزة للنشر، لذلك على الباحثين الانتباه إلى هذه النقطة .
إن عملية التنقيب عن بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة ترسم للباحث صورة واضحة، وخط عمل متوازن يستطيع أن يسير عليه دون خوف أو قلق، فالدراسات السابقة المنشورة في المجلات العلمية هي أعمال أصيلة وغنية بالمعلومات، كما أنها تتبع نسقاً أكاديمياً من حيث تنظيم الأقسام وترتيبها، وكيفية صياغة كل فصل في الدراسة.
وبناءً على ذلك يستطيع الباحث أن يتحرك بسهولة وسلاسة داخل دراسته، ومن الجدير بالذكر أن على الباحث أن يظهر شخصيته البحثية في الدراسة، بمعنى أن تقليد أسلوب وتقنيات الباحثين الآخرين يطمس حضور الباحث في الدراسة، وربما ترفض دراسته ويعتبر تقليده للباحثين الآخرين سرقة أدبية! لذلك يجب أن يكون الاطلاع على بحوث منشورة في مجلات علمية لمجرد فهم آلية العمل، ومحاكاتها فقط، بدون تبني تلك الآلية تماماً وتطبيقها بشكل كامل في الدراسة.