12‏/12‏/2016

كيف تنجز مشروعا ؟

ن نجاح أي مشروع يحتاج إلى الدعم المادي والتقني  من أجل بلورته وإخراجه إلى حيز التطبيق والتنفيد ، وهذا يتطلب معرفة الخطوات التي ينبغي اتباعها لإتمام المشروع  وإنجازه في أحسن الظروف.
وفي هذا الصدد نشير هنا إلى الأطراف المتدخلة في نجاح المشروع و هي :
1- الممول :
هي بصفة عامة مؤسسة ، تعمل في إطار التعاون من أجل التنمية ، تقدم مساعدات مالية أو تقنية للجمعيات لإنجاز مشاريع تنموية من أجل المساهمة في تنمية البلدان التي تعاني من التخلف والفقر. والممول يمكن أن يكون مؤسسة حكومية أو غير حكومية ذات صبغة دولية أو مؤسسة في إطار التعاون الثنائي. يمكن أن يكون الممول وطنيا (مؤسسة، شركة، بنك…).
2-  الإدارة :
دورها يكمن في تسهيل التدخل لجميع الفاعلين من أجل بلورة وإنجاز المشروع. ومساهمة الإدارة يمكن أن تأخذ أشكالا عدة : الترخيص، توفير بعض المعطيات، دراسة تقنية، موارد .
3-  مؤسسة الدعم :
يطلق عليها اسم المنظمة الوسيطة ، يمكنها أن تكون محلية أو أجنبية ، دورها يكمن في تكوين وتوجيه الجمعيات المحلية ومساعدتها على حل المشاكل التي تعاني منها الفئة المستهدفة عن طريق بلورة مشاريع تنموية والبحث عن مصادر التمويل. ووجود مؤسسة الدعم ليس ضروريا في كل المشاريع.
4-  الفئة المستهدفة :
دورهم مهم في إنجاز ونجاح المشروع ، بحيث تعتبر الفئة المستهدفة المعني الأول بالمشروع. إشراكها ومشاركتها في جميع مراحله ضمان لنجاح واستمرارية المشروع.
* تعريف المشروع :
المشروع هو مجموعة من الأنشطة المقترحة والمبرمجة للوصول إلى أهداف ونتائج محددة انطلاقا من معطيات معينة، وذلك وفق مراحل متسلسلة ومرتبطة مع بعضها ارتباطا وثيقا.
* دورة المشروع :
يمر المشروع بعدة مراحل تبدأ من طرح المشكل واقتراح فكرة المشروع, وتنتهي بالتقييم النهائي للنشاطات التي تمت برمجتها وتنفيذها. وبصفة عامة يمكن تلخيص جل هذه المراحل في :
– مرحلة التشخيص والتحديد .
– مرحلة الإعداد والتصميم .
– مرحلة التنفيذ والتتبع .
– مرحلة التقييم .
 مرحلة التشخيص والتحديد :
التوعية والتحسيس بوجود المشكل، إقناع الفئة المستهدفة بضرورة حل المشكل، جمع المعلومات والمعطيات، معالجة المعطيات والتفكير في الاقتراحات المناسبة، اقتراح مجموعة من الحلول، مناقشة وتحليل جميع المقترحات بمشاركة كل من يهمهم الأمر من قريب أو من بعيد، اقتراح الحل الأمثل أو فكرة المشروع.
 مرحلة الإعداد والتصميم :
يطلق عليها أيضا مرحلة التخطيط. خلال هذه المرحلة يتم تحديد الأهداف المتوخاة من المشروع والنشاطات التي يجب القيام بها لتحقيق هذه الأهداف. اقتراح نوعية الأشغال وتحديد المهام، اقتراح الإطار الزمني، اقتراح ومناقشة الوسائل، مناقشة الإمكانية التقنية والمالية والمؤسساتية، تحديد المساهمات، تحديد شكل ومضمون المتابعة، تحديد ضوابط الاستمرارية.
 مرحلة التنفيذ والتتبع ك
أي إنجاز ومتابعة ومراقبة الأنشطة والعمليات المبرمجة في إطار المشروع.
 مرحلة التقييم :
التحقق من نجاح المشروع على كل المستويات، ضبط الهفوات واقتراح الحلول المناسبة تقييم الإنجازات في علاقتها بالأهداف المسطرة والنتائج المتوخاة.
 عملية إشراك الفئة المستهدفة :
عملية إشراك الفئة المستهدفة لا تقتصر على مرحلة دون أخرى بل تهم كل مراحل المشروع انطلاقا من تحليل المعطيات واقتراح الحلول إلى تقييم المنجزات.
* ملف المشروع :
إن الرجوع إلى المراحل الأربعة التي تم عرضها وبالأخص مرحلتي الإعداد والتصميم والتنفيذ يبين لنا أنه لابد من وجود موارد لتمويل المشروع. هنا تأتي مرحلة البحث عن التمويل الغير المتاح وأهمية وثيقة المشروع في ذلك.
تجب الإشارة إلى أن التفكير في كيفية التمويل يطرح خلال فترة التشخيص لمعرفة الموارد المتاحة محليا. والقصد هو البحث عن الموارد الغير المتاحة محليا (الخارجية). كما أن تحديد المساهمات والموارد المحلية المتاحة جد أساسي.
* كيفية إعداد ملف طلب التمويل :
يتم طلب التمويل عن طريق إعداد “ملف طلب التمويل” وإرساله للجهة المعنية ويتكون هذا الملف من الوثائق التالية :
– وثيقة المشروع (مصحوبة ببعض الوثائق المدعمة).
– تقرير عن أنشطة الجمعية.
– ملف القانوني للجمعية.
أهم وثيقة في الملف هي وثيقة المشروع أو ما يطلق عليه “مقترح المشروع”. كل مؤسسة تمويل أو منظمة غير حكومية لها وثيقتها الخاصة، وهي عبارة عن مطبوع يبعث إلى الجهة التي تريد إنجاز المشروع للرد على مجموعة من الأسئلة من خلال المعلومات والمعطيات التي تم جمعها وتحليلها خلال مرحلتي التشخيص والتحديد والإعداد والتصميم، وذلك لتمكين المؤسسة من اتخاذ قرارها فيما يخص التمويل
* المعلومات المطلوبة من طرف الممول :
رغم اختلاف المطبوعات / الجذاذات في الشكل تبقى الأسئلة متشابهة والمضمون واحد. وتتمحور الأسئلة أساسا حول :
نوعية المشروع : الفئة المستهدفة، أهدافه، النشاطات المبرمجة، توزيع المهام، المشاركة المحلية، مسؤولية تنفيذ المشروع، مؤشرات نجاح المشروع… إلخ.
إمكانية تحقيق المشروع من الناحية التقنية، المالية وخصوصا المؤسساتية/التسييرية، ضوابط ومسؤولية الاستمرارية.
* شروط ومعايير التمويل :
يجب الانتباه للعناصر التالية وهي ثلاثة :
1- بلورة وصياغة وثيقة المشروع بشكل متقن ومتكامل.
2- التأكد من مجال / قطاع تدخل المؤسسة الممولة، أولوياتها وإستراتيجيتها، الفئات المستهدفة بمشاريعها. الإمكانية وخصوصا المؤسساتية للجمعية.
3-  بلورة المشاريع باعتماد مقاربة النوع .
* دليل إنجاز وثيقة المشروع :
توجد طرق متعددة لتقديم وثيقة المشروع. واختلاف هذه الطرق راجع بالأساس إلى طريقة عمل كل ممول، المعلومات التي يقترحها كل ممول. ولكن تبقى فقرات وثيقة المشروع هي نفسها ويبقى اختيار طريقة سردها أمرا ثانويا.
الطريقة التي نحن بصددها هي نموذج يمكن الاقتداء به باعتباره يتضمن مجمل العناصر الواجب إدراجها في نظرنا في وثيقة المشروع
* صفحة تقديم المشروع :
هي نبذة مختصرة عن المشروع تدرج في الصفحة الأولى لوثيقة المشروع تمكننا من التعرف عليه ولو بشكل مختصر
 مكونات صفحة تقديم المشروع :
1. اسم المشروع.
2. مكان المشروع.
3. المستفيدون (المباشرون والغير المباشرون من رجال، نساء، أطفال).
4. تاريخ بدء الأشغال.
5. تاريخ انتهاء الأشغال.
6. مدة المشروع.
7. الميزانية العامة.
8. التمويل المطلوب من المنظمة المعنية.
9. الجهة المسؤولة عن المشروع
10. المعنيون الممكن الاتصال بهم و مهامهم.
11. العنوان
 ملخص المشروع :
هو مختصر عن المشروع يقدم للممول المعلومات الرئيسية والكافية عن المشروع وعن الجمعية/المنظمة التي تتبنى المشروع. هذه المعلومات يمكن أن نختصرها في النقط التالية :
المشكل الذي نريد حله عن طريق المشروع.
الأهداف الخاصة بالمشروع مصحوبة بالأنشطة المبرمجة لبلوغ الأهداف.
 مدة إنجاز المشروع :
الجمعيات/المنظمات الشريكة في المشروع ونوعية المشاركة، مادية تقنية…
يجب أن يكون مختصر المشروع في شكل متناسق بحيث تظهر لنا العلاقة بين المشكل من جهة والأهداف والأنشطة المبرمجة من جهة أخرى
 تحديد المشروع :
في هذه الفقرة يتم التعريف بالمشكل وتحليله بشكل واضح ومفهوم. يجب كذلك تجزيء المشكل إلى مشكلات مع تحديد الاحتياجات الواجب توفيرها من خلال المشروع. لأن هذا الأخير هو حل لمشكل معين.
لذلك عند تحديد المشكل، من المستحسن إتباع المراحل الآتية :
شرح الوضعية الراهنة في علاقتها بالمشكل المطروح.
تقسيم المشاكل إلى احتياجات والتي من المفروض في المشروع حلها.
إبراز المشاكل والاحتياجات العامة للساكنة.
تحديد المسؤوليات والمشاكل الخاصة.
مشاركة النساء في تشخيص المشاكل والاحتياجات.
تمثيلية ومشاركة النساء داخل الجمعية
الارتكاز على الإحصائيات والأرقام للتأكد من مدى خطورة المشكل.هذه الأرقام والإحصائيات يمكن الحصول عليها من خلال الدراسات التي تم القيام بها، من خلال المناقشة المباشرة مع المعانين من المشكل أو عن طريق الملاحظة.
 وصف المشروع :
هو أهم فقرة في وثيقة المشروع. من خلاله يتم إبراز الهدف الرئيسي، الأهداف الثانوية، الأنشطة، مؤشرات النجاح. ويجب دائما احترام التسلسل المنطقي لهذه المراحل.
 الأهداف :
من خلال تحديد الهدف العام والأهداف الثانوية وجب الأخذ بعين الاعتبار كيف سيفيد المشروع الفئة المستهدفة أولا وكيف سيساهم في تحسين وضعيتها.
يجب أن يحدد في الأهداف العامة والأهداف الثانوية .
أن يسمح المشروع للفئة المستهدفة بالمشاركة.
الهدف العام : الحالة المستقبلية التي سيساهم المشروع في تحقيقها إلى جانب الآخرين.
الهدف الخاص : التحول الذي من المفروض أن يقع خلال أنشطة المشروع.
 النتائج المنتظرة :
هي الحالة الإيجابية التي يتوخى المشروع الوصول إليها بشكل ملموس. هي كذلك تعبير عن التغيير الذي ينوي المشروع الوصول إليه. بعبارة أخرى النتائج هي ” المنتوج” “Produit” الذي يتوخى المشروع الحصول عليه
 المؤشرات :
المؤشرات هي العناصر التي يمكن التحقق منها بعد إنجاز المشروع وذلك من أجل تحديد مدى بلوغنا الأهداف. المؤشر يجب أن يكون :
– مرتبطا بالهدف.
– معززا بالأرقام.
– سهل التحقق منه.
– محددة حسب النوع ( رجال – نساء – أطفال).
وتمكن من :
– الوقوف على المميزات الأساسية لمشروع ما
– التحقق هل تمت المساهمة في تحقيق الهدف من المشروع؟
– هل تم الوصول للنتائج المنتظرة ؟
– التوفر على قاعدة لتدبير ومتابعة وتقييم المشروع
 الأنشطة :
هي مجموع العمليات التي سيتم القيام بها لبلوغ الأهداف الخاصة بالمشروع. ولكن يجب أن تقسم هذه العمليات إلى مجموعات كل واحدة منها مرتبطة بتحقيق هدف معين. ويجب كذلك ترتيب العمليات داخل المجموعة بشكل منطقي. تزاولها.
 منطق التدخل :
– الأنشطة
– النتائج
– الهدف الخاص
– الهدف العام
 برنامج العمل :
هو جدول يقدم الإطار الزمني، والمنطقي الذي سيتبع لإنجاز الأنشطة والعمليات، وهذا الجدول يتكون من العناصر التالية :
– الأنشطة المبرمجة.
– المدة اللازمة لإنجاز كل نشاط.
– الإمكانات المسخرة لكل نشاط.
– المجموعات والأشخاص المسؤولين عن كل نشاط. تحديد دور ومسؤولية الأفراد حسب كل نشاط.
 المستفيدون :
في هذه الفقرة يتم تحديد المستفيدين : الجنس (رجال – نساء – أطفال سواء كانوا مباشرين أو غير مباشرين)، العدد، دورهم في إنجاز المشروع وكيف يمكنهم تحقيق استمرارية المشروع بعد توقف إعانة الممول.
كما يجب تقييم مساهمة المستفيدين : مادية، أيام عمل أم أشياء أخرى. في حالة ما إذا كان المستفيدون يشكلون عينة معينة، فيجب أن يبرر هذا الاختيار.
 الشركاء :
يجب تحديد جميع الشركاء الذين ساهموا في تحديد المشكل منذ البداية وفي تسطير برنامج حله. ومن خلال كل هذه العناصر السالفة، وصف العلاقات وتحديد المسؤوليات التي تربط جميع الأطراف الشريكة في المشروع. كما يعتبر المستفيدون شريكا أساسيا في المشروع.
 إمكانية تحقيق المشروع :
إن أهم ما يجب توفره في الحل المقترح للمشكل المطروح في المشروع هو أن يكون ممكنا تحقيقه من جميع النواحي : المادية، التقنية المؤسساتية.
متابعة المشروع في هذه المرحلة يتم تحديد الكيفية التي ستتم بها المتابعة، والبنيات المسؤولة عن كل عملية/نشاط. كما يجب تحديد العلاقات بين كل بنية وأخرى على مستوى الإنجاز، التسيير ومراقبة سير الأشغال/الأنشطة. وتجدر الإشارة إلى أن المتابعة هي عملية مستمرة طيلة مراحل المشروع.
 تقييم المشروع :
من الواجب في هذه الفقرة، شرح الطريقة التي سيتم بها تقييم المشروع ونتائجه وذلك بالرجوع للمؤشرات التي سبق تحديدها في فقرة وصف المشروع. وعلى الجمعية كذلك تحديد المسؤولين عن التقييم بما فيهم المستفيدين، أشخاص من الخارج… إلخ الكيفية التي سيتم بها التقييم والإمكانات المسخرة لها
 الميزانية المخصصة للمشروع :
هذه الفقرة تخص رسم الاعتمادات الضرورية لإنجاز المشروع/الأنشطة المبرمجة. أي هنا تتم ترجمة كل نشاط إلى مبلغ مادي. ومجموع هذه المبالغ تشكل الميزانية العامة للمشروع بشكل مدقق وواضح.