عادةً، يدفع البنك المركزي للمصارف التجارية فائدة على الأموال التي تودعها هذه المصارف لديه. ولكن عندما تنخفض معدّلات الفائدة إلى ما دون الصفر، أي ما يُعرف بمعدّلات الفائدة السلبية، يعني ذلك أنّ البنوك تضطرّ إلى أن تدفع فائدة للبنك المركزي (عوضاً عن الحصول فائدة منه) لقاء إيداع اموالها لديه. حالياً في منطقة اليورو مثلاً، مع معدّلات فائدة ناقص 0،4%، يُضطرّ أيّ مصرف أن يدفع للبنك المركزي الاوروبي 40 ألف يورو على وديعة بقيمة 10مليون.
لمَ تتّخذ المصارف المركزية مثل هذه الإجراءات؟
عبر هذه السياسة (المتبعة من البنك المركزي الاوروبي) يرغب البنك ردع المصارف عن إيداع النقد لديه ويأمل أن تستعمل هذه المصارف تلك الأموال لإقراض الأفراد والشركات التي بدورها تنفق المال وتساهم في تعزيز الاقتصاد. و من خلال تعزيز الاقتصاد، يهدف البنك المركزي إلى تبديد انكماش الأسعار Deflation ورفع معدّل التضخم إلى نسبة 2% التي تُعتبر نسبة مفيدة لمعظم الاقتصادات.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن معدلات الفائدة السلبية تخفّض قيمة عملة البلاد، ما يعطي المصدّرين ميزة سعرية في الأسواق الأجنبية. و هذا هو الهدف من إعتماد أسعار فائدة سلبية في اليابان و سويسرا والدنمارك والسويد .
تؤدي المعدلات السلبية إلى تآكل هوامش البنوك لأنها لا تطبق أسعار الفائدة السلبية على وادئع عملائها ( إلا الكبار جداً) مما يجبرها إلى تخفيض تكاليفها عن طريق إعادة هيكلة نشاطها . مصدر