الحروب تمثل تعبيرا عنيفا عن تناقض القوى المحركة للإفراد والمجتمعات المؤطرة ماديا أو عقليا والحروب في العادة تبدأ عند تناقض المصالح المادية أو القومية ولكنها قابلة للحدوث أيضا بسبب تناقض المفاهيم الشمولية والأخلاقية أو تعارض الفهم العام لأسس المجتمع.
والحروب تحتاج إلى تجمعات بشرية تشترك ببعض المفاهيم والمصالح- ضد مجتمعات أخرى تختلف معها. ويمكن لأساس واحد تفجير الحرب مثل الصراعات الطبقية والاستعمارية أو الصراعات القومية والقبلية أو الفكرية الايدولوجية.
وبشكل عام تصبح الحرب أمرا واقعا إذا توفرت الإمكانيات لها من سلاح وإرادة قتال. ويمكن للحرب أن تكون عادلة في حالة هدم أو مقاومة مفاهيم خاطئة فعلا أو لرد عدوان على حقوق خالصة للمجموعات المعرضة للاعتداء. وأوضح الأمثلة حروب الاستقلال أو رد الاستعمار. وهناك حروب اقل وضوحا في عدلها مثل الحروب الدينية حيث يعتقد كل طرف انه المحق في موقفه.
والحروب سوف تستمر طالما لم تستطع البشرية إيجاد التوصيف الصحيح للقوى الفاعلة. وطالما لم تتمكن من وضع السياسات التي تميز الصحيح من الخطأ. ولم تتمكن من إشباع القوتين الأوليين(الطبقي والقومي) بأساليب تحقق المنفعة للجميع. وطالما بقي الفهم قاصرا عن تنظيم المجتمع لضمان تحييد سلبيات تلك القوى. بقلم