تركز إدارة المخاطر على تحديد ما يمكن أن يحدث بشكل خاطئ، وتقييم المخاطر التي ينبغي التعامل معها، وتنفيذ الاستراتيجيات للتعامل مع تلك المخاطر، ستكون الشركات التي حددت المخاطر أكثر استعدادًا للتعامل معها، ولديها طريق أكثر فعالية لمواجهتها مع تكلفة أقل. فما هي أنواع المخاطر التي قد تواجهك في عملك، وكيف تستطيع إدارتها لصالحك؟
أنواع المخاطر
تُعرّف المخاطر في قاموس الأعمال بأنها: “احتمال أو خطر حدوث ضرر أو إصابة أو عائق أو خسارة أو أي حدث سلبي آخر ينتج عن نقاط ضعف خارجية أو داخلية، ويمكن تجنب ذلك من خلال إجراء وقائي”.
قد تتعرض كل الأعمال لاحتمال الوقوع في المخاطر التي تشكل تهديدًا لنجاحها، ربما تؤدي تلك المخاطر إلى تدمير الشركة، وقد يتسبب بعضها في حدوث أضرار جسيمة قد تكون مكلفة وتستغرق الوقت والجهد في إصلاحها، إدارة المخاطر هي مجموعة من الأساليب والأدوات والعمليات التي تهدف إلى تحديد وتقييم وترتيب الأولويات للمخاطر بغرض التقليل منها إلى الحد الأدنى. وهناك أنواع مختلفة من المخاطر التي ستعترضك في عملك، إليك الأنواع الرئيسية منها:
المخاطر الاستراتيجية
وهي مجموع التغيرات التي تحدث فجأة في السوق وتؤثر على أداء عملك، مثل ظهور منافس جديد في السوق وتغير في نسب الطلب من العملاء والتغيرات التكنولوجية المتلاحقة، أو ارتفاع تكاليف المواد الخام، أو أي تغييرات كبيرة أخرى.
المخاطر القانونية
تتغير القوانين باستمرار لذلك قد تواجه في المستقبل خطر ظهور قوانين إضافية، ومع نمو شركتك قد تضطر إلى الالتزام باللوائح الجديدة التي لم تكن تنطبق عليك من قبل، على سبيل المثال: إدخال تشريعات الصحة والسلامة الجديدة.
المخاطر التشغيلية
يقصد بالمخاطر التشغيلية إمكانية حدوث تعطّل غير متوقع في العمليات اليومية لشركتك، قد يكون عطلًا فنيًا، مثل تعطل أحد المعدات، وقد يحدث الخطر التشغيلي عمومًا بسبب الأشخاص أو العمليات التقنية، في بعض الأحيان قد تحدث مخاطر تشغيلية خارجة عن سيطرتك، مثل انقطاع شامل في الطاقة الكهربائية.
المخاطر المالية
المخاطر المالية تشير إلى الأموال التي تتدفق داخل وخارج أعمالك، وإمكانية حدوث خسارة مالية مفاجئة، كما أن وجود الكثير من الديون يزيد أيضًا من مخاطرك المالية.
مخاطر السمعة
سمعة الأعمال التجارية هي رأس مالها، قد تتعرض سمعة الشركة إلى الضرر، فتتأثر ثقة العملاء والموظفين بالشركة، أو حتى الموردين والمستثمرين ما يؤدي إلى انخفاض المبيعات.
هناك أنواع أخرى من الأخطار التي قد يتعرض لها أي نشاط تجاري، على سبيل المثال قد تطرأ أي تغيرات بيئية غير متوقعة، مثل الكوارث الطبيعية ومخاطر عدم الاستقرار السياسي ومخاطر الأزمات الاقتصادية ومخاطر الصحة والسلامة ومخاطر دوران الموظفين… إلخ.
خطوات إدارة أنواع المخاطر المختلفة
في شركة ناشئة لديها موارد محدودة وهامش ربح ضيق، يجب أن يكون رائد الأعمال قد تعلّم كيف أن إدارة أنواع المخاطر المختلفة أولوية قصوى للشركات، وتحديد المخاطر هو جزء مهم من التحليل الرباعي لمعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات. فكيف تستطيع إدارة المخاطر التي قد تواجهك؟
1. تحديد المخاطر
تحديد المخاطر هو الخطوة الأولى في إعداد خطة إدارة المخاطر الاستباقية، بالنسبة للشركات الناشئة وغيرها، فإن القدرة على تحديد المخاطر التي تشكل تهديدًا للشركة هي عنصر أساسي في التخطيط الاستراتيجي، من الضروري أن تفكر بجدية في أنواع المخاطر المحتملة التي تواجه نشاطك التجاري، بدلًا من مجرد التركيز على المخاوف الواضحة (مثل: الحريق والسرقة.. إلخ).
هناك طرق متعددة لتحديد المخاطر من بينها القيام بعصف ذهني، إجراء أبحاث السوق، استطلاع المخاطر التي يتعرض لها المنافسون لتعرف تلك الأكثر شيوعًا التي تتعرض لها شركاتهم، يمكن أن تسأل موظفيك أيضًا من خلال استخدام الاستبيانات لجمع المعلومات… إلخ، ثم ضع قائمة بالمخاطر لضمان عدم تفويت أي شيء.
2. تقييم المخاطر
عندما تنتهي من حصر وتحديد المخاطر سيتوجب عليه إجراء تقييم لها، وتعتبر مرحلة تقييم المخاطر مرحلة مهمة من خطة إدارة السلامة المهنية، تمنح نظرة شاملة عن المخاطر ومدى شدتها، ترتكز العملية على تحديد وتقييم الأمور المتعلقة بهذا الخطر وتحديد الطرق المناسبة للقضاء على المخاطر، أو التحكم بها عندما لا يمكن القضاء عليها بشكل نهائي.
بتقييم المخاطر سيكون من السهل عليك اتخاذ القرارات، ويمكنك بعد ذلك تحديد التدابير اللازمة التي يجب أن تتخذها للتخلص من الضرر أو الحد منه بشكل فعال، تساعد عملية تقييم المخاطر أيضًا في تعزيز الوعي بالمخاطر المحيطة بعملك، تحديد نوع الخطر (بيئي، مالي، تشغيلي… إلخ)، ومعرفة إذا ما كانت التدابير الوقائية كافية لحل الإشكال وتقليل الأخطار، وتحديد أولويات المخاطر وتدابير الرقابة، وتلبية المتطلبات القانونية عند الضرورة.
3. التحكم في المخاطر
السيطرة على جميع أنواع المخاطر هي جانب رئيسي من مرحلة حماية الشركة، بمجرد تحديد المخاطر وتقييمها سيكون عليك التعامل معها إما بأن تتخلص من هذه المخاطر أو أن تقلل منها، يجب عليك تقديم استراتيجيات محددة للتحكم بالمخاطر المعنية. وفي العادة، تُصنف طرق التحكم في المخاطر من أعلى مستوى من الحماية والموثوقية إلى أدنى مستوى، تُعرف هذه العملية بالتسلسل الهرمي للتحكم الذي ينقسم إلى ثلاث مستويات:
- القضاء: أي القضاء على المخاطر نهائيًا، إذا كانت تفوق الفوائد المحتملة، وهذا المستوى هو الأعلى في التسلسل الهرمي.
- الاستبدال: استبدل الخطر بشيء أقل خطورة.
- العزل: عزل الخطر عن طريق استخدام الحواجز أو المسافة.
4. مراجعة التحكم في المخاطر
من الضروري مراجعة إجراءات الرقابة التي نُفذت، وتقييمها وتنقيحها إذا لزم الأمر للتأكد من أنها تعمل كما هو مخطط له، وللحفاظ على بيئة عمل خالية من المخاطر، من المهم أن تبقى على اطلاع بآخر التحديثات لتحصل على صورة دقيقة للتقدم العام لمشروعك ولتتمكن من تحديد ومراقبة المخاطر الجديدة.
كما أن الاحتفاظ بسجلات عملية إدارة المخاطر أمر ضروري أيضًا لإثبات الامتثال لقانون ولوائح سلامة وصحة بيئة العمل، والتمكن من مراجعة المخاطر بسهولة أثناء تقديم أي تدريب للموظفين، أو عند حدوث أي تغييرات في التشريعات أو الأنشطة التجارية.
في الختام، تعد إدارة أنواع المخاطر المختلفة جزءًا أساسيًا من الانضباط الأوسع لإدارة المشاريع، والخطوة الأولى هي تحديد تلك المخاطر، ثم تقييمها للسيطرة عليها، ثم مراجعة وتقييم الخطة، ويمكن أن تُشرك موظفيك في ورشة عمل مخصصة لإدارة المخاطر للاستفادة من أفكارهم وخبراتهم. لا تسمحُ عملية إدارة المخاطر لصاحب الشركة باتخاذ القرارات السليمة وتقليل الخطر الذي تتعرض له الشركة فقط، بل تساهم أيضًا في خلق ثقافة الوعي وإدارة المخاطر في الشركة.
تم النشر في: مشاريع ناشئة