22‏/12‏/2020

دور الأسالـيب الكمـية في الدراسـات والنشاطـات الاقتصاديـة:

 

         بفضـل التطـور العلمـي الهـائل في مخـتلف العلـوم التقنـية، تخلصـت العلـوم الاقتصاديـة وعلـوم التسـيير من طغـيان الأدبـيات وكـثرة الشروحـات والتفاصـيل الطويـلة، خاصة بعد أن صـارت الأسالـيب الكمـية ركنا أساسـيا من مستلزمـات اتخـاذ القـرارات الإداريـة المختلـفة.

ذلك أنها تحـتوي على بعـض المداخـل الكمـية التي يمـكن للإدارة الاستعانـة بها في اتخـاذها للعـديد من القـرارات، وتوضيح كيف أن استخـدام الأساليـب الكمـية يحسـن من جـودة عملـية اتخـاذ القرارات.

خاصة بعد أن أصبحت بيـئة اتخـاذ القرارات بالـغة التعقـيد وسريـعة التغـيير، متسـمة بقلة اليقـين وعـدم التأكـد، مما يؤدي غالـبا إلى ارتفاع درجة المخاطرة المصاحـبة للنتائج المتوقـع تحقيـقها.

نتيجـة لذلك، أصبحـت هناك ضـرورة ملحـة لتنمـية مـهارات المديـرين في مخـتلف المستويـات الإداريـة بالاتجاهـات الإداريـة الحديـثة، والممارسـات الإداريـة المعتـمدة على امتـلاك مهـارات علـوم الإدارة والأساليب الكمـية، التي تساعد على الاعتـماد على المعلومـات الكمـية القابـلة للقـياس، المدعـمة للحـقائق، والتي تستفيد من قـوة النـماذج الإحصائـية والرياضـية في التحـليل، دون تحـيز شخصي في التوصـل إلى القـرار الأمـثل.

بناء على ذلك، يجب على القائمين على صناعة القرارات في المؤسسات الاقتصادية تنمـية مهاراتهم في استخـدام الحاسـوب، بمعرفة المفاهيم الأساسية للجهاز، مكوناته المادية والبرمجية، نظـام التشغيل  MS-DOSنظام التشغـيل Windows، معالج النصـوص Word، برنامج الجـداول الإلكترونـية Excel، برنـامج PowerPoint، الإنترنت.

مع التحـكم في البرمجـة والخوارزمـيات وأهدافـها ووظائـفها، المخططات الانسيابـية flow charts، البرمجـة المرئـية  بلغة الـVisual Basic ، أنـواع البيانـات، تعبـيرات المدخـلات والمخرجـات، العملـيات الحاسوبـية والمنطقيـة، الملـفات وقواعـد البيانـات.

لا يقتصر دور الأساليـب الكمـية في مجـال الحاسـوب فقط، بل يشمـل أيضا كل ما يتعلق بمبادئ الرياضيات والإحصاء المستعملة بكثرة في اتخاذ القرارات، خاصة ما يتعلق بالمقاييس الإحصائية للبيانات، الوصف الإحصائي للبيانات، الاحتمالات، الارتباط، الانحدار، توزيعات المتغيرات العشوائية، بعض التوزيعات الاحتمالية المتقطعة، التوزيع الطبيعي، نظرية العينات مع التركيز على قراءة وتحليل الجداول ونتائجها.

إضافة إلى أهم المفاهيم الأساسية للإحصاء التطبيقي، ووظائفه وأهدافه، نظرية الفئات، نظرية الاحتمالات وتطبيقاتها، التوزيعات الاحتمالية، التوزيعات الإحصائية، التقدير، اختبار الفروض، وتحليل التباين.

أما الرياضـيات، فيحتاج المقررون إلى نظرية المجموعات والعلاقات والدوال، جبر المصفوفات، التبادل والتوافيق، نظرية الآس، اللوغاريتـمات والمتوالـيات، التفاضل والتـكامل، الدوال في متغـير واحـد، الدوال في أكثر من متغير، التكامل، المعاملات التفاضلية، معـادلات الفـروق.

لقـد تعاظـم دور هذه الأساليـب الكمـية في الاقتصـاد تنظـيرا وممارسـة، إلى درجـة بـروز نمـط اقتصـادي جـديد سـماه الباحـثون المختصـون بالاقتصاد الإداري، الذي يتـناول الجـوانب الاقتصاديـة التي تهـم متخـذي القـرارات الإدارية، على غـرار الأسالـيب اللازمـة لتحـليل دراسـات الجـدوى، نقطـة التـعادل، القيـمة الزمنـية، وبعض أسالـيب الاقتصـاد القـياسي.

من جـهة أخـرى، بـرزت إدارة الاقتصـاد التقنـي التي تهتم بجميع فروع علم الاقتصـاد، بحـوث العملـيات والهندسـة الصناعـية، الإحصـاء التطبيقي، وعلوم الحاسـب الآلـي، وتنقسـم أكاديمـيا إلى دائرتـين:

(1) دائـرة الدراسـات الاقتصاديـة.

(2) ودائـرة الطـرق الكمـية والنمذجـة.

تسعـى إدارة الاقتصـاد التقنـي على مستـوى الاقتصـاد الكلي إلى تحـقيق مجموعـة من الأهـداف الهامـة، على غـرار:

1 / مسانـدة متخـذي القـرارات الاقتصاديـة، عن طريـق تزويـدهم بالمشـورة والتحـليل العلمـي فيما يتعـلق بالقضايـا الهامـة المتعلـقة بتنمـية الاقتصـاد الوطنـي، كالتخـصيص الأمـثل للمـوارد المتاحـة، تنـويع مصـادر الدخل، توسيع القاعدة الإنتاجـية، التخـطيط الصناعـي الاستراتيـجي، أهمـية برامـج الخصخـصة، برامج إعـادة توزيـع الدخـل، إدارة وتخطـيط وتقـييم المشـاريع الصناعـية، تنمـية وتطـوير المـوارد البشريـة، واقتصاديـات العمالـة والطاقـة.

2 / العـمل على تنمـية وتطـوير القطاعـات الاقتصاديـة، وبالأخـص القطاعين الصناعـي والزراعـي وقطـاع الخدمـات، عن طريق تحسين العمليات الإنتاجية والتكنولوجـيات المستخدمـة، التخصـيص الأمـثل للمـوارد، استحـداث برامـج فعالـة ذات كـفاءة للحـاسب الآلـي تساعـد في اتخـاذ القـرارات الاقتصاديـة السليـمة.

3 / إجـراء دراسـات الجـدوى الاقتصاديـة، الدراسـات المرتبطـة ببحـوث العملـيات، الإحصـاء التطبيقـي، ضـبط وتحسـين الجـودة، تحسين نظـم وإدارة العمليـات الصناعـية، والحـاسب الآلـي للمؤسـسات والجـهات الحكومـية ومؤسسات القطـاع الخـاص.