29‏/12‏/2020

المعطيات البيئية التي يعمل في ظلها التخطيط الاستراتيجي


إن البيئة الداخلية والخارجية التي تعمل في ظلها منظمات الأعمال منذ مطلع القرن الحادي والعشرين اختلفت عما كانت عليه قبل ذلك التاريخ، وهذا الاختلاف انسحب إلى كل أنشطة ووظائف منظمات الأعمال، ومن أكثر الأنشطة تأثرًا باختلاف البيئة الداخلية والخارجية نشاط التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية.
ويمكننا إيجاز أهم مظاهر البيئة الداخلية والخارجية التي يعمل في ظلها نشاط التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية فيما يلي:
1-  المنافسة العالمية والإقليمية والمحلية الشديدة التي تهدف إلى السيطرة على أكبر حصة ممكنة من الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. فكل منظمات الأعمال تسعى إلى تصريف منتجاتها وتحقيق أعلى إيرادات ممكنة من وراء عمليات البيع كي تمكنها من تحقيق معدلات ربحية أعلى تساعدها على الاستمرار والبقاء، وكذلك على التوسع في حجم الإنتاج. وقد ساعدت السياسات والاتفاقيات الدولية، وظهور واختفاء كيانات اقتصادية إقليمية، وظهور واختفاء منظمات أعمال وشركات متعددة الجنسيات، وفتح أسواق جديدة، من زيادة حدة المنافسة بين منظمات الأعمـال، وهذا بدوره أدى إلى عدم استقرار العرض والطلب على الموارد البشرية.
2- التطور التكنولوجي الهائل والمتطور أثر بشكل كبيرة على طبيعة ونوعية وحجم الموارد البشرية التي تحتاجها منظمات الأعمال، ومن ثم تغير طلب هذه المنظمات للموارد البشرية في سوق العمل.
3- يعد المورد البشري في منظمات الأعمال من أهم عناصر الإنتاج، فهو المسؤول الأول عن تلبية حاجات ورضا العملاء، وبناء على كفاءته وخبرته تتحدد جودة المنتجات التي من خلالها تستطيع منظمات الأعمال من زيادة مساحة حصتها السوقية. ولذلك يجب أن يراعي التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية الدقة الكافية عند استقطاب واختيار وتعيين الموارد البشرية التي تحقق للمنظمة أهدافها من الموارد البشرية.
4- يجب أن يتابع التخطيط الاستراتيجي للموارد البشرية بشكل دائم ومستمر التغيرات الجوهرية التي تحدثها التغيرات البيئية الداخلية والخارجية، وتحديد الأثر المنعكس لهذه التغيرات على إعاقة تنفيذ الخطة الاستراتيجية العامة للمنظمة، أو عدم الاستفادة من إيجابيات هذه التغيرات الاستفادة القصوى.
5- إن التخطيط الاستراتيجي يعد همزة الوصل بين الاستراتيجية العامة للمنظمة واستراتيجية إدارة الموارد البشرية، فتعتمد إدارة الموارد البشرية على التخطيط الاستراتيجي في رسم سياسات وظائفها وأنشطتها الأخرى من استقطاب واختيار وتعيين، وتدريب وتنمية، وتعويضات، وسلامة وصحة مهنية.. وغيرها من الأنشطة والوظائف، أيضًا تعمد إدارة الموارد البشرية على التخطيط الاستراتيجي في تحديد نطاق ممارسة ومزاولة كل نشاط من أنشطتها.
6- مما لا شك فيه أن التخطيط الاستراتيجي يعتمد بشكل كبير على عملية التنبؤ باتجاهات ومسارات المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية، وتحديد الآثار الإيجابية أو السلبية التي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على نشاط المنظمة وحاجتها من الموارد البشرية اللازمة. ولنجاح عملية التنبؤ لابد لها أن تعتمد على الأدوات الكمية المتقدمة والمتطورة، ولابد لها أيضًا أن تجمع الكثير من البيانات والمعلومات التاريخية والحالية وتصنيفها وتحليلها لتتمكن من استشراف المستقبل.