بفضل
فعالـية استخـدام الأسـاليب الكمـية، يمكن للمؤسسات الاقتصادية بلـورة
ثم تطـوير نظـام معلومـات محاسـبي شـامل ومعـقد، يعتـمد على استخـدام القـدرات الهائـلة للحاسـبات
الالكترونـية، بعد أن كان الأمـر لا
يتعـدى في أحسـن الأحـوال اعتـماد نظـام محاسـبي يـدوي بسيط جـدا،
يتـكون من مجموعـة من الملـفات وخريطـة الحسابـات والمجموعـة الدفتريـة التقليديـة.
فقد ساهمـت الأسالـيب
الكمـية في تحـويل المحاسـبة من مجـرد عملـية تسجـيل يدويـة روتينـية إلى مصـدر معلومـات مالـية، ونظـام لمعالجـة البيانـات المحاسـبية، وإعـداد
تقاريـر مالـية دوريـة لمنشـآت الأعـمال، بالاستـناد
إلى أسس القـياس المحاسـبي، الدورة
المحاسـبية، والقوائـم المالـية، مما سمح باستخـدام برنامج محاسبة حاسوبـي جاهـز لإعـداد
قوائـم مالـية للمؤسسةن خاصة عن طريق استخـدام برنـامج الحاسـوب (Excel).
أدى ذلك إلى ظهـور المحاسـبة الإداريـة التي ساعدت على زيادة استخـدام المعلومـات المالـية في اتخـاذ القـرارات
التشغيلـية، والتخـطيط والرقـابة على الأداء وتحـديد تكلـفة المنـتج.
إضافـة إلى تحـليل التكالـيف، العلاقـة بحجـم الإنـتاج والأربـاح، الموازنـات الشامـلة والمرنـة، تحـليل الانحرافـات، تحـديد تكلـفة النشـاط وإدارتـها ( ABC &
ABM).
كما برزت محاسـبة المسؤولـية، رقابـة الأداء في
الإدارة اللامركـزية، الطـرق المختلـفة لحـساب تكلـفة المنـتج.
يستلـزم المـرور الإجـباري لنظـام المعلومـات المحاسـبي
على الإدارة المالـية باستخـدام
الأساليـب الكمـية في مختلف عمليات هذه الإدارة ووظائفها وأهدافها، خاصة فيما يخص القوائـم المالـية، القيـمة الزمنـية للنقـود، العائـد والمخاطرة، التحـليل المالـي، والنسـب المالـية المئويـة.
تزداد الحاجـة إلى نظـم المعلومـات في الوحـدات الاقتصاديـة كلما كان هناك
كم كبير من البيانـات، التي تنشـأ عن القـيام بالعـديد من العملـيات الاقتصاديـة،
بهـدف معالجـتها وتوفـير المعلومـات التي يمكن أن تحقق الفائدة لمستخدميها
المتعدديـن.
وتُعـرَّف العملـية
المحاسبـية بأنها حـدث اقتصـادي يمـكن قياسـه كمـيا، يؤثـر على أصـول وخصـوم الوحـدة
المعـينة، ويظـهر في حسابـاتها وقوائمـها المالـية.
وغالـبا ما يتم
التعـبير عن بيانـات مدخـلات نظـام المعلومـات المحاسـبي عن طريق وحـدات قـياس كمـي:
وحـدات أو ساعـات أو أوزان، وذلك لأغراض الاستخـدام الداخـلي وخصوصـا في الشركـات
الصناعـية، كما توجـد أيضا على شكل بيانـات مالـية، أو معـبرا عنها في صـورة نقديـة،
وخصوصـا لأغـراض الاستخـدام الخارجـي.
ولأن عـمل نظـام المعلومـات المحاسبي في أيـة وحـدة اقتصاديـة يعتـمد
على مجموعـة مترابطـة من العناصـر البشريـة والماديـة ( آلـية وغير آلـية )، فقد
انتـقل من التركيز على العنصـر البشـري خلال بدايـاته للحصـول على البيانات
وتشغيلها واستخـدامها، إلى مرحـلة ازدادت فيها الحاجـة إلى استخـدام بعض الوسـائل
الآلـية التي يمـكن أن تسـاعد في إجـراء العملـيات التشغيلـية على البيانـات، وأخـيراً
ازدادت الحاجـة إلى استخـدام الوسـائل الإلكترونـية ( ولا سيما الحواسيب ) نظراً
للممـيزات العـديدة التي تتوافـر فيها، وكل
ما يمكن أن يسـاهم في زيـادة فاعلـية نظـم المعلومـات المحاسبـية
عندما يتم استخـدامها في عملـها.
إن استخـدام الأساليـب الكمـية يمـكن أن يساهـم في تقـليل حـالات عدم
التأكـد ( البدائـل ) لـدى متخـذ القـرار، وغالـبا ما يساهـم أيضا في زيـادة درجـة
المعرفـة لديـه، لكي يمـكن الاستـفادة منها فيما بعد عند اتخـاذه القرارات المختلـفة.
كما يسـرت السـبل لنظـام المعلومـات المحاسبـي لإنـتاج وتقديم وتوصـيل
المعلومـات المالـية والمحاسبـية لكل الجـهات التي يمكن أن تستخدمـها وتستفـيد
منها، سواءٌ أكانت هذه الجـهات من داخـل الوحـدة الاقتصاديـة أو من خارجـها،
وسواءٌ أكانت علاقـة هذه الجـهات بالوحـدة الاقتصاديـة مباشـرة أو غير مباشـرة.
وقبل تعاظـم استخـدام الأساليـب الكمـية، ظلـت نظـم المعلومـات في بدايـاتها
الأولـى تركـز بالدرجـة الأساس على الجـهات الخارجـية، نتيجـة لاعتـبارات قانونـية
على الأكـثر، ليتجـه التركيز حالـيا نحـو تقـديم المعلومـات لخدمـة الجـهات الداخلـية،
فضـلاً عن الجـهات الخارجـية طبعا، نظـراً لتعـدد هذه الجهات وتشعب العلاقـات التي
يمكن أن تنشـأ فيما بينها، وكذلك حاجـتها الأكثر إلى التقارير ( الدورية
وغير الدورية ) واستخـدامها في العـديد من القرارات التي يمكن أن تتخـذ في داخـل
الوحـدة الاقتصاديـة (9).
أصـبح وجـود أي نظـام
للمعلومـات مرتبطـاً أشد الارتـباط باستخدام الحواسـيب فيه، لكونـها تـزداد ضـرورة
كلما كان حجـم البيانـات التي يتم التعامـل معها كبيـراً، وأن معالجـتها وتقديـم
المعلومـات الناتجـة عنها يكون مطلوبـاً ضمن وقـت محـدد.
تتـيح الأساليـب الكمـية لمستخدمي نظام المعلومات المحاسبـي مجالات أوسع لتطويـر
قدراتـهم في إمكانـية عـرض محتويـات التقاريـر والقوائم المالية، بالسرعة الممكـنة،
والدقـة اللازمـة، ووفـق الشـكل الذي يمكن أن يؤثـر في زيادة الفائدة لدى أصحاب
القرار في المؤسسة.
ولذلك ينبـغي عـدم الاكتـفاء بتطـوير مهاراتـهم المحاسبـية، التي تشتـمل
على كافـة فـروع المعرفة المحاسبـية، والعـمل على دراسـة كافـة المستجـدات في كل
منها، مع ضـرورة توافـر الكـفاءة اللازمـة لدراسـة وفهـم العلاقـات المتشابـكة بين
المحاسبة وفـروع العلـوم الأخـرى، التي لها علاقـة بالتأثـير في بيئة الأعـمال
الحديـثة، بل يجب التحـكم الجـيد في أدوات الفحـص والقـياس التي تمكَنـهم من إجـراء
عملـيات التحـليل للبيانـات المختلفـة، التي يمـكن أن يقومـوا بتشغـيلها وتجهـيزها
إلى المستخدمين المتوقعـين سـواء من داخـل الوحـدة الاقتصاديـة أو خارجـها.
تساعـد الأساليب الكمـية كذلك في تجمـيع المدخـلات، وفـرز عناصـر البيانـات،
ثم تشـكلها في نمـاذج محـددة، أو تجـزئها كما تشـاء، وتنـتج وتبـث المخرجـات المحاسـبية
وتوصـلها إلى المستخدمـين، ويمكنها المساعدة في الرقـابة على النظـام وصيانـته، والمسـاهمة
في تسـيير وتشغـيل كل الركـائز الأخـرى بسرعـة ودقـة وكـفاءة عالـية.
تشـمل الأساليـب الكمـية المرتكزة على الكمبيوتر حسب بعض الباحثين على
ثلاثـة عناصـر رئيسـية:
1.
الفنـيون: وهم الأفـراد
الذين يفهـمون هذه الأساليـب ويشغلـونها، مثل مشغلي الحواسـيب، المبرمجين، المحللـين
والمصممـين، مهندسـي الصيانـة والاتصـالات، مديـري النظـم.
2.
البرمجـيات: تمـثل حِـزَم
البرامـج المطـورة أو الجاهـزة التي تجـعل أجـهزة الكمبيوتـر تعـمل وتأمـرها بأداء
وظائـفها وإنـتاج مخرجـاتها.
3.
الأجهـزة: تشتـمل على تنـوع
كبـير من الوسـائل التي تقـدم المسـاندة لركـائز أو مكونـات النظـام المختلـفة (10).
ساهمـت تقنـية المعلومـات
في زيـادة قـدرة النظـم المحاسبـية على التكيف والتأقلـم السـريع مع بيـئة العـمل
في المؤسسة، من خـلال توفـير وسـائل اقتصاديـة فعالـة لخـزن واسترجـاع ومعالجـة
البيانـات، ثم تقديمـها إلى متخـذي القرار في الوقـت المناسـب، فانعـكس ذلك بوضـوح
على كـفاءة نظـم المعلومـات المحاسـبية، متـيحا لها مرونـة كبـيرة في التعامـل مع
التغـيرات السريعـة والاستجابــة لها (11).