ابو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة
إسمه ونسبه وكنيته وألقابه وصفته
وأسرته وحياته في الجاهلية
من هنا التحميل ثلاثة اجزاء
أولاً: أسمه ونسبه وكنيته وألقابه:
هو
عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن
غالب القرشي التيمي([1])،
ويلتقي مع النبي e في النسب في الجد
السادس مرة بن كعب([2]) ويكنى بأبي بكر، وهي من البكر وهو الفتى من
الإبل، والجمع بكارة وأبكر وقد سمَّت العرب بكراً، وهو أبو قبيلة عظيمة([3]) ولُقب أبوبكر t، بألقاب عديدة
كلها تدل على سمو المكانة، وعلو المنزلة وشرف الحسب منها:
1- العتيق:
لقبّه
به النبي e؛ فقد قال له e: (أنت عتيقُ الله من النار) فسُمِّيَ عتيقاً([4]) وفي رواية عائشة قالت: دخل أبو بكر الصديق على
رسول الله e، فقال
له
رسول الله e: (أبشر فأنت عتيق
الله من النار)([5])،
فمن يؤمئذ سُمي عتيقاً([6])،
وقد ذكر المؤرخون أسباباً كثيرة لهذا اللقب، فقد قيل: إنما سمي عتيقاً لجمال وجهه([7])،
وقيل لأنه كان قديماً في الخير([8])،
وقيل سمي عتيقاً لعتاقة وجهه([9])،
وقيل إن أم أبي بكر كان لايعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت:
اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي([10])،
ولا مانع للجمع بين بعض هذه الأقوال، فأبي بكر جميل الوجه، حسن النسب، صاحب يد
سابقة الى الخير، وهو عتيق الله من النار بفضل بشارة النبي e له([11]).
2- الصديق:
لقبه
به النبي e ففي حديث أنس t أنه قال: أن النبي e صعد أحداً،
وأبوبكر، وعمر، وعثمان، فوجف بهم فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان([12]).
وقد
لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي e، وفي هذا تروي أم
المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فتقول: لما أسري بالنبي e الى المسجد
الاقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناسُ، كانوا آمنوا به وصدقوه وسعى رجال الى
أبي بكر، فقالوا: هل لك الى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليله الى بيت المقدس! قال:
وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب
الليلة الى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!! قال نعم ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من
ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبوبكر الصديق([13]).
وقد
أجمعت الأمة على تسميته بالصديق لأنه بادر الى تصديق الرسول e ولازمه الصدق فلم تقع منه هناة أبداً([14])،
فقد اتصف بهذا اللقب ومدحه الشعراء:
قال
ابو محجن الثقفي:
وسُمِّيت صديقاً وكل مهاجر
سواك يُسَمَّى باسمه
غير منكر
سبقت الى الاسلام والله شاهد
ولكني أحبّ بكل قلبي
وأعلم أن ذاك من الصواب
رسول الله والصدِّيق حبَّاً
([1])
الإصابة لابن حجر (4/144،145).