30‏/06‏/2012

أبوبكر الصديق رضي الله عنه 1+2+3


ابو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة
                 إسمه ونسبه وكنيته وألقابه وصفته
                 وأسرته وحياته في الجاهلية
                من هنا التحميل ثلاثة اجزاء

أولاً: أسمه ونسبه وكنيته وألقابه:
هو عبدالله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي([1])، ويلتقي مع النبي e في النسب في الجد السادس مرة بن كعب([2]) ويكنى بأبي بكر، وهي من البكر وهو الفتى من الإبل، والجمع بكارة وأبكر وقد سمَّت العرب بكراً، وهو أبو قبيلة عظيمة([3]) ولُقب أبوبكر t، بألقاب عديدة كلها تدل على سمو المكانة، وعلو المنزلة وشرف الحسب منها:
1- العتيق:
لقبّه به النبي e؛ فقد قال له e: (أنت عتيقُ الله من النار) فسُمِّيَ عتيقاً([4]) وفي رواية عائشة قالت: دخل أبو بكر الصديق على رسول الله e، فقال
له رسول الله e: (أبشر فأنت عتيق الله من النار)([5])، فمن يؤمئذ سُمي عتيقاً([6])، وقد ذكر المؤرخون أسباباً كثيرة لهذا اللقب، فقد قيل: إنما سمي عتيقاً لجمال وجهه([7])، وقيل لأنه كان قديماً في الخير([8])، وقيل سمي عتيقاً لعتاقة وجهه([9])، وقيل إن أم أبي بكر كان لايعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت: اللهم إن هذا عتيقك من الموت فهبه لي([10])، ولا مانع للجمع بين بعض هذه الأقوال، فأبي بكر جميل الوجه، حسن النسب، صاحب يد سابقة الى الخير، وهو عتيق الله من النار بفضل بشارة النبي e له([11]).
2- الصديق:
لقبه به النبي e ففي حديث أنس t أنه قال: أن النبي e صعد أحداً، وأبوبكر، وعمر، وعثمان، فوجف بهم فقال: اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان([12]).
وقد لقب بالصديق لكثرة تصديقه للنبي e، وفي هذا تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فتقول: لما أسري بالنبي e الى المسجد الاقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتد ناسُ، كانوا آمنوا به وصدقوه وسعى رجال الى أبي بكر، فقالوا: هل لك الى صاحبك؟ يزعم أن أسري به الليله الى بيت المقدس! قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك فقد صدق. قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة الى بيت المقدس، وجاء قبل أن يصبح؟!! قال نعم ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة، فلذلك سمي أبوبكر الصديق([13]).
وقد أجمعت الأمة على تسميته بالصديق لأنه بادر الى تصديق الرسول e ولازمه الصدق فلم تقع منه هناة أبداً([14])، فقد اتصف بهذا اللقب ومدحه الشعراء:
قال ابو محجن الثقفي:
          وسُمِّيت صديقاً وكل مهاجر
                          سواك يُسَمَّى باسمه غير منكر
          سبقت الى الاسلام والله شاهد
                          وكنت جليساً في العريش المشهر([15])
وأنشد الأصمعي([16])، فقال:
          ولكني أحبّ بكل قلبي
                          وأعلم أن ذاك من الصواب
          رسول الله والصدِّيق حبَّاً
                          به أرجو غداً حسن الثواب([17])
([1]) الإصابة لابن حجر (4/144،145).
([2]) سيرة وحياة الصديق، مجدي فتحي السيد، ص27.
([3]) ابو بكر الصديق، علي الطنطاوي، ص46.
([4]) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (15/280) إسناده صحيح.
([5]) رواه الترمذي رقم 3679 في المناقب وصححه الألباني في السلسلة 1574.
([6]) أصحاب الرسول، محمود المصري (1/59).
([7]) المعجم الكبير للطبراني (1/52).
([8]) الإصابة (1/146).
([9]) المعجم الكبير (1/53)، الإصابة (1/146).
([10]) الكنى والاسماء للدولابي (1/6) نقلاً عن خطب أبي بكر، محمد أحمد عاشور، جمال الكومي، ص11.
([11]) تاريخ الدعوة الى الاسلام في عهد الخلفاء الراشدين، د.يسري محمد هاني، ص36.
([12]) البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل ابي بكر (5/11).
([13]) اخرجه الحاكم (3/62-63) وصححه وأقره الذهبي.
([14]) الطبقات الكبرى (2/172).
([15]) أسد الغابة (3/310).
([16]) هو عبدالملك بن قريب الباهلي رواية العرب ونابغة الدنيا في الحفظ.
([17]) أبوبكر الصديق للطنطاوي، ص49.