أروع قصيدة لمجنون ليلى وهي اخر
ماقاله قبل وفاته
تَذكَّرْتُ لَيْلَـى والسِّنيـنَ الْخوَالِيـا وَأيَّامَ لاَ نَخْشَى على اللَّهْـوِ نَاهِيَـا
|
وَيَومٌ كَظِلِّ الرُّمْـحِ قَصَّـرْتُ ظِلَّـهُ بِلَيْلَى فَلَهَّانِـي وَمَـا كُنْـتُ لاَهِيَـا
|
بِثَمْدِينَ لاَحَتْ نَارُ لَيْلَـى وَصُحْبَتِـي بِذاتِ الْغَضَى تُزْجي المَطِيَّ النَّوَاجِيَا
|
فَقَالَ بَصيرُ الْقَـوْمِ ألْمَحْـتُ كَوْكَبـاً بَدَا فِي سَوَادِ اللَّيْـلِ فَـرْداً يَمَانِيَـا
|
فَقُلْتُ لَهُ : بَلْ نـارُ ليْلـى تَوقَّـدتْ بِعَلْيَا تَسَامَـى ضَوْؤُهَـا فَبَـدَا لِيَـا
|
وَقَـدْ يَجْمَـعُ اللهُ الشَّتِيتَيـنِ بَعْدَمَـا يَظُنَّـانِ كُـلَّ الظَّـنِّ أَنْ لاَ تَلاَقِيَـا
|
خَلِيلَـيَّ لاَ وَاللهِ لاَ أمْلِـكُ الَّــذي قَضَى اللهُ فِي لَيْلَى ولاَ مَا قضَى لِيَـا
|
قَضَاها لِغَيْـري وَابْتَلاَنِـي بِحُبِّهـا فَهَلاَّ بشَـيْءٍ غيْـرِ لَيْلَـى ابْتلاَنِيَـا
|
فيَا رَبِّ سَوِّ الحُـبَّ بيْنِـي وَبَيْنَهَـا يَكُـونُ كَفَافـاً لاَ عَلَـيَّ وَلاَ لِـيَـا
|
فَمَا طلَعَ النَّجْمُ الَّـذي يُهْتَـدَى بِـهِ وَلاَ الصُّبْحُ إلاَّ هيَّجَـا ذِكْرَهـا لِيَـا
|
وَلاَ سِرْتُ مِيلاً مِنْ دِمَشْقَ وَلاَ بَـدَا سُهَيْلٌ لأِهْـلِ الشَّـامِ إلاَّ بَـدا لِيَـا
|
وَلاَ سُمِّيَتْ عِنْدِي لَهَـا مِـنْ سَمِيَّـةٍ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ بَـلَّ دَمْعـي رِدَائِيَـا
|
وَلاَ هَبَّتِ الرِّيحُ الجنُـوبُ لأِرْضِهَـا مِنَ اللَّيْـل إلاَّ بِـتُّ لِلرِّيـحِ حَانِيَـا
|
فَإِنْ تَمْنَعُوا لَيْلَـى وَتَحْمُـوا بِلاَدَهَـا عَلَيَّ فَلَـنْ تَحْمُـوا عَلَـيَّ الْقَوَافِيَـا
|
فَأشْهَـدُ عِنْـدَ اللهِ أنِّــي أُحِبُّـهَـا فَهَذا لَهَا عِنْـدِي فَمَـا عِنْدَهَـا لِيَـا
|
قَضَى الله بِالْمَعْرُوفِ مِنْهَـا لِغَيْرِنَـا وَبِالشَّوْقِ مِنِّي وَالْغَرَامِ قَضَـى ليَـا
|
أرَانِي إذَا صَلَّيْـتُ يَمَّمْـتُ نَحْوَهَـا بِوَجْهِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّـى وَرَائِيَـا
|
وَمَـا بِـيَ إشْـرَاكٌ وَلَكِـنَّ حُبَّهَـا وَعُظْمَ الجَوَى أَعْيَا الطَّبِيبَ المُدَاوِيَـا
|
أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافـقَ اسْمَهَـا أَوْ اشْبَهَـهُ أَوْ كَـانَ مِنْـهُ مُدَانِيَـا
|
خَلِيلَيَّ لَيْلَى أكْبَـرُ الْحَـاجِ وَالْمُنَـى فَمَنْ لِي بِلَيْلَى أوْ فَمَنْ ذَا لَهـا بِيَـا
|
إِذَا اكْتَحَلَتْ عَيْنِي بِعَيْنِكِ لَـمْ تـزَلْ بِخَيْرٍ وَجَلَّتْ غَمْـرَةً عَـنْ فُؤادِيَـا
|
فَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أشْقَيْتِ عِيشَتِـي وَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أنْعَمْـتِ بَاليَـا
|
وَأنْتِ الَّتِي مَا مِنْ صَدِيقٍ وَلاَ عِـدى يَرَى نِضوَ مَا أبْقيْتِ إلاَّ رَثـى لِيَـا
|
أمَضْرُوبَةٌ لَيْلَـى عَلَـى أَنْ أَزُرَهـا وَمُتَّخَـذٌ ذَنْبـاً لَـهَـا أَنْ تَرَانِـيَـا
|
إِذَا سِرْتُ فِي الأرْضِ الْفَضَاءِ رَأيْتُنِي أُصَانـعُ رَحْلِـي أَنْ يَمِيـلَ حِيَالِيَـا
|
يَمِيناً إِذَا كَانَـتْ يَمِينـاً وَإنْ تَكُـنْ شِمَالاً يُنَازِعْنِي الهَوَى عَنْ شِمَالِيَـا
|
هِيَ السِّحْـرُ إِلاَّ أَنَّ للسِّحْـرَ رُقْيَـةً وَإنِّيَ لاَ أُلْفِـي لَهَـا الدَّهْـرَ رَاقِيَـا
|
إِذَا نَحْـنُ أدْلَجْنَـا وأَنْـتِ أمَامَنَـا كَفَـى لِمَطَايَانَـا بِذِكْـرَاك هَـادِيَـا
|
ذَكَتْ نَارُ شَوْقِي فِي فُؤَادِي فَأَصْبَحَتْ لَهَا وَهَـجٌ مُسْتَضْـرَمٌ فِـي فُؤَادِيَـا
|
فَيَا ربِّ إِذْ صَيَّرْتَ لَيْلَى هِيَ المُنَـى فَزِنِّـي بِعَيْنَيْهَـا كَمَـا زِنْتَهَـا لِيَـا
|
وإلاّ فَبغِّضْـهَـا إلَــيَّ وَأهْلَـهَـا فَإنِّي بلَيْلَـى قَـدْ لَقِيـتُ الدَّوَاهيَـا
|
عَلَى مِثْل لَيْلَى يَقْتُلُ المَـرْءُ نَفْسَـهُ وَإن كُنْتُ مِنْ ليْلَى عَلَى الْيَأْسِ طَاوِيَا
|
خَلِيلَـيَّ إِنَّ ضَنُّـوا بِلَيْلَـى فقرِّبَـا لِيَ النَّعْشَ وَالأَكْفَانَ وَاسْتغْفِـرَا لِيَـا
|