27‏/01‏/2013

السـبـع المـثانـي والقـرآن



الأحرف الـ (21) المكونة لسورة الفاتحة ترتبط ارتباطًا مذهلاً بكلمات القرآن وآياته وفق نظام يقوم على الرقم (7), وسوف نضرب مثالاً من مقدمة سورة البقرة حيث يقول الله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 2/2]. لنكتب هذه الآية ونكتب تحت كل كلمة رقمًا يمثل عدد أحرفها عدا حرف الفاء في كلمة (فيه) فلا نحصي هذا الحرف (لأنه غير موجود في سورة الفاتحة):

الآية                           ذلك  الكتب    لا    ريب    فيه   هدى   للمتقين
عدد الأحرف
عدا الفاء                        3      5        2       3       2      3          7

العدد (7323253) هو عدد مكون من (7) مراتب وينقسم على (7) تمامًا:
7323253 = 7 × 1046179
الناتج أيضًا عدد مكون من (7) مراتب ومجموع أرقامه (28=7×4).
يرتبط هذا النظام بالمعنى اللغوي لأجزاء الآية, فالآية يمكن تقسيمها إلى مقطعين, ومع ذلك يبقى النظام الرقمي قائمًا:
الآية                    ذلك الكتب لا ريب فيه               هدى للمتقين
عدد الأحرف عدا الفاء        15                           10
العدد (1015) من مضاعفات الرقم (7) أيضاً:
1015 = 7 × 145
حتى عندما نجزِّئ الآية إلى ثلاثة مقاطع (لغويًا) فإن النظام الرقمي يبقى مستمرًا (حرف الفاء لا يُحصى لأنه غير موجود في سورة الفاتحة), نكتب المقاطع الثلاثة وتحت كل مقطع عدد حروفه عدا الفاء:
الآية                                         ذلك الكتب          لا ريب فيه        هدى للمتقين
عدد الأحرف عدا الفاء                      8                   7                  10
                        
وهنا نجد العدد (1078) من مضاعفات الرقم  (7) بالاتجاهين:
                    1) ـ العدد:           1078 = 7 × 7 × 22
                    2) ـ مقلوبه:          8701 = 7 × 1243
وهكذا لو سرنا عبر آيات القرآن لوجدنا نظامًا متكاملاً يقوم على هذه الحروف, وهذا النظام يكشف لنا سر تسمية الفاتحة بأم القرآن, وهو ارتباطها الوثيق مع القرآن كله, والله تعالى أعلم.
آيـة ـ كلمـة ـ حـرف
من عجائب سورة الفاتحة ارتباط رقم الآية بعدد كلمات هذه الآية وعدد حروفها, كما يلي: نعبِّر عن كل آية بـ (3) أرقام, الأول يمثل رقم الآية, الثاني يمثل كلماتها, الثالث يمثل حروفها:
بسم الله الرحمن الرحيم        الحمد لله رب العلمين                 الرحمن الرحيم      
1           4         19         2      4        17             3     2     12 
ملك يوم الدين        إياك نعبد وإياك نستعين                  اهدنا الصرط المستقيم
  4   3      11  5         5         19               6           3              18
صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
7                 10          43
عندما نقرأ هذا العدد بشكل كامل نجده من مضاعفات الرقم (7):
1941 1742 1223 1134 1955 1836  43107
= 7 × 6158169088507304874616774563
ثم إن هذه النتائج الرقمية لو كانت عن طريق المصادفة، لما رأينا هذا الإحكام المُعجز، وقد حاولتُ جاهداً الحصول على أي نظام في مقاطع من الشعر والأدب ولكن لم أحصل على ذلك. فقد تجد أن مقطعاً من قصيدة يقبل القسمة على سبعة بالمصادفة، وقد تجد في المقطع ذاته عملية قسمة ثانية على سبعة، ولكن الثالثة تكاد تكون مستحيلة، وهيهات أن تحصل على عشر عمليات قسمة على سبعة مثلاً. فكيف إذا علمنا أنه في سورة الفاتحة التي لا تتجاوز الثلاثة أسطر مئات العمليات الرياضية، وجميعها جاءت منضبطة مع الرقم سبعة، والسؤال: مَن الذي ضبط هذه الأرقام جميعاً
عَظَـمَة فاتحـة الكتـاب          
تتجلّى عظمة هذه السورة أنك كيفما نظرت إليها تجدُها مُحكمة, تتعدَّد طرق العدّ والإحصاء ويستمر النظام المحكم, ليشهد على أن كل حرف في القرآن هو من الله سبحانه وتعالى, ونطرح سؤالاً على كل من يشكّ بالقرآن: هل يستطيع البشر أن يأتوا بـ(31) كلمة مثل الفاتحة؟ قطعًا لا يستطيعون!
لمـاذا (31) كلمـة
سورة الفاتحة رقمها (1) وآياتها (7) وكلماتها (31), هذه الأعداد الأولية عند صفِّها بهذا الترتيب تشكل عددًا هو: (1 7 31) من مضاعفات السبعة:
3171 = 7 × 453
ولو قمنا بترقيم كلمات الفاتحة برقم متسلسل يبدأ بـ (1) وينتهي عند آخر كلمة بـ (31), يتشكل لدينا عدد ضخم جدًا هو:
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31
هذا العدد يقبل القسمة على (7) تمامًا وبالاتجاهين!! والأعجب من ذلك أن عملية القسمة على (7) تنتهي (7) مرات في كل اتجاه!!! ويحضرني قول الله تعالى مخاطبًا الإنس والجن: (فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان)، ِهذه الآية العظيمة نجدها مكررة في القرآن (31) مرة أيضاً في سورة الرحمن, والعجيب جدًا أن أرقام هذه الآيات الـ (31) عندما نقوم بصفِّها فإنها تشكل عددًا من مضاعفات الرقم (7) وبالاتجاهين أيضاً:
13 16 18 21 23 25 28 30 32 34 36 38 40 42 45 47
49 51 53 55 57 59 61 63 65 67 69 71 73 75 77
هذا العدد الضخم الذي يمثل أرقام الآيات حيث وردت هذه الآية يقبل القسمة على (7) تمامًا وبالاتجاهين! أليست هذه النتيجة المذهلة دليلاً صادقًا على أنه لا تكرار في القرآن, بل نظام مُحكَم ومتكامل؟
إن الأرقام الأولية المفردة التي نراها تتكرر كثيرًا (الرقم 7 والرقم 19 والرقم 23 والرقم 31...) دليل على أن القرآن منَّزل من الواحد الأحد, ولذلك جاء ترتيب الأحرف والآيات والسور متناسبًا مع هذه الأعداد, ولو أن الأمر يتم عن طريق المصادفات لما رأينا أبحاثًا كهذه, بل لو فتشنا في أي كتاب في العالم عن أدنى نظام لا نجده أبدًا مهما حاولنا, لأن المنطق يفرض وجود منظِّم وراء أي نظام, والآن سوف نتأمل كلمة (الله) تعالى الذي نظّم سورة الفاتحة وكيف جاءت حروف هذه الكلمة بنظام مُحكَم.
اللّـه . . . . يتجـلّى في أعظـم سـورة
عَظَمة سورة الفاتحة تعبر عن عظمة مُنَزِّلها: إنه الله سبحانه وتعالى, أنزل هذه السورة ورتَّب أحرف اسمه الأعظم فيها بشكل يدل دلالة قاطعة لكل ذي بصيرة على أن الله هو منِّزل هذه السورة. ونثبت هذه الحقيقة بلغة الأرقام التي لا ينكرها جاهل ولا عالم. لنكتب سورة الفاتحة وتحت كل كلمة رقمًا يمثل ما تحويه هذه الكلمة من أحرف لفظ الجلالة (الألف واللام والهاء):
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب  العلمين  الرحمن الرحيم
0     4       2        2      2     3    0      3           2       2
ملك يوم الدين إياك نعبد و إياك نستعين اهدنا الصرط المستقيم
      1 0  2      2    0   0    2     0       3       2         2
صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم  و  لا  الضالين
  0       2       1        2     0        2           2     0  2     4
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف لفظ الجلالة عبر كلمات السورة هو:
 (4202202120223020022012230322240), هذا العدد يقبل القسمة على (7) تمامًا. ولكن المذهل حقًا أن عدد أحرف لفظ الجلالة في سورة الفاتحة: (أ =22), (ل =22), (هـ =5), مجموع هذه الأحرف هو: (22+22+5=49) حرفًا أي (7×7): أليس هذا عجيبًا؟
من عَظَمَة الإعجاز القرآني أن هذا النظام المحكم لأحرف لفظ الجلالة لا يقتصر على سورة الفاتحة, بل يشمل القرآن العظيم.
ونظـام تراكـمي أيضـًا . .
في كتاب الله, كيفما نظرنا وكيفما توجَّهنا إلى هذا القرآن نجده منضبطًا ومُحكمًا. فهذه سورة الفاتحة عجائبها لا تنقضي, والرقم (7) هو أساس ومحور هذه العجائب. لنكتب السورة وتحت كل كلمة عدد حروفها (مع الكلمة التي قبلها) بالطريقة التراكمية, فنرى عددًا شديد الضخامة من مضاعفات الرقم (7) أيضًا، مع ملاحظة أن طريقة العد التراكمي أو المتزايد أو المستمر هي طريقة معروفة جداً في علم الرياضيات تستخدم مع الأشياء المترابطة والمتماسكة، ووجود هذا النظام التراكمي لحروف القرآن يعني أنه كتاب مترابط ومتماسك!ولو نقص حرفاً أو زاد حرفاً لانهار هذا النظام بالكامل.  
ويجب أن نذكِّر كل من لديه شك بهذا القرآن: هل كان محمد  يمتلك حاسبات إلكترونية وبرامج متطورة لمعالجة مثل هذه الأعداد الضخمة؟
بسم  الله  الرحمن  الرحيم  الحمد  لله  رب  العلمين     الرحمن     الرحيم       ملك 
3     7      13       19     24   27  29    36         42     48         51
يوم  الدين  إياك نعبد   و    إياك  نستعين  اهدنا  الصرط  المستقيم        صرط 
54    59   63  67    68  72      78       83       88         96          99
الذين  أنعمت  عليهم  غير  المغضوب  عليهم   و        لا     الضالين
104   109    114    117    124      129  130    132    139
(نظام  العدّ التراكمي لحروف كلمات سورة الفاتحة كاملة)
إن العدد الضخم جدًا الذي يمثل أحرف الفاتحة تراكميًا هو (69 مرتبة):
(837872686763595451484236292724191373
139132130129124117114109104999688)
هذا العدد من مضاعفات الرقم (7) تمامًا!!‍
توزع الشدَّات في الفاتحة
في فاتحة الكتاب (14) حرفًا مشددًا (7×2), وهذه حقيقة ثابتة لأن هذه الشدَّات الـ (14) مثبتة في كتاب الله تعالى. نكتب سورة الفاتحة كاملة وتحت كل كلمة ما تحويه من هذه العلامة (الشدة).
إذا قمنا بإحصاء الشدّات في كل آية نجد عددا من مضاعفات الرقم (7) أيضًا:
                                 (3121223) = 7 × 445889
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله ربّ    العلمين        الرّحمن     الرّحيم
0     1       1        1        0     1  1     0           1        1  
ملك يوم الدّين إيّاك نعبد و إيّاك نستعين اهدنا  الصّرط       المستقيم
0       0   1      1    0     0    1     0       0      1          0
صرط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم  و  لا     الضّالّين
0         1      0         0        0      0         0      0  0       2
إن العدد الذي يمثل توزع الشدَّات عبر كلمات الفاتحة هو: (2000000010010010011001101101110) هذا العدد من مضاعفات الرقم (7). أليست هذه معجزة مادية تستحق التدبر؟
إن توزع الشدّات على كلمات السورة من مضاعفات السبعة، وتوزع الشدات على آيات السورة من مضاعفات السبعة أيضاً، وعدد هذه الشدّات في السورة من مضاعفات السبعة!!!.
تتعــدد الطـرق والنـظام واحـد
كثير من أصحاب اللغة لا يعدُّون واو العطف كلمة, بل يلحقونها بالكلمة التي بعدها. ومع ذلك يبقى النظام الرقمي قائمًا ليشهد بأن هذا القرآن لا خلاف فيه ولا تناقض، لنكتب سورة الفاتحة وتحت كل كلمة عدد حروفها (مع ضمّ واو العطف للكلمة التي بعدها):
بسم الله الرحمن   الرحيم     الحمد لله رب العلمين الرحمن الرحيم
3     4       6        6      5     3    2      7         6      6 
ملك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصرط المستقيم
3  3     5      4 4    5      6         5      5  8             
صرط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم  ولا  الضالين
3         5      5         5        3      7         5      3        7
إن العدد في هذه الحالة يقبل القسمة على (7) تمامًا:
73573555385565445336672356643 =
= 7 × 10510507912223635048096050949
تجدر الإشارة إلى أن هذا النظام يبقى مستمرًا مع البسملة أو بدونها, وهذا يوافق قراءات القرآن, فسواء اعتبرنا البسملة آية أم لم نعتبرها آية يبقى العدد الذي يمثل حروف السورة من مضاعفات السبعة في كلتا الحالتين!! وهذه معجزة بحدِّ ذاتها، أنك تجد الأرقام تتغير من قراءة لأخرى ويبقى النظام قائماً، وهذا مزيد من الإعجاز الذي يصعب بل يستحيل الإتيان بمثله.
تتعــدد القـراءات والنـظام واحـد
المرجع لجميع هذه الحقائق الرقمية هو القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم, ولكن هنالك مصاحف لا ترقم البسملة فيها, ومع ذلك يبقى عدد آيات سورة الفاتحة (7) لأن الآية الأخيرة منها تصبح آيتين في هذه المصاحف. فهل يبقى النظام الرقمي قائمًا في هذه الحالة؟
العدد الذي يمثل أحرف لفظ الجلالة في كلمات الفاتحة (عدا البسملة) هو: (420220212022302002201223032) هذا العدد يقبل القسمة على الرقم (7) بالاتجاهين!!!
والعجيب أنه في هذا التوزع لأحرف لفظ الجلالة يظهر نظام لنهايات الآيات, فنحن أمام (7) آيات كل آية انتهت بكلمة. نكتب هذه الكلمات السبعة وتحت كل كلمة ما تحويه من (ا ل هـ):
العلمين     الرّحيم    الدين   نستعين   المستقيم    عليهم   الضالين
3           2        2         0         2           2        4
إن العدد (4220223) يقبل القسمة على (7) بالاتجاهين:
1) العدد:          4220223 = 7 × 7 × 86127
2) مقلوبه:                 3220224 = 7 × 460032 
ونتساءل: هل نحن أمام مفهوم جديد لمعنى: السبع المثاني؟ وهل يمكن لنا أن ندرك جزءًا من سرّ تسمية هذه السورة بالسبع المثاني؟ لا يزال أمامنا عدد كبير من الأسرار القرآنية أيضًا لم تكتشف, تتعدد قراءات القرآن لحكمة عظيمة ومعجزة ربما تكشفها لنا الأيام القادمة إن شاء الله تعالى. ولابد أن تكون لوجوه القراءات هذه معجزة يراها أي إنسان, حتى طريقة رسم كلمات القرآن أيضًا فيها معجزة عظيمة... وغير ذلك كثير.
الرحـمـن . . يتـجلّى
في هذه السورة (عدا البسملة) تكررت أحرف كلمة (الرحمن) كما يلي: 
ا    لـــــر  حـــمـــن 
19   18        6    3   12 10
العدد (1012361819) من مضاعفات الرقم (7)
1012361819= 7 ×144623117
يقول عز وجل: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) [الإسراء: 17/110], لنكتب سورة الفاتحة (عدا البسملة), وتحت كل كلمة ما تحويه من أحرف (الرحمن) ـ (ا ل ر ح م ن):
الحمد لله رب  العلمين  الرّحمن  الرّحيم  ملك  يوم  الدين  إيّاك  نعبد و إياك   نستعين    
4      2    1    5       6        5      2    1      3   
    2  1    0   2      2
اهدنا  الصرط المستقيم  صرط  الذّين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا  الضالين
3          3      4       1    3     3     2    1     3         2       20    5
إن العدد الذي يمثل توزع أحرف كلمة (الرحمن) في هذه السورة هو: (520231233143322012312565124) هذا العدد يقبل القسمة على (7) تمامًا.
ونتسـاءل. . .
بعد هذه الحقائق المبهرة عن سورة هي أعظم سورة في القرآن هل نزداد يقينًا وإيمانًا بصدق قول الرسول الكريم : (ما أنزل الله في التوراة والإنجيل مثل أم القرآن, وهي السبع المثاني, وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل) [الترمذي].
هل ندرك أن كلام الله أعظم وأكبر مما نتصور؟ في سورة واحدة لا تتجاوز (3) أسطر معجزة رقمية مذهلة, وأرقام لانهاية لها, جميعها تتناسب مع الرقم (7), هل يمكن للبشر ولو اجتمعوا أن يأتوا بـ (3) أسطر كالفاتحة؟ فكيف لو وقفنا أمام القرآن كله, فهل نتخيل مدى الإعجاز في كتاب الله؟
إن أي إنسان يدَّعي أنه يستطيع أن يأتي بمثل القرآن لا يعرف شيئًا عن عَظَمة هذا القرآن. بل إن كل من يقول إن القرآن ليس كتاب رياضيات أو ذرَّة أو غيرها من العلوم, لم يدرك بعد ثِقَل كلام الحقّ عزَّ وجلّ, وحجم العلم الإلهي الموجود في القرآن, والذي رأيناه في هذا البحث, أليس أرقى مستويات الرياضيات؟
خـاتـمة
ويخطر ببال من يقرأ هذا البحث سؤال: لماذا وضع الله تعالى لغة الأرقام في كتابه, وإذا كان القرآن كتاب هداية ورحمة, فما حاجة المؤمن إلى هذه المعجزة؟ وماذا يمكن أن يستفيد من هذا البحث؟ إذا كان مؤمناً أصلاً؟
قبل كل شيء يجب أن نعلم بأن المؤمن الذي رضي بالله تعالى ربًا وبالإسلام دينًا وبالقرآن إمامًا, وبمحمَّد  نبيًا ورسولاً, لابد أنه في حالة شوقٍ دائم لمعرفة أسرار كتاب ربه, ورؤية عجائبه التي قال عنها الرسول الأعظم: (ولا تنقضي عجائبه) [رواه الترمذي], وما المعجزة الرقمية إلا إحدى عجائب هذا القرآن في عصر الرقميات الذي نعيشه اليوم.
وهذا نبي الله موسى عليه السلام يُلقي بعصاه فتنقلب ثعبانًا حقيقيًا, يجعل من السَّحرة الذين هم أشدُّ كفرًا ونفاقًا عبادًا مخلصين لله, يخِرُّون سُجَّدًا أمام عَظَمة معجزة الله تعالى, فهل كانت العصا هي الهدف؟ إن العصا هي مجرد وسيلة لرؤية الحقّ, كذلك لغة الأرقام عسى أن تكون وسيلة نرى من خلالها نور الحقّ والإيمان، بل نزداد إيماناً بمحصي هذه الأرقام جلَّ وعلا.
فالمعجزة هي تذكرة للمؤمن قبل الكافر, أليس الله تعالى هو القائل: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمَّد: 47/24], وهل يقتصر تدبّر القرآن على البلاغة فقط؟ وهل نزل القرآن ليتحدّى علماء اللغة فحسب؟ أليس الله تعالى هو القائل: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) [النحل: 16/125], أليس من الحكمة أن نخاطب كل قوم بلغتهم التي يفقهونها جيدًا؟ ولغة الأرقام, أليست هي لغة العلم الحديث؟ بل لغة العالم الحديث؟
إذن الإعجاز الرقمي هو أفضل لغة في القرن الواحد والعشرين يمكن للقرآن أن يتحدَّى بها البشر على اختلاف لغاتهم وعقائدهم.
ونختم هذا البحث بمعجزة نبوية, فهذا رسول الخير  يحدثنا قبل أكثر من (1400) سنة عن علاقة القرآن بالرقم (7) فيقول:(إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف) [البخاري ومسلم], فمن الذي أخبر هذا النبيّ الأميّ  بمعجزة الرقم (7) في القرآن؟ أليس هو رب السماوات السبع عزَّ وجلّ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المـراجـع
1 ـ القرآن الكريم ـ بالرسم العثماني ورواية حفص عن عاصم.
2 ـ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ـ محمد فؤاد الباقي.
م. عبد الدائم الكحيل