19‏/03‏/2012

الشركات المتعددة الجنسيات


المقدمة                                                                         مميزات حركة رأس المال مند بداية القرن 19 إلى غاية الوقت الراهن "في هدا الفصل نحاول أن نبين الإطار التاريخي لحركة رأس المال و تنقلها بين مختلف الدول، حيت نلاحظ الأهمية المتزايدة لهده الحركة على الصعيد العالمي مند بداية القرن 19 حيت عرفت هده الحركة تزايد متواصلا حتى في أوقات الأزمات.و في الوقت الراهن ترتبط حركة رأس المال على الصعيد العلمي بدينامكية الشركات متعددة الجنسيات.لأجل تحديد مجال البحت نقدم أدناه بعض المفاهيم و المصطلحات التي نستخدمها في بحتنا هذا.يقصد بالاستثمار الدولي كل استخدام لموارد البلد المالية في الخارج. و إدا وظفنا مفهوم التيار يمكن القول بأنه يشمل استثمار القطاع الغير النقدي طويل المدى سواء أكان خاصا أو حكوميا و هو موضوع البحث و الاستثمار قصير المدى للمؤسسات النقدية بمعنى القروض و التحويلات أحادية الجانب الحكومية و الخاصة أي المنح و المساعدات وأخيرا رصيد دخل رأس المال في الخارج أي الأرباح سواء الأرباح التي يعاد استثمارها أو تلك المحولة نحو الخارج .الاستثمار في المحافظة المالية :  و يتعلق بشراء الأوراق المالية الحكومية أو الخاصة دون أن يكون الغرض من ذلك ممارسة الرقابة.أما الاستثمار الأجنبي المباشر : فيتعلق بملكية الأصول الحقيقية و المساهمة في رأس مال الشركة مساهمة تمكن المقرض من المساهمة في الإدارة و هدا تستدعي تحديد عتبة رقابة الأصول قصد الحصول على الإحصاءات.و أيضا هو ينطوي على الاستثمار الأجنبي المباشر على تملك المستثمر الأجنبي لجزء من الاستثمار أو كلها في مشروع معين في دولة غير دولته فضلا على قيامه بالمشاركة في إدارة المشروع في حالة الاستثمار المشترك أو سيطرته الكاملة على الإدارة و التنظيم في حالة ملكيته المطلقة لمشروع الاستثمار، بالإضافة إلى قيامه بتحويل موارد مالية و تقديم مستويات متقدمة من التكنولوجية و الخبرة الفنية في مجال نشاطه إلى الدولة المضيفة.ومند منتصف القرن 20 ، دخل العالم مرحلة أطلق عليها مرحلة الشركات متعددة الجنسيات و التي أصبحت الشكل الغالب لحركة رأس المال على الصعيد الدولي كما أصبحت هي المراكز الرئيسية التي تقود المبادرات و تنسيق الإنتاج و تبادل على الصعيد العالمي ، و بغرض تعريف هدا النوع من الشركات تم استخدام العديد من المعايير الإجتماعية و الإقتصادية كما تم التمييز بين عدة أنواع من الشركات المتعددة الجنسيات :
أ‌-               الشركات المتعددة الجنسيات أحادية المركز:و هي تلك الشركات التي تبقى خاضعة في إدارتها و تسييرها و هيكلتها للشركة الموجودة في البلد أصل الشركة.
ب‌-             الشركات متعددة الجنسيات متعددة المركز: و هي تلك الشركات التي تخضع لقيود البلدان المضيفة.جـ     الشركات المتعددة الجنسيات عالمية المركز:و هي تلك الشركات التي تعد استراتيجية عالمية
إن البحت  عن معايير كمية بغرض تقدير درجة تعدد الجنسية يستدعى التحديد في هدا السياق يعتقد " فارنون" 1 أن تعدد الجنسية يستدعي الإنتاج في أكتر من ستة بلدان ل 25% من رقم الأعمال.
من أعلاه يتبين لنا أن مفهوم الشركات متعددة الجنسيات هو مفهوم غامض إذ يفترض أن الشركات يمكن أن يكون لها أكتر من جنسية و هدا غير صحيحة في الغالب من ذلك أن هده الشركات و ان كانت منتشرة عالمية فإنها تحتفظ في الغالب بجنسية الشركة الأم و على هدا فإن البحت يعتمد على التعريف الذي وضعته الأمم المتحدة في 1964 و مفاده أن هده الشركات هي امتداد لشركات خارج اقليم موضعها الأصلي.الأمثلة الأولى لظهور الشركات المتعددة الجنسيات :الشركة الهندية البريطانية تأسست في سنة 1600م و الشركة الهولندية سنة 1602 و الشركة الهندية الفرنسية سنة 1664م و قد استطاعت هده الشركات بعد كل المحاولات الفاشلة أن تظهر للوجود في هده المرحلة غير أن الشركات الثلاثة الأولى كانت الأكثر قوة و سيطرة و نعتبر أكثر المساهمة و رأسمالها في ارتفاع مستمر حيث تضاعف هده الأخيرة عشر مرات خلال 50 سنة بالنسبة للشركات البريطانية و تضاعفت 40 مرة خلال 150 سنة ، هده الأخيرة كانت تقوم بالتجارة في التوابل القهوة، الشاي...اخ.لقد تمكنت هده الشركات من امتلاك أرض في معضم القارات رغم كونها خاصة ،و كانت تفرض قوانين على الأراضي التي تملكها و تسخر جيوشا و أساطيل لحماية ممتلكاتها في هده المناطق ، في بعض الأحيان أدت حدة المنافسة بهده الشركات إلى النزاع المسلح بين الدول الأم و هده الشركاتالاستثمار الأجنبي المباشر و الشركات متعددة الجنسيات: يقع العديد في خطأ عدم التفريق بين ظاهرتي الاستثمار الأجنبي المباشر والشركات المتعددة الجنسيات و يعتبروها شيئا واحد في حين أن هدا الخلط ليس له *** في كثير من الأحيان.-   قبل تناول مجال الاختلاف بين الظاهرتين يجب بداية إعطاء مفهوم للشركات المتعددة الجنسيات فمن التعاريف نجد على أنها " تجمع رأسمالي إنتاجي عبر الدول يعمل على إقامة المشروعات الإنتاجية و ما يتصل من فتح أفاق جديدة للتبادل سواء في مجال تبادل السلع المادية، أو حركات رؤوس الأموال أو في تقديم الخدمات بما في ذلك السياحة أو نقل التكنولوجيا و المعلومات الإدارية و الفنية و تمتد كل تلك الأنشطة عبر حدود عدة دول خارج الدولة الكائن بها المركز الرئيسي "
- و تعرف أيضا على أنها تلك" المنظمة التي تزيد رقم أعمالها أو المبيعات السنوية كل 100 مليون دولار و التي تمتلك تسهيلات أو فروع إنتاجية في ستة دول أخرى أو أكتر"-   خصائص الشركات متعددة الجنسيات هي:-   اتساع دائرة نشاط الشركة-   امتلاك فروع في عدة دول-   تمركز القرار في البلد الذي يوجد فيه المقرر الرئيسي للشركة.أم عن العلاقة القائمة بين الاستثمار الأجنبي المباشر و الشركات المتعددة الجنسيات فهما يتفقان من حيت أن كليهما يقوم بتدويل الإنتاج، الذي يعتبر نقلا جزئيا أو كليا للعملية الإنتاجية إلى بلدان عديدة مع التحكم في نفس رأس المال، أما الاختلاف فيمكن تلخيصه فيما يلي:
-                ليس كل استثمار وافد من الخارج صادر بالضرورة من الشركات متعددة الجنسيات إذ أن هده الأخيرة ليست القناة الوحيدة لتحقيق الاستثمار المباشر في الخارج و قد يمكن أن تستثمر مثلا دولة عربية في دولة عربية أخرى عن طريق الشركات المشتركة فيما بينها.
-                قد تدخل الشركات المتعددة الجنسيات في دول دون استثمار فقد يكون المساهمة بالاسم التجاري و أن تحصل على أسهم في مقابل المعرفة الفنية و الإدارية (1).-                لقد أكدت الاستنتاجات التي توصل إليها المؤتمر الذي ضم اقتصاديين و ممثلين لكبار رجال الأعمال من و م أ و كندا و أرويا و اليابان و التي دعت لانعقاده منظمة الإتحاد الأطلسي للولايات المتحدة في مارس 1976، على أن الإستثمارات الدولية المباشرة أصبحت القناة الرئيسية للعلاقات الإقتصادية الدولية، أما الشركات المتعددة الجنسيات فهي المعبر الأساسي عن هده الظاهرة.(2)و بالتالي يمكن القول أن الشركات متعددة الجنسيات تعتبر أحدى قنوات المهمة لتحقيق الاستثمار الأجنبي المباشر، و الجدول الموالي يوضح ذلك:عنوان الجدول  : مصادر الاستثمار(3).

مصادر عامة
مصادر خاصة

وطنية

الإدارة شركات الدولة
مدخرات الخواص
مؤسسات وطنية
بنوك وطنية


أجنبية

هيئات ثنائية الأطراف هيئات متعددة الأطراف
شركات متعددة الجنسيات
مؤسسات استثمارية
مستثمرين خواص
بنوك دولية
المصدر :N.saravama mutto : investissement étranger direct et réduction de la pauvreté dans les pays en développement canada 1999. p :06
الاتجاه العام طويل المدى للاستثمار المباشر و الشركات المتعددة الجنسيات:إن الملاحظة العامة التي يمكن أن نخرج بها من دراسة حركة رأس المال مند بداية القرن 19 و إلى غاية الوقت الراهن  هو تناقص الاستثمار في المحافظة المالية بصورة مستمرة لصالح الاستثمار المباشر و الساهمة المتزايدة لشركات متعددة الجنسية في عملية تدويل الاقتصاديات.حيت في الفترة 1825-1870 كانت غلبة الاستثمار في المحافظة المالية فكانت غالبية التوظيفات في الخارج الفرنسية و الإنجليزية عبارة عن استثمارات في المحافظة المالية و قروض ممنوحة للحكومات و استخدمتها لتمويل النفقات العامة المرجعية لبناء الهياكل الإرتكازية في أواخر هده الفترة ظهرت بعض الشركات المتعددة الجنسيات فعلى سبيل المثال أقامت شركة " سنجر" سنة 1865 فرعا لها في "غلاسفو " و يهدا نستنتج أن الشركات المتعددة الجنسيات هي ظاهرة قديمة على الرغم بعدم الاعتراف بنشطها وخصوصياتها في بعض نظريات الفكر الإقتصادي كنظرية النيوكلاسيكية.و في الفترة 1870-1914 عرفت فيها  انفتاح الأسواق و تطور الاستثمار المباشر و أخذت حركة رأس المال ديناميكية دولية حقيقية لصالح البلدان المصنعة و لقد تميزت هده الفترة بغلبة الإقتصاد البريطاني حيت كانت هناك:- علاقة عكسية بين تصدير رأس المال   و معدل الاستثمار الداخلي حيت كان الادخار في بريطانيا متفوقا على الاستثمار الداخلي المتعلق بمعدل الربح، و لم يكن تصدير رأس المال مرتبطا باختلاف مستويات أسعار الفائدة بين بريطانيا و بقية العالم بل كان مرتبطا بحاجة الإقتصاد البريطاني للتمويل بمستوى النشاط الإقتصادي في الخارج ويمكن القول أن مميزات هده الفترة أن العوامل الداخلية تؤدي إلى زيادة تصدير رأس المال الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض سعر الفائدة في الخارج و هدا يؤدي إلى زيادة استثمار ، و من هنا يمكن القول  بأن هناك تزامن عكسي للدورات و نلاحظ أن اقتصاد بريطانيا قد استفاد من تاريخ الديناميكية الدولية.و عرف أيظا الاستثمار المباشر الكثير من الأحداث و التغييرات و قد كان من شأن الحروب و الأزمات أن أشرف على سياسات الحكومة ز سلوك أصحاب رؤوس الأموال و خلال الفترة 1929-1971 تبوأ الاستثمار المباشر المكافئة الأولى ضمن عمليات تصدير راس المال غلا أنه أقل حساسية للأزمة و أيظا تميزت هده الفترة بنمو العديد من الشركات العابرة للقارات كـ" FILIPS" و تلت هده الفترة إلى الوقت الراهن الزيادة الكبيرة التي عرفها الاستثمار المباشر عن طريق الشركات المتعددة الجنسيات حيت كان هناك تركيز واصح في اتجاه الاستثمار الأجنبي المباشر نحو الأقطار المتقدمة حيت نلحظ أن البلدان النامية لم تحصل إلا على نسية صغيرة من مجموع حجم الاستثمارات المباشرة في العالم حيت بلغت النسبة 27% من المعدل السنوي لتحقيق الاستثمارات بينما حصلت الدول المتقدمة على 73% و السبب في هدا الإتجاه هو ميل الشركات المتعددة الجنسيات لفتح الفروع و التوسع بنشاطها في الأقطار المتقدمة أكثر من ميلها نحو البلدان النامية، و كانت المدخولات التي يحصل عليها المستثمرون الأجانب من استثماراتهم السابقة في الأقطار النامية تزيد عن التدفقات السنوية الجاري الاستثمار المباشر فيها، كما أنها أكثر بكثير من المدخولات التي يحصل عليها المستثمرون من استثماراتهم السابقة في البلدان المتقدمة مما يقودنا إلى أن تأثير الاستثمار المباشر على ميزان المدفوعات هو سالب في الأقطار النامية و موجب في المتقدمة، و كان أيظا توزيع الإستثمارات الأجنبية المباشرة متفاوتة تفاوتا كبيرا بين أقطار الدول النامية و المتقدمة و دلك تبعا لعوامل اقتصادية و سياسية كانت تؤثر على قرارات الشركات الأجنبية حيت نلحظ في الفترة 1970-1977 كان هناك في منطقتين رئيسيتين من العالم هما أمريكا اللاتينية ومنطقة جنوب شرق آسيا حيت أثرت في توزيعها ثلاث عوامل و هي:
- التوجه المتزايد لشركات أمريكية متعددة الجنسيات للاستثمار في القطاع التصنيعي لأقطار أمريكا اللاتينية النامية.- النمو السريع للشركات اليابانية المتعددة الجنسية و ترتكز فروعها في المناطق القريبة من جنوب شرق أسيا.- توفر العمالية الرخيصة نسبي. و من القرارات الأخرى على هدا الإتجاه هو تدفق السلع المصنعة و الأقطار التي تتمتع بدخل مرتفع للفرد.ومن مميزات الاستثمار الأجنبي المباشر،  توزيعه اللامتساوي قطاعيا و لكن مع تطور الأحداث أصبح تدويل القطاع الخدمي سمة تميز المرحلة الحالية.       يتبع 
1  Alain samuelson: economie internationale contemporaine l'office des publication universitaire – Ben aknoun- Alger  p+s chapitre 3 : évaluation investissements internationaux et firme transnationales
(1) .محي الدين مسعد : ظاهرة العولمة ، الأوهام و الحقائق ، مكتبة و مطبعة الإشعاع الفنية ، الإسكندرية 1999 ص 59(2) .أ.ميرونوف مرجع سابق 1986 ص:91(3)  N. saravanamuttoo investissement étrangère direct et réduction de la pauvreté dans les pays en développement canada 1999 p 06
.  ALAIN SAMUELSON مرجع سابق ص 49.  ALAIN SAMUELSON مرجع سابق ص 50-55