18‏/03‏/2012

الأزمـات المـالية مفهومهـا وأسبابهـا ونمـاذجها


أزمـة 1929 أزمـة  أكتوبر 1987 .أزمـة 1989 .دراسة مقارنة بين أزمة 1929 والأزمات المالية الأخرى .

 الأزمـة المكسيكية 1994-1995 .لأزمة الأسيوية 1997-1998 .دراسة مقارنة بين الأزمة المكسيكية والأزمة الأسيوية .كـيفية تجنـب  الأزمـة المـالية ، ونمـاذجها .
سياسات تجنب الأزمة المالية .مقرض الملاذ الأخير العالمي .نماذج الأزمات المالية .الأزمـات المـالية مفهومهـا وأسبابهـا       تلعب الأسواق المالية دورا بالغ الاهمية في اقتصاديات الدول ، نظرا لما تقدمه من خدمات مـالية ذات طبيعة خاصة ، لذلك فسلامة وحسن أداء  الأسواق المالية ينعكس  على سلامة وحسن الأداء الاقتصادي للدول بوجه عام كما أنتدهور وانخفاض كفاءة الأسواق المالية لا ينصب تأثيره عليها فحسب بل يمتد ليشمل باقي القطاعات الاقتصادية ، ولعلى ابرز مثال على اهمية وتأثير الدول القطاع المالي على اداء الاقتصادي ككل ، ما حدث في اسواق الدول الناشئة في الأونة الخيرة حيث تعرضت هذه الدول إلى ازمات مالية حادة نتيجة التدهور الحاد في أداء ومؤسسات الأسواق المالية لهذه الدول .       ان تجنب مثل هذه الزمات يتطلب بناء مؤسسات واسواق مالية ذات كوادر فنية و إدارية على وعي كامل وفهم عميق لكيفية ادارة هذه الكيانات الاقتصادية الهامة في ظل النظام العالمي الجديد وثورة المعلومات والاتصالات التي جعلت من العالم قرية صغيرة ذات حدود متقاربة ليس بينها حواجز أو عقبات ، الأمر الذي يضع المسؤولين عن إدارة هذه الأسواق المالية أمام تحدى حقيقي متمثلا في كيفية مواجهة التأثيرات السلبية المحتملة للأزمات المالية التي تحدث في بلدان أخرى على الأسواق المالية المحلية .       استنادا إلى هذه المقدمة يمكن ان نستنبط التساؤلات التالية والتي سنحاول الاجابة عنها من خلال هذا البحث :1.    ماهو مفهوم الأزمة المالية ؟ وماهي أسبابها ؟
2.    هل لعبت المضاربة دورا في مختلف الأزمات المالية الأخيرة  ؟3.    هل أثرت العولمة المالية في طبيعة الأزمات المالية التي عرفتها العشرية الاخيرة ؟4.    ماهي أهم التدابير والاجراءات التي قد تقترح للوقاية ومحاربة مثل هذه الأزمات لاسيما إذا اخذت بعد دوليا ؟المبحث الاول:الازمة المالية ، مفهومها، أسبابها     I.1. تـعريف الأزمـة المـالية
       إن صياغة مفهوم دقيق للأزمة المالية ليس بلأمر الهين ،وهكذا بالرغم أن العديد من المؤلفين قد حاولوا وصف النتائج الوخيمة لمثل هذه الأزمات ، لكن نجد أن القليل منهم فقط قد حاولوا إعطاء تعريف محدد و مضبوط لهذه الظواهر ، وتبيان طبيعتها .       لكن بالرغم من قلة الأهمية الموكلة لصياغة تعريف دقيق لمفهوم الأزمة المالية سنحاول رفع الإلتباس الذي يحيط بهذا المفهوم ، وذلك من خلال التطرق لبعض التعاريف القليلة المقترحة 1.فإستنادا لكتاب ( Cours d’économie politique)  عرف E.Barthalon  الأزمة المالية " أنها عبارة عن نموذج أو تغير كبير تعرفه كل أو بعض قيم المتغيرات المالية التالية : عرض السندات والأسهم ,اسعارها ، الطلب على القروض ، حجم الودائع البنكية وسعر الصرف ".
ومن ثم فمصلح الأمة المالية يقترن بتغير ( أنخفاض ) معتبر لقيم هذه المتغيرات المذكورة آنفا .
       فإسنادا لكتاب "  c. Kindelberger  " "panies and crashe" يقترح" E.Barthalon" تعريف ثاني للأزمة المالية والتي يعتبر أنها عبارة "إرتفاع شديد وسريع في الطلب عن النقود لأغراض احتياطية"  . ومن أخرى يقترح  " Eichengreen" و" portes " تعريفا آخر فإستنادا لهذين المؤلفين ، فالأزمة المالية هي " إضطراب أو اختلال يصيب الأسواق المالية ويتميز بإنخفاض معتبر في أسعار الأصول وعدم الملاءة أو عدم قدرة المدينين والوسطاء على الدفع ، وينشر هذا الاختلال على شكل تفرعات عبر النظام المالي ، متبطأ أو مبطلا قدرة الأسواق على تخصيص رؤس الأموال في الإقتصاد بشكل فعال .
       في حالة أزمة مالية دولية ، يتعدى الإضطراب الحدود الوطنية مما يعيق ، وبشكل كبير قدرة التخصيص الدولي لرؤوس الأموال من طرف الأسواق المالية .كما قال " F . S Mishkin " بصياغة تعريف للأزمة المالية مؤكدا فيه على دور  ونوعية وكيفية توزيع المعلومات في مثل هذه الأزمة ، هكذا فحسب " Mishkin " فالأزمة المالية هي " عجز الأسواق المالية على توفير رؤوس الأموال اللازمة للمستثمرين ، أصحاب المشاريع الأكثر مردودية ويعزى هذا العجز بما يسمى بالإنتقاء العكسي " Selection adverse " والخطر الخلقي " aléa moral " . ويجدر بنا أن نشير أن الإنتقاء العكسي يتمثل في كون أن المستثمر صاحب المشروع الأكثر خطرا هو الذي تكون له حظوظ أوفر في الحصول على قروض من عند البنوك ، أما الخطر الخلقي فيتمثل في كون المدين ، وبعد التعاقد والحصول على قرض من عند البنك قد يباشر ممارسة نشاط معين آخر من شأنه رفع احتمال عدم القدرة على الدفع ومن ثمة عدم استرجاع البنك لأمواله .
       من كل هذا يمكن الخروج بتعريف شامل للأزمة المالية [1]وهي : " انهيار في الأسواق المالية مصحوبا بفشل عدد كبير من المنظمات المالية وغير المالية مع انكماش حاد في النشاط الاقتصادي الكلي " .I.2. أسـباب الأزمـة المـالية
       لايمكن إرجاع الأزمات المالية إلى سبب واحد أو سببين فهناك جملة من الأسباب تتضافر في آن واحد لإحداث أزمة مالية ، ويمكن تلخيص أهم هذه الأسباب فيمايلي :   I .1.2.عـدم الاستقـرار الاقتصـادي الكـلي[2]:
أ‌.                            التقلبـات في أسعـار الفائـدة :وتعتبر التقلبات في أسعار الفائدة العالمية أحد المصادر الخارجية المسببة للأزمات المالية في الدول النامية ، فالتغيرات الكبيرة في اسعار الفائدة عالميا لا تؤثر فقط على تكلفة الاقتراض بل الأهم من ذلك أنها تؤثر على تدفقات الإستثمار الأجنبي المباشر إلى الدول النامية ودرجة جادبيتها .ويقدر إن مابين 50 –67 % من تدفقات رؤوس الأموال من وإلى الدول النامية خلال حقبة التسعنيات ، كان سببها المباشر التقلبات في أسعار الفائدة عالميا .ب‌.                                   تقلبـات معـدل الـتضخم : إن التقلبات في معدل التضخم التي تعتبر عنصرا حاسما في مقدرة القطاع المصرفي على القيام بدور الوساطة المالية وخصوصا في منح الإئتمان و توفير السيولة ، وقد اعتبر الركود الإقتصادي الناتج عن ارتفاع مستويات الأسعار مباشرا لحدوث الأزمات المالية في العديد من دول أمريكا الجنوبية ودول العالم النامي .  I.2.2. إضطـراب القطـاع المالـي :
أ. التوسع في منح الإئتمان وتدفقات الكبيرةلرؤوس الأموال من الخارج وإنهيار أسواق الأوراق المالية        شكل التوسع في منح الإئتمان وتدفقات الكبيرة لرؤوس الأموال من الخارج وانهيار أسواق الأوراق المالية القاسم المشترك الذي سبق حدوث الأزمات المالية في حالة دول جنوب شرق آسيا ، فلقد شهد القطاع المالي في تللك الدول خلال حقبة الثمانينيات والتسعينات توسعا كبيرا ، تواكب مع الإنفتاح الاقتصادي والتجاري والتحرر المالي غير الوقائي و غير الحذر بعد سنوات من الانقلاب وسياسات الكبت المالي بما في ذلك ضعف الاقتراض وصغر حجم ودور القطاع المالي في الاقتصاد ، فلقد عانت تلك الدول من عدم التهيئة الكافية للقطاع المالي وضعف واضح في الأطر المؤسسية والقانونية والتنظيمية ، فمن ناحية أدى التوسع في منح الائتمان إلى حدوث ظاهرة تركز الائتمان سواء في نوع معين من القروض مثل القروض الاستهلاكية أو العقارية كما في حالة الأزمة المالية في كوريا الجنوبية ، أولقطاع واحد كالقطاع الحكومي أو الصناعي أو التجاري كما حدث في حالة الأزمة المالية في تيلاندا . ومن الأمور التقليدية في جميع الأزمات المالية التي شهدتها الدول النامية ، حصول انتعاش كبير في منح القروض ، ولم تقتصر هذه الظاهرة على الدول النامية فحسب بل شملت ايضا الدول الصناعية مثل فلندا والنرويج والسويد واليابان والو .م.أ .
ب . عـدم تـلاؤم أصـول وخصـوم المصـارف 1: يؤدي التوسع في منح القروض على ظهور مشكلة عدم تلائم والمطابقة بين أصول وخصوم المصارف خصوصا من جانب عدم الإحتفاظ بقدر كافي من السيولة لمواجهة التزماتها الاحاضرة والعاجلة في فترات تكون فيها أسعار الفائدة العالمية مرتفعة ، قد يتعرض زبائن المصرف إلى عدم تلاؤم بالنسبة للعملة الاجنبية ولفترات الاستحقاق ، وفي هذا الصدد فقد دلت دراسة HONAKAN (1996)  أن M2  إلى الناتج المحلي الاجمالي في عينة 59 دولة نامية قد زادت من حوالي 25 %  أكثر من 35 % خلال الفترة 1980-1993 بدون أن تحدث زيادة مقابلة في رأسمال المصارف في تلك الدول ، وخير مثال على ظاهرة عدم التلاؤم والمطابقة بين الأصول والخصوم هو الأزمة المالية في المكسيك حيث لوحظ أنه خلال الفترة التي سبقت حدوث الأزمة 1989-1994 حصل ارتفاع في نسبة عرض النقود والعملات الأجنبية مما خلق فجوة بين التزمات المكسيك في الخصوم السائلة والاحتياطي من النقد الأجنبي المقابل لتلك الخصوم واتسعت تلك الفجوة بشكل متسارع حيث زادة قيمة (M2) ليصل الى خمس مرات أكبر من قيمة احتياطي النقد الاجنبي مما أدى بالسلطات النقدية إلى تخفيض قيمة العملة ، ولقد تكرر نفس هذه المظاهر في حالة كل من البرازيل و تشيلي ولكن بحدة أقل .
  جـ . التحـرر المـالـي غـير وقـائي :
إن التحرر المتسارع غير الحذر وغير الوقائي للسوق المالي بعد فترة كبيرة من الإنغلاق والتقييد قد يؤدي إلى حدوث الأزمات المالية ، فمثلا عند تحرير أسعار الفائدة فإن المصارف المحلية تفقد الحماية التي كانت تتماع بها في ظل تقييد أسعار الفائدة . وعموما فإن تجارب الدول النامية دلت على اضطرابات في أسعار  الفائدة المحلية بعد انتهاج أسلوب التحرر المالي خصوصا خلال المرحلة الإنتقالية .ومن ناحية أخرى ، فإن التحرر المالي يؤدي إلى استحداث مخاطر ائتمانية جديدة للمصارف اوالقطاع المالي قد لا يستطيع العاملون في المصارف تقيمها والتعامل معها بحذر ووقاية ، كما أن التحرر المالي يعني دخول مصارف أخرى إلى السوق المالي مما يزيد الضغوط التنافسية على المصارف المحلية لا سيما في أنشطة ائتمانية غير مهيأة لها وقبول أنواع جديدة من المخاطر قد لا يتحملها المصرف وبدون التهيئة الرقابية اللازمة قبل التحرر المالي فإن المصارف قد لا تتوفر لها موارد أو الخيرات اللازمة للتعامل مع هذه النشطات والمخاطر الجديدة ومن الأزمات المالية التي ساهم التحرر المالي غير الوقائي وغير الحذر في حدوثها .نذكر الأزمات المالية في البرازيل وتشيلي وأندونيسيا والمكسيك وفنزويلا وبعض الدول الإسكندنافية وكذلك الو .م.أ ، فقد أظهرت الدراسات أنه من بين عينة من 25 أزمة مالية كانت 18 منها قد حدثت في غضون السنوات الخمسة الأولى من عملية التحرر المالي .د. ضـعـف النظـام المحاسبـي والرقـابي والتنـظيمي : تعاني معظم الدول التي تعرضت لأزمات مالية من الضعف في النتظام وللإجراءات المحاسبية المتبعة ودرجة الإفصاح عن المعلومات خصوصا فيما يتعلق بالديون المعدومة ونسبتها في محفظة المصرف الائتمانية ، كما تعاني من ضعف النظام القانوني المساند للعمليات المصرفية وعدم الإلتزام بالقانون الخاص بالحد الأقصى للقروض المقدمة لمقترض واحد ونسبتها من رأسمال المصرف وتظهر الدراسات المتعلقة بالدول التي تعرضت لأزمات مالية أنه في أكثر من 28 دولة تعرضت لها كان نقص الرقابة المصرفية الفعالة سببا مباشرا في حدوث الأزمة ، حيث يؤدي نقص الرقابة إلى التقييم الغير الدقيق والغير الكافي للمخاطرالإئتمانية .  هـ . تـدخل الحكومـة في تخصيـص الائتمـان : من المظاهرالمشتركة للأزمات المالية في العديد من الدول النامية ، كان الدور الكبير للدولة في العمليات المصرفية خصوصا في عملية تخصيص القروض الإتمانية ، وفي كثير من الأحيان كانت الحكومة تقوم بتوزيع الموارد المالية المتاحة على القطاعات الإقتصادية أو أقاليم جغرافية في اطار خطة لتنمية تلك الأقاليم أو القطاعات أو لخدمة أغراض أخرى قد تكون سياسية بالدرجة الأولى وليست إقتصادية .   و . دور ديـون قـصيرة الأجـل [3]:
شهدت حقبة التسعنيات رواجا في القروض قصيرة الأجل التي قدمتها المصارف الدولية للدول النامية ، فقد ارتفعت الديون قصيرة الأجل المستحقة على هذه الدول حسب بيانات بنك التسويات الدولي من حوالي 176 مليون دولار عام 1990 إلى حوالي 454 مليون دولار عام 1997 وكان هذا التراكم السريع للديون قصيرة الأجل من العوامل الرئيسية لحدوث الأزمة المالية في المكسيك عامى 1994 و 1995 و دول جنوب شرق أسيا في عامي 1997و1998 بالاضافة الى روسياو البرازيل في عامي 1998و 1999و قد اظهرت بيانات بنك التسويات الدولي من نسبة الديون قصيرة الأجل من جملة ديون الدول النامية تلعب حوالي 20% عام 1997 بعد أن كانت حوالي 12% في عام 1990 ، وكان حولي 50% من القروض الجديدة الممنوحة من المصارف العالمية ذات أجال استحقاق لمدة عام واحد أو أقل ، وهي نسبة تزيد كثيرا عما كانت عليه في أوائل التسعنيات . وقد تزايد حجم الديون قصيرة الأجل بأسرع ما يكون في دول شرق آسيا تليها في ذلك أمريكا اللآتنية . وكانت الدول العشرة الأكثر استحواذا للقروض قصيرة الأجل خلال الفترة 1990-1996 هي ، كوريا 15% من جملة القروض قصيرة الأجل الممنوحة لجميع الدول النامية ، تايلاندا 11% ، البرازيل 10% ،أندونيسيا 8% ، المكسيك 8% ثم الصين والأرجنتين وروسيا ، وجنوب افريقيا وماليزيا .وتزامنت الزيادة في منح القروض قصيرة الأجل مع الزيادة مطردة في نصيب القطاع الخاص من إجمالي القروض ولاسيما المؤسسات المالية ، حيث حظيت المؤسسات المالية على 42% من القروض القصيرة الأجل الممنوحة لدول جنوب شرق آسيا مثلا .كما تزامن ذلك أيضا مع اصلاحات مالية ومصرفية كان من شأنها إنهماك المصارف المحلية في التوسع في منح الائتمان مع تعزيز نوع من الرواج في الاستثمار يتم بالمضاربة خصوصا في الأسواق الأسيوية الناشئة .ه . حدوث الازمة المالية نتيجة للمتغيرات السياسية الدولية[4]:   لقد كان لنمو القوة الاقتصادية لبلدان أسيا اثاره على مجمل الاقتصاد الدولي ،و بدا الحديث عن تدهور المركز النسبي للقوة الاقتصادية الامريكية في مواجهة الصعود الاقتصادي لاسيا ،و التقدم التكنولوجي لليابان و دخول الصين في دائرة المنافسة الدو لية و عودة هونغ كونغ لها و بدا الحديث : أن القرن الحادي و العشرين هو القرن الأسيوي و ان ذلك كله مصدرا لتهديد القوة الاقتصادية الامريكية .لهذا كان المطلوب و ضع استراتيجية تحجم و تضع حدودا لعمليات النمو في الدول الاسيوية الصاعدة ،و ليس ذلك اخذ بنظرية المؤامرة نو لكنه نتاج طبيعي لتعدد و تنافس المراكز الاقتصادية المتقدمة على الصعيد و يؤيد هذا التفسير ان الازمة المالية في المكسيك تراجعت و انحسرت هزاتها بمجرد الاعلان عن برنامج الانقاذ ،الذي طرحه صندوق النقد الدولي نبالتعاون مع الو.م.أ عند اندلاع الازمة مباشرة (الشهلر الثاني) أمل في الازمة الاسيوية فلم يتدخل صندوق النقد الدولي الا بعد ستة أشهر و كان موقف الو.م.ا سلبيا.الـمبحث الثاني : الأزمـات المـالية الـدولية 1 .IIأزمـة 1929:
بعد مرور فترة الحرب العالمية الأولى شهد الإقتصاد العالمي نوعا من الإستقرار النسبي في العلاقات النقدية والمالية الدولية بفضل الاصلاحات والتعديلات التي دخلت على الأنظمة النقدية التي كانت سائدة قبل الحرب [5].حيث بدأت أسعار الأوراق المالية ببورصة نيويورك (WALL SHEET) بالإزدهار منذ عام 1929 واستمرت بالإرتفاع على مدى خمس سنوات إلى أن وصلت أعلى مستوياتها في 24 أكتوبر 1929 وارتفع مؤشر داونجوز أرتفاعات شديدة لم يسبق لها مثيل ثم بدأ بالإنحدارالذي نجم عن خسارة  أدى ذلك إلى فقدان وخسارة المستثمرين في عمليات السوق تقدر بحوالي 200 مليون دولار ، وإفلاس حوالي 3500 بنك في يوم واحد ، واتسمت هذه الأزمة بعدة خصائص أهمها :
1.    كانت لها صفة الدورية انطلاقا من ارتباطها الوثيق بالأزمات الإقتصادية للنظام الرأسمالي .
2.    استمرار هذه الأزمة لفترة طويلة نسبيا حيث استنزفت ما يقرب من 4 سنوات تقريبا
الإنخفاض الكبير في مستويات أسعار الفائدة في خلال فترة الأزمة حيث إنخفض هذا المعدل من 5.5% إلى 3.1% في بنك انجلترا عام 1929 ومن 5.2% إلى 2.6% في البنك الإحتياطي الفدرالي حيث في بداية الأزمة كان الإرتفاع في أسعار الفائدة ناتجا عن تزايد الطلب على القروض بشكل حاد بسبب انخفاض الإنتاج والمبدالات وأيضا زيادة عرض رؤوس الأموال هذا بالإضافة إلى أن سياسة ( النقود الرخيصة ) التي اتبعتها البنوك المركزية بهدف معالجة الأزمة ورفع مستوى النشاط في الإقتصاد قد ساهمت إلى حد بعيد في إنخفاض أسعار الفائدة .إن المستويات المتدنية للأسعار الفائدة تسببت في إطالة أمد الأزمة ، كما أن المقترضين كانوا يغالون في طلب الضمانات على القرض مما كان يؤدي إلى انخفاض الطلب على القروض .1.    عمق وحدة هذه الأزمة بشكل استثنائي ، ففي الو.م.أ مثلا غنخفضت الودائع لدى البنوك بمقدار 33% ، كما انخفضت عمليات الخصم والإقراض بمرتين ، وكان عدد البنوك التي أفلست منذ بداية عام 1929 حتى منتصف عام 1939 أكثر من 10000 بنكا ، أي حوالي 40% من اجمالي عدد البنوك الأمريكية ، إنهيار هذا العدد الكبير من البنوك أدى إلى ضياع الكثير من مدخرات المودعين وكان ظهور هذه الأزمة في الأسواق المالية من خلال انهيار أسعار الأوراق المالية التي انخفضت بنسبة 66% في المانيا و 90% في الو.م.أ .
2.    اختلاف أمد ودرجة حدة الأزمة من بلد لآخر بشكل كبير .3.    ترافق الأزمة بتقلبات حادة في أسعار صرف العملات ، مما نتج عنه انهيار النظام الذهبي في معظم الدول ، وفي بنفس الوقت تدهور القوة الشرائية لمعطم العملات بسبب تزايد العجز في موازين المدفوعات وانخفاض حجم الاحتياطات الذهبية الرسمية .4.    نتج عن أزمة الإئتمان الدولي الطويل الأجل توقف 25 دولة عن سداد قروضها الخارجية .  2.IIأزمـة اكـتوبـر 1987 : الأوضـاع الإقتصاديـة قبـل الأزمـة :
يمكن تلخيص الأوضاع الإقتصادية التي كانت سائدة قبل الأزمة في النقاط التالية : 1.    وجود تفاوت في حجم الادخارات المتوافرة بين البلدان الرأسمالية المتقدمة المعنية ، والتي تمثلت بمواقف  موازين مدفوعاتها فبعضها دول ذات فائض خارجي كاليابان والمانيا ، ودول اخرى ذات عجز كالولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا مما يعني صعوبة اتفاق هذه الدول بصدد وضع سياسات اقتصادية أو مالية تكفل لمعالجة الاختلالات .
2.    أدى انخفاض قيمة الدولار بعد عام 1971 إلى إلحاق الأضرار بإقتصاديات المجموعة . فبالنسبة للإقتصاد الأميركي أدي هذا الإنخفاض إلى بروز موجات تضخمية رافقتها انكماش اقتصادي  ،فحين أدى ذلك إلى ضعف القوة التنافسية للصادرات الأوروبية في الأسواق العالمية الدولية ، مما عرض هذه الدول إلى حالات عجز في موازناتها العامة والجارية .1.    إضافة إلى ذلك ، فقد آل القرار الأوربي برفع سعر الخصم قبل إندلاع الأزمة إلى قيام البنوك التجارية برفع أسعار الفائدة مما أدى إلى تحول المستثمرين من المضاربة بالأسهم إلى حوافظ السندات لما تحققه لهم من عوائد مرتفعة مقارنة بالأسهم التي تدهورت أسعارها في هذه الحالة وتعرضت أسواقها إلى اضطربات حادة .وهكذا أنخفض الطلب الاستثماري على أثر تهافت كبريات الشركات الأمريكية مثل شركة GM و IBM على بيع أسهمها وهو ما قاد إلى حصول حالة من الإنكماش .
2.    بروز أزمة ثقة – نفسية- للتوقعات حول مستقبل الأسواق المالية .
3.    استمرار عدم ثقة الأمريكان بتحسن حالة العجز في الموازنة العامة  ، وبالتالي اضطرار السلطات النقدية برفع سعر الخصم لأكثر مما سبق .4.    الإشاعات التي روجت من لدن السماسرة (brokers) في أسواق الأسهم المالية [6].الأوضـاع الاقتصاديـة والماليـة اثنـاء الأزمـة : إن الأزمة الحادة التي شهدتها الأسواق المالية الدولية في أكتوبر عام 1987 والمتمثلة في الانخفاض الكبير والمستمر في أسعار الأوراق المالية فقد نتجت عن اتجاه أسعار الفائدة نحو الإرتفاع وتوقع حدوث أزمة اقتصادية بسبب تراجع مؤشرات الأداء الاقتصادي بالإضافة إلى العوامل الآخرى والتي من أهمها تدهور قيمة الدولار في أسواق صرف العملات حيث تعرضت أسعار الأوراق المالية (خاصة الأسهم ) إلى انخفاضات متتالية ومتسارعة ، كما أن لجوء حملة الأوراق المالية إلى طرح أوراقهم للبيع بهدف تجنب الانخفاضات اللاحقة في قيمتها ، كان يؤدي بدوره إلى زيادات كبيرة في العرض ، وبالتالي انخفضات آخرى في أسعارها ، مما كان يثير قلق الأوساط المالية [7].
       وكان الوضع في الأسواق المالية الدولية يتمثل فيمايلي :·        كان معظم اصحاب الأوراق المالية يرغبون في بيع ولكن لايجدون مشترون .
·        إن أزمة الدولار الأمريكي كانت تزيد في تفاقم أزمة الأسواق المالية ، ذلك لأن جزء هاما من الأوراق المالية المتعامل بها في هذه الأسواق محررة بالدولار الأمريكي ، ولجوء حملة هذه الأوراق إلى بيعها مقابل عملات آخرى قوية (كالمارك الألماني والين الياباني) ، كان بدوره يزيد في عرض الأوراق المالية خاصة المحررة بالدولار ويتسبب في :
1.    زيادة عرض الأوراق المالية واستمرار الإنخفاض في أسعارها في كل الأسواق المالية الدولية .
2.    ارتفاع الطلب على العملات القوية نسبيا (كالمارك الألماني والين الياباني) مقابل الدولار وبالتالي استمرار تدهور قيمة الدولار مقابل العملات الآخرى .العوامـل التـي زادت من حـدة الأزمـة :
1.    التطور الهائل في نشاط الأسواق المالية الدولية الذي بلغ ذروته عام 1987 .2.    اشتداد وتوثق الروابط والصلات بين هذه الأسواق .
3.    استخدام أحدث الأساليب في الإتصال وأكثرها تطورا ، مما زاد في سرعة أداء العمليات و في نفس الوقت ساعد على سرعة انتقال الأزمات من سوق لآخر .4.    طبيعة وخصائص العلاقات النقدية والمالية الدولية حيث اصبح تداول العملات الرئيسية الدولية من أهم قنوات انتقال الأزمات وخير دليل على ذلك الدور  المهم الذي يلعبه الدولار ، حيث تسبب تدهور قيمته في تفاقم الأزمة المالية الدولية في أكتوبر 1987.آثـار انهيـار بورصـة نيويـورك 1987 :1.    الخسارة الكبيرة في احتياطي الشركات الكبرى للدول المعنية بالأزمة ، نظرا للتدهور الحاد في محافظها بالأسهم ، والتحول نحو السندات وبالتالي الإنكماش في انتاجيتها واستثماراتها .
1.    وهذا يعني فقدان جزء  مهم من الادخار المحلي الذي كان يحتفظ به الأفراد والشركات .2.    تعرضت البنوك الدائنة إلى أزمة افلاس من جراء فقدان القدرة على تسديد التزمات العملاء إزاء هذه البنوك .3.    ومن الطبيعي أن يقود ذلك كله الى حدوث بطالة  خاصة في القطاع المصرفي والشركات الكبيرة
4.    لقد بلغت أسعار الأوراق المالية في البورصات الدولية أدنى مستوى لها في 17 أكتوبر 1987 ، حتى أطلق على ذلك التاريخ (يوم الأثنين الأسود) فقد كان المتعاملون يحاولون التخلص مما في حوزتهم من الاوراق المالية باي سعر و في هذا اليوم اندلعت الازمة في (وول –ستريت)بنيويورك ، حيث فقد مؤشر (داوجونز)الذي يعبر عن  تقلبات اسعار  (30) نوعا من أسهم الشركات الصناعية الأمريكية حولى (508) نقاط في ذلك اليوم فقط ، أي بنسبة (21.6%) من مستواه السابق في اليوم المذكور هبطت أسعار الأسهم في بورصة نيويورك بنسبة (26%) وقد بلغت الخسائر 800 مليار دولار ، (22%) في لندن ، (17%)في طكيو، (15%) في فرانكفورت ، (12%) في أمستردام .
سيـاسـات معالـجة الأزمـة :
       إن الاضطربات التي تلقتها أزمة أكتوبر في المعاملات النقدية والمالية الدولية استوجبت تدخل السلطات النقدية في كل الدول التي شملتها ، بهدف معالجتها ووضع الأسس الكفيلة بعدم تكرارها ومن أهم أشكال هذاالتدخل :
1.    إيقاف التعامل مؤقتا في بعض البورصات.
2.    استخدام سياسة اسعار الفائدة (تخفيض أسعار الفائدة) لإيقاف تدهور أسعار الأوراق المالية .3.    لجوء بعض الدول خاصة (المانيا واليابان) لشراء عدة مليارات من الدولار بعملاتها الوطنية للحد من الإنخفاض قيمة الدولار مقابل عملات هذين البلدين بشكل خاص .4.    قيام الحكومات بوضع قيود و ضوابط جديدة لتنظيم عمليات البورصات و الحد نوعا ما من اشتداد المضاربات .5.    مطالبة الدول الأوربية واليابان للولايات المتحدة الأمريكية بإتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لمعالجة أوضاعها المالية .6.    استخدام اجراءات اقتصادية أكثر شمولية وفعالية في مواجهة هذه الأزمات .7.    قيام الو.م.أ بالضغط على المانيا الإتحادية لكي تجرى تخفيضات في اسعار فائدنها ، بهدف إيقاف تدهور الدولار مقابل المارك ، ورغم أن ألمانيا كانت ترفض فكرة تخفيض أسعار الفائدة لأنها كانت تعطى الأولوية لهدف القضاء على التضخم وإبقائه قريبا من الصفر ،إلا انها رضخت أخيرا وخفضت أسعار الفائدة مما ساعد على تخفيض الضغوط التضخمية على الدولار .8.    تدخل الحكومات بشكل مباشر في عمليات البيع و الشراء (كمتعامل).وبالفعل ساهمت هذه الإجراءات نوعا ما في إعادة الإستقرار تدريجيا إلى الأسواق المالية .
  3.IIأزمـة 1989 :
لقد أثرت هذه الأزمة على الو.م.أ ، أما انعكاساتها على الأسواق المالية الأخرى فقد كانت أقل منها عن سنة 1987 فأصل الأزمة يعود الى وضع التسير المبرمج في قفص الاتهام و من أجل التوصل إلى  أوضاع 1989 لابد من التطرق إلى النقاط التالية :أ. تـقنيـة Les JunK bons السنـدات ذات المردوديـة العاليـة  :
       Junk bonds السندات ذات المردودية المرتفعة أو السندات الرديئة أصبحت هذه التقنية جد متداولة خلال سنوات الثمنينيات بفضل مختص في المالية يدعى مايكل ميلكن الذي كان قد عين أنذاك من طرف البنك الاستثماري الأمريكي DBL (Drexe Burnham Lambert) .يتعلق هذا الأمر بسندات مصدرة من طرف شركات أين علامتها (Rating) أي عدد النقاط التي تحصبلت عليها من طرف شركات المراقبة مثل (Moodys) تكون متوسطة أو حتى تحت مستوى .
       مثل هذه الحقوق بالو.م.أ لم تكن تغري المستثمرين لولا أن مايكل ميلكن بين أن هذه الحقوق تمنح عوائد أكبر بكثير من تلك التي لديها علامات أكبر أو مرتفعة ، وأن الخطر فيها يصبح هامشيا بشكل كلي ، عمليا فإنه يمكن القول أن تفلس المؤسسة من بين 20 أخرى ما دامت المردوديات المحققة من طرف 19 الباقية تغطى الخسارة وتمنح مردودية مرتفعة عنها المحققة في حقوق ذات قيم مضمونة (ليس فيها مخاطرة) .       هذه السندات الرديئة لم يخسر لها سوى 2 مليار دولار في سنة 1980 أما في سبتمبر 1989 تعدى الرقم 220 مليار دولار ما يمثل 25% من سوق السندات الأمريكي ، وكان مايكل ميلكن قد حقق ثروة .ب. LBO Leveraged Buy Out :
       تقنية جديدة نعتمد على تقنية Junk bonds إلا أنها متطورة ، تترجم على أنها شراء المؤسسات ويتضمن هذا الأمر بالشراء تقنية Levier ، هذه التقنية ولدت بالو .م.أ في بداية الثمنينيات تسمح بشراء شركات ، وذلك بفضل قروض مالية هامة أين الخدمات (خدمة القروض) وقيمة الدين أي تسديدها تتحملها القدرة الشرائية لمؤسسة المشتراة .
       تسمح هذه التقنية بتحقيق حجم كبير من OPA للمضاربة من طرف أناس ذوي مقدرة ( يبسطون نفوذهم بالإستفادة من ضعف الآخرين ) لتحقيق صفقات مربحة حيث يقومون بشراء مؤسسات تواجه مشاكل ويقومون بتفكيكها أو بيعها بالتجزئة بأثمان مرتفعة أي بشكل أجزاء منفصلة
ما يجب الإشارة إليه هو أن (Leverage Manegement buy out) نوع من LBO إلا أن في حالتها يكون الأشخاص الذين قاموا بشراء المؤسسة هم على وجه الأساس المديرون و الإطارات العليا Reprise d’ une enterprise par les salaries شراء المؤسسة من طرف أجرائها .
       لكن فجأة يصبح المستثمرون جد حذرين اتجاه هاتين التقنيتين Junk bonds  و LBOالسببـين المباشريـن لأزمـة 1989 :أ.السبـب الأول : التحويـل غيـر القانـوي للأمـوال من طـرف مايكل ميلكن
       برغم الثروة التي جمعها ذلك الطالب في كلية التسير الذي كان مجبرا على العمل ليلا لتسديد أقساط دراسته ، حيث كان دخله ما عدا العمولات في سنة 1988 يقدر بـ 550 مليون دلار ، اتهم من طرف العدالة بتهمة حيازة معلومات بطريقة غير قانونية (Délit dinitié) وتهمة التواطؤ لتغيير مسار الأسعار وكذلك تهمة التزوير في الأوراق الرسمية وقد حكم عليه بـ 10 سنوات سجنا نافذة بينما أعلنت Drexel Burnham Lambert عجزها عن تسديد المدفوعات الواجبة عليها علما أن ما يتعدى 220 مليار دولار كانت موضوع ل Junk bonds فقط بفضل DBLوميكال ميلكن .
ب. السبـب الثاني : حادثـة Campeau  والحـذر من بعـض أنـواع  LBO :
       ارادت مؤسة الترقية العقارية الكندية Campeau أن تبني لنفسها إمبراطورية في تجارة التجزئة ولأجل تحقيق مآربها فقد استخدمت العديد من LBO  التي كانت تمثل ما قيمته 11 مليار دولار منها 3 مليار مصدرها Junk bonds إلا أنه في سبتمبر 1989 أصبحت Campeau غير قادرة على تغطية تعاملاتها واصبحت LBO  شيئا فشيئا تساهم في خلق المصاعب .
       في 13 اكتوبر 1989 انهارت الأسواق المالية الأمريكية ولم يعد من الممكن الإبقاء على الثقة في J.B ولا في LBO وقد عبرت الصحافة عن الوضع بالجملة التالية " نحن بصدد الدخول في المرحلة المالية الحزينة " لأن الإبداعات هي سبب الأزمة وانهيار أسعار البورصة .
       فقد سارعت الحكومات إلى التدخل لإقاف الأزمة ، فقد صرح وزير الخزانة الأمريكية فور اندلاع الأزمة عن استعداد السلطات النقدية الأمريكية للتدخل بمبلغ كبير من السيولة لمواجهة عمليات البيع التي قد تزداد في بداية الأسبوع التالي ، وهذا ما ساعد بشكل واضح على احتواء الأزمة وعودة الأسواق المالية تدريجيا إلى نشاطها العادي ، وفعلا لم تشتد الأزمة ولم تتفاقم الأمور بل اتجهت الأوضاع نحو الاستقرار لتعود إلى ماكانت عليه .       في الحقيقة فإن إنذار 1989 كان التغلب عليه سريعا نوعا ما إلا أن تلك الأزمة بينت وبشكل واضح أنه من الواجب عدم التمادى في الإبداعات إذا لم تكن المراقبة ، ولم يكن بالإمكان التحكم فيها ، رغم ذلك عادت للتداول تقنية J.B من جديد سنة 1991 .
 4.IIمقارنـة بين أزمـة 1929 والأزمـات الماليـة :
1.المميـزات المشتركـة بين الأزمـات :
-                                                     وجود ارتفاع مستمر وشديد وبشكل وهمى في اسعار البورصة خلال السنوات التي تسبق كل أزمة إذ تتوالى الارتفاعات دون وجود مبرر عقلاني لها .
-                                                     اللجوء إلى اتخاذ القرارات الخاطئة كالرفع من معدلات الفائدة والردود الانتقامية من الأطراف الدولية المشاركة في الساحة المالية على أحد قرارات إحدى الدول من اتخاذ الرفع من سعر الفائدة .-     الانخفاض الفجائي في اسعار البورصة خلال يوم واحد (فترة قصيرة) ففي يوم الخميس الأسود 24                    اكتوبر 1929 انخفض مؤشر داونجونز بـ 13% بينما يوم الاثنين الاسود 19 أكتوبر 1987 انخفض بـ 22.5% ( من 2516 إلى 1950 نقطة ) ، بينما في يوم الجمعة 13 أكتوبر 1989 خسر نفس المؤشر 7% ، إلا أن انعكاسات هذا الانخفاض كانت أقل منها في 1929 و 1987 في الأماكن الأخرى .2. أوجـه الاختـلاف بين الأزمـات الماليـة :في أزمة 1929 لم يكن يوجد تكامل أو اتحاد دولي وإنما اهتمت كل دولة بنفسها أي أن الدول لم تتحرك بشكل جماعي لمواجهة الأزمة ، وإنما بشكل إنفرادي
استمرار انخفاض أسعار الأسهم من سنة 1929 حتى 1933 .حجم كبير من المشتريات من الأسهم قبل 1929 كان على الحساب حيث تم بواسطة منح القروض في الو.م.أ فإن تطبيق تقنية (شراء على الحساب) تسمح بالمضاربة على الأسهم بدفع فقط 10% من قيمتها أي العميل يدفع 10% ويقوم السماسرة بتغطية 90% من قيمة الصفقة عن طريق طلب قرض يومي من البنوك أي قرض يجدد كل يوم ، هذه النوعية من القروض calloans مثلت خلال أزمة 1929 سدس الكتلة النقدية الأمريكية ، بالمقابل في أزمة 1987 فإن المناخ كان اقتصاديا أكثر من مالي حيث كان مختلفا عن سابقه ، ومع ذلك فلاننفي وجود ضيق نقدي إلا أن الاختلالات الاقتصادية لم تكن على قدر من الأهمية التي  كانت عليها أزمة 1929 .-                                                     في ميدان البورصة إن انخفاض الأسعار كان لفترة قصيرة خاصة عمليات شراء الحقوق هذه المشتريات كان من المفروض أن تحقق عائدا أكبر من الاستثمارات الإنتاجية التي بدأ التخلي عنها ، فإتجهت السلطات لاتخاذ القرارات الملائمة التي من شأنها تجنيب الأسواق انهيار جديد ، كذلك الوفرة النسبية للمصادر ( لأجل التوظيف المالي ) أدى إلى زعزعة الحركة بين الأسهم والسندات .استمرت أزمة 1929 لمد 4 سنوات تقريبا كانت الأزمات الأخرى قصيرة لم تتجاوز بضعة أسابيع
-                                                     الاختلاف الكبيرة بين  الدول التي تشملها الأزمة من حيث تاريخ بدئها واننتهائها ، فأزمة 1929 لم تبدأ في جميع الدول بوقت واحد ، أما أزمة 1987 فقد اندلعت بسرعة كبيرة بين الدول ولم تكن هناك فروق جوهرية فيما بينها من حيث مدى حدتها ومواعيد انخسارها كما كان الحال عليه في سنة 1929 أي ان  أزمة 1929 لم تكن بنفس الدرجة من العمق والحدة في كل الدول .          التبـاين الكبيـر في أسبـاب الأزمـات :
-                                                     فيمكن ارجاع اسباب أزمة الكساد العظيم خلال الفترة 1929-1933 إلى ارتباط النقد بالذهب ، وعدم توافر  المرونة الكافية لكمية النقود اتجاه تغيرات النشاط الاقتصادي ، بعبارة اخرى عدم مقدرة النظام النقدي على تلبية متطلبات التطور الاقتصادي المتزايد إلى النقود و أيضا غياب إمكانية استخدام السياسات النقدية لتحقيق سواء أهداف اقتصادية داخلية أو اهداف اقتصادية خارجية (دوليا).
-                                                     بينما تكمن أهم أسباب أزمة اكتوبر 1987 في التطور الهائل والمتسارع في النظمة النقدية والائتمانية مع إزالة معظم الحواجز بين الأسواق المالية الدولية مما زاد في سرعة انتقال الأزمات من سوق إلى آخر وأيضا في سرعة الأزمات للطابع الدولي بالإضافة إلى توفر كل الامكانيات اللازمة لاستخدام السياسات النقدية على أوسع نطاق لذلك أصبح من أهم سمات التطور الاقتصادي للتأثير على الاوضاع الداخلية بل والدولية أيضا .حيث أن السياسات النقدية للدول الصناعية الكبرى تؤثر على الاوضاع النقدية والمالية في الدول الاخرى من خلال قنوات العلاقات النقدية والاقتصادية الدولية والتي من اهمها العملات الاحتياطية الرئيسية ، وبالتالي فإن من أهم أسباب هذه الأزمة انبثقت من التطور الكبير في الانظمة النقدية والمالية وايضال من الإفراط في استعمال السياسة النقدية والمالية لتحقيق المكاسب الخاصة .-                                                     أزمة 1929-1933 شملت كل جانب النشاط الاقتصادي خاصة الانتاجي أما أزمة 1987 فإنها انصبت بشكل رئيسي على الأسواق المالية ومنها انعكست على جوانب أخرى من العلاقات الاقتصادية .
-                                                     الاختلافات الجذرية في الاجراءات والسياسات التي اتبعت لمواجهة كل من أزمة 1929 وأزمة 1987 وأخيرا فإن المصدر المهم للأزمة جاء من الامتيازات الجديدة في وظائف الاسواق المالية .-                                                     وقد أكد تقرير برادي على خطر البرمجة الآلية عن طريق الكمبيوتر لأوامر الشراء والبيع لحقوق وعقود المؤشرات البورصاوية لأجل في صبيحة يوم أزمة أكتوبر 1989 تم احصاء 90 مليار مسيرة عن طريق البرمجة الآلية ، فبمجرد أن يسجلاالسوق الانخفاضات الأولى تقوم الحواسب الآلية المبرمجة بشكل فوري وتلقائي في اطلاق أوامر البيع التي لم تجد لها مقابل ، لهذا أصبح التسيير الآلي مسؤولا عن تفاقم الأزمات حتى أزمة 1989 إذ كان من أهم المتهمين في وقوعها ، أما المتهم الثاني فكان السوق لأجل أو السوق المستقبلي الذي كان يعتمد بالدرجة الاولى على التسيير المبرمج
-                                                     في عام 1929 كانت بريطانيا قوة سياسية واقتصادية عظمى مهيمنة على دول العالم وكانت تتزعم المعسكر الغربي ، وعندما حدث الانهيار عجزت هذه القوة على انهاء الأزمة ، اما سنة 1987 ورثت الو.م.أ الزعامة وهي قوة سياسية اقتصادية وعسكرية لما لها من تأثير ونفوذ على الدول الصناعية الكبرى .
-                                                     مركزية الثروات وتركزها في بعض المناطق في عام 1929 أدى إلى تحطم الثروات بكميات هائلة ، اما في أزمة 1987 فإن هناك انتشار واسع للثروات أكثر مما كان عليه الوضع في أزمة 1929 بدليل أن 47 مليون شخص كانوا يملكون أسهما في الشركات .-                                                     وجود المؤسسات الاقتصادية والمالية المتطورة بنظمها الحديثة كالبنوك المركزية التي تراقب وتشرف وتستخدم السياسات المالية والنقدية وسعر الصرف وغيرها من الأدوات والسياسات للتحكم في السوق المالية واتجاهات حل مشاكله وهذا ما لم يكن متوفرا في أزمة 1929 ، بالإضافة إلى الخبرات والدروس المستفادة من أحداث تتلك الأزمة والتي حدت أو ساعدت على ذلك لتجنب الوقوع في أزمة مالية أكبر .-                                                     توفر السيولة لدى الكثير من المستثمرين في عام 1987 مما جعلهم يخاطرون بجزء من مدخراتهم من أجل الحصول على أرباح في حين معظم الأموال المستثمرة في عام 1929 كانت أموال مقترضة لذلك اضطر المستثمرون إلي بيع ما بحوزتهم خوفا من استمرار انهيار الأسعار وتكبدهم خسائر لا يستطعون بعدها تسديد التزماتهم المالية .-                                                     انتشار المعلومات والدرسات والابحاث التفصيلية عن الأوضاع والمؤشرات الاقتصادية الرئيسية مما ساعد على التوقعات المستقبلية لاتجاهات الاقتصاد المختلفة الأمر الذي لم يكن موجودا في عام 1929  .
II.5 الأزمـة المكسيـكيـة :
قبل الحديث عن الأزمة المكسيكسة وحيثياتها ، قد يجدر بنا الأمر أن نشمل هذه النقطة بإعطاء وصف شامل وملخص للسياق والظرف الذي جاءت فيه ، فبعد أن كان المكسيك هو المنطلق لأزمة المديونية سنة 1982 ، بدأت الدولة في القيام بإصلاحات هيكلية تضمنت عدة نقاط غرضها إعادة الثقة لدى المستثمرين قصد اعادة المكسيك إلى الأسواق المالية الدولية ، فإنتهاج برنامج اصلاحات ذو طابع حر (رفع الرقابة على أسعار الصرف خوصصة ، تحرير التجارة الخارجية ، إزالة القيود التنظيمية بالإستثمارات الاجنبية ، التخفيف من القيود التنظيمية وتحديث الأسواق المالية ) كان يحظى بدعم من عدة هيئات مالية دولية ( كون المشروع برادي لإعادة هيكلة الديون على إتفاق مع البنوك التجارية ومصالحها) ، وقد سمح بإعادة المكسيك إلى النمو الاقتصادي ، تخفيض معدل التضخم والرجوع إلى التوازن الميزاني ، وهكذا تراجع معدل التضخم من 114% سنة 1988 إلى 26% سنة 1990 ،وفي سنة 1994 انخفض التضخم إلى مستوى الأرقام الأحادية وهو الأمر الذي لم يحدث منذ 20 سنة من قبل[8] . هذا كما عرف معدل النمو الانتاج المحلي الاجمالي للمكسيك تنامي معتبر ليصبح في الفترة 1989-1994 يقدر بـ3.9%  في المتوسط [9].وفي هذه الفترة عرف فيها المكسيك تحسن وضعيته المالية ، ثم التوقيع على اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (NAFTA) والذي يربط الولايات المتحدة الامريكية ، المكسيك ، كندا قصد إنشاء منطقة للتبادل الحر .
كل هذه النقاط ساهمت في اعادة الثقة لدى المسثمرين اتجاه المكسيك ، ففي حين كان يعرف هذا الأخير في الفترة 1983-1989 خروج صافي لرؤوس الأموال بمقدار 15 مليار دولار كمتوسط سنوي ، سجل هذا البلد في الفترة 1990-1994 دخول لرؤوس الأموال بمقدار 102 مليار دولار (قيمة مجمعة) من بينها 30 مليار دولار في سنة 1993 ، أي ما يمثل 8% من الناتج الداخلي الخام . كذلك ، وفي اطار الحديث عن عودة الثقة لدى المتسثمرين تجاه المكسيك ، فقد نشير إلى دور خطة برادي Brady والتي بالإضافة إلى دورها في تخفيض القيمة الإسمية للمديونية ، فقد أدت إلى جعل المديونية تصبح على شكل سندات مضمونة جزئيا بسندات الخزينة الأمريكية ، وهي قابلة للتداول بكل حرية ، ومن ثم فيمكن أن نعتبر أ، المكسيك قد أصبح في بداية التسعنيات من أهم بلدان الأسواق الناشئة بإعتبار الفترة 1989-1993 قد تمكن من استقطاب 13% من اجمالي صافي تحركات رؤس الأموال الخاصة نحو الدول السائرة في طريق النمو وهو ما يجعله في الرتبة الثانية بعد الصين .
هذا ، ويجب أن نشير أن كل هذه التطورات قد أفضت إلى حدوث طفرة في شكل وبنية التمويلات الخارجية الداخلة إلى المكسيك ، فقد اصبحت استثمارات الحوافظ المالية هي المسيطرة متجاوزة بالتالي حجم الاستثمارات المباشرة والقروض البنكية .هكذا ففي الفترة 1991 إلى 1993 كان ماقيمته 77% من تدفقات رؤس الأموال الخاصة المتجهة نحو المكسيك على شكل شراء اصول مالية .وبالرغم من تحسن وضعية المكسيك فيما يخص التوازن الميزاني ، محاربة التضخم واستقطاب رؤوس الأموال لكن في المقابل فقد تزامن هذا مع تنامي العجز في ميزان المدفوعات خاصة في ديسمبر 1994 ، بحيث تدهور رصيد الميزان الجاري في الفترة 1990-1994 ليصبح يقدر بـ 7.5% من الناتج الداخلي الاجمالي [10]  وإضافة إلى عجز ميزان المدفوعات فثمة هناك أسباب آخرى رفعت من حدة التشكيك خاصة منها ، الاضظربات السياسية المرتبطة بالإنتخابات الرئاسية في اوت 1994 ، لاسيما بإغتيال واحد من المرشحين فيها ، ظهور ثورة " الزباطيين" في منطقة الشياباس في جانفي 1994 وارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ، وهو ما أدى إلى انخفاض مؤشرات الأسواق المالية في أمريكا الجنوبية هذا ولقد كان أول مظهر للأزمة المكسيكية ، ظهور ضغوطات على سعر صرف البيزو ، أو بتعبير آخر ظهور أزمة مرتبطة بسعر الصرف .
وقد يعزى هذا إلى تنامي العجز في الميزان الجاري للمكسيك ، والذي أصبح في نهاية 1994 يعادل 8% من الناتج الاجمالي الداخلي ، وهو مستوى أكبر من مستوى العجز الذي سجل في بداية الثمنينيات قبيل الأزمة التي عرفتها ديون الدول النامية ( أزمة المديونية) . وقد رجع كذلك هذه الضغوطات من جهة آخرى، إلى النمو السريع للإئتمان المصرفي المقدم للقطاع الخاص والاحتفاظ بالارتباط بعملة أخرى أو كركيزة لسعر الصرف ( في حالة المكسيك كانت العملة التي يرتكز عليها سعر الصرف هي الدولار الأمريكي) وارتفاع أسعار الفائدة دوليا ، ناهيك عن الاضطربات السياسية التي سبقت اليها الاشارة ، وبالتوازي مع هذا فقد انخفضت احتياطات الصرف لتنتقل من 29 مليار دولار في فيفري 1994 إلى 7مليار في شهر ديسمبر من نفس السنة ، ويجب أن نذكر هنا أن قيمة البيزو المكسيكي كانت على ارتباط وثيق بقيمة الدولار الأمريكي ، حيث كانت تقلبات البيزو تتبع تقلبات قيمة الدولار في حدود مجال ضيق نسبيا ، ونظرا للضغوطات التي مافتئت تزداد حدة لاسيما مع بداية خروج رؤوس الأموال من المكسيك ( خاصة لكون معظم رؤوس الأموال التي دخلت المكسيك كانت عبارة عن استثمارات للحوافظ المالية والتي كان من السهل التنازل عنها في الأسواق المالية ) ، بالرغم من تعهداتها على الحفاظ على قيمة البيزو ، قررت الحكومة المكسيكية الجديدة ( بعد ثلاث اسابيع من انشائها) يوم 20/12/1994 تخفيض قيمة العملة الوطنية بـ 15% بالنسبة للدولار الأمريكي ، ولقد أدى هذا القرار إلى الخروج رؤوس الأموال بشكل أكبر وهو الأمر الذي انجر عنه بداية نفاذ احتياطات الصرف ن الأمر الذي دفع السلطات النقدية بعد يومين من القرار الأول إلى إقرار تعويم الحر لسعر الصرف البيزو .على هذا الأساس فقد عمد صندوق النقد الدولي ، إلى جانب دول أخرى إلى توفير الدعم المالي للمكسيك بحيث توزعت المساهمات بالشكل التالي[11] :
-                                                     تعهد صندوق النقد الدولي بتقديم قرض قيمته 17.8 مليار دولار على شكل تسهيلات Stand-By .
-                                                     قدمت الخزينة الأمريكية قرضا بقيمة 20 مليار دولار مقتطعة من صندوق استقرار اسعار الصرف ، بحيث كان هذا القرض على شكل انفاق تبادل Swap مقابل ضمانات حول مداخيل بترولية ، وإلى جانب هذا فقد طالبت الخزينة من بنك الاحتياطي الفيدرالي قرضا قصير الأجل بقيمة 6 مليار دولار
-                                                     أما بنك التسويات الدولية فقد تعهد بتقديم قرض بقيمة 10 ملايير دولار .-                                                     كما تعهدت بعض البنوك التجارية بتقديم قرض قيمته 3 مليار دولار .-                                                     وبالنظر إلى المبالغ المقدمة إلى المكسيك والسرعة التي تمت بها توفيرها ، فيمكن اعتبار أن هذا الدعم المالي طارئ ولم يسبق له مثيل ، فعلى سبيل المثال 17.8 مليار دولار التي قدمها الصندوق النقد الدولي للمكسيك إنما في الحقيقة تمثل ما قيمته 688% من حصته quote-part في هذه الهيئة المالية . ولولا هذا الدعم المالي  الذي تقرر إعداده في فيفري 1995 فكان من المنتظر أن يصل إلى عدم الاستطاعة على الوفاء بتعهداته ، خاصة منها دفع خدمة ديونه قصيرة الأجل في آجالها المحددة .
-                                                     فلقد ساهم هذا الدعم في إعادة الثقة لدي المستثمرين إزاء المكسيك ، الأمر الذي سمح للحكومة المكسيكية بالرجوع إلى الأسواق المالية الدولية وهو ما قد يفسر عودة رؤوس الموال نحو المكسيك ففي سنة 1996 بلغ الحجم الصافي لدخول رؤوس الأموال الخاصة مبلغ 28.1 مليار دولار .II.6 الأزمـة الأسيـويـة
جنـوب شـرق آسيـا من النمـو المتسـارع إلى الأزمـة الماليـة :
قد عرفت التنمية الاقتصادية في آسيا عدة مراحل فإنطلاقا من اليابان ( منذ حوالي قرن) ، وصولا إلى الصين حاليا ، كان نموذج التنمية المتبع متشابه إلى حد كبير ، فقد كان يعتمد دوما في بادئ الأمر على تصدير منتجات ذات كثافة من حيث استعمال اليد العاملة (النسيج ، صناعة مصغرة) والتي سرعان ما تتنقل شيئا فشيئا إلى المنتجات أكثر تعقيدا لا سيما مع الميل إلى الصناعة " الثقيلة" إضافة إلى هذا ، فقد كانت تتميز أقتصاديات هذه البلدان بوجود أسواق داخلية معتبرة لكنها محمية من دخول المنافسة الأجنبية ، شركات ضخمة عادة ما تحظى بحماية من عند الدولة وتوفر اليد العاملة لا سيما بفضل الزحف الريفي ( والتي عملت على ارتفاع مستويات معدل الادخار ).وانطلاقا من نهاية الحرب العالمية الثانية ، كان اليابان من أوائل البلدان التي سارت على هذا النهج (بفضل إعانة من الولايات المتحدة ) ، ليصبح هذا البلد أول مصدر للملابس في العالم سنة 1955 ، لينتقل في العقد الذي تلى إلى إنتاج السيارات على نطاق واسع مرورا بالصناعة الإلكترونية الموجهة للتصدير ( وهو ماينطبق مع النموذج الذي اشرنا اليه ) .وبعد عشرية تقريبا من بداية هذه التغيرات ، انتهجت دول اخرى من دول جنوب شرق آسيا نفس النهج الذي سار عليه اليابان من قبل ، أي الإنطلاق من صناعة نسيجية موحهة للتصدير للوصول إلى إنشاء صناعة الإلكترونيات والتي كانت دوما موجهة للتصدير ، وبناءا على هذا النموذج فقد عرفت دول جنوب شرق آسيا الدخول في فترة من النمو الاقتصادي لاسيما في بداية التسعنيات ، فقد كان متوسط معدل النمو في هذه المنطقة دوما أكبر من 8% علما أن بلغ هذا المتوسط في الصين مايقارب 12.5% خلال الفترة 1993-1998 ، ولقد ترجم هذا بدخول رؤوس الأموال الى جنوب شرق آسيا بشكل معتبر نسبيا، لاسيما بعد وقوع الأزمة المكسيكية [12].وكدليل على مدى استقطاب منطقة جنوب شرق آسيا لرؤوس الأموال الأجنبية نشير أن الفترة من 1991 إلى 1994 قد تلقت هذه المنطقة ما قيمته 61% من الاستثمارات المباشرة و 29% من استثمارات الحوافظ المالية في طريق النمو ، ويرجع البعض هذه النسبة وبنية رؤوس الأموال الداخلة لجنوب شرق آسيا إلى ارتفاع معدلات الادخار والاستثمار في هذه المنطقة والعوائد التي قد يحققها المستثمرون في هذه المنطقة ( 6% بالنسبة للقصير الأجل ) .لكن بالرغم من كل هذا فلا بد من الاشارة إلى أن في أواسط التسعنيات ظهرت بعض العوامل التي سرعان ما أثرت سلبا على الثقة التي وضعها المستثمرون في هذه البلدان وأدت إلى ظهور الأزمة [13].فبادئ ببدأ لابد من الاشارة إلى تراجع الصادرات وبداية ظهور العجز الجاري لدى بلدان جنوب شرق آسيا لا سيما مع بداية التسعنيات . وقد يعزى هذا إلى انتهاج سياسة تثبيت سعر الصرف العملة بالنسبة للدولار الأمريكي والذي بدأت قيمته في الإرتفاع خاصة سنة 1995 من جهة وإلى انخفاض أسعار المنتجات الإلكترونية لا سيما سنة 1996 والتي كانت تشكل من بين أهم المنتجات المصدرة من طرف دول جنوب شرق آسيا ( وقد يترجم هذا اتباع النموذج الآسيوى ) .وقد تم تمويل هذا العجز بفضل رؤوس الأموال الأجنبية والتي كانت في معظمها عبارة عن قروض قصيرة الأجل عمل النظام المالي والبنكي في دول جنوب شرق آسيا على اعادة تخصيصها في المنطقة لاسيما لتمويل استثمارات مالية وعقارية ( وهو ما قد يفسر ظهور فقاعة مضاربة عقارية) ، وبالتوازي مع تراجع مردودية الاستثمارت في دول شرق آسيا في بداية التسعنيات (بالرغم من الدخول المتزايدة لرؤوس الأموال) فلا بد من الاشارة إلى بعض الخصائص التي تمتاز بها الانظمة المالية في المنطقة فإلى جانب اعتماد البنوك على العقارات كرهن لمنح القروض فقد كانت الأنظمة البنكية والمالية تعرف تدخل رجال السياسة فيها بواسطة نفوذهم وكذلك تشهد نقص للتنظيمات الاحتياطية وانتشار المعلومات فيها ، وعلى ضوء كل هذا فقد أدى التراجع المزمن للصادرات ومردودية الاستثمارات في دول جنوب شرق آسيا إلى ظهور الشكوك حول قدرة هذه البلدان على الابقاء ومواصلة العمل بسياسة ارتباط سعر الصرف عملاتها بقيمة عملة أخرى كانت تتمثل في الدولار الأمريكي .أساسا إضافة إلى هذا فقد اشرنا سابقا إلى سوء تخصيص رؤوس الأموال من طرف الأنظمة المالية في دول جنوب شرق آسيا وهو ما أدى إلى ظهور الفقاعة المضاربة (عادة ما تعرف هذه الظاهرة بالانتقاء المعاكس) ، وفي هذا الاطار فقد ادى الاعلان سنة 1997 عن مستوى الديون المشكوك في تحصيلها لدى 10 هيئات مالية بين 92 هيئة مالية إلى الرفع من هذه الشكوك .وقد اظهرت بعض الاحصائيات مثلا أن مستوى الديون المشكوك في تحصيلها في تايلندا ، ماليزيا ، اندونسيا ن الفلبين وسنغافورة  تقدر بـ 73 مليار دولار أي 13% من الانتاج الداخلي المجمع لهذه الدول
ومع تنامي هذه الشكوك بدأت رؤوس الأموال بالخروج من دول شرق آسيا المر الذي ادى الى بدية انخفاض أسعار الأصول المالية والعقارات والذي أثر سلبا على البنوك وباقي الهيئات المالية .هكذا فبعد أن انتقلت قيمة رؤوس الأموال الصافية الخاصة الداخلة إلى هذه المنطقة (كوريا ، أندونسيا ،تيلندا ،الفلبين ماليزيا ) من 38 مليار دولار سنة 1994 إلى 97 مليار سنة 1996 انخفضت هذه القيمة لتصبح في حدود (-12) مليار دولار (تدفق سلبي) وهو ما يعنى تراجع بمقدار 109 مليار وهو ما يمثل 10% من الناتج الداخلي الاجمالي لهذه البلدان .هكذا فقد ظهرت أول الضغوطات ضد الباهت التايلندي انطلاقا من شهر فيفري 1997 وهو ناتجة عن افلاس واحدة من أهم الهيئات المالية في تيلندا شركة Finance one بحيث تمكنت السلطات النقدية التايلندية من مواجهتها لتتبعها سلسلة ثانية من الضغوطات ضد الباهت دائما في شهر ماي من نفس السنة وقد استدعى مواجهتها تدخل كافة البنوك المركزية في المنطقة وبالرغم من كل هذا فقد عرف الباهت موجة ثالثة من الضغوطات المضاربة دفعت السلطات النقدية التايلندية إلى الاعلان عن تعويم سعر الصرف الباهت  في02 جويلية 1997 ومع أعلان تايلندا عن تعويم سعر صرف عملتها والتي بدأت بالإنخفاض فقد بدأت الصعوبات تظهر  في النظام المالي التايلندي واخذت الانتقال إلى باقي البلدان في جنوب شرق آسيا .
فقد أدى الخروج الكبير نسبيا لرؤوس الأموال من المنطقة إلى ظهور جملة من ردود الفعل المتسلسلة ، فنظرا للتخلى السلطات النقدية عن نظام ربط قيمة العملة بقيمة الدولار الأمريكي ، فقد عمد العديد من المقترضين الذين اقترضوا من قبل رؤوس اموال العملة الأجنبية إلى شراء الدولارات وذلك خوفا من تكبد خسائر الصرف وفي المقابل فقد شكك المقترضون في قدرة المدينين على دفع خدمة ديونهم ومن ثم القرار بعدم منح القروض وعدم تجديدها ، كل هذا قد أدى إلى نقص السيولة في اقتصاديات دول جنوب شرق آسيا ( وهو الأمر الذي قد يعتبر من بين الخصائص الأساسية للأزمة المالية ) ونظرا لصعوبات التي وجدتها المؤسسات في الحصول على القروض لا سيما لتمويل رأس المال العمل فقد خلق صعوبات للبنوك وللهيئات المالية الأخرى .وبالتالي فكل هذه العوامل قد تفسر الصعوبات التي اعثرت البنوك التايلندية فعلا فقد شهدت هذه الأخيرة انخفاض الباهت بنسبة 37% انخفاض الأصول المالية بنسبة 40% وانخفاضا بقيمة 50% على العقارات التي تحصلت عليها على شكل رهن .واستنادا إلى هذا فقد حاول A.Guillouet أن يعطي صورة عن نمط انتقال الأزمة المالية من قسم إلى قسم أخر في النظام المالي التايلندي .      العقارات     حالات افلاس    القروض إفلاس الشركات   افلاس الهيئات المالية  الباهت     ديون المؤسسات بالعملة الأجنبية واسعار الفائدة للدفاع عن الباهت  حالات الافلاس [14].هذا ولقد ساهم تدهور قيمة الباهت في تنشيط هذه الحلقة وذلك لكون هذا التدهور قد أدى إلى رفع قيمة المديونية التي تم الحصول عليها بالعملة الصعبة ، وبالتوازي مع انتشار الأزمة المالية عبر النظام المالي التايلندي فقد بدأت الأزمة في الانتقال نحو باقي دول المنطقة بحيث ظهرت ضغوطات مضاربة ضد عملات باقي الدول ، ماليزيا ، الفلبيين واندونيسيا في مرحلة اولي ثم هونغ وكوريا الجنوبية في مرحلة ثانية .الأزمـة الأسيويـة من العـدوى إلى تدخـل صنـدوق النقـد الدولـي :فعلا فنظرا للإنخفاض المعتبر لأسعار صرف عملاتها والخروج المكلف لرؤوس الأموال الاجنبية منها اضطرت كوريا واندونيسيا وتايلندا إلى طلب الاعانة (على غرار ما حدث في المكسيك سنة 1994–1995) من صندوق النقد الدولي وقد كان هذا في ايطار اتفاقية تأكيد .وفي الحقيقة فقد تضمنت الخطة المقترحة من طرف صندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة شطرين أولهما مرتبط بالسياستين النقدية والجبائية ،والآخر بجملة من الاصلاحات الهيكلية فقصد الحد من العجز الخارجي والعمل على استقرار العملة بعد تدهورها (كشرط لإسترجاع القدرة التنافسية) ، كان من الواجب انتهاج سياسات نقدية وجبائية تقييدية وذلك في محاولة لتخفيض الطلب الداخلي واسترجاع ثقة المستثمرين وبالتوازن مه هذا فقد طلب الصندوق من هذه البلدان ( كوربا، تايلندا ، واندونيسيا) اتخاذ جملة من التدابير الهيكلية واعادة هيكلة ورسملة القطاع البنكي ( سبق وأن ذكرنا هذه الطريقة تعتبر كوسيلة لواجهة الأزمات البنكية) تقييد ورفع الرقابة الاحتياطية Prudentiel contrôle تطوير التشريع الخاص بالبنوك وبالافلاس وفتح النظام البنكي لرأس المال الاجنبي .
ومن خلال هذا نلاحظ أن إلى جانب اتباع سياسات نقدية وجبائية تقييدية فقد تمحور معظم التدابير الهيكلية المقترحة على النظام البنكي والذي قد يعتبر واحد من الاسباب الرئيسية للأزمة وذلك لنمط تخصيصه للقروض ولرؤوس الأموال ، وإلى جانب هذين الشطرين الذي تضمنتها خطة صندوق النقد الدولي فقد تضمنت أيضا اعانات مالية تقدم للبلدان المعنية ، ويبين الجدول التالي حجم الاعانات المالية المقدمة ومصدرها ، بإعتبار أن هذه الإعانات متأتية من هيئات مالية دولية مختلفة .


الجدول : الاعانـات الماليـة المقدمـة من طـرف هيئـات ماليـة دوليـة مختلفـة
البـلد
تـايلنـدا

تاريخ تقويم العملة
02جويلية 1997

تاريخ طلب الاعانة من FMI
05 أوت 1997

تاريخ الحصول على التأكيد
20 أوت 1997

الهيئات المساهمة في الإعانة ومبلغ المساهمة
صندوق النقد الدولي
4 مليار دولار

البنك الدولي
1.5 مليار دولار

البنك الاسيوي للتنمية
1.2  مليار دولار

مصادر مختلفة
10.5 مليار دولار

المجموع
17.2 مليار دولار

البـلد
أندونيسيـا

تاريخ تقويم العملة
04 أوت 1997

تاريخ طلب الاعانة من FMI
04 أكتوبر 1997

تاريخ الحصول على التأكيد
05 نوفمبر 1997

الهيئات المساهمة في الإعانة ومبلغ المساهمة
صندوق النقد الدولي
10 مليار دولار

البنك الدولي
4.5 مليار دولار

البنك الاسيوي للتنمية
3.5  مليار دولار

مصادر مختلفة
17 مليار دولار

المجموع
35 مليار دولار







البـلد
كوريا الجنويبة

تاريخ التوقف عن الدفاع عن قيمة الوون
17 نوفمبر 1997

تاريخ طلب الاعانة من FMI
21 نوفمبر 1997

تاريخ الحصول على التأكيد
04 ديسمبر 1997

الهيئات المساهمة في الإعانة ومبلغ المساهمة
صندوق النقد الدولي
21 مليار دولار

البنك الدولي
10 مليار دولار

البنك الاسيوي للتنمية
04  مليار دولار

مصادر مختلفة
22 مليار دولار

المجموع
57 مليار دولار





توزيع المساهمة المالية حسب كل هيئة مالية
صندوق النقد الدولي
37.4 مليار دولار

البنك الدولي
16 مليار دولار

البنك الاسيوي للتنمية
8.7  مليار دولار

مصادر مختلفة
51.5 مليار دولار
المجموع

109.2 مليار دولار




Source : A.Guillovet « crise asaitique ; leçons provisoires et premeirs espoirs un revue d’ economie financiere n° 48 juillet 1998 P 212
من خلال الجدول قد تبين لنا مدى الاهمية النسبية للإعانات التي قدمتها هيئات مالية مختلفة على رأسها صندوق النقد الدولي (17.2 مليار دولار لتايلندا ، 35 ملياردولار لأندونيسيا ، 57 مليار دولار لكوريا ) وفي الحقيقة هذه الاعانة تمثل على التوالي 10% ، 15% ، 12% من النتاج الداخلى الاجمالي لهذه البلدان مقيما بسعر صرف 1996 [15].اول ماقد يقال حول تدخل صندوق النقد الدولي في الأزمة الاسوية هو أن الصندوق استجاب لطلب جاء بصورة تلقائية من عند هذه البلدان  ، وقد يعكس هذا اللجوء التلقائي المصداقية التي اكتبستها الصندوق كهيئة وقد ساهم في مواجهة الأزمات المالية لاسيما بعد تدخله في حل الأزمة المكسيكية سنة 1995 ، وازمة المديونية فيما قبل ، ومن ثم فيمكن القول أن صندوق النقد الدولي كهيئة قد اكتسب مكانة هامة نسبيا في النظام المالي الدولي لاسيما عند ظهور الازمات المالية .وفي هذا الاطار قد يعتبر على ضوء بعض المؤشرات الخاصة بدول جنوب شرق آسيا أن السياسات والتدابير التي انتهجتها هذه الدول بإعانة من صندوق النقد الدولي قد كانت فعالة نسبيا ففي سنة 1999 شهدت هذه الدول تسجيل معدلات نمو ايجابية (2% في كوريا ، 2% في الفلبيين ، 1% في تايلندا ، 0.9% في ماليزيا ، ماعدا اندونيسيا أين تواصل تراجع الناتج الداخلي الاجمالي) . بداية ظهور فائض جاري (70مليار بعد أن تم تسجيل عجز بقيمة 55 مليار دولار سنة 1996 للخمس دول الاساسية التي مستها الأزمة الأسيوية) وقد تزامن هذا بتحسن اسعار الصرف ، ارتفاع قيمة الاحتياطات الرسمية ومؤشرات الأسواق المالية ، ونصور بعض نتائج السياسات المتبعة لا بد أن نشير إلى توقف معدل نمو الانتاج الصناعي عن التراجع في دول جنوب شرق آسيا وإلى بداية دخول رؤوس الأموال الأجنبية إلى دول المنطقة سنة 1999 .وبالتالي فعلى غرار ما حصل في المكسيك سنة 1995 فقد ساهم صندوق النقد الدولي في إعانة دول جنوب شرق آسيا للدخول في مرحلة نمو وتجاوز الأزمة المالية ومع هذا ثمة هناك جملة من الانتقادات وجهت للصندوق وتعامله إزاء الأزمة السيوية .التسلسـل التـاريخـي
مـارس 1997:أزمة مالية في تيلندا نجمت عن انهيار المؤسسات المالية وعلى رأسها Finance ONE .
مـاي 1997 :بروز اشاعات حول تدهور العملة التايلندية أدت إلى انهيار البورصة المالية في تايلندا بإنخفاض مقدار 80% ، بإتجاه سنغافورة وهونغ كونغ لمساعدة تايلندا .جـوان 1997 :استقالة وزير المالية التايلندي .2 جـويلية 1997
تعويم العملة التايلندية وهو ما أدى إلى فقدان هذه العملة 23% من قيمتها وانخفاض البورصة بانكوك بـ 25% .11 جـويلية 1997
تخفيض الفلبيين لعملتها بنسبة 10% وفقدان بذلك بورصة مانيلا 22% من قيمتها .16 جـويلية 1997
اليابان تبحث مع صندوق النقد الدولي في كيفية انقاذ اقتصاد تايلندا ومنح بذلك FMI لتايلندا قرض قيمته 16.7 مليار دولار .
18أوت 1997
ظهور توترات في السوق المالي الماليزي مما دعى رئيس الوزراء مهاتير محمد إلى توجيه اللوم إلى المضاربين وعلى رأسهم GEORGE SOROS ، ومنعت بذلك ماليزيا عمليات البيع الآجلة وهذا ما زاد في تعقيد الأزمة.
25 أوت 1994 :      ظهور اختلال على مستوى العملات الوطنية لكل من كوريا وهونغكونغ وانخفاض في عملة ماليزيا .21 سـبتمبر 1997 :اجتماع سنوي لكل من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي في هونغكونغ واقتراح اليبان بإنشاء صندوق لإنقاذ الاقتصاد الآسيوي بقيمة 100 مليار دولار .8أكـتوبر 1997
مزيد من الانخفاض في قيمة العملة الاندونيسية وهبوط البورصة في جاكرتا بنيبة 48% من قيمتها وهذا ما تطلب FMI للأندونيسيا قرض بقيمة 37 مليار دولار .
14 أكـتوبر 1997 :شروع تايلندا في برنامج اعادة هيكلة قطاعتها البنكي
27 أكـتوبر 1997
ظهور الفوضى والهلع في أغلب بورصات العالمية حيث فقدت بورصة وول ستريت 7.8% من قيمتها ولكن كانت بعيدة عن الوقوع في الأزمة المالية .3 نـوفمبر 1997:اغلاق 16 بنك في اندونيسيا تحت ظغوط FMI .
24-25 نـوفبر 1997 :
أزمة مالية في كوريا وتعرض العملة والبورصة الكورية على سقوط حر وطلب قرض من FMI بقيمة 60   مليار دولار .
8 سـبتمر 1997 :
اغلاق 56 مؤسسة مالية في تايلندا وانخفاض في بورصة هونكونغ بنسبة 87%2 فـيفري 1998 :
تعرض البنوك الاوربية المتواجدة في آسيا إلى خسارة قدرت بـ 20 مليار دولار
الـدروس المستخلصـة من الأزمـة الأسيويـة :الـدرس الأول :      ضرورة إيلاء الإهتمام المبكر بتصحيح الإختلالات الاقتصادية الكلية قبل فترة من اندلاع الأزمات وهذا لم يحدث في تايلندا بالرغم من التحذيرات المتكررة في هذا الصدد .الـدرس الثاني :
بمقدور الدول المجاورة التي تعرضت إلى الأزمة ذاتها أن تأخذ جانب الحذر مقدما وذلك من خلال تعزيز سياستها الإقتصادية .الـدرس الثالث :إن معدل النمو الاقتصادي التي حققتها دول الأزمة إنما كانت تخفي بعض المشاكل ومنها العجز الكبير في الحساب الجاري وتدفق  الاستثمارات الاجنبية عبر نظم اقتصادية اعتمدت على نحو واسع على تقديم قروض بالعملات الصعبة بأسعار فائدة منخفضة للغاية لصالح قطاعات غير منتجة .الـدرس الرابع : إن التطورات الأخيرة لأسواق المال الأسيوية لا تكشف عن المخاطر الأسواق العالمية فحسب بل في كيفية التعامل معها بصورة مسؤولة من خرل اتباع سياسات اقتصادية تقوم على أسس متينة من الاصلاحات الهيكلية التي يمكن أن تقود إلى تحديد الثقة وبالتالي تساعد على تخصيص الموارد بصورة كفؤة
.II7 دراسـة مقارنـة بين الأزمـة المكسيكيـة والأزمـة الآسيويـة :
أ. اوجـه التشابـه:1.    تشابه في تسلسل الوقائع بشكل عام .
2.    انتهاج نفس نظام الصرف من طرف البلدان التي مستها الأزمة .3.    تنامي العجز الجاري قبيل ظهور الأزمتين .4.    ارتفاع حجم التدفقات المالية للمنطقتين قبيل الأزمتين
5.    ضعف الأنظمة المالية في المنطقتين .-       وجود أحداث ولدت الضغوطات المضاربة في الأزمتين ووجود آثار العدوى.ب. اوجـه الاختـلاف :-       ارتبطت الأزمة المكسيكية بالمديونية العمومية في حين ارتبطت الأزمة الأسيوية بالمديونية الخاصة .
-       اختلاف في بنية التدفقات المالية المتجه للمكسيك (حوافظ مالية أساسية) ، وتلك المتجه للدول جنوب شرق آسيا (استثمارات مباشرة).-                               ارتفاع معدل الادخار في جنوب شرق آسيا مقارنة مع المكسيك .
المبحث الثالث : سيـاسات تجنب الأزمـات ، نماذجها ،أهـمية مقرض الملاذ الأخير العالمي
 1.IIIسياسـات تجنب الأزمـات الماليـة :
تطرح في أدبيات الاقتصادية والتجارب العلمية جملة من السياسات الهادفة إلى تقليل احتمال حدوث الأزمات المالية منها :[16]1.                           العمل على تقليل الاضطربات والمخاطر التي تتعرض لها الجهاز المصرفي خصوصا تلك التي تكون تحت النظام الداخلي للدولة وذلك عن طريق استخدام أسلوب التنويع وشراء تأمين ضد تلك المخاطر والإحتفاظ بجزء أكبر من الاحتياطات المالية لمواجهة مثل تلك التقلبات واستخدام سياسات مالية ونقدية أكثر إلتزاما بأهدافها .
2.  الاستعداد والتجهيز الكافي لحالات الانكماش في الأسواق المالية والرواج المتزايد في منح الائتمان المصرفي وتوسع الدور المالي للقطاع الخاص ، وذلك عن طريق استخدام السياسات المالية والنقدية التي تستطيع أن تتعامل مع تلك المشاكل من جهةوتصميم نظام رقابة مصرفية يقوم بتعديل وتقليل درجة التقلبات وتركيز المخاطرة في منح الائتمان من جهة أخرى .3.  التقليل من حالات عدم التلاؤم والمطابقة في السيولة مع التزمات المصرف الحاضر، والمطلوب ، هو آلية لتنظيم العمليات المصرفية في هذا المجال خصوصا في الأسواق الناشئة وقد يكون ذلك عن طريق فرض احتياطي قانوني عالى خلال الفترات العادية ، ويمكن تقليله في حالات إحتياج المصرف للسيولة في حالة الأزمات ،والإستعداد أيضا لمواجهة الأزمات من خلال الاحتفاظ بإحتياطات كافية في النقد الاجنبي .4.  الاستعداد الجيد والتهيئة الكاملة قبل تحرير السوق المالي ، كما يجب العمل على تطوير وتعديل الأطر القانونية والمؤسسية والتنظيمية للقطاع المصرفي .5.    تقليص دور الدولة في القطاع المصرفي والتقليل من القروض الموجهة من الحكومة مع إاعادة هيكلة القطاع . وقد يكون السبيل لذلك هو الحث والتحفيز على تقليص دور الدولة خلال برامج لخصخصة القطاع المصرفي .6.    تقوية وتدعيم النظام المحاسبي والقانوني وزيادة الشفافية والافصاح عن نسبة الديون المعدومة من جملةأصول المصرف والقطاع المصرفي المالي .7.  اعطاء استقلالية أكبر للمصارف المركزية ، بمعنى منع تدخل الحكومة عند قيام المصرف المركزي بأداء وظيفته الأساسية وهي تنفيذ السياسة النقدية .8.  مراقبة رؤوس الأموال والتقليل من دخول التدفقات المالية القصير ةالأجل والتي تهدف إلى المضاربة وذلك عن طريق :
فرض  ضريبة على رؤوس الأموال قصيرة الأجل والمسماة (TAXE –TOBINE) وتقدر بين 0.05% إلى 1%.
تطبيق هذه الضريبة على كافة الأسواق المالية الدولية و إلا فإن رؤوس الأموال ستتجه إلى الأماكن التي لا يطبق فيها هذا الرسم .
-                                                     الرقابة الوقائية واستخدام طرق أفضل من مراقبة وتتبع أعمال المصارف التجارية من منظور الملاءة ، والأمن للأصول المصرفية وزيادة المقدرة على التنبؤ بالأزمات المصرفية قبل حدوثها وبالتالي الحد من أثارها السلبية على الجهاز المصرفي ، حتى تستطيع السلطات النقدية الوقاية منها ومنع انتقالها إلى بنوك أخرى هذه الطرق تتضمن : [17]§   الكفاية الرأسمالية : تطبق نسب الكفاية الرأسمالية بما يتفق مع اتفاقية لجنة بازل.§   نسبة السيولة : تطببق نسبة السيولة الإجبارية .§   التحفظ على القروض الردئة : وذلك بتصنيف القروض حسب جودتها وفرض احتياطي أكبر على القروض عالية المخاطر .§   زيادة الشقافية و الافصاح عن كافة المعلومات .§   تعيين مدققي حسابات خارجيين.§   منع حدوث ظاهرة التركيز  الإئتماني : وضع حد أعلى لمقدار القروض ولاتسهيلات الائتمانية التي يمنحها المصرف لمقترض واحد .§   انشاء مكتب مركزي للمخاطر
§   استخدام نظام تأمين الودائع : على غرار النظام المتبع في الو.م.أ أو كندا ،بريطانيا وذلك بتأمين حد أعلى على الودائع .

  2.IIIمقـرض المـلاذ الأخيـر العالمـي
 1.2.IIIأهمـية مقـرض الملاذ الأخيـر العالمـي :
إن ضرورة وجود مقرض الملاذ الأخير العالمي مرتبط بالعولمة المالية ، وبتدويل خطر النظام وبالاحتمال المتزايد لظهور الأزمات المالية الدولية فهناك من يعتبر أن وجود مقرض الملاذ الأخير عالمي أمر ضروري وعلى العكس فهناك من خالف هذا الرأي في هذا الصدد اعتبرت A.Schwartz أن ضرورة وجود مقرض الملاذ الاخير عالمي سرعان ما تتراجع إذا كانت السلطات النقدية الوطنية تضمن القيام بدور مقرض الملاذ الاخير على المستوى المحلي في ظل اتباعها لأنظمة الصرف الملائمة ومن ثم فاستنادا إلا هذاه الفكرة فلابد من توقف صندوق النقد الدولي عن قيامه بدور مقرض الملاذ الاخير العالمي ، كما نجد هذا الرأي ايضا لدى M.Friedmen والذي اعتبر أن تدخلات الصندوق خلال الأزمات المالية الدولية الأخيرة التي كانت غير مناسبة بل ذهب إلى حد اعتبار أن زوال صندوق النقد الدولى هو شرط اساسي لضمان الاستقرار المالي في العالم .
وعلى العكس من هذا ن واستنادا إلى أزمات 1998 فقد اعتبر C.Kindel berger انه من الضروري وجود مقرض الملاذ الاخير على المستوى العالمي لاسيما في ظل العولمة المالية وتدويل خطر النظام [18].
هذا وبعد أن اسند ضرورة وجود مقرض الملاذ الاخير على المستوى العالمي إلى الروابط التي خلقتها العولمة المالية الأمر الذي جعل معظم البلدان عرضة لخطر العدوى . الشكل: يوضح أهميـة مـقرض المـلاذ الاخيـر العالمـي


 












.2.III2 صنـدوق النقـد الدولـي كمقـرض المـلاذ الأخيـر العالمـي  :
لقد أوكلنا مهمة مقرض الملاذ الأخير العالمي إلى FMI من خلال قمة G7 التي انعقدت بهاليفاكس Halifax سنة 1995 ، حيث تم الرفع من دور الصندوق في العيام بعمليات الرقابة الاحتياطية والتنبؤ بالأزمات المالية [ لاسيما عبر وضع معيار خاص لنشر المعلومات] .
اعطاء الصندوق امكانية الحصول على الموارد المالية اللازمة لتدخل كمقرض الملاذ الاخير العالمي من خلال الأزمات المالية الدولية عن طريق مايعرف بالاتفقيات العامة للقرض (AGE Accords Génieraux d’ unprunts) والتي أنشئت سنة 1962 وهي عبارة عن حظ قرض مفتوح بشكل دائم لدي 11 بنكك مركزي في الدول المصنعة لصالح الصندوق ، كما تقرر سنة 1995 إنشاء مايعرف بالإتفاقيات الجديدة للقرض
كما عمل الصندوق على تكييف وسائله وآلياته كي يصبح قادرا على القيام بمهمة مقرض الملاذ الاخير العالمي وقد نذكر في هذا الاطار إنشاء تسهيلة الاحتياط التكميلي 1997  Facilité de reserve supplémentaire ( الموجهة للبلدان  التي تعرف أزمة مالية ) بالإضافة إلى إنشاء ما يعرف بخط القرض الشرطي 1999 ( الموجه للبلدان المهددة بالأزمة المالية) .
وقصد تبيان مدى فعالية الأليتين السابقتين الذكر حاول S. Fesher  أن يبين مدى احترامها لمبادئ W.Bagehot ،وجسب هذا الأخير لابد على مقترض الملاذ الأخير أن يقرض دون حدود ، لقاء فوائد والحصول على ضمان ، كل الهيئات المالية ما عدا تلك التي تعرف حالة عدم الملائة ،فإستنادا إلى S. Fesher  وللوهلة الأولى مبدأ دفع الفوائد المطبق في الأليتين ناهيك عن وجود الشرطية والتي تهدف إلى نفس الغاية .
أما فيما يخص مبدأ الإقراض الغير محدود ، فإذا لاحظنا ما جاءت به الاتفاقيات الجديدة للإقراض فإنه يتسنى لصندوق تقديم القروض بالنمط المشار اليه . وخلاصة القول أنه طبقا لمبادئ W.Bagehot يمكن اعتبار FMI كمقرض ملاذ أخير عالمي .
ومن جانب آخر يرى بعض الإقتصاديين أن لجوء البلدان المتضررة إلى الصندوق هو الذي زاد من حدة الأزمة وتسريعها ، حيث طالب FMI مقابل تقديم العون المالي تطبيق سياسات مالية ونقدية انكماشية في ظروف تقتضي فينظر الكثيرين أن تكون المشورة السليمة  هي عكس ذلك ، وبذلك اظيفت إلى نكاليف الأزمة وأعبائها تكاليف مشورة الصندوق الخاطئة .
كما حملت  برامج الصندوق و التي  أعدت لمواجهة الأزمة بقائمة طويلة من الإصلاحات الهيكلية طويلة الأمد والتي لم تكن لها علاقة مباشرة لعلاج الأزمة فوسط  أزمة خانقة يزيد FMI من حدتها .
زيادة شكوك حول  ادراك الصندوق لطبيعة الأزمة فقد أدى إلى إقفال 16 بنك أندنوسي مما زاد في تعميق الأزمة .
كما علق البعض على أن الأزمة المالية إستعملت كفرصة  لإعادة هيكلة وصياغة اقتصاديات بلاد ، الأزمة في صورة اقتصادات تناسب التطورات السائدة في واشنطن والصندوق .وخلاصة القول فإن تدخل صندوق كمقرض ملاذ أخير عالمي زاد من حدة الأزمة  .
 3.IIIنماذج الأزمــات الماليــة :
في سنوات 1990 لاحظنا تعدد و انتشار الأزمات المالية و كدا أزمات الصرف فمنها أزمة آلية الصرف الأوروبي 1992 – 1993 أزمة مكسيكية 1994 الأزمة الأسيويـة التي آت في تايلندا في 1997 ، تم روسيا في ماي – أوت 1998 ، فالبرازيل من نوفمبر 1998 – جانفي 1999 ، تركيا و مؤخرا الأرجنتيـن .وإن تعدد هده الأزمات آل إلى تعدد النماذج المفسرة لها :فحسب Rose et chengreen  1995 أن النماذج الأول و الثاني يعود إلى أسباب اقتصادية كلية أما نموذج ميل إلى مصادر رمادية .أ) نموذج الميـل الأول : نماذج الميل الأول حاولت توضيح أزمات ميزان المدفوعات لسنوات 1970 -1980 طبقا لهده النماذج أزمات الصرف سببها قلة الاحتياطات الصرف ناجمة عن العجز الدائم في ميزان المدفوعات بالإضافة إلى ضعف مؤشرات الاقتصادي الكلي  ومنه لابد من تخفيض قيمة العملة لتحقيق التوازن الخارجي و الحفاظ على الاحتياطات الرسمية و بالتالي وضع حد للأزمة بالاضافة الى ان هذا النوع من الأزمات يفسر على أنها النتيجة المتوقعة لإتباع سياسات ينقصها التوافق والإنسجام على سبيل المثال محاولة تبني سعر صرف ثابت مع ممارسة
سياسة مالية ونقدية توسعية ولقد فسر هدا النوع من خلال نموذج1979 Krugmanفرضيات النموذج:
- البنك المركزي يتبع سياسة توسعية .- الحفاظ على مستوى سعر صرف ثابت وتعويمه عند الوصول إلى مستوى حرج .-الأعوان الخاصة لها توقعات عقلانية حيث أن ملاحظتها لسلوك السلطات يدفعها لحماية نفسها عن طريق شراء عملة أجنبية مما يؤدي إلى نفاذ الإحتياطات .ومن خلال الشكل السابق نلاحظ أنه قبل إنهيار نظام الصرف عند   tc مخزون النقود ثابت ويتكون من قروض داخلية + إحتياطات رسمية حيث أن إنخفاض مستوى الإحتياطات يعني أن يصبح مخزون النقود ويتكون من قروض داخلية مما يؤدي إلى سرعة إنهيار نظام الصرف (إنخفاض الإحتياطات إلى مستوى حرج).
كما يمكن أن نميز حالتين :إنهيار نظام الصرف بدون هجمات مضاربية : حيث يتم التخلي عن نظام الصرف الثابت عند إستنفاد الإحتياطات الرسمية بسبب السياسة التوسعية (إرتفاع منح القروض) يسمى الإنهيار العادي. إنهيار نظام الصرف عن طريق هجمات مضاربية: حيث يتم التخلي عن نظام الصرف الثابت قبل النفاذ الكامل للإحتياطات الرسمية .ب) نموذج الميـل الثاني :و يتضمن أزمات نظام النقدي الأوروبي 1992- 1993  و التي يتبين أن الوضعية الاقتصادية للبلد ليست العامل الوحيد الذي يشرح ظهور الأزمة و ثم نفسرها من خلال نموذجObsetfeld 1994 كما انهاتعرف بازمات ذاتية التحقيق les crises auto-realisatrices
ج) نمودج الميـل الثالث :ويضم أزمات التسعينات خاصة الأزمة المكسيكية و الأزمة الأسيوية و التي عرفت اندلاع أزمة صرف و أزمة بنكية ي آن واحد و هو ما يعرف الأزمات التو أميةcrise jumelle  الـخـاتمـةمن الأزمات المالية التي عرفها العالم نستنتج أنه من الضروري أن يكون التحرير المالي مصحوبا بسياسات ملائمة للحد من سرعة التقلب ومن المتفق عليه منذ وقت طويل أنه لا غنى عن سياسات الاقتصادية الكلي السليمة للمحافظة على الاستقرار المالي غير أن التجارب الحديثة تؤيد أن الإستقرار الاقتصادي الكلي وإن كان ضروريا فهو لا يكفي لتحقيق الاستقرار المالي ، فيجب أن يكون خط دفاع الأول ضد المخاطرة المالية هي الأدارة السليمة للمخاطرة المالية وعلى البنوك وجميع الوسطاء الماليين أن يديروا مخاطر ميزانياتهم بحكمة ويجب وضع نظام منظبط للسوق يسير ويبني افضل أساليب المحاسبة والمراجعة والافصاح والشفافية مع وضع رقابة مستمرة ودائمة لحساب رؤوس الأموال .
المراجع : الكتـب باللغـة العربيـة :
عرفان تقي الحسيني " التمويل الدولي " دار المجدلاوي للنشر ، الأردن 1999 . د. مروان عملون " الاسواق النقدية والمالية ، البورصات ومشكلاتها في عالم النقد والمال " ، الجزء الثاني ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر 2000 . د. زكريا طاحون " بيئات ترهقها العولمة – الإق – السياسية الثقافية- الاجنماعية " جمعية المكتب العربي للبحوث والبيئة ، القاهرة 2000 .الرسائل والطروحات .آيت بشير عمار " الأزمات المالية وإصلاح النظام النقدي الدولي ، دراسة الأزمتين المكسيكية والأسيوية " رسالة ماجيستير في العلوم الاقتصادية جامعة الجزائر 2001 .المجـلات والمقـالات
 أليخاندرو لوبير ميخيا " صندوق النقد الدولي ووظيفة المقرض الملاذ الأخير " مجلة التمويل والتنمية ، سبتمبر 1999 .غليليرمو اوتير مارتينيز " ما هي الدروس التي تطرحها أزمة المكسيك بالنسبة للإنعاش في آسيا " مجلةة التمويل والتنمية عدد ينيو 1998 . د. نابي التوني " الأزمات المالية " سلسلة دورية تعنى بقضيا التنمية في الأقطار العربية – العدد التاسع والعشرون ماي 2004 . س . فيشر " الأزمة الأسيوية والدور المتغير لصندوق النقد الدولي " مجلة التمويل والتنمية عدد يونيو 1998 .الـكتب باللغـة الأجنبيـة
 Les ouvrages
1)  Jacques GRAVEREAU « Les crises financieres «   econmica 2001.Les revue et les articles :2)  Adil NAAMANE « Les indicateurs d’ alerte des crises financieres « cente d’Analyse theorique et e traitement des données economique universite de Pau.3)   Irin Bund « Histoire des crise d »19emejournee International d’ économie Monétaire et barcau lyon 6 et 7 juin 2002 .4)  ZOUARI SAMIR « que savons nous des modeles de crise et change« unevercite Paris II
5)  Bullelin du FMI du 13 Fevries 1995 aide exceftionelle du FMI


1  أيت بشير " الأزمات المالية واصلاح النظام النقدي الدولي ، دراسة الأزمتين المكسيكسة والأسيوية " رسالة ماجيستير في العلوم الاقتصادية ، جامعة الجزائر ، 2001 ص 10 .
[1] عرفان تقي الحسيني  " التمويل الدولي " دار   للنشر ، الأردن 199 ص 200[2] د/ ناجي توني "الأزمات المالية " سلسلة دورية تعنى بقضايا التنمية في الأقطار العربية – العدد التاسع والعشرون-ماي 2004 ص051 Adil  NAAMANE «  Les indicateurs d’ alerte des cruse financieres  . Centre  d’Analyse Theorique Et de traitement    des données economique P 07.[3] يوري داداوشي "دور الديون قصيرة الأجل في الأزمة الأخيرة" مجلة تموبل والتنمية ديسمبر2000ص54.
[4] د/ زكريا طاحون"بيئات ترهقها العولمة –الإقتصادية –السياسية-الثقافية –الإجتماعية " جمعية مكتب العربي للبحوث والبيئة 2003 ص245.
[5] د/مروان عطون "الأسواق النقدية والمالية (البورصات ومشكلاتها في عالم النقدوالمال)"الجزء الثاني،ديوان المطبوعات الجامعية – الجزائر 2000 ص200.
[6]  عرفات تقي الحسيني  " التمويل الدول " مرجع سابق صفحة 202 .[7]  د. مروان عملون ، مرجع سابق 203 .[8] غليليرمو أوربتر مارتينير " ماهي الدروس التى تطرحها أزمة المكسيك بالنسبة للإنتعاش في آسيا ؟ " مجلة التمويل والتنمية عدد يونيو 1998 ص 7. [9]  غليليرمو أوربتر مارتينير مرجع سابق ذكره صفحة 08 .[10] M.Aglietta une analyse des perturbation récentes in revue probleme économique n°2541-2542 du 5-12 Novembre 1997-p45.  
           Bultin de FMI du 13 Fevrier 1995 "Aide exceptionnelle duFMI au Mexique p33.[11][12] آيت بشير عمار مرجع سابق صفحة 185 .[13] Jacques GRAVEREAU Crise financieu economique 2001 P 195
[14] « Irin Bund «   histiore crises financieres 19 eme journées international d'économie Monitaire et bancaire " Lyon 6et7 Juin 2002p10.[15]  س فيشر  " الأزمة الأسيوية والدور المهم لصندوق النقد الدولي "  ، مجلة التمويل والتنمية عدد ينويو 1998 صفحة 04 .[16] Jacque .OP cit 220 .[17] Irana Bunda OP cit P24.[18] اليخاندرو لوبيز " صندوق النقد الدولي ووظيفة مقرض الملاذ الاخير  " مجلة التمويل والتنمية سبتمبر 1999 ص24.