ما هو اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة
اضطراب قصور الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أحد أكثر اضطرابات النمو العصبي شيوعًا في مرحلة الطفولة، عادة ما يتم تشخيصه لأول مرة في مرحلة الطفولة وغالبًا ما يستمر حتى مرحلة البلوغ، وقد يواجه الأطفال المصابون باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة صعوبة في الانتباه والتركيز، والتحكم في السلوكيات الاندفاعية أي قد يتصرفون دون التفكير في النتيجة أو يكونون مفرطين في النشاط.
تبدأ أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة الواضحة في سن مبكرة وتصبح أكثر وضوحاً عندما تتغير بيئة الطفل كدخول المدرسة والالتحاق مع الأطفال الآخرين، ويتم تشخيص معظم الحالات عندما يكون الأطفال أقل من 12 عامًا لكن في بعض الأحيان يتم تشخيصها في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.
عادة ما تتحسن أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة مع تقدم العمر لكن العديد من البالغين الذين تم تشخيص إصابتهم بهذه الحالة في سن مبكرة يستمرون في مواجهة المشاكل، وقد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة أيضًا من مشاكل أخرى مثل اضطرابات القلق والنوم.
في كثير من الأحيان يتم تشخيص اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأولاد أكثر من الفتيات، والفتيات أكثر عرضة للإصابة بأعراض عدم الانتباه فقط، وأقل عرضة لإظهار السلوك التخريبي الذي يجعل أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أكثر وضوحًا، هذا يعني أن الفتيات المصابات باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد لا يتم تشخيصهن دائمًا.[1]
أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة
تُصنف أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADHD) إلى نوعين من الاضطرابات السلوكية، وقد يعاني العديد من الأشخاص المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة من مشاكل تندرج في كلتا الفئتين، وهما:
عدم الانتباه والتركيز. فرط النشاط والاندفاع.
أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال والمراهقين محددة، وعادة ما تكون ملحوظة قبل سن السادسة، ويحدث أغلبها في المنزل والمدرسة، وقد يعاني الأطفال من أعراض كل من قصور الانتباه وفرط النشاط والاندفاع أو قد تظهر عليهم أعراض نوع واحد فقط من هذه الأنواع من السلوك.
أعراض عدم الانتباه : تشمل أعراض عدم الانتباه الأساسية ما يلي:
وقت انتباه قصير لأي شيء حول الطفل. التشتت بسهولة. ارتكاب أخطاء بسبب الإهمال مثل إهمال الواجبات المدرسية. حالة من النسيان أو فقدان الأشياء. عدم القدرة على الالتزام بالمهام الشاقة أو التي تستغرق وقتًا طويلاً. يبدو أنه غير قادر على الاستماع إلى التعليمات أو تنفيذها. تغيير الأنشطة والمهمات باستمرار. صعوبة في تنظيم المهام.[1][2]
أعراض فرط النشاط والاندفاع: العلامات الرئيسية لفرط النشاط والاندفاع هي:
عدم القدرة على الجلوس ساكناً في أي مكان. تململ باستمرار. عدم القدرة على التركيز على المهام والأعمال. الحركة الجسدية المفرطة. الكلام المفرط. عدم القدرة على انتظار دورهم في أي شيء. يتصرف بدون تفكير في النتائج. مقاطعة المحادثات. إحساس ضئيل أو معدوم بالخطر. يمكن للأطفال الصغار الركض أو القفز أو التسلق باستمرار.
يمكن أن تسبب هذه الأعراض مشاكل كبيرة في حياة الطفل، مثل ضعف التحصيل في المدرسة، وسوء التفاعل الاجتماعي مع الأطفال والبالغين الآخرين، ومشاكل الانضباط.[1] [2]
أسباب اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة
أسباب اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة غير معروفة إلى الآن لكن بعض الأبحاث تشير إلى عدة عوامل قد تساهم في الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، أبرزها ما يلي:
عوامل وراثية
اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة أكثر انتشاراً في العائلات، ويُعتقد أن الجينات التي ترثها من والديك هي عامل مهم في تطوير الحالة.
تظهر الأبحاث أن أقارب شخص مصاب باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة هم أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مع ذلك الطريقة التي يورث بها اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة معقدة ولا يُعتقد أنها مرتبطة بخطأ جيني واحد.[3]
الدماغ
أشارت الأبحاث إلى عدد من الاختلافات في أدمغة الأشخاص المصابين قصور الانتباه وفرط الحركة عن الأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من الحالة، على الرغم من أن الأهمية الدقيقة لهذه الاختلافات غير واضحة، على سبيل المثال اقترحت الدراسات التي تتضمن فحوصات الدماغ أن مناطق معينة من الدماغ قد تكون أصغر لدى الأشخاص المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، بينما قد تكون مناطق أخرى أكبر.
دراسات أخرى أشارت إلى أن الأشخاص المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة قد يعانون من خلل في مستوى الناقلات العصبية في الدماغ أو أن هذه المواد الكيميائية قد لا تعمل بشكل صحيح.[2][3]
هناك بعض العوامل الأخرى التي يُعتقد أنها تؤثر على الإصابة باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، منها ما يلي:
الأشخاص الذين ولدوا قبل الأوان أي قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل أو بوزن منخفض عند الولادة. الأشخاص الذين يعانون من داء الصرع. تلف الدماغ الذي يحدث إما في الرحم أو بعد إصابة شديدة في الرأس في وقت لاحق من الحياة. تعاطي الكحول والتبغ أثناء الحمل. في حالات نادرة جدًا قد تؤدي السموم الموجودة في البيئة إلى الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، على سبيل المثال يمكن أن يؤثر الرصاص في الجسم على نمو الطفل وسلوكه.[3]
تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
تحديد ما إذا كان الطفل مصابًا باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة هي عملية تتكون من عدة خطوات، لا يوجد اختبار واحد لتشخيص اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة لأن العديد من المشاكل الأخرى؛ مثل: القلق، والاكتئاب، ومشاكل النوم، وأنواع معينة من صعوبات التعلم، يمكن أن يكون لها أعراض مشابهة، ويتضمن تشخيص الاضطراب بعض الخطوات التالية:
إجراء فحص طبي، بما في ذلك اختبارات السمع والبصر. يشتمل تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عادةً على قائمة مرجعية لتصنيف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وأخذ تاريخ الطفل من الوالدين والمعلمين وأحيانًا الطفل. قد يساعدك التحدث إلى معلمي الطفل قبل رؤية الطبيب العام لمعرفة ما إذا كان لديهم أي تعليقات أو ملاحظات بشأن سلوك طفلك. لا يمكن للطبيب العام تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بشكل رسمي، لكن يمكنه مناقشة مخاوفك معه وإحالتك إلى الطبيب المختص.[3][4]
علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يمكن السيطرة على اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالعلاج المناسب، وهناك العديد من خيارات العلاج، لكن أفضل طريقة تعتمد على الطفل والعائلة، وتشمل أنواع علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:
العلاج السلوكي، بما في ذلك تدريب الوالدين. الأدوية.
للأطفال المصابين قصور الانتباه وفرط الحركة الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتدريب الوالدين على التعامل مع السلوك باعتباره الخط الأول من العلاج قبل تجربة العلاجات الأخرى.
للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات فما فوق تشمل التوصيات العلاج الدوائي والسلوكي معًا، وتدريب الوالدين على إدارة السلوك للأطفال حتى سن 12 وأنواع أخرى من العلاج السلوكي وتدريب المراهقين.[2][3]
نمط حياة صحي للتعامل مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
التمتع بصحة جيدة أمر مهم لجميع الأطفال ويمكن أن يكون مهمًا بشكل خاص للأطفال المصابين باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، بالإضافة إلى العلاج السلوكي والأدوية فإن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يسهل على طفلك التعامل مع أعراض اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، إليك بعض السلوكيات الصحية التي قد تساعدك:
اتباع عادات غذائية صحية مثل تناول الكثير من الفاكهة، والخضروات، والحبوب الكاملة، واختيار مصادر البروتين الخالية من الدهون. ممارسة أنشطة بدنية يومية حسب العمر. الحد من مقدار الوقت اليومي الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة من أجهزة التلفزيون، وأجهزة الكمبيوتر، والجوال، والأجهزة الإلكترونية الأخرى. الحصول على القدر الموصى به من النوم كل ليلة بناءً على العمر.[2][3]
قصور الانتباه وفرط الحركة لم ينتشر في الآونة الأخيرة بل مع تطور الوعي لدى الآباء أصبح هناك تشخيص لعدد أكبر من الحالات التي تتبع وسائل علاجية مختلفة تساعد على تحسين صحتهم وتقليل أعراض الاضطراب.
تم نشر هذا المقال على موقع بابونج